كشفت شركة آرتشر للطيران الناشئة، ومقرها كاليفورنيا، عن خطتها لإطلاق خدمة سيارات أجرة جوية كهربائية تربط مناطق متعددة من مدينة نيويورك بثلاثة من مطاراتها الرئيسية: جون كينيدي، لاجوارديا، ونيوارك، باستخدام طائراتها الكهربائية الجديدة Midnight.

من وسط المدينة إلى المطار في أقل من 15 دقيقة

تعِد آرتشر بتغيير مفهوم التنقل إلى المطار، إذ يمكن للرحلة الجوية بين وسط مانهاتن وأحد المطارات أن تستغرق أقل من 15 دقيقة، مقارنة بأكثر من ساعة بالسيارات في أوقات الذروة.

لكن الخدمة لن تعمل مثل خدمات التوصيل حسب الطلب، بل ستنطلق من مهابط مروحية محددة مثل:

مهبط إيست 34 ستريتمهبط وسط المدينةمهبط ويست 30 ستريت

وستكون خدمة التاكسي الجوي مرتبطة برحلات المسافرين التجارية، بحيث تُحجز الرحلة الجوية كخيار إضافي ضمن خطة السفر.

طائرة "ميدنايت": كهربائية بالكامل ومخصصة للمدن

تستخدم آرتشر في هذه الخدمة طائرتها Midnight، وهي طائرة كهربائية للإقلاع والهبوط العمودي (eVTOL) مصممة خصيصًا للتنقل الحضري. 

تعمل الطائرة بـ 12 دوّارًا و6 بطاريات، وتستوعب أربعة ركاب وطيارًا، وتتمتع بمدى طيران يتراوح بين 20 و50 ميلًا بشحنة واحدة.

حصلت آرتشر على دعم من شركات وهيئات كبرى، أبرزها:

يونايتد إيرلاينزهيئة موانئ نيويورك ونيوجيرسيمؤسسة التنمية الاقتصادية لمدينة نيويورك (NYCEDC)

كما نالت الشركة شهادة صلاحية الطيران من إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA)، لتصبح واحدة من شركتين فقط في الولايات المتحدة تملكان هذه الموافقة إلى جانب شركة جوبّي للطيران.

رغم هذا التقدم، لا تزال آرتشر تفتقر إلى شهادة FAA Type المطلوبة لبدء التشغيل الفعلي، كما لم تعلن عن جدول الرحلات أو الأسعار أو الطاقة الاستيعابية اليومية حتى الآن. وبالتالي، تبقى الخطة طموحة لكنها غير مُفعّلة بعد.

وكانت الشركة قد اقترحت سابقًا خططًا مماثلة في سان فرانسيسكو، لوس أنجلوس، وشيكاغو، في إطار رؤيتها لتقديم وسائل تنقل جوية داخل المدن الكبرى، تعتمد على التكنولوجيا النظيفة وتخفف الازدحام المروري.

تُعد خطة آرتشر للطيران قفزة مستقبلية جريئة في عالم التنقل الحضري، تمزج بين السرعة، الاستدامة، والابتكار. 

ورغم أنها لا تزال قيد التخطيط، فإن الدعم المؤسسي والتنظيمي الذي حصلت عليه يضعها على الطريق الصحيح لتصبح أول من يُدخل سيارات الأجرة الجوية إلى قلب نيويورك.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سيارة أجرة طائرة سيارات الأجرة التاكسي الطائر السيارات الكهربائية السيارات الطائرة سيارات المزيد

إقرأ أيضاً:

سلسلة تصنيع سيارة كهربائية خلال 4 ساعات.. نموذج للتنمية الإقليمية المنسقة في الصين

 

ليانغ سوو لي

إعلامية صينية

 

في منطقة دلتا نهر اليانغتسي بشرق الصين، يمكن تجميع أكثر من عشرة آلاف قطعة غيار لإنتاج سيارة كهربائية خلال أربع ساعات فقط، مما يتيح تصنيعًا متكاملًا وسريعًا من المكونات إلى التجميع النهائي. هذا الإنجاز الصناعي يعكس التطبيق العميق لمفهوم التنمية الإقليمية المنسقة في الصين، ويُجسد بشكل مباشر كفاءة النظام الصيني.

