المراكز الصيفية في ذمار.. تربية إيمانية وصناعة جيل واعٍ في وجه التحديات
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
محافظ ذمار: المدارس الصيفية تبني جيلًا قرآنيًا محصنًا من الحرب الناعمة
دشّنت محافظة ذمار ومديرياتها المختلفة، أنشطة المدارس والدورات الصيفية لهذا العام، في ظل استمرار العدوان الأمريكي على اليمن، لتشكل هذه المراكز التربوية ركيزة مهمة في مسار التعليم وتعزيز الثقافة والوعي لدى النشء، وتحويل العطلة الصيفية إلى فرصة ذهبية لتنمية القدرات وصقل المواهب.
الثورة / رشاد الجمالي
بناء وتحصين الأجيال
وأكد الأخ محافظ محافظة ذمار- محمد ناصر البخيتي، أن أهمية المدارس الصيفية تكمن في “تعليم وبناء الأجيال على نهج وثقافة القرآن الكريم، وتحصينهم من الثقافات المغلوطة ومخاطر الحرب الناعمة”، مشيراً إلى الانزعاج الذي تبديه قوى العدوان من هذه الدورات، وهو ما يعكس أثرها الإيجابي في أوساط الطلاب، ودعا المحافظ الجميع إلى التفاعل مع البرامج الصيفية لضمان إنجاحها وتحقيق أهدافها التربوية والثقافية.
مشروع تربوي متكامل
من جهته، أوضح الأخ أحمد الضوراني- مسؤول التعبئة العامة بالمحافظة، أن المراكز الصيفية “تعد مشروعاً تربوياً ضرورياً لتحصين الشباب وربطهم بثقافة القرآن الكريم، وبناء وعي راسخ يواجه الغزو الثقافي الناعم”، مشدداً على دور المراكز الصيفية في تعزيز القدرات وتنمية المهارات المتعددة لدى الطلاب.
احتضان الطاقات وتعزيز القيم
أما الدكتور محمد محمد الحيفي- رئيس جامعة ذمار، فقد أشار إلى أن “المراكز الصيفية تمثل توجهاً بنّاءً لتوعية الجيل الجديد بخطورة المرحلة الراهنة، من خلال ترسيخ القيم الدينية والوطنية، وتقديم الدروس الإيمانية التي تعزز العلاقة بين الإنسان وخالقه”.
وأكد الدكتور محمد حطرم- أمين عام جامعة ذمار، أن هذه المراكز “تسهم في تنمية المهارات كالخطابة والرسم والخط، وهي فرصة حقيقية لاستيعاب طاقات الشباب وتوجيهها التوجيه الصحيح”.
تعزيز الهوية الإيمانية
الأخ أحمد الضوراني- وكيل محافظة ذمار، شدد على أهمية تفعيل المدارس الصيفية في ظل “الاستهداف الممنهج لأخلاق وهوية الأجيال”، داعياً إلى تضافر الجهود لإنجاحها، وموضحاً أن الأنشطة تسهم في “ترسيخ الهوية القرآنية وبناء جيل مؤمن واعٍ”.
مواكبة الأحداث
من جانبه، أشار الأخ جلال الجلال- مدير رقابة وجمارك ذمار، إلى أن “المراكز الصيفية تخلق وعياً عميقاً يمكن الطلاب من تجاوز الجهل ومواكبة الأحداث بفهم وبصيرة، مستفيدين من بركات الثقافة القرآنية في بناء نهضة حقيقية”.
دور توعوي وتربوي في وجه الحرب الناعمة
بدوره، أكد الأخ فيصل الهطفي- مدير عام الهيئة العامة للأوقاف بالمحافظة، أن المراكز الصيفية “تحمي النشء من الثقافات السلبية ومواقع التواصل الهدامة، وتوجههم لصنع محتوى إيجابي يحفظ ماضيهم ويبني مستقبلهم”.
