الرياض

حصدت جامعة طيبة الميدالية الفضية في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2025، أحد أبرز المعارض العالمية المعنية بالابتكارات، وذلك عن اختراع طبي قدمه فريق بحثي من كلية الهندسة بالجامعة.

ويتمثل الاختراع الطبي في جهاز صغير الحجم يتمتع بقدرة فائقة على تحليل أكثر من 26 نوعًا من التحاليل الطبية الحيوية من خلال قطرة دم واحدة فقط، وفي زمن لا يتجاوز ثلاث دقائق، وبدرجة دقة تماثل نتائج التحاليل التقليدية بنسبة تصل إلى 100%.

ويُعد هذا الإنجاز الذي قدمته جامعة طيبة بالمعرض، إضافةً نوعية في مسيرة الابتكار العلمي بالمملكة، إذ جاء وسط منافسة قوية ضمت أكثر من 1000 ابتكار علمي يمثلون 35 دولة من مختلف أنحاء العالم، ضمن مشاركة المملكة التي قدمت 134 اختراعًا علميًا في 13 مجالًا، منها 38 جهة تعليمية.

وطور الفريق البحثي بالجامعة هذا الابتكار بالاعتماد على تكنولوجيا نانوية متقدمة تُستخدم في الهندسة الطبية الحيوية، وسُجل الابتكار براءة اختراع في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح الفريق البحثي خلال تصريحات صحفية أن التقنية تعتمد على تصميم مستشعرات ذكية ذات حساسية فائقة تُمكن أجهزة الاستشعار التفاعلية من الكشف عن الإشعاع الكهرومغناطيسي عالي التردد، والمقارنة بين العينات المتعددة للكشف عن الفروقات الدقيقة بدقة عالية.

وتعمل التقنية الحديثة على تحسين استجابة الأجهزة للموجات الكهرومغناطيسية المختلفة؛ مما يسمح بتحكم أدق في الترددات، ويعزز من كفاءة التحليل وسرعة التشخيص الطبي، مع إمكانية بناء أجهزة طبية منخفضة التكلفة.

وأشار الفريق البحثي إلى أن هذه التقنية الجديدة ستحدث تحولًا نوعيًا في طرق الكشف السريع عن العلامات الحيوية، وتسهم في دعم الأنظمة الصحية خاصة في مناطق الرعاية الميدانية، إذ تعمل مختبرًا متكاملًا متنقلًا يرفع من كفاءة الكشف المبكر، ويقلل من الحاجة إلى المعدات التقليدية المعقدة.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: اختراع طبي جامعة طيبة فريق بحثي معرض جنيف الدولي للاختراعات

إقرأ أيضاً:

البعد الأخلاقي في مسيرة الابتكار الإنساني (3- 3)

 

 

عبيدلي العبيدلي **

 

الأطر الأخلاقية الدولية التي تضمن احترام حقوق الإنسان أثناء تطوير التكنولوجيا الجديدة المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان :(UNGPs) بوصف كونها قادرة على أن تحدد مسؤوليات الشركات والحكومات لضمان احترام حقوق الإنسان في العمليات كافة. الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: كونه الوثيقة الدولية المرجعية الأساسية لكل السياسات والممارسات، بما فيها تلك التي تنحصر تأثيراتها في المحيطين المحلي أو الإقليمي. اتفاقية مجلس أوروبا الإطارية بشأن الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان: فهي أول صك دولي، رسمي، متفق عليه، وملزم قانونيًا لضمان توافق أنشطة الذكاء الاصطناعي مع حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون. توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: فهي التي وضعت معايير عالمية لضمان أن تطور التكنولوجيا يتم وفق ضوابط أخلاقية متينة، راسخة، مع احترام الكرامة وحقوق الإنسان. المعايير الوطنية والاستراتيجيات الرقمية: نماذج مختارة من الاستراتيجيات الوطنية التي تدمج حقوق الإنسان في جميع مراحل تطوير التكنولوجيا. التمسك بالقيم الأخلاقية والمجتمعة كي تصبح دافعًا لتعزيز الإبداع بدلاً من عرقلته تعزيز الثقة والقبول المجتمعي: ينال الابتكار الأخلاقي قبولاً أوسع، يعزز ثقة المجتمع والمستثمرين، ما يفتح آفاقاً أوسع للنمو والتوسع. توسيع قاعدة الأفكار: إشراك فئات متنوعة، لكن متجانسة فكريًا ومجتمعيًا،  وأخذ القيم الأخلاقية في الاعتبار، يفتح المجال لأفكار جديدة أكثر شمولية وابتكاراً. تحفيز حلول مستدامة: التركيز على الأثر الاجتماعي والبيئي يقود إلى ابتكارات تخدم المجتمع على المدى الطويل، ولا يقاصر دورها فقط على تحقيق العائد الربحي السريع. بناء سمعة إيجابية: تكتسب المؤسسات التي تلتزم بالأخلاقيات سمعة حسنة قوية تجذب المواهب والشركاء والعملاء. تحويل التحديات الأخلاقية إلى فرص ابتكارية: معالجة المشكلات الأخلاقية (مثل الخصوصية أو الشمولية) يدفع لتطوير تقنيات ومنتجات جديدة تلبي هذه الاحتياجات.

وكما تؤكد الخبرات الدولية، فإن احترام الحقوق والحريات "يمكن أن يكون محفزاً لابتكار أوسع نطاقًا ... ويفتح آفاقاً جديدة لابتكارات وتقدم أكبر وأكثر عمقاً وإنسانية".

