حكاية محمود أبو عمشة.. اختطف الاحتلال روحه وبكاه أطباء مصر بحرقة
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
نعت نقابة أطباء مصر برئاسة النقيب العام د. أسامة عبد الحي، الطبيب الشاب الدكتور محمود أبو عمشة (27 عامًا)، الذي ارتقى شهيدًا في قطاع غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي الغادر.
وقالت نقابة الأطباء، إن الدكتور محمود أبو عمشة كان يتنقل بين مستشفيات غزة من الشمال إلى الجنوب منذ أن شن العدو حربه على القطاع في 2023، ويُجري العمليات الجراحية، ويُضمد الجراح في ممرات تعجّ بالمصابين، وبقلب أثقله الحصار والجوع وفقد الأحبة، لكنه لم يتراجع يومًا، ولم يتقاضَ أجرًا، بل كان جنديًا متطوعًا، يحمل قلبًا نابضًا بالإيمان، ورسالة إنسانية لا تعرف التراجع.
وأضافت نقابة الأطباء، أن الدكتور محمود أبو عمشة، استشهد وترك وراءه سيرة عطرة ترويها جدران المستشفيات ودموع زملائه، مردفة: مضى وقد ترك معاناة الأرض خلفه، وما فيها من وجعٍ وقهرٍ وعجزٍ وصمتٍ دولي مريع.
وأشارت الأطباء المصرية، إلى أن الراحل لم يكن يحمل سلاحًا، بل كان يحمل سماعته، وابتسامته، ويدًا ممدودة بالرحمة، وكان صوتًا للحياة وسط الركام، ونبضًا من نور في ظلمة القصف، مؤكدة أنه استُهدف لأنه طبيب، ولأنه إنسان.
ولفتت نقابة الأطباء، ألى أنه استُشهد وهو يؤدي أنبل ما يمكن للإنسان أن يفعله، وهو "يحاول إنقاذ حياة".
وقالت نقابة الأطباء: نتقدم بأحر التعازي لعائلة الشهيد وزملائه في الميدان، ونعاهد روحه الطاهرة بأن تبقى ذكراه منارةً في طريق الشرف والمروءة، ولعل عزاؤنا
أنه ترك معاناة الأرض، ليصبح نجمة في سماء الشهداء.
وشددت نقابة أطباء مصر، على أن ما يَجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل جريمة ضد الإنسانية تُرتكب أمام أنظار العالم، وما استهداف الأطباء والطواقم الطبية إلا جزءًا من جريمة أوسع تُمارس تحت غطاء صمت المجتمع الدولي.
وأكدت نقابة أطباء مصر، أن العالم لا يزال يقف متفرجًا، تاركًا فلسطين وأهلها تحت وطأة القتل والدمار في وقت كان من الواجب على المؤسسات الدولية أن تتخذ موقفًا حازمًا لوقف هذا الإجرام.
وشددت نقابة الأطباء: نحن ندين هذا الصمت المُخجل الذي يضفي شرعية على جرائم الاحتلال، ونطالب بتحرك فوري لرفع الحصار، وحماية المدنيين، وتقديم المجرمين إلى العدالة.
واختتمت بيانها قائلة، إن "دماء الشهيد د. محمود أبو عمشة وكل شهداء الإنسانية ستكون شاهدة على هذا الصمت المخزي".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نقابة أطباء مصر الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة نقابة الأطباء مستشفيات غزة استهداف الأطباء غزة المزيد نقابة الأطباء مستشفیات غزة أطباء مصر
إقرأ أيضاً:
ممرضات يغمى عليهن والجوع يطارد مستشفيات غزة
في مشهد مأساوي متفاقم، كشفت صحيفة نيويورك تايمز -في تقرير ميداني مفصل- أن المجاعة باتت تضرب قلب المستشفيات العاملة في قطاع غزة، في ظل حصار إسرائيلي خانق وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.