وفي السياق ذاته، أوضح الأخ محمد الهادي- مدير قطاع التربية والتعليم، أن هذه المراكز “تؤسس لحضارة نابعة من وعي مستنير بالثقافة القرآنية، وتُعد نقطة انطلاق لتغيير الواقع نحو الأفضل”.
أنشطة شاملة وتفاعل واسع
أما الأخ فؤاد القواس- مدير عام الاتصالات بذمار، فقد أشار إلى أن برامج الدورات الصيفية “تشمل تلاوة وتجويد القرآن، وأنشطة رياضية وثقافية وعلمية وترفيهية، تساعد في تنشئة الأجيال تنشئة سليمة”، داعياً أولياء الأمور للمشاركة الفاعلة.
تحصين النشء
وفي السياق ذاته، عبّر الأخ حسين السراجي- مدير عام محكمة الاستئناف، عن أهمية هذه المراكز في “تحصين عقول الطلاب من الغزو الفكري، والدعوة لحمايتهم من الانجرار وراء ثقافات مدمّرة”.
ثقافة قرآنية… أساس النهضة
الأخ إبراهيم المتوكل- مدير عام الهيئة العامة للزكاة، أوضح أن المراكز الصيفية “تسهم في تنمية المواهب، وتعليم الفصاحة والبلاغة، وربط الطلاب بسيرة النبي وآل بيته، ليكونوا جيلاً يدافع عن وطنه بعقيدة راسخة”.
تنامي وعي الأجيال
من جهته، أشار الأخ عبدالله الأشبط- مدير شركة النفط، إلى أن الهجمات الإعلامية على المراكز الصيفية “تعكس خوف العدو من تنامي وعي الأجيال وتسليحهم بالثقافة القرآنية”.
رسالة للأعداء
وفي الختام أكد الأخ نبيل المتوكل- مدير منشأة الغاز بالمحافظة، أن “استمرار هذه الأنشطة التعليمية والتربوية يمثل رسالة قوية للأعداء بأن الشعب اليمني ماضٍ في طريق الوعي والبناء، رغم كل المؤامرات والتحديات”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المراکز الصیفیة هذه المراکز مدیر عام إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعض الأجيال الحالية بلا أهداف
لكل جيل من الأجيال أهداف مهمة في حياته يرتبط تحقيقها بإطار زمني محدد تبدأ معه من المراحل الدراسية المختلفة وخاصة في مرحلة الثانوية العامة التي أصبحت في المملكة بنظام المسارات التخصصية التي تُحدد هدف التخصص الجامعي الذي يرغبه، ثم التخرج من الجامعة في سن محددة (كمثال 22 عاماً) ثم التوجه إلى سوق العمل أو إكمال الدراسات العليا التي قد تمتد لثلاث أو أربع سنوات بحد أقصى، ثم الزواج في سن الثلاثين والإنجاب، ثم هدف تملك منزل في سن الخامسة والأربعين مثلاً، والبعض منهم تكون له طموحات أخرى كتأسيس عمل تجاري بدلا من الوظيفة خاصة مع تعدد وسائل التكنولوجيا وظهور التطبيقات الجديدة والتجارة الإلكترونية وغيرها من الخدمات العصرية الحديثة.
بلا شك أن الأهداف تجعل لحياة الإنسان معنى كبير وتقوده لحياة سعيدة بإذن الله وطريق واضح ومعروف نهايته ونجاح باهر، لكن المشكلة تكمن في بعض أفراد هذا الجيل الذي ليس له أهداف واضحة أو محددة، وعندما تسأل أحدهم عن أهدافه تجِدَه يقول: لا أعلم، أو لم أُحدِّد أهدافي بعد، أو الكلمة التي تعودوا عليها: سأتركها على الله.