ولا بج هنا من تقييم حقوق الإنسان والمعايير الأخلاقية الدولية، من أجل إشراك عموم المجتمع وأصحاب المصلحة، على نحو خاص لتبني ثقافة أخلاقية راسخة، تشكل في مجموعها حزمة عناصر تضمن أن الابتكار لا ينتهك كرامة الإنسان، بل يكون قوة دافعة للإبداع والتقدم المستدام من أجل، تحقيق الأهداف التي تصب في إطار ربط خطوات الإبتكار القائم على مكونات الذكاء الاصطناعي التي تضمن:

احترام تقنيات تحترم حقوق الإنسان في إطارها التشريعي العام كي يتسنى لها منع انتهاك كرامة الأفراد.  تكريس القيم والمقاييس الأخلاقية التي تساعد الجهات المعنية على تقييم أخطار وفوائد مشروعات الابتكاري بشكل فعال إشراك المجتمع وأصحاب المصلحة في وضع معايير أخلاقية للمشروعات والمنتجات الابتكارية. التقيد بالأطر الدولية التي تضمن احترام حقوق الإنسان أثناء تطوير التكنولوجيا الحديثة. تعزز قيم ومقاييس التمسك بالقيم الأخلاقية من في عمليات بناء وتشغيل المشروعات الابتكارية بدلاً من عرقلتها

خلاصة

في ضوء كل ما تقدم، يتضح أن الابتكار الأخلاقي هو السبيل الأمثل، والأكثر فعالية، لتحقيق التنمية المستدامة، والتقدم الحقيقي في المجتمعات. فالتمسك بالقيم الأخلاقية في كل مراحل الابتكار — من الفكرة إلى التطبيق، والإنتاج، بل وحتى الترويج يضمن أن تكون النتائج عادلة، وشاملة، وتحترم كرامة الإنسان وحقوقه. إن تقييم الأثر الأخلاقي، وإشراك المجتمع وأصحاب المصلحة، والالتزام بالأطر الدولية لحقوق الإنسان، كلها أدوات عملية تجعل من الابتكار قوة إيجابية تعزز الثقة، وتدفع نحو حلول تخدم الجميع.

على سبيل المثال، في مجال الذكاء الاصطناعي، تلتزم كبرى الشركات التقنية اليوم بمبادئ "الذكاء الاصطناعي المسؤول"، الذي يضمن عدم التمييز، وحماية الخصوصية، وشفافية الخوارزميات، ما عزز ثقة المستخدمين وفتح آفاقًا جديدة للتطبيقات النافعة في الصحة والتعليم والبيئة. وفي قطاع الصحة، أدى الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي إلى تطوير لقاحات وأدوية تراعي موافقة المرضى وحقوقهم، ما ساهم في إنقاذ ملايين الأرواح وبناء جسور ثقة بين العلماء والمجتمع.

أما في مجال الاقتصاد البرتقالي وريادة الأعمال الاجتماعية، فإن المشاريع التي توازن بين الابتكار والقيم الأخلاقية — مثل الشركات التي تنتج منتجات صديقة للبيئة أو تدعم المجتمعات المحلية — تحقق نجاحًا مستدامًا وتترك أثرًا إيجابيًا طويل الأمد. فمثلاً، منصات التعليم المفتوح (MOOCs) التي تتيح محتوى علميًا مجانيًا للجميع، تمثل ابتكارًا أخلاقيًا يحقق العدالة في الوصول إلى المعرفة ويعزز فرص التنمية في المجتمعات الأقل حظًا.

من جهة أخرى، من الطبيعي أن يؤدي تجاهل البعد الأخلاقي في الابتكار إلى نتائج كارثية، مثل انتهاك الخصوصية، أو نشر خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل، أو تعميق الفجوة الرقمية بين المجتمعات. لذا، فإن التمسك بالقيم الأخلاقية لا يعوق الإبداع، بل يوجهه نحو أهداف أسمى، ويمنحه الشرعية والقبول المجتمعي، ويحول التحديات الأخلاقية إلى فرص لتطوير حلول مبتكرة تراعي الإنسان والبيئة معًا.

في النهاية، الابتكار والأخلاق هما جناحان لا غنى لأحدهما عن الآخر في رحلة بناء مستقبل أكثر عدالة واستدامة وازدهارًا. وكلما تعمق التفاعل بينهما، زادت قدرة المجتمعات على تحويل الأفكار الجديدة إلى واقع أفضل للجميع.

ومن الطبيعي، والمتوقع أيضا، أن شهد مسير استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي في صناعيات ومشروعات الابتكار، صراعًا متوازيًا بين قوى الشر بأنانيتها الجشعة، وقوى الخير بطموحاتها المشروعة حربَا غير معهودة بحكم شدة شراستها، وسعة دائرة انتشارها.

وكل ما يتمناه الصالحون من القوم أن يكون الانتصار من نصيب قوى الخير.

** خبير إعلامي

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال: استهداف مقر "منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية الإيرانية" في طهران
  • الشؤون الصحية بالحرس الوطني و”كيمارك” و”كاساو” يستعرضون ريادة المملكة في التقنية الحيوية خلال مؤتمر BIO USA 2025
  • البعد الأخلاقي في مسيرة الابتكار الإنساني (3- 3)
  • اختراع العزلة
  • لقاء لبناني-جزائري في جنيف: تعزيز التعاون النقابي وأولوية قضايا المتقاعدين
  • شيخ الأزهر يستقبل الأنبا عمانوئيل مطران إيبارشية طيبة للأقباط الكاثوليك
  • وفد وزارة التعليم العالي يشارك في اجتماع G20 البحثي بجنوب أفريقيا
  • قافلة جامعة المنوفية المتكاملة توقع الكشف على 440 شخص ببركة السبع
  • لقاء سوري أردني في جنيف يبحث تطوير واقع العمالة
  • بالفيديو.. إدارة مولودية الجزائر تقوم بمبادرة طيبة اتجاه أحد مناصري الفريق