مريم بوخطامين (أبوظبي)
تواصل المؤسسات التعليمية والتربوية في دولة الإمارات العربية المتحدة أداء دورها المحوري والفعّال في دفع عجلة التنمية المجتمعية من خلال ترجمة أهداف مبادرة «عام المجتمع» إلى مشاريع ومبادرات واقعية وملموسة تُسهم في بناء مجتمع مترابط، واعٍ، ومتماسك. تأتي هذه المبادرة كمنطلق وطني لتوحيد الجهود بين المؤسسات المختلفة، والعمل يداً بيد نحو مجتمع أكثر تكافلاً، حيث تشكّل المؤسسات التعليمية واحدة من أبرز دعائم هذه المسيرة، لما لها من أثر مباشر وعميق في تشكيل وعي الأفراد، وتوجيه السلوك المجتمعي نحو الإيجابية والمواطنة الفاعلة.


تلعب المؤسسات التربوية دوراً مركزياً في صياغة مستقبل الأجيال القادمة، من خلال التركيز على تطوير مهارات الطلبة، وتعزيز قدراتهم الإبداعية والمعرفية، وصقل هويتهم الثقافية والوطنية، فهي لا تكتفي بتقديم المناهج التعليمية، بل تتجاوز ذلك إلى ترسيخ القيم النبيلة، مثل: الاحترام، والمسؤولية، والانتماء، وروح التعاون بين أفراد المجتمع.
وتقوم هذه المؤسسات بإعداد أجيال من الكوادر المؤهلة علمياً وفكرياً، القادرة على الانخراط في سوق العمل بفاعلية، والإسهام في تحقيق رؤية الدولة للتنمية الشاملة والمستدامة. كما تشجع على الابتكار وريادة الأعمال، مما يدعم بناء اقتصاد معرفي مزدهر، ويعزّز مكانة الإمارات دولةً رائدةً في ميادين التعليم والتطور العلمي.
رؤية القيادة
في هذا السياق، أكدت الدكتورة عائشة اليماحي، المستشار الاستراتيجي في مؤسسة «ألف للتعليم»، أن مبادرة «عام المجتمع» تسلّط الضوء على التعليم كأداة رئيسية ومحورية في مسيرة بناء الأوطان، وكقوة ناعمة تسهم في صياغة مستقبل مشرق للأجيال القادمة. وقالت إن المبادرة تُجسّد توجهات القيادة الرشيدة في الدولة، والتي تضع التعليم في قلب استراتيجية بناء الإنسان وتمكينه ليكون محور التنمية المستدامة.
وأضافت أن التعليم لم يعد مجرد وسيلة لنقل المعرفة، بل أصبح أداة استراتيجية لصناعة المستقبل، ويظهر ذلك في الدعم المستمر الذي توليه الدولة لقطاع التعليم، من خلال تطوير المناهج، وتأهيل الكوادر التربوية، وإطلاق مبادرات تعليمية مبتكرة، تهدف إلى تحفيز الطلبة على الإبداع والابتكار، وتمكينهم من أدوات العصر الحديث والتكنولوجيا المتقدمة. وأوضحت الدكتورة اليماحي أن إعلان عام 2025 عاماً للمجتمع، تحت شعار «يداً بيد»، يحمل في طياته رسالة قوية ومؤثرة تُجسّد روح التلاحم الوطني، وتعكس حرص الدولة على ترسيخ المسؤولية المشتركة، وتعزيز الروابط بين الأجيال، وصون التراث الثقافي والموروث الشعبي، باعتبارهما من عناصر الهوية الوطنية التي يجب الحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة.
 وشددت على التزام «ألف للتعليم» بتطوير حلول تعليمية رقمية مبتكرة تسهم في تحسين العملية التعليمية ورفع كفاءة الطلبة، مشيرة إلى أن المؤسسة تركّز على تمكين المتعلمين من استكشاف إمكاناتهم، وتحقيق طموحاتهم العلمية والمعرفية، من خلال بيئة تعليمية مرنة ومتطورة تعتمد على أحدث التقنيات.
جسر الأجيال
من جهتها، أكدت الدكتورة مي ليث الطائي، مدير كلية الإمارات للتطوير التربوي، أن مبادرة «عام المجتمع» تتكامل مع رؤية الكلية التي تسعى إلى تعزيز مفهوم التعليم المجتمعي، عبر أنشطة ومبادرات تربط الأسرة بالمدرسة، وتعمّق الروابط بين مختلف فئات المجتمع. وقالت إن الكلية أطلقت ضمن هذا الإطار مبادرتها الوطنية الرائدة «أنا أقرأ»، التي تهدف إلى ترسيخ عادة القراءة لدى الأطفال والناشئة، وتحويل القراءة إلى أسلوب حياة وثقافة يومية. وأوضحت أن المبادرة لا تقتصر على الطلبة فقط، بل تشمل أُسرهم والمعلمين والتربويين، من خلال جلسات قرائية تفاعلية تخلق بيئة تعليمية مشوّقة ومحفّزة. وأضافت أن الكلية استضافت أكثر من 100 طالب وطالبة مع أُسرهم، في جلسات قرائية جماعية سادها جو من التعاون والتآلف. وأكدت الدكتورة الطائي أن هذه الجلسات تسهم في بناء مجتمع قارئ ومثقّف، وتدعم رؤية الدولة في خلق جيل واعٍ، قادر على التفاعل الإيجابي مع محيطه. 
تجارب طلابية 
وفي بادرة تعكس تمكين الطلبة من التعبير عن أنفسهم، قدّمت الطالبة إيمان فتح الله، إحدى طالبات الكلية، قصة بعنوان «السحابة التي أمطرت ضحكاً»، فيما شاركت الطالبة صفاء الصفواني بقصتها «الحياة في كوكب الأرض»، وقدّمت الطفلة سالي الوسواسي، ابنة إحدى الطالبات، قصة «الحديقة السحرية». وتفاعل الحضور مع هذه الأعمال الإبداعية، التي عبّرت عن أفكار ناضجة وخيال خصب.
«عام المجتمع» منطلق وطني لتوحيد الجهود بين المؤسسات المختلفة
قال سلطان العامري، ولي أمر، إن تضافر وتعاون المؤسسات التعليمية والتنموية مع المجتمع يسهمان في تحقيق أهداف مبادرة عام المجتمع، من خلال تنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة والبرامج التطويرية، التي تشكّل أحد أعمدة «عام المجتمع»، مشدداً على أن المؤسسات التربوية والتعليمية تُعد من الشركاء الأساسيين في تحقيق الأهداف الوطنية الكبرى. ومن خلال المبادرات النوعية، والتفاعل الإيجابي مع فئات المجتمع المختلفة، ترسم هذه المؤسسات مساراً واضحاً نحو بناء مجتمع معرفي، متماسك، ومستدام، قادر على تحقيق تطلعات الدولة في الريادة والتقدم، وضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة.

