الفنان السوري جمال سليمان يحكي عن نفسه وعن شركاء الأيام الصعبة
تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT
وفي سرده لحكايته في حلقة 2025/3/31 من برنامج "قصتي"، أوضح سليمان أنه ولد في فترة تحولات كبيرة داخل وخارج سوريا، وهو يرى أن هذه التحولات أثرت عليه وعلى جيله الذي يصفه بأنه "أبناء عدم الاستقرار"، لأنهم كلما شعروا ببناء شيء تهدم عليهم.
وقد أثرت نكسة يونيو/حزيران 1967 في معنويات سليمان وجيله، وهو يقول إنه لمس الأثر الكبير لهذه الهزيمة على أمه وأبيه الذي كان مناضلا في حزب البعث الاشتراكي لكنه لم ير في حياته إلا الهزيمة وغياب العدل.
ومع شعوره بعدم القدرة على تحقيق أحلامه في الحياة، قرر والد سليمان أن ابنه البكر سيقوم بهذا الأمر نيابة عنه، وهو ما وضعه تحت ضغط كبير بسبب هذه "المبالغة" الأبوية.
مغادرة بيت الأهللذلك، غادر سليمان بيت أهله مبكرا وكان ينام في الحدائق حتى التحق بعمل في واحدة من المطابع التي كان ينام بداخلها أيضا وهو ما ساعده على القراءة في مختلف المجالات.
وإلى جانب هذا الحالة، كان سليمان يحب المسرح والتمثيل، الأمر الذي حال دون تفوقه في التعليم مما جعل والده يشعر بأن مشروعه هو الآخر قد فشل كما فشلت الاشتراكية والوحدة العربية.
لكن هذا المآسي والتجارب المريرة التي عاشها سليمان، كان لها دور بلا شك في صقله والوصول به إلى ما وصل إليه من نجاح في عالم الفن، كما يقول.
إعلانويعتبر سليمان أن نجاحه في مسرحية "أغنية على الممر" للكاتب المصري علي سالم، أواخر ستينيات القرن الماضي، كانت عاملا فاصلا في قراره أن يكون ممثلا بعد أن قرأ اسمه في الصحف ولمس استقبالا جميلا من الجماهير له.
وفي هذا التوقيت، تم افتتاح معهد عال للفنون المسرحية بسوريا ومن ثم أصبح طالبا بهذا المعهد بعد فترة قصيرة جدا من قراره التوجه للتمثيل.
وفي أغسطس/آب 1988، حصل سليمان على درجة الماجستير في الإخراج المسرحي من جامعة ليدز البريطانية، ليعود بعدها إلى دمشق مدرسا بمعهد الفنون المسرحية. وتقول حلا عمران -التي كانت طالبة عنده- إنه كان صارما جدا.
ولم ينكر سليمان هذه المسألة، ويقول إن التدريس للممثلين يجعلك تحتك بهم على كافة المستويات الثقافية والنفسية والأخلاقية والدينية، وهو ما يعني أنه ستتعامل مع كل ما هو نبيل وكل ما هو وضيع فيه.
وفي هذا الوقت، كان سليمان يؤمن معاشه من عمله في الإذاعة والتلفزيون لأنه لم يكن يحصل على مقابل مادي من المعهد، لكنه قرر بعد نحو 14 عاما التفرغ للتمثيل عندما شعر بأن المعهد قد تغير "ولم يعد يشبهه".
التفرغ للتمثيلوبعد مجموعة من الأفلام والمسلسلات البسيطة، شارك سليمان في مسلسل "اختفاء رجل" الذي حقق نجاحا باهرا في سوريا، حسب قوله.
وعمل سليمان في عدد من المسلسلات المهمة للمخرج السوري الراحل حاتم علي، الذي يقول إنه تجاوز من سبقوه إلى الإخراج، فقد لعب أدوارا في ربيع قرطبة، وملوك الطوائف، والتغريبة الفلسطينية وغيرها.
ويشعر سليمان بالنجاح عندما يستوقفه شاب صغير ويتحدث معه عن أي من أدواره في هذه الأعمال التي يفوق عمرها عمر هؤلاء الشباب.
ويعتقد أن من أصعب أنواع النضال هو الاهتمام بقضايا الوطن والمجتمع والفقراء، والدفاع عن كفاح الناس ضد الفقر والإهانة والظلم.
وكان سليمان مرتبطا بمقهى "الروضة" الشعبي في دمشق، والذي يقول إنه كان ملتقى الفنانين والممثلين وإنه شهد ولادة الكثير من الأفكار وتوقيع الكثير من العقود.
إعلانلكنه يقول إنه عندما يسأل أصدقاءه الموجودين في دمشق حاليا عن المقهى يخبرونه بأنه قد تغير وأن الناس لم يعودوا هم الناس الذين كانوا يجلسون عليه.
