خولة علي (أبوظبي)
استقبلت الأسر في الإمارات عيد الفطر بكل حفاوة وترحاب، حيث تجمع هذه المناسبة بين الأجواء العائلية والفرحة التي تعم المكان، وحرصت الأسر الإماراتية على الطقوس التقليدية الراسخة في هذه المناسبة السعيدة، مثل تجهيز مجالس المنازل، لتكون في أبهى صورة لاستقبال المهنئين والضيوف، حيث تفوح الروائح الزكية للعود والبخور.
بيئة مضيافة
تولي النساء الإماراتيات اهتماماً خاصاً بالعيد، فهن يحرصن على تجديد أدوات الضيافة والعناية بكل التفاصيل التي تجعل المناسبة مميزة، وعن ذلك تقول نريمان الزرعوني، (مهندسة تصميم داخلي): شهدت الأسواق على اختلاف أنواعها ازدحاماً ملحوظاً قبل حلول العيد، فالنساء تسابقن لشراء الأواني والأطباق الأنيقة التي تستخدم لتقديم الأطعمة والحلويات والأطباق الشعبية، إلى جانب فناجين القهوة العربية التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الطقوس، هذه التحضيرات تضفي أجواءً من الفخامة والكرم على المائدة وتجسّد عادات وتقاليد البيوت الإماراتية، إضافة إلى شراء الفواكه وتنسيقها بشكل أنيق وجذاب، كما انتشرت الإضاءات في المساحات الخارجية للمنازل التي تجعل من ليالي العيد أكثر بهجة، في أجواء مفعمة بالترحيب والمحبة والكرم.
تقاليد متوارثة
وأوضحت موزة عبد الله، (باحثة في التراث)، أن طقوس للعيد تمثل إرثاً متجذراً في ثقافة الإمارات، فلطالما كان استقبال العيد يتطلب تجهيز المجالس بأفضل الوسائد، وتحضير أطباق الطعام التي تقدم للضيوف طوال اليوم، ومن بين أهم طقوس الضيافة التي لا تزال قائمة حتى اليوم تقديم القهوة العربية والتمر، وكانت تستخدم رمزاً للترحيب، حيث تستقبل «الدلال» الضيوف خلال الزيارة، كما كانت المجالس في السابق تحتفظ دائماً بسفرة مفتوحة لاستقبال الزوار في أي وقت. ولا تقتصر التحضيرات على الزينة فقط، بل تشمل أيضاً تجهيز الأدوات اللازمة لإعداد الطعام، حيث يتم شراء الأواني الخاصة، مثل القدور الكبيرة لتحضير العيش واللحم والهريس، إلى جانب تحضير أواني حفظ الطعام لضمان تقديمه بشكل طازج ودافئ طوال اليوم، وأحياناً يتم تبادلها مع الأقارب والجيران، فضلاً عن حضور الحلويات العصرية والشعبية، ومنها الحلوى العُمانية لاستقبال الزوار مع فنجان من القهوة.
نقوش الحناء
تعتبر الحناء جزءاً أساسياً من فرحة العيد، حيث تشير شيخة النقبي (ربة منزل) إلى أن الحناء من أهم التقاليد التي تحرص عليها في كل عيد، قائلة: «لا يكتمل العيد من دون الحناء، فنجتمع مع قريباتنا ونختار نقوشاً جميلة للفتيات والنساء، هذا التقليد يجعل العيد أكثر تميزاً، ويعزز من ارتباطهن بالتراث الإماراتي».
وتؤكد النقبي أهمية شراء الملابس الجديدة، وتجهيز العطور والبخور التي تمنح المنازل طابعاً احتفالياً مميزاً، وتوفير مستلزمات الأكلات الشعبية التي لا غنى عنها بفوالة العيد، عدا عن تحميص القهوة وطحنها وحفظها جيداً، استعداداً لتحضيرها برائحة الهيل والزعفران.
