آخر تحديث: 17 أبريل 2025 - 11:59 صرائد العكيلي يتباين تعريف المرأة المثقفة بين من يرونها ملمة بالأدب والشعر، وبين من يربطونها بالحصول على الشهادات العلميَّة. لكنَّ الكاتبة الفلسطينيَّة ليانه بدر تقدم رؤية أوسع، فترى أنَّ المثقفة هي التي تستثمر شتّى مناحي المعرفة “من أبسط التفاصيل اليوميَّة إلى علوم الذكاء الاصطناعي” لمواكبة متطلبات العصر.

وتؤكد بدر أنَّ “التاريخ كان قاسياً مع المرأة، حيث واجهت تحدياتٍ كبيرة عبر تحجيم إمكانياتها الفكريَّة وحجمت دورها نتيجة قيود العادات الذكوريَّة والتقاليد، لكن القرن الحادي والعشرين شهد تحولاً جذرياً، فأصبحت المرأة عنصراً فاعلاً في بناء الأسرة ونجاح المؤسسات، بل وتفوّقت في ميادين كانت حكراً على الرجل، كعلوم الفضاء والفلك، فضلاً عن إبداعها في الفنون التشكيليَّة والأدب، ما عزّز مكانتها كشريكٍ أساسي في صناعة المجتمع المشترك”.من جهة أخرى، سلطت الإعلاميَّة إلهام عبدالرحمن الضوء عبر الندوة التي أقامتها مؤسسة المدى للثقافة والإعلام في معرض أربيل الدولي للكتاب، على دور المرأة في ترسيخ الثقافة عبر الأجيال، من خلال نقل علومها وخبراتها إلى أبنائها عبر التوعية والتوجيه، مؤكدة أنَّ “القراءة أداة محوريَّة في تشكيل الوعي الفردي والاجتماعي”.وأشارت عبدالرحمن إلى أنَّ المرأة المثقفة تُسهم عبر المنظمات والندوات في معالجة قضايا مجتمعيَّة كالزواج المبكر قبل سن 18 عاماً، وارتفاع نسب الطلاق، عبر نشر الوعي بأسس بناء العلاقات الأسريَّة السليمة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تؤدي إلى الأزمات بين الأزواج.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

الحرب لاتصنع السلام: مابعد رؤية صمود ومواصلة إستعادة أدوات السياسة

فؤاد عثمان عبدالرحمن

كلما تشتد المعارك وتتوسع رقعة الدمار والخراب، يعود ويتكرر الحديث عن الحسم العسكري وكانه الخيار الوحيد لإنهاء الحرب بل والأقرب زمنا، يتردد هذا الخطاب في بيانات الأطراف المتحاربة، وفي تصريحات انصارهم.
لكن واقع السودان وتاريخه لايسندان هذه الفرضية ولايشيران إلى أي إحتمال لحسم الأمور بالبندقية، بل يؤكد على أن الحرب لاتصنع السلام، وليست طريقا للاستقرار، بل تفرز أزمات مستمرة وانهيارا متعمقا في الدولة.
تاريخ السودان حافل بالتجارب التي تؤكد فشل الخيارات العسكرية.
واليوم ومع دخول الحرب عامها الثالث، بتنا على مشارف انهيار كامل، تبدو الخرائط العسكرية متغيرة، والتحالفات متبدلة والناس تفر من مناطق الحرب.
ومع ذلك، لم تنعدم الإمكانيات. فالحرب نفسها – بكل ما فيها من خراب – بدأت تُنتج قناعة جديدة لدى قطاعات واسعة من المجتمع: أن طريق السلاح طريق مسدود. وهذه القناعة، إذا جرى تحويلها إلى مشروع سياسي، قد تكون نقطة تحوّل. ليس عبر توزيع اللوم، بل عبر بناء بديل واضح: لا لحكم العسكر، ولا لسلطة المليشيا، ولا شرعية إلا لما يصنعه الناس بإرادتهم الحرة.

الاستمرار في الرهان على الحسم العسكري ليس فقط عبثًا، بل خطر وجودي. خطر على ما تبقى من وطن، وعلى ما تبقى من جيش، وعلى وحدة المجتمع ذاته. والميلشيات المتنازعة اليوم لن تبني استقرارًا، بل تنسج حروب الغد.

لذلك فإن استعادة السياسة – لا كترف نخبوي، بل كضرورة للنجاة – باتت أولوية. السياسة هنا لا تعني الحياد بين طرفين متقاتلين، بل تعني الانحياز للحياة، والسعي لصناعة وطن لا يقوم على الغلبة، بل على الشراكة والتعدد والعدالة.

