في العراق :- إصرار شديد على “الرِدّة والوثنيّة”.. فماهو الحل؟
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
تمهيد:-
الذي مارسهُ ولازال يمارسهُ بعض رجال الدين ورجالات الإسلام السياسي الشيعي والسني وأحزابهم وحلفائهم في العراق مابعد عام ٢٠٠٣ هو “لا دين، ولا أخلاق، ولا قيادة دولة ،ولا التزام بالقانون، واحتقار للدستور، والإصرار على وثنية المجتمع والدولة . نعم لقد نجحوا بعملية قرصنة وخطف للعراق والعراقيين وتغييبهم قسرا لتتم سرقة ثرواتهم واصول دولتهم وتعطيل ميادين الدولة والحياة في العراق ، وتدمير مستقبل اجيال العراقيين والمفارقة انهم يرقصون لذلك لانهم خُدروا وغُيبوا على طريقة الحشاشين .
أولا:-
لقد دخل العراق والعراقيين مابعد احتلال العراق عام ٢٠٠٣ في تيه حقيقي .وهذا التيه كان متعمدا من قبل الجماعات والأحزاب والشراكات التي استلمت الحكم مابعد عام ٢٠٠٣ ولازالت و بحماية اميركية ودعم إيراني وتركي وكويتي وحتى صهيوني … الخ .فجميع هذه الدول كانت ولازالت سعيدة جدا بتلك الاحزاب والتيارات والجماعات الحاكمة ( الحشاشون الجدد) لانها نفذت ما تريده امريكا وايران والكويت واسرائيل وتركيا … الخ من تدمير ممنهج للعراق وتفريق ممنهج للعراقيين وجعلهم احدهم يكره الاخر ولا يثق به بعد ان كانوا ولقرون يد واحده، وفيما بينهم وشائج المحبة والتلاحم وحب العراق والقيم والاباء .وان اسعد اثنين في قبريهما هما المؤرخ الصهيوني (برنارد لويس) الذي وضع الخطة والوصفة التدميرية للعراق والتي نفذتها احزاب الإسلام السياسي وحلفاءهم السياسيين ورجال الدين، والثاني هو رئيس الحكومة الاسرائيلية الاسبق آريل شارون ( فما عجزت عنه إسرائيل في العراق حققته لها احزاب الاسلام السياسي وحلفاءهم السياسيين ورجال الدين والمقاولين مابعد عام ٢٠٠٣)
ثانيا :-
ولو جئنا إلى كتاب الله والذي يعتبر قاموس ودستور الإسلام والمسلمين وهو القرآن الكريم فسوف نجد ان ثلاث ارباعه هو ( اخلاق ) وربعه( عبادات ). والغريب ان هؤلاء الساسة وحلفاءهم رجال الدين وأحزابهم مابعد عام ٢٠٠٣ والذين لم يقتنعوا بحكم العراق فقط بل مارسوا ويمارسون دعوة جديدة في العبادات في العراق فهم يريدون من العراقيين ترك عقولهم وقناعاتهم والاقتياد بما يخطهُ ويضعهُ هؤلاء الساسة وحلفائهم رجال الدين .والغريب انهم ( بلا اخلاق ) حيث يبيحون المحظورات وجميع الموبقات ويحللون المحرم ويحرمون المحلل وهذا يدل انهم لا علاقة لهم ب ٧٥٪ من الاسلام والقرآن والذي هو ثلاث ارباعه اخلاق . وهنا نقول لهم خذوا العبادات لكم واتركوا لنا الاخلاق ( فنحن شعب ولله الحمد اكرمه الله بالاخلاق اي بثلاث ارباع القرآن ) فإذا كنتم تشككون بعقائد هذا الشعب وتريدونه ان يعبد أصنامكم بدلا من الله فخذوا تلك العبادات والعقائد لكم ولا نريدها لان ديننا الاسلامي دين اخلاق وانتم بلا اخلاق !