ورغم نجاحه الكبير في مصر، يؤكد سليمان أنه لم يكن يخطط للانتقال إليها مهنيا غير أنه اضطر لذلك بعد حوار أجراه عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق اللبناني.
ففي هذا الحوار، يقول سليمان إنه تحدث عن ضرورة تخلي حزب البعث السوري عن فرض الوصاية السياسية على لبنان، وبعدها لم يعد هاتفه يتلقى أي اتصال للمشاركة في أي عمل.
الانتقال لمصروفي خضم هذه الأزمة، تلقى سليمان عرضا من المخرج المصري إسماعيل عبد الحافظ يعرض عليه المشاركة في مسلسل "حدائق الشيطان"، الذي مثَّل انطلاقته الفنية في مصر.
وكان سليمان مترددا بالمشاركة في هذا المسلسل، ولم يكن يشعر بأنه سيجد نفسه في هذا النوع من الدراما، ومع ذلك فقد حقق العمل نجاحا مدويا وكان سببا في فتح الباب أمام كثير من الممثلين العرب للمشاركة في أعمال مصرية.
ويرى سليمان أن الثورة السورية ما كانت لتندلع لولا الثورة المصرية، وهذا الحشد الذي تجمع في ميدان التحرير. ويقول إنه تلقى اتصالا يخبره بأن ما جرى من النظام ضد المتظاهرين في درعا غير مقبول.
وقد أصدر سليمان -ضمن مجموعة من الفنانين- بيانا يقدم مقترحا لاحتواء ما يحدث في سوريا لكن هذا البيان قوبل برفض شديد من نظام بشار الأسد.
وتعرض سليمان للترهيب والتهديد، حتى اقتحم الأمن السوري منزله في 2012 ودمره بشكل كامل. لذلك، يقول سليمان إنه لم يجد مكانا أفضل من مصر ليأمن فيه على نفسه وأسرته خصوصا أنه كان مستقرا مهنيا فيها ويحظى بحفاوة وحب شعبي يؤكد أنه سيبقى معه بقية حياته.
ويؤكد سليمان أن على الفنانين والمثقفين ألا يتخلفوا عن ركب شعوبهم، وأن يسجلوا حضورهم في المواقف التاريخية لأنهم أصحاب تأثير، ويقول إنه لم يكن بجوار والديه في أيامهما الأخيرة ولم يتلق عزاء أي منهما، فضلا عن مصادرة كل أملاكه.
إعلانولا يخفي الفنان السوري ولعه بفصل الشتاء ويقول إن لديه شغفا بصوت الرعد. كما أن لديه شغفا بالزراعة ويظهر ذلك جليا في حديقة منزله، وهو يتخيل أنه سيقضي أواخر حياته بين الطيور والأشجار.
وبعد عودته لبلاده إثر سقوط الأسد، يقول سليمان إنه بدأ فصلا جديدا من حياته لم يكن يتوقع أن يصل إليه، لكنه جاء ليبدأ دورة جديدة في تاريخ الفن والثقافة السورية.
31/3/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان کان سلیمان سلیمان أن یقول إنه لم یکن فی هذا
إقرأ أيضاً:
تأجيل محاكمة شركاء سفاح الإسكندرية في لجلسة 30 يوليو للنطق بالحكم
قررت محكمة جنح ثانِ المنتزه في الإسكندرية، برئاسة المستشار الدكتور سهيل نبيل رئيس المحكمة، وأمانة سر مرسي سيد علي، تأجيل محاكمة خمسة متهمين في القضية المرتبطة بالمدعو "ن.ال"، المعروف إعلاميًا بـ"سفاح الإسكندرية"، إلى جلسة 30 يوليو المقبل للنطق بالحكم حيث يواجه المتهمون: صبحية.ع، مصطفى.م، نادية.ر، سماح.ث، وعلي.م، اتهامات بالتورط في وقائع متصلة بجرائم القتل والسرقة المنسوبة إلى المتهم الرئيسي المعروف بـ"سفاح الإسكندرية".
وخلال جلسة اليوم شهدت مرافعة الدفاع عن المتهمين حيث فجر أحمد محمد حسن، محامي المتهمة "صبحية.ع"، مفاجآت جديدة بشأن دور موكلته في القضية، مؤكدًا أنها لم تكن متواجدة بمسرح الجريمة وقت اكتشافها، وأن علاقتها بالمتهم الرئيسي اقتصرت على توكيل قانوني لا غير.
وأوضح المحامي أن موكلته تعرفت على المتهمة "نادية.ر" داخل مكتب المتهم الرئيسي، أثناء دفعها مبلغًا ماليًا متعلقًا بإجراء قانوني، مشيرًا إلى أن "صبحية" حذرت نادية آنذاك من التعامل مع المتهم الرئيسي، قائلة: "خلي بالك من الراجل ده.. .ده راجل نجس، واداني بطاقة راجل مسافر أصرف منها فلوس كذا مرة"، مؤكدًا أن موكلته أمية ولا تجيد القراءة أو الكتابة.