نظرًا لاتساع مساحة الصين وتنوع الموارد بين أقاليمها، فإن تحقيق التنمية عالية الجودة يتطلب رؤية وطنية شاملة، وتعزيز التدفق الحر لعوامل الإنتاج، وتكامل المزايا النسبية بين المناطق.

وخلال السنوات الأخيرة، تسارعت الجهود لتحقيق التكامل الإقليمي في مشاريع كبرى مثل التعاون بين بكين وتيانجين وخبي، والتكامل في دلتا نهر اليانغتسي، وتطوير منطقة الخليج الكبرى (قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو)، والتنمية على امتداد الحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي، وتسعى الصين من خلال ذلك إلى بناء سوق وطنية موحدة وهيكل تنمية إقليمية منسق ومتعدد الأقطاب.

نمو سلسلة صناعة السيارات الكهربائية في منطقة دلتا نهر اليانغتسي يُعد مثالًا حيًا على نجاح هذا التوجه الاستراتيجي. فهذه الصناعة تشمل أنظمة الطاقة، والهياكل، والأنظمة الذكية، وتضم أكثر من عشرة آلاف نوع من القطع، فكيف يمكن تجميع منظومة صناعية بهذا التعقيد خلال أربع ساعات فقط؟ يكمن الجواب في البنية المؤسسية التي تستند إلى تنسيق إقليمي فعال.

تشير التقارير إلى أن مدينة تشانغتشو في مقاطعة جيانغسو تضم أكثر من 500 شركة متخصصة في تصنيع قطع غيار السيارات، منها أكثر من 80 شركة توفر البطاريات، وتصل نسبة اكتمال سلسلة الصناعة فيها إلى 97%. ويمكن للمكونات مثل المقاعد والمصابيح والديكورات الداخلية أن تُجهز وتُنقل إلى مصانع التجميع الواقعة ضمن نطاق 20 كيلومترًا خلال ساعة واحدة فقط، مما يشكل ما يُعرف بـ "دائرة لوجستية مدتها ساعة واحدة".

وعلى مستوى المقاطعة، يمكن توفير 50% من الموارد الداعمة خلال ساعتين فقط. فعلى سبيل المثال، تُرسل رقائق السيارات من مدينة ووشي، والفولاذ عالي الصلابة من مدينة سوتشو، بكفاءة عالية ضمن نطاق يتراوح بين 120 و180 كيلومترًا، أما على مستوى المنطقة، فيمكن نقل المواد الخام للبطاريات القادمة من مدينة نينغده والشاشات الذكية من مدينة شنجهاي بين المدن في أقل من أربع ساعات، لتُشكل بذلك "دائرة صناعة في 4 ساعات" تغطي أكثر من 80% من المكونات اللازمة للسيارة.

لا تعني التنمية الإقليمية المنسقة السعي إلى تحقيق مستويات اقتصادية متماثلة بين جميع المناطق، بل تعني التخصص والتكامل بناءً على خصوصية كل منطقة. وتُعد دلتا نهر اليانغتسي نموذجًا مثاليًا لذلك، حيث تركز شنجهاي على تطوير الرقائق والبرمجيات، وتركز جيانغسو على الدعم الصناعي، فيما تتخصص تشجيانغ في تصنيع القوالب المعدنية والمكونات الذكية، وتلعب آنهوي دورًا بارزًا في تجميع السيارات وتطوير المواد الجديدة. ومن خلال هذا التعاون المتكامل، أصبحت المنطقة أكبر حزام صناعي تنافسي لصناعة السيارات الكهربائية في الصين.