ثالثا:-
أ:-فما جاء أعلاه جواب لجميع الذين يسألون:-
لماذا يطالب العراقيون بالتغيير الجذري ومحاسبة الطبقة السياسية وحلفاءها من رجال الدين والمقاولين ومليشياتهم حساباً عسيرا ودون رحمه ؟.
فالشعب العراقي يعيش في حالة ردّة منذ عام ٢٠٠٣ وحتى اليوم . ( والرِدة تعني ترك الإسلام بعد الدخول فيه بالقول أو الفعل والذي هو كفر) .والطبقة السياسية المتحالفة مع الطبقة الديينية في حكم العراق منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الآن تركوا تعاليم الإسلام بالفعل والقول فاصبح الشعب العراقي في ( تيه) ديني واخلاقي ووطني وقيمي و بتخطيط من الطبقة السياسية التي أوجدتها الجهات الدينية والخارجية . ( فلقد اغرقوا العراق والعراقيين بالوثنية الجديدة التي بدأت منذ عام ٢٠٠٣ وتعاظمت وبداياتها أغراق المجتمع بالخرافة والامية ومن ثم حصر التوظيف بوظيفة ” شرطي وجندي” فقط ثم جعلوها بثمن لمافيات التعيين وثم اسسوا مافيات بيع المناصب والوظائف فنجحوا بترييف مؤسسات الدولة . ومن ثم شرعوا بمحاربة وتسقيط النزهاء والشرفاء والوطنيين واصحاب الاختصاصات والكفاءات .وعندما نفذوا ذلك انتقلوا لمخطط تجهيل المجتمع العراقي وإغراقه بالخرافة والوثنية. فأصبحت هذه الطبقة السياسية المدعومة من الجهات الدينية تشكل خطرا جسيما على العراق والعراقيين ) ….
رابعا:-
من هذا المنطلق لابد من مشروع تغيير، ولابد من ( موسى عراقي ) ينقذ العراق والعراقيين. وموسى العراقي ليس بالضرورة ان يكون شخصا بل قد يكون مشروع وطني .وهذا يحتاج إلى ثورة تنوير للعقول المغيبة وللمجتمع الذي أغرقوه بالجهل والخرافة وهذا واجب شرعي واخلاقي وديني ووطني على جميع النخب والمثقفين والوطنيين ان يباشروا بحملات التنوير للعراقيين ومخاطبتهم انهم خلقوا احرارا فلماذا الاستسلام للعبودية ؟. وتحفيزهم ان هذا بلدهم لهم فيه حقوق وواجبات ولا يجوز سرقة قوتهم وخيراتهم وارسالها إلى دول وشعوب ومنظمات خارجية . لذا يجب تخليص العراق من حالة الخطف و من القراصنة من خلال اسقاط هذه الطبقة السياسية الفاشلة والفاسدة والتابعة للخارج و التي تشكل خطرا جسيما على العراق وعلى مستقبل الاجيال العراقية. وتأسيس نظام سياسي وطني يُحرّم ويُجرّم التبعية للخارج ويُحرّم ويُجرّم الطائفية والتمويل من الخارج. نظام سياسي يؤمن بالدولة المدنية ومنع وحظر رجال الدين من الاقتراب من ادارة الدولة ومؤسساتها والتدخل في قراراتها ! .
ملاحظة مهمة :
ان ايماننا بعملية التغيير السياسي ليست بالضرورة انتقام من احد او كراهية لأحد .. بل هو ايمان حقيقي لإنقاذ بلدنا، وانقاذ اجيالنا( وحتى إنقاذ ديننا المحمدي الوسطي في العراق والذي يتعرض للتشويه والتخريب) من الوثنية والجهل والتيه لتعيش بسلام وتعيش بحياة كريمة ليس فيها صنمية ولا خرافات ولا خزعبلات ولا خداع واستغفال بإسم الدين !