أخبار ذات صلة «الطاقة والبنية التحتية» تشارك في معرض ومؤتمر المركبات الكهربائية «الصحة» تستعرض إنجازات برنامج «حياة»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المؤسسات التعليمية عام المجتمع عائشة اليماحي الإمارات المؤسسات التعلیمیة عام المجتمع من خلال

إقرأ أيضاً:

التعليم تبحث سبل تحقيق أقصى استفادة من التأمينات الاجتماعية للعاملين بالمنظومة التعليمية

استقبل محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم الثلاثاء، اللواء جمال عوض، رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وبحث الجانبان تعزيز سبل التعاون المشترك في مجال تحقيق أقصى استفادة من مظلة التأمينات للعاملين بقطاع التعليم ووضع رؤية شاملة للتعاون بين وزارة التربية والتعليم والهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، بما يضمن توفير بيئة عمل آمنة ومستقرة ويعزز الحماية الاجتماعية.

وخلال اللقاء، استعرض الجانبان مجموعة من الآليات المقترحة للرعاية الاجتماعية، مع التأكيد على أهمية وضع أطر تنفيذية واضحة وقابلة للتطبيق على مستوى الجمهورية.

إرساء بيئة عمل مستقرة ومحفزة داخل المؤسسات التعليمية

وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن هذه الخطوة تأتي في إطار توجهات الدولة نحو إرساء بيئة عمل مستقرة ومحفزة داخل المؤسسات التعليمية، وإعلاء مكانة المعلم باعتباره الركيزة الأساسية في بناء الأجيال.

ومن جانبه، أكد اللواء جمال عوض رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي ، حرص الهيئة على تعزيز التعاون مع وزارة التربية والتعليم لتقديم كافة أوجه الدعم التي تعزز جودة العملية التعليمية بإعتبار هذا الملف على رأس أولويات الدولة المصرية.

جاء ذلك بحضور  سامي عبدالهادي نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي و أشرف عطية رئيس الإدارة المركزية للتفتيش الخارجي بالهيئة.

ومن جانب وزارة التربية والتعليم، حضر الدكتور أيمن بهاء الدين نائب الوزير واللواء أحمد نبيل رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية.

وعلى جانب آخر كان قد أصدر منذ قليل ، محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، بيانا عاجلا أكد خلاله أنه ينعي ببالغ الحزن والأسى الدكتور على المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية السابق.

وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف، أن الفقيد الراحل كان قامة وطنية بارزة ورمزا للكفاءة والاجتهاد والإخلاص بما قدمه من جهود متفانية في خدمة الوطن ومساهماته المخلصة في تطوير منظومة التموين وتعزيز توفر السلع الاستراتيجية.

وقال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف : أدعو المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان

طباعة شارك وزير التربية والتعليم التربية والتعليم التعليم التعليم الفني

مقالات مشابهة

  • عاجل: وزير التعليم: تنفيذ مشاريع ومبادرات هذا العام بإجمالي 920 مليون ريال
  • "العشيوان" مساعدًا لمدير عام التعليم للشؤون التعليمية بمنطقة الرياض
  • بن شرادة: لا دولة دون جيش وشرطة قويين
  • محمد الحسيني: الشباب شركاء في بناء الحاضر والمستقبل
  • التعليم تبحث سبل تحقيق أقصى استفادة من التأمينات الاجتماعية للعاملين بالمنظومة التعليمية
  • نواب البرلمان: التعليم مشروع قومي لبناء الإنسان المصري وضمانة لنهضة الوطن
  • برلمانية: التعليم أساس بناء الإنسان المصري وأولوية لا تحتمل التأجيل
  • فشل التعليم في اليمن يُنذر بكارثة إقليمية وضياع جيل كامل
  • واقعنا التربوي.. هل يُواكب بناء الدولة أم يُعوقه؟
  • «التعليم» تثمن دور المؤسسات الوطنية والدولية في تدريب المعلمين