صليت صلاة العيد في مسجد السفارة السودانية بالعاصمة الصينية بكين
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
صليت صلاة العيد اليوم في مسجد السفارة السودانية بالعاصمة الصينية بكين، فعيد هذا العام جاء وأنا خارج السودان، ما لفت نظري كحال الكثيرين هو مسجد السفارة السودانية هناك، هو قصة فريدة وعجيبة. بدأ مع تأسيس السفارة نفسها بمبناها الجديد، ودونا عن كل السفارات الأخرى فتح المسجد أبوابه لكل الجاليات المسلمة، ووجد في مذهبه هذا موافقة من السلطات المحلية، فصار قبلة لكل الناس في صلوات الجمعة وفي الأعياد والمناسبات الكبيرة مثل رمضان وعيد الفطر.
المسجد يحكي قصة دبلوماسية شعبية ويترك انطباعا في نفس كل من يتصل به، من الأسر وأبناء الجالية، وفيه تجد خليطا من أجناس أمة الإسلام، وبسماحة شديدة وفضل وكرم وقبول تفتح السفارة أبوابها للمصلين، وتتحول سفارة السودان لشيء حميمي وإنساني وتمتلك ميزة لا تدانيها فيها جهة أخرى، الأمر يبدو وكأن بركة شيخ من شيوخ السودان قد حلت هناك، كأن الشيخ إدريس ود الأرباب جاء وصنع لنفسه مكانا ودارا ومسيدا تأوي إليه أفئدة من الناس من كل جنس.
حينما تتأمل بعد الصلاة سترى مشهد جميل وعجيب بالمقاييس المعروفة لعالم مساحات العمل الرسمي والدبلوماسي، سترى في باحة السفارة أناس من المغرب العربي بكل دوله، ستلاقي أفارقة من كل جنس، غربها ووسطها وشرقها، مصر وعرب المشرق كلهم والخليج العربي، ثم من نواحي باكستان وأفعانستان والهند، وكذلك دول الأوزبكستان والطاجكستان وغيرها من تلك الأقاليم حتى الصينيين أنفسهم. كنت قد صليت اليوم وعن يميني مغربي وعن شمالي شخص من السنغال مع أطفاله الثلاثة، وبعد الصلاة سلمت على طلبة من غامبيا، وكذلك صينيين وهنود وأفغان.
كل تلك الوجوه واللغات والسحنات، رجالا ونساء، صغارا وكبارا، يجمعهم الإسلام والقبلة الواحدة، لكنهم اجتمعوا في السودان، سفارة السودان وعلمه يرفرف في منتصف الباحة الواسعة، تلك التي جمعتهم بعد الصلاة للتهنئة والسلام ولعب الأطفال، هذه دبلوماسية شعبية منحت السودان وشعبه صلة قوية بآخرين، ربما لا يشعر البعض بأهمية ووزن هذه الحالة سياسيا ورسميا، لكنها ذات معنى عظيم ثقافيا وحضاريا، فالمشهد ليس غريبا عن السودان، بل هو جزء من ثقافة وحياة أهل السودان، كرمهم ومباشرتهم للغير وسماحتهم وكسرهم لنمط التعاقد والبروتوكول نحو أفق التراحم والتواصل الإنساني. الأمر ليس فوضى، لن تفهم منه ذلك ياعزيزي إذا رأيته، بل تفهم منه تفوقا فكريا وأخلاقيا وثقة بالنفس والشخصية. لذلك فإن العائد من هذه الحالة وفي أرض بعيدة هو عائد مهم لا يقل عن أدوار ثقافية وإعلامية تؤديها مؤسسات وتصرف فيها أموال.
إن حالة مسجد السفارة السودانية في الصين حالة فريدة وتستحق النظر والتشجيع، هي كسر للنمط وإعادة صياغة للأشياء من جديد، وفق منظومة قيم خاصة بدور المسجد، ومنظومة قيم متجسدة في شخصية السوداني.
الصورة من مسجد السفارة السودانية_ بكين.
كل عام وأنتم بخير.