بالطبع لكل مرحلة عمرية ما يُميزها وطريقة خاصة للتعامل معها، خاصة إذا شعر الأبوين أن الطفل أو المراهق لا يعرف ماذا يُريد ولم يفكر أصلا في وضع أهدافاً له في المستقبل، هنا لابد من المبادرة لتعليم الأبناء كيفية وضع الأهداف المستقبلية والسعي لتحقيقها بخطوات متتابعة لأن الطفل لو تدرَّب على وضع أهداف وتذوَّق حلاوة تحقيق النجاح، سوف تكون له عادةً وقاعدةٍ عند النضوج، خاصة إذا كانت هذه الأهداف من اختياره وملائمة لرغباته ستكون فرص النجاح والتحقيق لديه أكبر من غيرها، مع عدم تخلِّي الوالدين عنهم ومساعدتهم بالتوجيه السليم والنصائح المفيدة والمتابعة الدقيقة والدعم القوي بحيث تتناسب أهدافهم مع شخصياتهم وميولهم وفتح باب المناقشة والحوار لمعرفة الصعوبات والمشاكل التي يواجهونها في تحقيق الأهداف ومحاولة إبعادهم عن أصدقاء السوء وأصحاب الطاقات السلبية ومصاحبة الأخيار وذوي الطموح العالي، والأهم من ذلك هو التشجيع المعنوي (والمادي إن أمكن في حدود مُحكمة) عند تحقيق الأهداف مع كل مرحلة عمرية، خاصة في سن المراهقة.
إن من أهم عوامل تدريب الأبناء على تحقيق الأهداف هي وضع أهداف يومية تقودهم لمعرفة قيمة وأهمية الوقت واستغلاله والالتزام به وتوجيه طاقاتهم للجوانب الإيجابية لتحويل الكسل والخمول إلى نشاط وحيوية وتطوير مهاراتهم الاجتماعية وإثراء ثقافاتهم القرائية وإتقانهم لحل المشكلات والتفكير في إيجاد حلول مناسبة لها وتخطي المصاعب، مما يزرع الثقة في نفوسهم ويشعرهم بالمسؤولية والاستقلالية والاعتماد على النفس الذي يساعدهم على الالتزام بتحقيق الأهداف.
مما أصابني بالدهشة والإعجاب أنني قرأت أن اليابان قد خصصت مدينة للأطفال تقوم بتدريبهم عملياً على تجربة 80 وظيفة مختلفة كالطبيب والمهندس والطيار ورجل الأمن والإعلامي وعامل المحطات والكهربائي وغيرها من الوظائف العملية التي تهدف إلى نجاح الطفل الياباني ومساعدته في تحديد أهدافه واختيار مسار مستقبله الوظيفي على أرض الميدان من واقع الممارسة الفعلية لهذه الوظائف.
وأختم بأهمية قرب الأبوين من الأبناء ومعرفتهم بنقاط ضعفهم وقوتهم وإمكاناتهم عند تحديد الأهداف المطلوبة والتركيز على الجهد المبذول منهم والتقدم نحو أهدافهم قبل النظر إلى النتائج النهائية، وعدم مقارنتهم بالآخرين الذي قد يُسبب لهم الإحباط ويفقدهم الثقة في أنفسهم، مع تقديم الدعم الكامل لهم خاصة عند التعثر أو الفشل “لا قدر الله” والتعلم من أخطائهم وحثهم على عدم تكرارها، والابتعاد عن النقد الجارح والقاسي وتحفيزهم لمحاولة التكرار وعدم الاستسلام للفشل من أجل النجاح وضبط التوقعات الواقعية لهم دون السعي للكمال وعدم مطالبتهم بسرعة تحقيق الأهداف، وهذا يعني أن الآباء أيضا لهم أهداف واضحة ومحددة في صناعة أجيال تُجيد وضع الأهداف والتخطيط لها وتحقيقها حسب المراحل العمرية لخدمة الدين والوطن كما قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام “كُلُّكُمْ رَاعٍ وكُلكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ” (أخرجه البخاري).