لجريدة عمان:
2025-06-21@04:46:03 GMT

الاكتناز في ضوء القرآن

تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT

فـي زمننا الحالي لم يعد الاكتناز مقتصرًا على تخزين الذهب والفضة، بل اتخذ أشكالًا اقتصادية متعددة تؤدي إلى تعطيل عجلة التنمية وإعاقة تحقيق العدالة الاجتماعية، ومن أبرز هذه المظاهر «تكديس الأموال دون استثمارها»، حيث يؤدي احتفاظ الأفراد أو المؤسسات بثرواتهم دون توجيهها إلى مشروعات تنموية إلى حرمان المجتمع من فرص العمل وإضعاف الاقتصاد، فعلى سبيل المثال، وضع الأموال فـي الحسابات المصرفـية دون تحريكها أو استثمارها فـي مشروعات إنتاجية لا يحقق أي قيمة مضافة.

ومن مظاهر الاكتناز أيضًا «الامتناع عن تأدية الزكاة»، على هذه الأموال التي شرعها الله سبحانه وسيلة لإعادة توزيع الثروة وتحقيق التكافل الاجتماعي.

الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الفجوة بين الفقراء والأثرياء، ويعزز الاحتكار، مما يترك أثرًا سلبيًا على الاقتصاد والمجتمع بأسره.

كما أن «الاستهلاك المفرط» يعد من أشكال سوء استخدام المال فـي عصرنا الحديث، حيث أصبح التسابق فـي امتلاك الأكبر والأكثر سمة أساسية، يتجلى ذلك فـي الإنفاق المبالغ فـيه على الكماليات، دون مراعاة الحاجات الأساسية للفئات المحتاجة.

ولتهدئة وخز الضمير، قد يلجأ البعض إلى التبرع بهذه المقتنيات الزائدة، إلا أن هذا التبرع، فـي كثير من الأحيان، لا يكون بدافع الإيثار، بل مجرد وسيلة للتخلص منها، وفـي بعض الحالات، ينتهي الأمر بهذه المقتنيات إلى مكبّ النفايات، مما يشكل عبئًا إضافـيًا على البيئة.

رغم أن المولى -جلّت قدرته- جعل لنا المال وسيلة لتحقيق التنمية والعدل فـي الإسلام، وليس غاية فـي حد ذاته، وقد أكدت الشريعة على ضرورة توجيه الثروات نحو ما ينفع المجتمع، وحذّرت من الاكتناز الذي يحبس المال عن التداول النافع.

ويتجلى هذا المعنى بوضوح فـي قوله تعالى: «وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ» (التوبة: 34) ولهذا، يحذّرنا المولى سبحانه وتعالى من اكتناز المال دون استثماره أو إنفاقه فـي أوجه الخير، أو تكديس المقتنيات بلا فائدة، لما لذلك من آثار سلبية على الأفراد والمجتمعات، ويدعونا إلى «الاستخدام الواعي للمال»، سواء من خلال الاستثمار المنتج أو التبرع الفعّال، مما يعزز النمو الاقتصادي ويحقق التكافل الاجتماعي، ليكون المال أداة للنفع لا وسيلة للاحتكار.

حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ما حكم سماع القرآن أثناء النوم؟.. دار الإفتاء تجيب

أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول حكم سماع القرآن أثناء النوم؟.

وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء: "لا حرج إطلاقًا في أن يترك الإنسان القرآن الكريم يعمل وهو نائم، فذلك لا شيء فيه شرعًا، بل قد يكون فيه خير وبركة وطمأنينة، لأن سماع القرآن فيه سكينة ورحمة".

حكم تشغيل القرآن أثناء النوم

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، أن قوله تعالى: {فإذا قُرِئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم تُرحمون}، فسّره بعض العلماء بأنه خاص بخطبة الجمعة، والبعض الآخر قال إنه يشمل كل مواضع قراءة القرآن، ولكن المقصود هو الإنصات عند الاستماع إذا كان الإنسان حاضرًا واعيًا متفرغًا، أما إذا نام أو انشغل بغير عمد، فلا إثم عليه.

وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن "تشغيل القرآن أثناء النوم لا حرج فيه، بل كثير من الناس لا يستطيعون النوم إلا على صوت القرآن الكريم لما فيه من راحة نفسية وسكينة، وهو أمر لا يمنعه الشرع ولا يُؤاخذ عليه الإنسان".

حكم الاستماع إلى القرآن أثناء العمل

وفي هذا السياق، كانت دار الإفتاء المصرية بينت حكم الاستماع إلى القرآن أثناء العمل، قائلة إن الله سبحانه وتعالى قال ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [لأعراف: 204]، نقل القرطبي في "تفسيره": "... إن المشركين كانوا يكثرون اللغط والشغب عنادًا لكي يصرفوا الناس عن الاستماع لتلاوة القرآن".

هل تصح الصلاة بالقراءة الشاذة؟ دار الإفتاء تحسم الجدلنظير عياد: الإفتاء فن ومسئولية تتطلب إعدادا وتأهيلا شاملاحكم التقشير الكيميائي للوجه والكفين للعلاج.. الإفتاء تجيبما حكم قضاء الصلوات المتروكة عمدًا؟.. الإفتاء تجيب

وتابعت دار الإفتاء، في فتوى سابقة لها بعر موقعها الإلكتروني، إذا قام بعض المسلمين بالاستماع للقرآن أثناء عملهم وانشغالهم بهذا العمل دون أن يتعمدوا الانصراف عن الاستماع أو صرف المستمعين عن الاستماع فلا مانع شرعًا من ذلك.

طباعة شارك حكم سماع القرآن أثناء النوم سماع القرآن سماع القرآن أثناء النوم حكم تشغيل القرآن أثناء النوم حكم الاستماع إلى القرآن أثناء العمل الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى دار الإفتاء الإفتاء

مقالات مشابهة

  • السلاح النووي التكتيكي.. وسيلة ضغط أم سباق نحو كارثة
  • البيان الختامي لسينودس اساقفة الروم الكاثوليك: الحوار أفضل وسيلة علاج للتحديات
  • الإندبندنت: المساعدات الإسرائيلية وسيلة قتل وتهجير في غزة
  • مخاوف من أمراض وراثية وزواج الأقارب.. أوروبا تدرس فرض قيود على التبرع بالحيوانات المنوية
  • الإمارات تحتفل بـ«اليوم العالمي للتبرع بالدم»
  • الصحة العالمية: هذه أهمية التبرع بالدم بانتظام
  • وزارة الصحة تحتفي بالمتبرعين بالدم
  • فوائد مذهلة للتبرع بالدم بانتظام
  • ما حكم سماع القرآن أثناء النوم؟.. دار الإفتاء تجيب
  • اتفاقية بين "صحار ألمنيوم" و"سراج" لشراء أجهزة التبرع الإلكترونية