هشام عثمان الشواني
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أديت صلاة العصر جهرا بالخطأ فهل يجب الإعادة؟ | الإفتاء تجيب
صلاة العصر وكيفية أدائها فهي من الصلوات المفروضة كما أن بعض العلماء يرى أنها المقصودة "بـ الصلاة الوسطى" في قول الله تعالى "وحافظوا على الصلاة الوسطى"، هي 4 ركعات وتصلى سرًا، ولكن قد ينسى البعض أنها صلاة سرية ويجهر بالقراءة في الصلاة فهل في هذه الحالة عليه إعادتها أم يسجد للسهو؟.
وكشفت دار الإفتاء المصرية، عن حكم من صلى العصر جهرًا ناسيا، فهل عليه إعادة الصلاة مرة أخرى سراً، وذلك عبر فيديو منشور للصفحة الرسمية لدار الإفتاء على فيسبوك.
هل تطليق الزوجة يُعد من البر بالوالدين؟.. الإفتاء توضح
هل إدراك الإمام في التشهد الأخير يحصل به ثواب الجمعة؟.. الإفتاء توضح
الوقت المستحب لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. الإفتاء توضح
حكم الصلاة ببنطلون ضيق للنساء والرجال .. دار الإفتاء تحسم الجدل
قال الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء، إن الصلاة الجهرية أو السرية هي إحدى هيئات الصلاة ولو فُقدت لا تسقط الصلاة، ولا يستوجب معها سجود السهو، موضحا أن المصلي في هذه الحالة خالف السنة لكنه لم يخالف هذا عمدا بل كان ناسيًا، مؤكدا أن الصلاة صحيحة ولا شيء عليك.
ما هي الصلاة الوسطى في القرآن الكريم؟ورد في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة البقرة “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ” ، وقد حدث خلاف بين العلماء حول تحديد هذه الصلاة ؛ حيث تعددت الآراء التي بلغت عشرين رأيًا تبعًا لما ورد في فتح الباري ، ومن أهمها قول البعض بأنها صلاة الصبح وهو رأي مالك والشافعي ، ولكن الرأي الذي أخذ به معظم أهل العلم هو القول بأنها صلاة العصر ، ومن الوارد في ذلك رواية الترمذي والنسائي عن زر بن حبيش قال : قلنا لعبيدة : سل عليًا عن الصلاة الوسطى ؛ فسأل عليًا فقال : كنا نرى أنها الصبح حتى سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول يوم الأحزاب “شغلونا عن الصلاة الوسطى ؛ صلاة العصر”.
الصلاة الوسطى في القرآن الكريم ورد أنها صلاة العصر حيث أن الصلوات الخمس بالوجوب هي الفجر ؛ الظهر ؛ العصر ؛ المغرب ؛ والعشاء ، ولذلك كانت صلاة العصر وسطى بالوجوب ، وذلك لوضعها بين الصلوات الخمس ، وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شدّد على أهمية إقامة صلاة العصر في وقتها ، وذلك ما ورد في قوله عليه أفضل الصلاة والسلام “من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتر أهله وماله”.
لماذا سميت صلاة العصر بالصلاة الوسطى؟ورد في السبب أنصلاة العصر سميت بالصلاة الوسطى ليست لأنها تتوسط الصلوات بين الفجر والظهر والمغرب والعشاء، بل لأن كلمة وسطى تعنى الأرقى والأعلى فقال المولى عز وجل: «وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ»، والوسط أى أعلى الشئ، فكأن الله سبحانه وتعالى يقول من يريد المحافظة على الصلوات الخمسة وكان متعسرًا فعليه أن يبدأ بالصلاة الوسطى، أى صلاة العصر.
كما أن من كان متعسرًا ولا يستطيع المحافظة والمواظبة على الصلاة، فصلاة العصر مثل الخيط الذى يمسك بالسبحة، فلو استطاع الإنسان أن يواظب على صلاة العصر مثلما وضحها الله عز وجل في الآية الكريمة بعد ذكر الصلوات الخمسة لقوله تعالى: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ»، سيحفظ على باقى الصلوات ومن لم يستطع المحافظة على الصلاة الوسطى فلم يستطع المحافظة على باقي الصلوات.