تواجه الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، خصوصًا في مناطق الغردقة، تحديات متراكمة نتجت عن انتهاكات بيئية جسيمة تعود إلى ما قبل صدور قانون حماية البيئة رقم 4 لسنة 1994.

 هذه التحديات دفعت عددًا من كبار العلماء والمتخصصين في علوم البيئة البحرية إلى البحث عن آليات فعّالة لإعادة تأهيل هذه النظم البيئية الحساسة، من خلال برامج استزراع مدروسة تحترم التوازن الطبيعي ولا تؤدي إلى مزيد من التدهور.

ندوة بمهرجان الغردقة عن شباب الدراما ومستقبلهم السينمائيتأجيل محاكمة المتهمين في قضية «شهيد الشهامة» بالغردقة إلى يونيو المقبلبدء أولى جلسات محاكمة قتلة شهيد الشهامة بالغردقةبين الإشادة والإنذارات.. فحص شامل لفنادق في حي جنوب الغردقةالاستزراع المرجاني... بين الضرورة والحذر العلمي

أوضح الدكتور محمود حنفي، أستاذ البيئة البحرية بجامعة قناة السويس والمستشار العلمي لجمعية المحافظة على البيئة "هيبكا"، أن المناطق المتضررة على سواحل الغردقة جراء أعمال ردم وتجريف سابقة يمكن إعادة تأهيلها، شريطة الالتزام بأسلوب التكاثر الجنسي فقط في عمليات الزراعة المرجانية. هذا النهج يتطلب جمع اليرقات المرجانية الطبيعية، ثم ترسيبها على أسطح صلبة قبل نقلها إلى المناطق المستهدفة، بما يضمن الحفاظ على التنوع الجيني وقدرة المرجان على مقاومة المتغيرات البيئية، خاصة مع ازدياد وتيرة التغير المناخي.

في المقابل، حذر حنفي من الاعتماد على أسلوب التكاثر اللاجنسي الذي يقوم على تفتيت مستعمرات المرجان الأصلية ونقلها إلى مواقع جديدة، مؤكدًا أن هذا الأسلوب قد يؤدي إلى اضمحلال الصفات الوراثية، ويفتقر إلى الكفاءة البيئية طويلة المدى. ومع ذلك، يمكن اللجوء إليه في حالات خاصة، كالكسر العرضي الناتج عن اصطدام المراكب، على أن تتم هذه العمليات تحت إشراف مختصين في علوم المحميات الطبيعية والبحار.

مشروعات قومية واستثناءات مشروطة

أشار المتخصصون إلى ضرورة ضبط عمليات نقل المرجان، خصوصًا في الحالات التي تستدعي إقامة مشروعات قومية تتطلب تدخلًا مباشرًا في البيئة البحرية. ورغم أن هذه المشاريع قد تبرر استثناءات محددة، إلا أن التعامل معها يجب أن يتم بأقصى درجات الحذر، حتى لا يتحول نقل المرجان إلى ممارسات اعتيادية تُفقد الاستزراع المرجاني معناه العلمي والبيئي.

دروس من تجارب العالم... أستراليا والفلبين نموذجًا

استعرض المتخصصون خبرات دولية في مجال استزراع الشعاب المرجانية، مؤكدين أن التجارب العالمية تؤكد أهمية السياق المحلي في اختيار الأسلوب الأمثل. ففي أستراليا، وهي الدولة التي تضم أبرز العلماء في هذا المجال، يُعتمد كليًا على التكاثر الجنسي لتحسين الصفات الوراثية للشعاب المتدهورة. أما في الفلبين، فقد تم اللجوء إلى التكاثر اللاجنسي لتعويض التدمير الواسع الناتج عن الأنشطة البشرية الجائرة، وهو ما أدى لاحقًا إلى مشكلات في التنوع الوراثي.

وتبرز جزر الكاريبي نموذجًا آخر، حيث يُلجأ إلى الاستزراع بسبب ندرة الشعاب في الأساس، وليس بسبب دمارها. هذه الأمثلة تعكس أن الاستزراع المرجاني ليس حلاً عالميًا موحدًا، بل استراتيجية متكيفة مع كل حالة بيئية.

الشعاب المرجانية في البحر الأحمر... كنز فريد ومقاوم

كشفت الدراسات أن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، خصوصًا قبالة سواحل الغردقة، تملك قدرة فريدة على مقاومة ظاهرة الابيضاض، التي تُعد من أبرز آثار التغير المناخي عالميًا. هذه الخصائص تجعل من المرجان الأحمر ثروة بيئية نادرة تستحق كل أشكال الحماية والدعم، لا سيما في ظل التوسع الكبير في الأنشطة السياحية والبحرية بالمنطقة.