سمير عبيد
١٠ نيسان ٢٠٢٥ سمير عبيد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات العراق والعراقیین الطبقة السیاسیة رجال الدین عام ٢٠٠٣ فی العراق منذ عام
إقرأ أيضاً:
لماذا دعا بن غفير الشرطة لملاحقة متابعي الجزيرة؟ مغردون يعلقون
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية، صباح أمس الخميس، بدء تسيير دوريات من الشرطة "لإيقاف بث وكالات توثق مواقع سقوط الصواريخ الإيرانية، بما في ذلك وكالات أنباء كانت تنقل عبرها قناة الجزيرة بثا غير قانوني" حسب تعبيرها.
وبدورها، أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأن الشرطة اعتقلت أحد المصورين بزعم أنه يصور لقناة الجزيرة.
ويُحسب بن غفير على الجناح اليميني الأكثر تطرفا داخل إسرائيل، ويعد أحد كبار المستوطنين ومؤيدي سياسة الاستيطان، وتفرض عليه دول غربية عقوبات على خلفية اتهامات له بالتحريض ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
تأثير الجزيرة
ورصد برنامج "شبكات" -في حلقته بتاريخ (2025/6/19)- تعليقات كثيرة تفاعلت مع دعوة بن غفير لاعتقال من يشاهد الجزيرة.
ومن بين تلك التعليقات، قال محمد في تغريدته "بث الجزيرة يعادل في تأثيره قوة تدمير الصواريخ، فهو يعري سوءتهم -لا سترها الله- ويكشف كذبهم".
وفي السياق ذاته، أشار تاج الدين أدم إلى "تصريحات بن غفير التي ادعى فيها بأن الجزيرة تسبب خطرا على إسرائيل" مضيفا "القناة التي تعطيك الصحيح وتكشف كل شيء هي الجزيرة".
وبدوره، قال كريم ستيتو في تغريدته إن "بن غفير وأمثاله من الصهاينة المنتمين لليمين المتطرف هم من يشكلون خطرا على العالم بأسره".
أما رامي فأعرب عن قناعته بأن بن غفير "ليس خطرا على الفلسطينيين فقط بل هو خطر على إسرائيل نفسها بسبب سياساته وتهوره".
وأضاف "هو يحرج إسرائيل وحلفاءها وحتى أشد الداعمين لها بسبب تصرفاته الهوجاء".
يُشار إلى أن إسرائيل لاحقت على مدى السنوات الماضية صحفيي الجزيرة واستهدفتهم بشكل مباشر رغم ارتدائهم سترة الصحافة وخوذتها الواقية، إذ اغتالت عام 2022 الصحفية شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها اقتحامات جيش الاحتلال مخيم جنين شمالي الضفة.
إعلانكما استهدفت حمزة الدحدوح خلال حرب غزة المتواصلة، ليلحقه بأسابيع إسماعيل الغول عندما قصفت سيارته خلال تغطيته للدمار في مخيم الشاطئ (غربي غزة) برفقة المصور رامي الريفي.
وفي مارس/آذار 2025، اغتالت إسرئيل مراسل قناة "الجزيرة مباشر" حسام شبات (شمالي غزة) بعد أن اتهمته رسميا بالعمل لصالح تنظيمات مسلحة من دون تقديم أي دليل.
وكانت إسرائيل أصدرت "قانون منع المس بأمن الدولة من قبل هيئة بث أجنبية" الذي يعرف إعلاميا وسياسيا باسم "قانون الجزيرة".
وبناء عليه، أغلقت إسرائيل مكتب الجزيرة بالقدس المحتلة في 5 مايو/أيار 2024، وصادرت معداتها، وقطعت بثها على شبكة التلفزة والإعلام الرقمي داخل إسرائيل لمدة 45 يوما ومددتها 6 مرات.
20/6/2025-|آخر تحديث: 01:05 (توقيت مكة)