وذكرت أن الجوع لم يعد حالة طارئة، بل أصبح معركة يومية يخوضها الطاقم الطبي والمرضى، صغارا وكبارا، في ظل عجز عن توفير الغذاء وحليب الأطفال أو حتى محاليل التغذية الوريدية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تلغراف: جنود وجنرالات يتمردون على نتنياهو بسبب حرب غزةlist 2 of 2واشنطن بوست: أهل غزة يتضورون جوعا فما أثر الجوع على جسم الإنسان؟end of list مجاعة تتمدد في أنحاء غزةبعد أشهر من التحذيرات، تقول منظمات دولية وأطباء إن المجاعة تجتاح القطاع نتيجة القيود الإسرائيلية الصارمة التي تمنع تدفق المساعدات منذ شهور. وبحسب وزارة الصحة في غزة، توفي 56 فلسطينيا هذا الشهر جراء الجوع، وهو ما يمثل نحو نصف عدد الوفيات الناجمة عن المجاعة منذ اندلاع الحرب قبل 22 شهرا.
وفي ظل الانهيار المتسارع للمنظومة الصحية، تحوّلت المستشفيات من مواقع لعلاج الإصابات إلى ساحات لمكافحة سوء التغذية الحاد. وتفقد الأطقم الطبية، التي تعمل في ظروف غير إنسانية، الوعيَ أثناء أداء مهامها، ويتم إنعاشهم بمحاليل ملحية وسكرية. وقد تفاقم الأمر بسبب نفاد المضادات الحيوية والمسكنات، وحتى المحاليل الوريدية الخاصة بتغذية المرضى المنهكين.
وأفادت الصحيفة الأميركية أن الممرضات يُغمى عليهن في أجنحة العلاج بسبب الجوع والجفاف، والأطباء لا يجدون ما يسعف المرضى المنهكين سوى الماء أو سوائل محدودة.
طبيب بريطاني في غزة: رأيت سوء التغذية الحاد الوخيم الذي لم أكن أظن أنه يمكن أن يحدث في عالم متحضر. إن كلمة جلد وعظم لا تصف ما رأيته
ووصف الأطباء مشهدا مأساويا يتكرر يوميا: أطفال رُضّع يعانون من الهزال المفرط ولا يمكن إنقاذهم بإعطائهم كميات كبيرة من الغذاء مرة واحدة، خوفا من إصابتهم بـ"متلازمة إعادة التغذية" وهي حالة خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
وتقول الجراحة الأميركية المتطوعة أمبيرين سليمي من مستشفى ناصر جنوب غزة "رأيت أطفالا على وشك الموت، ولم نتمكن من انتشالهم من حافة الموت" كما يروي الجراح البريطاني نيك ماينارد منظرا "صادما" لرضيع يبلغ من العمر 7 أشهر بدا أشبه بهيكل عظمي.
إعلانويقول ماينارد "رأيت سوء التغذية الحاد الوخيم الذي لم أكن أظن أنه يمكن أن يحدث في عالم متحضر. إن كلمة جلد وعظم لا تصف ما رأيته".
ويضيف أنها "مجاعة من صنع البشر تُستخدم سلاح حرب، وستؤدي إلى وفيات أكثر، ما لم يُسمح بإدخال الغذاء فورا".
بعد حصار غذائي شامل استمر من مارس/آذار إلى مايو/أيار، سمحت إسرائيل بدخول بعض المساعدات، لكنها استبدلت النظام الأممي السابق بمراكز توزيع محدودة يُشرف عليها مقاولو شركات خاصة بدعم عسكري إسرائيلي.
وتلفت الصحيفة إلى أن هذه النقاط، التي لا يمكن الوصول إليها إلا بعد قطع مسافات طويلة يمر المرء خلالها عبر خطوط نيران إسرائيلية، تحولت إلى "فخاخ موت" أودت بحياة مئات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى الطعام.
ورغم أن إسرائيل تزعم أن هذا النظام يمنع حركة حماس من الاستيلاء على المساعدات، إلا أن مسؤولين عسكريين إسرائيليين أقروا لصحيفة نيويورك تايمز بعدم وجود دليل على ذلك.