الفرحة بالعيدية
تقول مريم المزروعي، (باحثة في التاريخ والتراث)، حرصت العائلات الإماراتية على تجهيز المستلزمات الخاصة بهذه المناسبة، حيث تكتسي المنازل بطابع خاص يعكس التقدير للضيوف والزوار، مع تحضير الملابس الجديدة التي يرتديها الجميع خلال أيام العيد، إلى جانب تزيين المنازل بالأضواء والألوان التي ترسم البهجة على الوجوه، كما يتم تجهيز العيدية وتقديمها بشكل مميز للصغار الذين ينتظرونها بلهفة وبهجة، باعتبارها الوسيلة التي تدخل السرور والفرح إلى قلوبهم. وتؤكد المزروعي أن طقوس العيد في الإمارات هي مزيج من المحافظة على التقاليد الراسخة، مع الابتكار في ممارسة الطقوس وإقامة الاحتفالات، مما يجعلها مناسبة غنية بالذكريات الجميلة والترابط الأسري.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: العيد عيد الفطر الإمارات الحناء
إقرأ أيضاً:
تناول القهوة بهذه الطريقة يقلل من خطر الوفاة| تفاصيل
في نتائج مثيرة كشفت عنها دراسة حديثة أجرتها جامعة تافتس الأمريكية، تبين أن شرب القهوة يوميًا، بشرط أن تكون خالية من السكر والقشدة، يرتبط بانخفاض ملحوظ في خطر الوفاة من مختلف الأسباب، خاصة أمراض القلب.
وأشارت الدراسة، التي نُشرت في مجلة التغذية، إلى أن تناول كوبين أو أكثر من القهوة السوداء يوميًا ارتبط بانخفاض خطر الوفاة بنسبة 14% مقارنة بمن لا يشربون القهوة، كما أظهرت النتائج أن تناول كوب إلى ثلاثة أكواب يوميًا ساهم في تقليل خطر الوفاة العامة بنسبة تصل إلى 17%، وانخفض خطر الوفاة المرتبطة بأمراض القلب بنسبة تراوحت بين 29% و33%.
وقال البروفيسور فانغ تشانغ، كبير الباحثين في الدراسة وأستاذ التغذية في كلية فريدمان لعلوم وسياسات التغذية بجامعة تافتس: “عندما نضيف كميات كبيرة من السكر أو الدهون المشبعة إلى القهوة، فإن ذلك يرفع من السعرات الحرارية اليومية ويؤثر سلبًا على الفوائد الصحية المرتبطة بالقهوة نفسها”.
واعتمد الباحثون على تتبع أنماط استهلاك القهوة لدى نحو 50 ألف أمريكي بالغ على مدى عشر سنوات، باستخدام استبيانات غذائية دقيقة لرصد ما إذا كان المشاركون يستهلكون القهوة النقية أم يضيفون إليها سكريات أو كريمة أو حليب كامل الدسم.
القهوة تُعد من أبرز مصادر مضادات الأكسدة في النظام الغذائي اليومي، وتوضح الدراسة أن المركبات الطبيعية الموجودة فيها، وعلى رأسها حمض الكلوروجينيك، تلعب دورًا كبيرًا في مكافحة الالتهابات وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السمنة، وأمراض القلب، وحتى أنواع معينة من السرطان، كسرطان الثدي والقولون والبروستاتا.
من الفوائد اللافتة للقهوة أيضًا تأثيرها الإيجابي على وظائف الدماغ، حيث يعزز الكافيين اليقظة وقد يساعد في تحسين الذاكرة لمدة تصل إلى 24 ساعة بعد تناوله، كما أظهرت الأدلة العلمية أن القهوة تساهم في تعزيز الأداء الرياضي عبر تحسين الدورة الدموية، وزيادة قوة التحمل العضلي، وتخفيف الشعور بالألم أثناء التمارين، مما ينعكس إيجابًا على فعالية التدريبات البدنية.
ورغم هذه النتائج الواعدة، يشدد الباحثون على أن الفوائد الصحية للقهوة تتحقق فقط عند استهلاكها باعتدال وبدون إضافات ضارة، ويُنصح بشرب القهوة السوداء أو مع كميات قليلة من الحليب أو المحليات، وتجنب الإضافات الغنية بالسكر أو الدهون المشبعة.
المصدر: timesnownews