733 يومًا من العطاء.. الهلال الأحمر المصري يستعرض دعمه الإنساني لأزمة السودان
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
بمناسبة مرور عامين على اندلاع الأزمة السودانية في أبريل 2023، استعرض الهلال الأحمر المصري أبرز جهوده الإغاثية والإنسانية في دعم الأشقاء السودانيين، مؤكدًا استمرار التزامه بتقديم الدعم للمتضررين على الحدود المصرية السودانية، وفي الداخل السوداني بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وقالت الدكتورة آمال إمام، المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري، إن الفرق التابعة للهلال استجابت بشكل فوري للأزمة عبر إقامة نقاط للخدمات الإنسانية على معبري قسطل وأرقين، وذلك بعد يومين فقط من بدء الأزمة، في 17 أبريل 2023.
وأوضحت إمام أن فرق الهلال كثفت جاهزيتها بالتعاون مع فرع الهلال بأسوان، عبر تفعيل فرق الاستجابة السريعة، وتأمين المواد الإغاثية، وحشد المتطوعين، وإنشاء نقاط للخدمات الإنسانية في المناطق الحيوية مثل المعابر الحدودية، مدينتي أبو سمبل وأسوان، ومحطة قطارات أسوان.
خدمات شاملة على الأرض
وشملت الاستجابة تقديم الإسعافات الأولية، وإنشاء عيادات طبية ميدانية، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وتوزيع حقائب النظافة الشخصية والمواد الغذائية، إضافة إلى تقديم مساعدات مالية مباشرة، وخدمات إعادة الروابط العائلية والاتصال، وخدمات الإنترنت لتيسير تواصل الوافدين مع ذويهم.
كما تم توفير وسائل النقل للأشخاص المتجهين إلى داخل مصر، مع تقديم خدمات خاصة للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن، تضمن الإتاحة والرعاية اللازمة.
أرقام وجهود على مدار عامين
وأعلنت إمام عن تقديم خدمات طبية لـ 52،526 مستفيدًا، وتوزيع مساعدات مالية على 5،000 أسرة، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي لـ 10،253 متضررًا، وتنفيذ 12،940 مكالمة هاتفية وخدمة إنترنت بهدف دعم الروابط الأسرية.
كما تم توزيع أكثر من 1.3 مليون زجاجة مياه، 1.02 مليون وجبة جافة، و210،410 حقيبة نظافة شخصية. وامتدت الجهود إلى إرسال ثلاث سفن إغاثية تحمل أكثر من ألف طن من المساعدات إلى السودان بالتعاون مع الحكومة المصرية.
جهود تطوعية ضخمة
وأشادت إمام بجهود المتطوعين الذين شاركوا بـ 340،082 ساعة تطوع، بإجمالي 889 مشاركة لكل متطوع على معبري قسطل وأرقين منذ بدء الأزمة، مشددة على أن الاستجابة الإنسانية التي يقودها الهلال الأحمر المصري تأتي في إطار الالتزام الكامل بالمبادئ الإنسانية ودعم الشعوب في أوقات الأزمات.
1000356785 1000356784 1000356783 1000356781 1000356782 1000356780 1000356778 1000356779
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الهلال الاحمر الحدود المصرية الهلال الأحمر المصري تقديم مساعدات توزيع مساعدات الحدود المصرية السودانية الازمة السودانية
إقرأ أيضاً:
خبراء يكشفون للجزيرة نت دلالات وتوقيت خطاب حميدتي
الخرطوم- في ثاني لقاء وسط قواته منذ اندلاع الحرب في السودان، ظهر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أمس الأول، في مكان غير معروف، موجها رسائل إلى الداخل وأخرى للإقليم، في خطوة فسرها مراقبون على أنها محاولة لإعادة تقديم نفسه بوجه جديد وبث الروح المعنوية وسط قواته واستقطاب مقاتلين جددا.
وبثّت الدعم السريع خطابا لقائدها وسط حشد من المقاتلين، هو الثاني منذ آخر لقاء معها في اليوم الأول لاندلاع القتال، قرب ديوان الحكم الاتحادي في محيط القصر الجمهوري بالخرطوم، وذلك بعد أن اقتصرت إطلالاته السابقة على تسجيلات صوتية ومصورة.
ولم تفصح القوات عن الموقع، غير أن "حميدتي" ألمح إلى وجوده داخل الأراضي السودانية، ويرجح أن يكون في مناطق خاضعة لسيطرة قواته بإقليم دارفور، حيث تنتشر في رقعة جغرافية واسعة بعد التراجع الميداني الذي شهدته خلال الأشهر الماضية بخروجها من ولايات سنار والجزيرة والخرطوم وأطراف ولايات النيل الأبيض ونهر النيل والنيل الأزرق وجنوب شمال كردفان.
تشكيكغير أن وزير الشباب والرياضة وسفير السودان السابق في طرابلس حاج ماجد سوار كشف أن لقاء قائد الدعم السريع مع قواته، لم يتم في داخل الأراضي السودانية كما رُوّج، بل جرى في مناطق خاضعة لسيطرة قائد الجيش الليبي اللواء المتقاعد خليفة حفتر داخل ليبيا.
وقال سوار، في منشور على صفحته على فيسبوك، إن لديه معلومات مؤكدة من مصادر ليبية موثوقة بالاحتفال الذي ظهر فيه "حميدتي"، وإنه تم تصويره في عمق الأراضي الليبية.