لذا، شدد العلماء على أهمية إنشاء فرق علمية دائمة تضم باحثين في التنوع البيولوجي لتقديم المشورة العلمية المباشرة لصانعي القرار، مع تعزيز وعي المواطنين والعاملين في الأنشطة البحرية بأهمية الحفاظ على الشعاب المرجانية، ودعم الأبحاث التي تسهم في الإدارة المستدامة للموارد البحرية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البحر الاحمر الغردقة اخبار البحر الاحمر الشعاب المرجانية مدينة الغردقة المزيد الشعاب المرجانیة

إقرأ أيضاً:

تقارير غربية: اليمن حيّد القوة البحرية البريطانية وأربك الأساطيل الدولية في البحر الأحمر

يمانيون |
كشف موقع Navy Lookout البريطاني المتخصص في شؤون البحرية أن لندن أوقفت، منذ عام 2022، تشغيل 15 سفينة حربية بينها فرقاطات وغواصات وسفن إنزال وصائدات ألغام، مقابل إدخال عدد محدود من القطع الجديدة، في خطوة وصفها بأنها تعكس تراجعًا حادًا في القدرات العسكرية البحرية للمملكة المتحدة.

وأشار التقرير إلى أن هذه الإجراءات تصاعدت خلال العامين الأخيرين، وأن اليمن كان سببًا مباشرًا في تحييد القوة البحرية البريطانية، على غرار ما حدث مع الأسطول الأمريكي الذي كان يهيمن على المنطقة. وأضاف أن البحرية البريطانية تعاني نقصًا حادًا وإرهاقًا مفرطًا في جميع جوانب قدراتها، ما أدى إلى غياب شبه كامل لوجودها العسكري في الشرق الأوسط وعدم قدرتها على دعم عمليات البحر الأحمر.

وفي تطور متصل، أعلنت المهمة الأوروبية مغادرة الفرقاطة الإيطالية كايو دويليو منطقة العمليات ضمن القوة البحرية للاتحاد الأوروبي، ما يعكس الانكماش التدريجي في الوجود البحري الغربي بالمنطقة.

من جهته، أكد موقع The Lodestar البريطاني المتخصص في الملاحة البحرية أن التصعيد الأخير الذي أعلنه الجيش اليمني، مطلع أغسطس الجاري، باستهداف سفن أي شركة تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، يمثل تحولًا استراتيجيًا في مسار الصراع البحري، ويفتح الباب أمام توسع غير مسبوق في قائمة الأهداف المحتملة.

وأوضح أن هذا القرار أوقف تمامًا حركة الشحن إلى “إسرائيل” عبر قناة السويس، وامتد تأثيره إلى شركات كبرى مثل هاباج لويد الألمانية وCMA CGM الفرنسية وإيفرغرين وإكسبرس فيدرز، حتى إذا كانت أنشطتها التجارية مع الاحتلال غير مباشرة. وحذر محللون من أن أي ارتباط تجاري بإسرائيل، مهما كان مستواه، قد لا يحمي هذه الشركات في ظل القواعد الجديدة لقوات صنعاء.

وفي السياق ذاته، ذكر موقع TWZ الأمريكي أن البحرية الأمريكية بدأت بتركيب صواريخ اعتراض منخفضة الكلفة من طراز كويوتي ورود رانر-إم على مدمرات آرلي بيرك، لمواجهة تهديدات الطائرات المسيّرة في البحر الأحمر، حيث تبلغ تكلفة صاروخ كويوتي بلوك 2 نحو 100 ألف دولار فقط، مقارنة بمليوني دولار لصاروخ SM-2.

مقالات مشابهة

  • 937 ألف سائح روسي زاروا مصر خلال النصف الأول من 2025 بزيادة 40%
  • تقارير غربية: اليمن حيّد القوة البحرية البريطانية وأربك الأساطيل الدولية في البحر الأحمر
  • روسيا: العمليات البحرية اليمنية سببها الحرب الإسرائيلية على غزة
  • غموض في موقف الصين وحقيقة اتفاقها مع الحوثيين
  • إغلاق وتشميع عيادة خاصة مخالفة بشمال الغردقة حفاظًا على صحة المواطنين
  • ضبط كميات من الأسماك والدهون الفاسدة بالغردقة في حملات رقابية
  • استخراج هاتف محمول من بطن مريض بمستشفى الغردقة العام.. صور
  • «لو حابب تصيف».. قائمة بأجمل شواطئ صيف 2025
  • الحاجز المرجاني العظيم يسجل أكبر خسارة منذ عقود
  • مجموعة QNB تنظم حملة لحماية البيئة البحرية