وبحسب بيانات الرابطة الصينية لمصنّعي السيارات الصادرة في يوليو الجاري، بلغ إنتاج الصين من السيارات الكهربائية خلال النصف الأول من العام نحو 6.968 مليون سيارة، بزيادة سنوية قدرها نحو 41%، ما يشكل 44.3% من إجمالي مبيعات السيارات. وأسهمت دلتا نهر اليانغتسي وحدها بأكثر من 40% من هذا الإنتاج، ما يعكس ليس فقط قوتها التصنيعية، بل أيضًا نجاح آليات التنسيق الإقليمي في إطلاق كفاءات هيكلية.

تركز التنمية الإقليمية المنسقة في الصين على الإنسان كمحور للتنمية، فهي لا تقتصر على معدلات النمو، بل تهتم أيضًا بتغطية البنية التحتية، وتحقيق العدالة في الخدمات العامة، وتعزيز التكامل البيئي. ففي عام 2025، تم إطلاق أول حزمة تجريبية من خمسة ابتكارات مؤسسية، تضمنت تقاسم الخدمات العامة بين المقاطعات، وتوحيد معايير الائتمان، وتأسيس نظام تعاوني بين إدارات الشرطة المحلية. وفي المجال البيئي، بدأ تنفيذ خطة شاملة لإدارة الأنهار والبحيرات العابرة للمقاطعات في حوض بحيرة تايهو، من خلال نظام رقابي موحد وآليات للتعويض البيئي، مما يوفر دعمًا مؤسسيًا للتنمية الخضراء.

وعلى نطاق أوسع، بدأت استراتيجية التنمية الإقليمية المنسقة تُحقق نتائج ملموسة على مستوى البلاد. فمن "دائرة الصناعة في 4 ساعات" في الشرق، إلى "المنطقة الرقمية" في الجنوب، و"ممرات النقل الخضراء" في الشمال، أسهمت هذه الاستراتيجيات في تحسين الهيكل الاقتصادي وتضييق الفجوات التنموية بين المناطق.

وفي ظل التحديات العالمية، مثل إعادة هيكلة سلاسل التوريد وتصاعد النزعات الحمائية، تقدم الصين نموذجًا قويًا وفعالًا من خلال بناء سوق موحدة وتعزيز التنسيق الإقليمي. وعلى عكس بعض الدول التي تواجه تركز التنمية في مناطق محددة أو تعاني من تفريغ صناعي، يركز النموذج الصيني على التدفق الحر للعوامل، والتخطيط المكاني المنظم، والتكامل القائم على التمايز، مما يعزز كفاءة الدورة الاقتصادية المحلية ويزيد من مرونة سلاسل التوريد العالمية.

إن التنمية الإقليمية المنسقة لا تعني مجرد توزيع الموارد بالتساوي، بل تقوم على التخطيط العلمي، والتعاون الهيكلي، والتكامل المتبادل. واليوم، يمكن إتمام تجميع سيارة كهربائية خلال أربع ساعات فقط. هذا الإنجاز ليس مجرد نتيجة لتكامل صناعي فحسب، بل هو تجسيد حي لقوة التنسيق الإقليمي وفعالية التخطيط الاستراتيجي في الصين الحديثة.

مقالات مشابهة

  • يترقبها الجميع باهتمام.. سعر ومواصفات أرخص سيارة كهربائية في مصر
  • فيراري تدرس سرًا إنتاج أسرع سيارة سيدان كهربائية في العالم
  • الاتحاد للطيران تُسرّع نموها باستلامها 5 طائرات خلال يوليو
  • سلسلة تصنيع سيارة كهربائية خلال 4 ساعات.. نموذج للتنمية الإقليمية المنسقة في الصين
  • بـ10 آلاف دولار فقط.. أرخص سيارة كهربائية في العالم
  • بروتوكول تعاون بين مصر للطيران لـ الخطوط الجوية ودار الإفتاء المصرية
  • مصر للطيران للخطوط الجوية توقع بروتوكول تعاون مع دار الإفتاء
  • هيونداي تستدعي 620 سيارة كهربائية وتحذر من ركنها بجوار المنزل
  • أصغر سيارة كهربائية من هوندا قادرة على إمداد منزلك بالطاقة
  • أول طائرة A321LR تابعة الاتحاد للطيران تدخل الخدمة مطلع أغسطس