كما قالت إسرائيل إنها أطلقت "طلقات تحذيرية" فقط، لكن أطباء ميدانيين أكدوا وجود إصابات قاتلة في مناطق الجذع، مما يوحي بأنها نتيجة استهداف مباشر.
استجابة متأخرةوفي رده على تصريحي الطبيبين أمبيرين وماينارد، قال مكتب "كوغات" التابع للجيش الإسرائيلي، والمسؤول عن تنسيق دخول المساعدات إلى غزة، إنه يعمل مع شركاء دوليين لضمان دخول المساعدات الإنسانية بما يتوافق مع القانون الدولي.
وفي وقت متأخر من ليل السبت، أعلنت إسرائيل أنها بدأت إسقاط مساعدات جوية على شمال غزة، وأنها ستوقف عملياتها العسكرية لبضع ساعات يوميا في مناطق مختارة لتسهيل دخول المساعدات برا.
أطباء: المجاعة لا تتسبب فقط في الوفاة المباشرة، بل تُضعف أجساد المرضى لدرجة تمنعهم من التعافي من الإصابات أو الأمراض العادية.
لكن برنامج الأغذية العالمي أكد مؤخرا أن ثلث سكان غزة يمرون أيامًا كاملة بلا طعام. وفي عيادات منظمة أطباء بلا حدود، يعاني ربع الأطفال والحوامل من سوء تغذية.
ويقول أطباء إن المجاعة لا تتسبب فقط في الوفاة المباشرة، بل تُضعف أجساد المرضى لدرجة تمنعهم من التعافي من الإصابات أو الأمراض العادية. كما ارتفعت حالات الإجهاض، والولادات المبكرة لأطفال ضعفاء المناعة أو مصابين بتشوهات.
أرقام مرعبة وأسعار خيالية
رغم وجود بعض المواد الغذائية في الأسواق المحلية، إلا أن أسعارها خارجة عن قدرة السكان. فالكيلوغرام من الطحين أو الطماطم يصل سعره -بحسب تقرير نيويورك تايمز- نحو 30 دولارا، بينما تكاد تنعدم اللحوم والأرز، الأمر الذي لا يجد معه الأهالي بُدّاً من الاختيار بين التضور جوعا أو التعرض للموت برصاص القناصة في سبيل الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الغذائية.
وحتى تلك المساعدات تتعرض للتلف أحيانا بسبب تعذر توزيعها في الوقت المناسب. فقد أعلنت إسرائيل أنها دمّرت ما يقارب حمولة 100 شاحنة من الطعام مؤخرا. ومن جانبها، تُحمّل الأمم المتحدة مسؤولية ذلك للقيود الإسرائيلية التي تعيق مرور القوافل في منطقة حرب مفتوحة.
سلام ويزن: الحياة بشق الأنفسوتناولت الصحيفة الأميركية أيضا قصة الرضيعة سلام برغوث التي لم تتجاوز شهرها الثالث، كمثال حي للمعاناة. فقد وُلدت بعد الحصار مباشرة، ووالدتها حنان (22 عاما) بدت أضعف من أن تسير بقدميها إلى مراكز التوزيع. أما والد الطفلة فقد أخفق هو الآخر في الوصول إلى تلك المراكز قبل نفاد المساعدات.
إعلانوتقول أم سلام لنيويورك تايمز "أنا أكافح وأقاتل كل يوم لأبقيها على قيد الحياة. أرضعها قدر استطاعتي، وعندما لا أستطيع أعطيها الحليب الصناعي، لكنه مكلف جدا حيث يبلغ سعر العلبة الواحدة منها نحو 120 دولارا".
وفي شمال القطاع، يعاني يزن أبو الفول (عمره 24 شهرا) من الهزال لدرجة بروز عظامه. فأسرته لا تجد طعاما، والمستشفيات القريبة لا تستطيع استقباله بسبب نفاد المعدات والأدوية.