في المقابل، شكك الخبير الأمني والإستراتيجي العميد المتقاعد عامر حسن في هذا الحشد العسكري، وأوضح للجزيرة نت أن قوات الدعم السريع ليس لديها هذا العدد الكبير من القوات في موقع واحد كالتي ظهرت في التسجيل المصور، لأنه لو كان في أي منطقة في دارفور أو كردفان يمكن رصده واستهدافه باعتباره مناطق عمليات مفتوحة، ورجح أن تكون الصور مركبة عبر معالجة تقنية.
إعلانوخلال كلمته، اعترف "حميدتي" بخسارته عسكريا وقال إنهم "فقدوا أراضٍ غالية وأرواحا عزيزة"، لكنه تعهد بـ"العودة بعزّة وكرامة". وأشار إلى أن سيطرة قواته على مثلث العوينات الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، يمكن أن تشكل "إضافة إيجابية لجيران السودان" عبر تأمين الحدود، مؤكدا أنه ليس لديه مشكلة مع أي دولة جارة.
ورأى أن الخلافات مع مصر يمكن حلها عبر الحوار المباشر، وتابع "مشاكلنا مع مصر زرعها هؤلاء المجرمون ونحن راجعنا حساباتنا ولازم نحل مشكلتنا معها عبر الحوار وعلى الطاولة وليس عبر المشاحنات".
وجدد "حميدتي" هجومه على الجيش السوداني، قائلا إن قواته "تقلصت إلى حد كبير"، وطمأن سكان شمال السودان بأنه في حال وصول قواته إلى مناطقهم، فلن يكون ضمنها "نهّابون".
تبريرمن جانبه، اعتبر مساعد وزير الخارجية المصري ومسؤول ملف السودان السابق بالخارجية المصرية حسام عيسى أن حديث "حميدتي"، حول مراجعة حساباته تجاه القاهرة، "إدراك منه للثقل المصري ومحاولة لتجنب استفزاز الجار القوي".
وقال عيسى، في تصريح بثته مواقع سودانية، إن قائد الدعم السريع يحاول تبرير تحركاته في المثلث الحدودي، وعدّها "وسيلة براغماتية من أجل عدم استثارة جار إقليمي قوي له تأثير في هذه الظروف".
كما أكد أن القاهرة لن تتورط في أي حروب خارج حدودها وموقفها ثابت ولن يتغير من وقوفها مع الدولة السودانية ومؤسساتها وعلى رأسها القوات المسلحة، وأن وجود المليشيات والسلاح خارج سيطرتها هو الذي يؤدي إلى التقسيم وعدم الاستقرار.
تعليقا على دلالات خطاب "حميدتي" وتوقيته، يرى الخبير الأمني والإستراتيجي عامر حسن أن قائد الدعم السريع يحاول معالجة عدة قضايا من خلال ظهور وسط قواته، أبرزها أنه لا يزال حيا وقادرا على الحركة وإدارة شؤون قواته، في رد ضمني على المعلومات التي راجت بسبب طول اختفائه.
ويوضح أن قوات الدعم السريع تلقت هزائم قاسية خلال المعارك في ولايات كردفان وخسرت عددا كبيرا من قادتها الميدانيين ومقاتليها وعجزت عن تعويضهم، وتنامى السخط من إهمال الجرحى، لذلك يحاول "حميدتي" بث الروح المعنوية وسط قواته واستقطاب مقاتلين جددا.
خيارات محدودةكما يسعى -برأي الخبير حسن- إلى تقديم نفسه بوجه جديد وفك الحصار الخارجي بسبب الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قواته، لكنه وجه رسالة متناقضة للقاهرة بالدعوة الى الحوار معها، غير أن تهديده بالهجوم على الولاية الشمالية المتاخمة للحدود المصرية يقلق القاهرة لأنه يؤدي لنشر الفوضى بالحدود وإغلاق طرق التجارة ويوقف انسياب السلع السودانية لمصر.
ووفقا له، فإن تهديد "حميدتي" بالهجوم على شمال السودان للمرة الثانية ليس جديا وإنما محاولة تكتيكية لشد الجيش شمالا، وصرفه عن المعارك الجارية في ولايات كردفان غربا لأنه في حال تجاوزها فإن هذه القوات ستحاصر في دارفور.
ويسعى "حميدتي" أيضا بظهوره إلى معالجة تعثر تشكيل الحكومة الموازية في مواقع سيطرته بعد فشل أخيه ونائبه في القوات عبد الرحيم دقلو الذي يقود المفاوضات مع حلفائهم في كيان تحالف السودان التأسيسي "تأسيس"، وتصاعد الخلافات بينهم، حسب الخبير الأمني حسن.
أما الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم صديق فيقول للجزيرة نت إن عمليات الجيش خلال الفترة السابقة صارت أكثر دقة في "اصطياد" القادة الميدانيين للدعم السريع، مما أثار الاضطراب بين قيادات القوات وزعزع ثقتها، أو أصبحت حركتها بعيدة عن الأنظار في مناطق معزولة.
إعلانوحسب حديث الكاتب، فإن "حميدتي ظهر مختبئا، ومحاطا بقوة عسكرية لافتة، ويبدو وجهه أكثر دعة (راحة)"، مما يرجح أنه ليس في ميدان القتال.
ويعتقد أن القوة التي خاطبها "حميدتي" هدفها مهاجمة ولايتي نهر النيل والشمالية لإرباك المشهد، مع انشغالات القيادة السياسية وقادة الحركات المسلحة باقتسام السلطة. وعدّه "رجلا مغامرا يبحث عند مجد طار من يديه وباتت الخيارات أمامه محدودة، وستكون محاولة عسكرية يائسة".