صنعاء (الجهورية اليمنية) - أعلن أنصار الله الحوثيون في اليمن مقتل ثلاثة أشخاص في ضربات نُسبت إلى الولايات المتحدة على العاصمة صنعاء ليل الأربعاء الخميس.

ونقلت وكالة "سبأ" الرسمية للأنباء عن وزارة الصحة والبيئة بيانا أفادت فيه بأن "ثلاثة مواطنين استشهدوا نتيجة العدوان الأمريكي الذي استهدف منطقة النهدين بمديرية السبعين" في العاصمة.

وكانت الوزارة قالت في وقت سابق "شن العدوان الأمريكي أربع غارات على منطقة رجام في مديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء" الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ العام 2014.

كما استهدفت جزيرة كرمان في محافظة الحديدة، وفق المصدر نفسه.

وتشهد المناطق التي يسيطر عليها انصار الله الحوثيون في اليمن، ضربات شبه يومية ينسبونها إلى الولايات المتحدة منذ أطلقت واشنطن حملة جوية ضدهم في 15 آذار/مارس لإجبارهم على وقف استهداف السفن التي يتهمونها بالارتباط بإسرائيل.

وأسفرت ضربات نفذت ليل الثلاثاء الأربعاء على محافظة الحديدة الساحلية في غرب البلاد عن مقتل 13 شخصا وإصابة 15 آخرين، بحسب حصيلة جديدة لوزارة الصحة التابعة للحوثيين نشرته الخميس.

ويشن أنصار الله الحوثيون هجمات على السفن الحربية الأميركية وعلى إسرائيل، قائلين إن ذلك يأتي تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.

والأربعاء، أعلن المتحدث العسكري باسم أنصار الله الحوثيين يحيى سريع أن القوات المسلحة التابعة لانصار الله اليمنيين أسقطوا مسيرة أميركية من طراز "أم كيو 9"، إضافة إلى استهداف "هدف عسكري" في إسرائيل بطائرة مسيّرة، كما مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية "هاري ترومان" بعدد من المسيّرات.

وبدأ انصار الله الحوثيون استهداف سفن في البحر الأحمر وخليج عدن وكذلك الأراضي الإسرائيلية، بعد اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأوقفوا الهجمات بعد سريان الهدنة في القطاع في كانون الثاني/يناير.

وقطعت إسرائيل كل الإمدادات عن غزة منذ مطلع آذار/مارس، واستأنفت هجومها على القطاع الفلسطيني في 18 منه، منهية بذلك هدنة قصيرة الأمد.

جاءت الحملة الأميركية الجديدة عقب تهديدات الحوثيين باستئناف الهجمات بسبب الحصار الإسرائيلي على غزة.

وأدت هجمات أنصار الله الحوثيين إلى تعطيل الممر البحري الحيوي الذي يمر عبره عادة نحو 12% من حركة الشحن العالمية، ما أجبر العديد من الشركات على سلوك طريق بديل أطول بكثير عبر الالتفاف حول إفريقيا.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ أنصار الله “غزة ليست وحدها”

 

منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، التزمت حركة “أنصار الله” بقيادة السيد عبدالملك الحوثي بموقف واضح وصريح ألا وهو نصرة الشعب الفلسطيني.

ذلك الالتزام لم يكن مجرد خطاب عاطفي، بل تُرجم إلى عمليات عسكرية نوعية أعلن عنها المتحدث العسكري، يحيى سريع، واستهدفت الكيان الصهيوني، في رد مباشر على المجازر الأمريكية-الصهيونية بحق المدنيين. وهي المواقف التي أنعشت فينا الأمل بأن العروبة لا تزال تنبض بالحياة.

في المقابل، يقف قادة العرب والمسلمين، ومعهم جيوشهم المدججة بأحدث الأسلحة، متفرجين أمام مشهد الإبادة الجماعية في غزة، لا يحركون ساكنًا، بل ويحولون بين الشباب العربي ورغبتهم في الانضمام إلى صفوف المقاومة الفلسطينية. وكأنهم يتمنون أن تبتلع أمواج البحر غزة لتريحهم من الحرج.

وأما الشعوب العربية والإسلامية، فقد وقعت في أسر القهر السياسي، لا تملك حرية الفعل، مقيدة بخوف مزروع في الذاكرة الجمعية، عاجزة عن نصرة إخوانها في غزة، تكتفي بالصمت والذهول، وكأن المأساة تحدث في كوكب آخر.

في هذا السياق، يؤكد السيد عبدالملك الحوثي على أن جماعته اختارت “الخيار الصحيح”، وهو الجهاد ضد العدو الصهيوني والأمريكي، ردًا على استمرار العدوان على غزة وانهيار محاولات وقف إطلاق النار. وقد دفعت الولايات المتحدة ثمن عدوانها على اليمن، إذ كبدتها القوات اليمنية خسائر فادحة، دفعت واشنطن إلى إعادة حساباتها. ووفق تقرير لشبكة “NBC” الأمريكية، فإن هذه الحرب القصيرة نسبيًا كلّفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار، وأدت إلى نفاد الآلاف من القنابل والصواريخ، بالإضافة إلى تدمير سبع طائرات مسيّرة، وإغراق مقاتلتين حربيتين.

