كشفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن أن واحدا من كل 3 أشخاص في السودان أجبر على النزوح. بينما يواجه مئات الفارين من مخيمات دارفور ظروفا كارثية في أعقاب الهجوم الدامي الذي شنته قوات الدعم السريع.

وأفاد المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين بدارفور، آدم رجال، بأن تدفق النازحين من مدينة الفاشر ومخيمي "زمزم" و"أبو شوك" استمر بأعداد كبيرة إلى بلدة "طويلة" غربي الفاشر.

وأشار رجال إلى وصول نحو 400 ألف نازح خلال أسبوعين فقط، بالإضافة إلى آلاف آخرين فروا منذ تصاعد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مايو/أيار الماضي.

وتخضع "طويلة" لسيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، وقد أصبحت في الآونة الأخيرة مقصدا رئيسيا لعشرات الآلاف من النازحين الهاربين من العنف المتصاعد شمالي دارفور.

ظروف إنسانية "كارثية"

بدورها، وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" الأوضاع في مخيم "طويلة" بالكارثية، حيث يعاني النازحون من نقص حاد في المياه والغذاء والرعاية الصحية.

وقال ممثل المنظمة، تيبو هندلر، للصحافة الفرنسية "لا يوجد مصدر مياه ولا مرافق صرف صحي ولا طعام… المنطقة التي كانت أرضا خالية قبل أسبوع أصبحت مكتظة بالعائلات اليائسة".
وأضافت المنظمة أن 1600 نازح يحتاجون لخدمات طوارئ عاجلة نتيجة الجفاف الشديد، بينما يعاني الأطفال من آثار العطش وسوء التغذية.

إعلان

كذلك، قالت ماريون رامشتاين، منسقة مشروع منظمة "أطباء بلا حدود" في دارفور، إن فرقها  عالجت أكثر من 170 شخصا من جروح ناجمة عن طلقات نارية وشظايا انفجار، بما في ذلك عدد كبير من النساء والفتيات.

من جهتها، قالت منظمة حقوقية محلية إن أكثر من 280 ألف نازح وصلوا حديثا إلى طويلة، لينضموا إلى نصف مليون شخص سبق أن لجؤوا إلى هناك منذ بداية النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023.

وروى ناجون من الهجوم على مخيم زمزم تفاصيل مروعة، شملت عمليات إعدام ميدانية واعتداءات جنسية، بالإضافة إلى النهب والحرق الممنهج.

وأظهرت لقطات مصورة مقاتلين من قوات الدعم السريع وهم يطلقون النار على المدنيين العزّل ويحتفلون وسط جثث الضحايا، فيما نفت القوات الاتهامات بارتكاب انتهاكات، زاعمة أن المعسكر كان يُستخدم كقاعدة عسكرية من قبل قوات موالية للجيش.

وتشهد دارفور تصعيدا عنيفا في الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليون شخص. وتحذر الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من انهيار كامل للوضع الإنساني، في ظل تعطل المساعدات وصعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يتصدى لهجمات «الدعم» في الفاشر

البلاد (الفاشر)
تجددت المواجهات العنيفة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مع تنفيذ قوات الدعم السريع قصفاً مدفعياً مكثفاً استهدف الأحياء الغربية ووسط المدينة، فيما رد الجيش السوداني والقوات المشتركة بمحاولات للتصدي والحفاظ على خطوط الدفاع.
وأطلقت قوات الدعم السريع قذائفها من مواقع شرقي الفاشر، ما أدى إلى إصابات وأضرار ميدانية متفاوتة في البنية التحتية والمناطق السكنية. يأتي هذا التصعيد في ظل حصار تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة منذ مايو 2024، وهي آخر مدينة رئيسية في إقليم دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش.
الفاشر تشهد منذ أشهر مواجهات متقطعة، لكنها تصاعدت مؤخراً مع محاولات الدعم السريع تضييق الخناق على الجيش. وتؤكد مصادر ميدانية أن الوضع الأمني يزداد هشاشة، وسط مخاوف من انهيار كامل للهدوء النسبي الذي كانت تشهده بعض أحياء المدينة.
إلى جانب المعارك، تتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل خطير، فقد سجّلت وزارة الصحة السودانية وفاة 63 شخصاً، معظمهم نساء وأطفال، خلال أسبوع واحد بسبب سوء التغذية. وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن 40 % من الأطفال دون سن الخامسة في الفاشر يعانون سوء التغذية، بينهم 11 % في حالة حرجة.
وكانت المجاعة قد أُعلنت قبل عام في مخيمات النازحين المحيطة بالمدينة، وسط تحذيرات من امتدادها إلى داخل الفاشر، إلا أن نقص البيانات الميدانية حال دون الإعلان الرسمي. وتقدر الأمم المتحدة أن نحو مليون شخص داخل المدينة والمخيمات محاصرون فعلياً، مع انقطاع شبه تام للمساعدات والخدمات الأساسية.
الحرب السودانية التي اندلعت قبل أكثر من عامين بين الجيش والدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، فيما وصفت الأمم المتحدة الأزمة بأنها “أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم”. ويخشى مراقبون من أن استمرار التصعيد في الفاشر قد يدفع بالمدينة إلى حافة الانهيار الكامل، ما لم يتم التوصل إلى هدنة أو ممرات إنسانية عاجلة.

مقالات مشابهة

  • مأساة الكوليرا تضرب النازحين في دارفور.. «المشتركة» تتصدى لهجوم الدعم السريع على الفاشر
  • “الدعم السريع” يستسلم للجيش السوداني
  • ضربة نوعية: الجيش السوداني يدك تمركزات الدعم السريع.. ومقتل قائد ميداني بارز
  • تحقيق إعلامي يكشف وجود قاعدة عسكرية لمليشيا الدعم السريع مخبأة في الصحراء الليبية
  • الجيش السوداني يوجه ضربة موجعة إلى “الدعم السريع” في كردفان
  • الجيش السوداني يتصدى لهجمات «الدعم» في الفاشر
  • مجددا.. “الدعم السريع” يرتكب مجزرة بشعة في معسكري نازحين شمال دارفور
  • عاجل: 40 قتيلاً في هجوم للدعم السريع على مخيم للنازحين في دارفور
  • قوات الجيش السوداني تصد هجمات لمدفعية ميليشا الدعم السريع في الفاشر
  • معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الاتجاهين الجنوبي والشرقي بدارفور