وأشار إلى أن "صبحية" تواجدت لاحقًا في إحدى الشقق برفقة نادية، حيث دفعهما الفضول إلى فتح غرفة مغلقة، ليُفاجآ بوجود آثار حفر وأداة "كوريك"، ما دفعها لتحذير نادية ومطالبتها بمغادرة المكان، قبل أن تغادر هي الأخرى وتقطع علاقتها بالمكان تمامًا، في مؤشر على شكوكها بوجود جريمة.
من جانبه، نفى المتهم "مصطفى.م" في أقواله أمام المحكمة أي علاقة له بالمتهم الرئيسي، قائلاً: "أنا معرفوش أصلاً ولا عمري شُفته"، مشيرًا إلى أنه تم الزج باسمه في القضية دون أي صلة فعلية.
وتضمنت الجلسة كذلك تفاصيل جديدة بشأن إقامة المتهمة "نادية.ر" في شقة كان يملكها أحد المحامين، عقب انتهاء عقد إيجار مسكنها السابق، حيث اضطرت للمبيت في الشارع لفترة مؤقتة و تبين من التحقيقات أنها انتقلت للإقامة بالشقة يوم 1 فبراير 2025، وفي اليوم السادس من تواجدها، زارتها المتهمة "صبحية"، التي عبّرت عن قلقها من سلوك صاحب الشقة، مؤكدة أنها كانت تتلقى منه بطاقة فيزا تخص سيدة تُدعى "تركيا"، وتصرف من خلالها أموالًا طيلة ستة أشهر.
وشهدت الجلسة أيضا اعترافات مباشرة من المتهمة "صبحية.ع"، والتي كشفت للمرة الأولى عن تلقيها بطاقة فيزا من المتهم الرئيسي، استخدمتها في صرف مبالغ مالية، كان أولها في 27 يناير، تلتها عمليات صرف أخرى في 4 و5 فبراير، دون أن توضح مصدر تلك الأموال أو علاقتها بالضحايا.
وأشارت في أقوالها إلى لقاء جمعها بالمتهمة "نادية.ر" أثناء إحدى عمليات الصرف، لكنها لم تُدلِ بتفاصيل كافية حول طبيعة اللقاء، ما يثير مزيدًا من التساؤلات بشأن التنسيق أو العلم المسبق بالجرائم المرتكبة.
و من جانبها كشفت المتهمة الأولى «صبحيه عبد المنعم عمار»، خلال الجلسة مفاجآت جديدة و التي أكدت أنها كانت ضحية لخداع المتهم الرئيسي نصر الدين، المعروف إعلاميًا بلقب «السفاح» و قالت المتهمة إنها لم تكن على علاقة شخصية بالمتهم نصر الدين، مؤكدة:«كنت موكله عنده في قضية قرض، وهو كان المحامي بتاعي فقط، ومفيش بينا أي علاقة تانية».
وأوضحت أنها زارت مكتب المتهم ثلاث مرات فقط، وأضافت:«في إحدى المرات سلّمني فيزا وقال لي إنها باسم موكلة عنده اسمها تركيا، وسافرت بره مصر، وإنه بيصرف المعاش بتاعها كأتعاب قضاياها».
وذكرت «صبحيه» أن أول مرة قامت فيها بصرف أموال من الفيزا كانت بتاريخ 27 يناير 2025، فيما كان اللقاء الثاني يوم 4 فبراير، حيث التقت لأول مرة بالمتهمة «نادية رمضان» و تابعت: «نادية قالت لي وقتها إن الغرفة دي دايمًا مقفولة، ودخلتها من باب الفضول، ولقيت آثار حفر جوه».
وأشارت إلى أن اللقاء الثالث كان يوم اكتشاف الجريمة، وقالت: «نادية اتصلت بيا وقالت لي إن نصر الدين مش عاوزني أخرج من الشقة، وبيحتجزني جواها» و ختمت أقوالها بأنها غير متعلمة، ولا تقرأ أو تكتب، قائلة: «معرفش أصلًا الفيزا دي تبع مين، ولا كان قصدي أي حاجة غلط».
وكانت الأجهزة الأمنية قد كشفت عن تفاصيل صادمة عقب ضبط المتهم الرئيسي، حيث عُثر على ثلاث جثث لضحاياه داخل وحدات سكنية بالمعمورة، اثنتان منهن مدفونتان داخل شقته واعترف المتهم "نصر الدين.أ" بارتكاب ثلاث جرائم قتل، بدأت بقتل زوجته ودفنها داخل المنزل، تلتها جريمة قتل لموكلته بسبب خلاف مالي على أتعاب المحاماة، وأخيرًا قتل الضحية الثالثة ودفنها في شارع فرعي بمنطقة المنتزه.