ورغم كل هذه الحقائق، يواصل بعض القادة العرب والمسلمين رهانهم على حكومة نيتنياهو المتطرفة، أملاً في القضاء على المقاومة الفلسطينية، متجاهلين دروس التاريخ والمنطق. إن هذا الرهان ليس فقط غبيًّا من الناحية الاستراتيجية، بل يشكل سقوطًا أخلاقيًّا مدويًا. فالمقاومة ليست مجرد سلاح، بل روح شعب لا تُقهر.

ألا يدرك أولئك الحكام أن دعمهم لحكومة نيتنياهو، إحدى أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ الكيان الصهيوني، هو تماهٍ خطير مع مشروع استيطاني عنصري؟ .

إنهم بذلك يمنحون الضوء الأخضر لبناء المزيد من المستوطنات، مثلما أُعلن مؤخرًا عن إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، ويشجعون على تهويد القدس، وتوسيع الحصار على غزة والضفة، وارتكاب المجازر دون رادع.

في المقابل، يُظهر اليمن وجهًا آخر من العروبة، وجهًا تفيض منه الكرامة والمقاومة. ففي الوعي اليمني، تعتبر نصرة المظلوم واجبًا دينيًّا وأخلاقيًّا، وفلسطين وغزة رمزان للظلم الصارخ على أمة الإسلام. لذلك فموقف أنصار الله في إسناد غزة ليس ظرفيًّا ولا دعاية مؤقتة، بل نابع من شعور إنساني أصيل وتاريخ من التضامن والتلاحم.

وعلى الرغم من الحصار والحرب والفقر الذي يعانيه اليمنيون، فإنهم لا يتوانون عن مد يد العون لغزة، بالمال والدم والسلاح. هذا الموقف ليس جديدًا، فقد شارك اليمنيون في الحروب العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان لهم حضور في حرب 1973، مما يعزز الروح التضامنية في وجدانهم.

إن معاناة اليمنيين اليومية تجعلهم أكثر شعورًا بآلام الغزّيين، وأكثر قدرة على فهم وحشية الحصار وآثاره النفسية والاقتصادية. ورغم كل التحديات، لا تزال صواريخ اليمن تنطلق وتدوي في سماء فلسطين المحتلة لتعلن أن غزة ليست وحدها، وأن الكفاح مستمر، وأن القضية الفلسطينية ستبقى حية في الوجدان العربي.

إلى ذلك يرى مراقبون أن استخدام صواريخ فرط صوتية يمثل تحولًا نوعيًا في طبيعة الصراع، وهو منعطف خطير للغاية في تطورات الشرق الأوسط إذ أن مثل هذه الأسلحة من الصعب اعتراضها عبر المنظومات التقليدية، ما يُحدث خللًا في معادلة الردع الإسرائيلية، إذ بدأت الحرب عن بُعد بالمسيرات والصواريخ من طرف دول لا تجمعها حدود جغرافية مع الكيان، الأمر الذي لم تكن إسرائيل تنتظره. وهو ما يعكس قدرة اليمنيين على التأثير في موازين القوة الإقليمية، رغم الحصار المفروض على اليمن.

فلاش: من بين المقولات التي تتردد على الألسنة مقولة: “من لم يؤدبه الزمن، يؤدبه اليمن” وهي مقولة تنبع من تاريخ طويل من الكبرياء، وتحمل تحذيرًا واضحًا لكل من يستخف بشعب اليمن ومقاومته. وما خضوع أمريكا لشروط صنعاء مؤخرًا إلا تأكيد على أن هذا البلد العريق لا يُقهر. ويكفيهم شرفا أن تُعرب كتائب المقاومة الفلسطينية، عن مباركتها للضربات الصاروخية التي تنفذها “أنصار الله” في عمق الأراضي المحتلة، حيث أشاد أبو عبيدة، المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام، بالعمليات التي يقوم بها اليمنيون، واصفاً إياها بـ”النوعية”، ومثمناً في نفس الوقت تضامن الشعب اليمني وموقفه الداعم للقضية الفلسطينية واستعداده للتضحية من أجلها.

وختاما، فبينما يراهن البعض على الخنوع والتطبيع، يراهن أنصار الله وكل الأحرار على الشرف والمقاومة. والرهان الأخير هو ما تصنع به الأمم تاريخها، وتستعيد به كرامتها.

 

*كاتب مغربي

 

مقالات مشابهة

  • مقتل 36 فلسطينيًا في غارات وإطلاق نار إسرائيلي الثلاثاء بغزة
  • الحوثيون يعلنون شروط الإفصاح عن مصير قيادي الإصلاح محمد قحطان
  • غارات أمريكية على سوريا تقـ.تل قياديا في تنظيم حراس الدين
  • الحوثيون يعلنون استهداف ميناء الحديدة بغارات إسرائيلية
  • رسالة من الحوثيين لكتائب القسام تؤكد الالتزام بدعم المقاومة
  • الحكومة اليمنية تدين مصادرة الحوثيين أصول منظمة “رعاية الأطفال” الدولية
  • رسالة من الحوثيين إلى كتائب القسام.. فلسطين في قلب صنعاء
  • حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ أنصار الله “غزة ليست وحدها”
  • الحوثيون يستحدثون نقطة جباية جديدة في الضالع
  • بعد أيام من افتتاح الطريق.. الحوثيون يستحدثون جمرك جبايات جديدة في طريق دمت- مريس