هذا ما تحاول قوى مدنية عديدة قوله، رغم ضعف أدواتها وتراجع تأثيرها في لحظة السلاح. تحالفات مدنية ، وشخصيات مستقلة، ومبادرات نسوية وشبابية، جميعها تحاول إعادة تعريف السياسة كأداة للخروج من الانهيار لا التكيف معه.

وفي هذا السياق، تبرز رؤية التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”، التي صدرت منتصف يونيو الجاري، كمحاولة عملية لإعادة بناء السياسة من تحت الركام. رؤية ليست شعارات، بل خطة ذات أربع غايات واضحة:
إيقاف الحرب، معالجة الأزمة الإنسانية وحماية المدنيين، دعم الانتقال المدني الديمقراطي، والمساهمة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب.

ولتحقيق هذه الغايات، ستعمل الرؤية في مسارات متعددة، تبدأ باستهداف القوى الديمقراطية غير المنحازة لأي من طرفي الحرب، ممن هم خارج مظلة “صمود”، في محاولة لبناء جبهة موحدة أو تنسيق المواقف والأنشطة بينها بما يمنع التقاطعات الضارة. أما القوى المنخرطة إلى جانب أحد طرفي الحرب، فترى الرؤية ضرورة إشراكها في مسار حوار ثلاثي، يجمع بين:

القوى غير المنحازة،

القوى المتحالفة مع الجيش،

والقوى المتحالفة مع الدعم السريع،
للجلوس على مائدة مستديرة تبحث عن المشترك وتفتح باب التسويات الممكنة بمرافقة الميسرين الإقليميين والدوليين.

وقد أرسلت “صمود” بالفعل رسائل رسمية لتحالفي “الكتلة الديمقراطية”و “تأسيس”، تتضمن دعوتهم لهذا الحوار، وشرحًا مفصلًا للرؤية السياسية. كما تفتح الرؤية مسارًا دبلوماسيًا موازيًا، يقوم على التفاعل الإيجابي مع المبادرات الإقليمية والدولية، والاستعداد للتواصل البنّاء مع الوسطاء.

هذه المداخل، وإن بدت صعبة وسط طوفان السلاح، تطرح بداية مختلفة. بداية تعيد تعريف الشرعية، وتضع السياسة في قلب المعركة، لا على هامشها.

وما نحتاجه اليوم لا يقتصر على وقف القتال، بل يتطلب بناء جبهة مدنية واسعة، تعيد إنتاج المعنى السياسي في زمن الانهيار، وتدفع باتجاه مشروع وطني جديد، يقوم على:
جيش واحد، دولة قانون، ومواطنة متساوية.
لا مجرد هدنة مؤقتة، بل ضمانة لعدم تكرار الحرب من جديد.

قد يبدو هذا الطريق مثاليًا، أو بعيدًا. لكن التجربة السودانية – بل والمنطق البسيط – يقول بوضوح: لا نصر عسكري في السودان صمد طويلًا، ولا غلبة صنعت استقرارًا. وكل حرب لم تُنتج سوى أسباب حرب تالية.

النار لا تصنع وطنًا، والغلبة لا تصنع شرعية.
السياسة وحدها يمكن أن تعيد تعريف الممكن. وإن لم نبدأ من الآن، سنكتشف متأخرين أن ما تتركه البندقية وراءها ليس وطنًا، بل رمادًا.

الوسومفؤاد عثمان عبدالرحمن

مقالات مشابهة

  • برلمانية: احتياطات الدولة جسدت رؤية استباقية لمواجهة التحديات الدولية الراهنة
  • برلماني: المجتمع الدولى مطالب بتنفيذ رؤية مصر لوقف التصعيد بالمنطقة
  • تعرف على المرأة التي تسلمت المفتاح الذهبي كرئيسة جديدة للجنة الأولمبية الدولية
  • الحرب لاتصنع السلام: مابعد رؤية صمود ومواصلة إستعادة أدوات السياسة
  • محافظ الجيزة: معرض الحرف اليدوية يعكس رؤية الدولة لدعم الصناعات وتمكين المرأة
  • وكيلة "الشيوخ": ضرورة وجود رؤية واضحة يتم بناء عليها إعادة هيكلة كليات التربية
  • نائبة: موقف مصر من التصعيد ضد إيران يعكس رؤية رشيدة
  • وجوه سورية برؤية معاصرة.. باكورة ورشات اتحاد الفنانين التشكيليين
  • رؤية اقتصادية لـتعويم النفط العراقي في البحر تحسباً لإغلاق مضيق هرمز
  • فيلم ريستارت.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء