دبي تجمع قادة الابتكار في أسبوع الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
يجمع أسبوع الذكاء الاصطناعي الذي انطلقت فعالياته اليوم، ويستمر حتى 25 أبريل الجاري، قادة الابتكار والمتخصصين ومستثمرين، تحت مظلة واحدة يبحثون فرص نمو القطاع على المدى الطويل ومستقبله.
وقال سعيد الفلاسي، مدير مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، إن المركز يؤمن بأن الذكاء الاصطناعي ليس حكراً على المتخصصين أو الخبراء بل يجب أن يكون أداة متاحة وسهلة للجميع من أفراد المجتمع، وطلاب المدارس، والجامعات، إلى رواد الأعمال، والشركات الكبرى والناشئة.
وأضاف أن "أسبوع الذكاء الاصطناعي يمثل منصة إستراتيجية لتجميع الخبرات من مختلف دول العالم، ومشاركة آخر ما توصلت إليه التقنيات والتطبيقات الحديثة مع التركيز على التفاعل بين الشركات الكبيرة والناشئة، وهو ما نعتبره عنصراً أساسياً في تطوير اقتصاد المعرفة في دبي ودولة الإمارات".
وأعرب الفلاسي عن سعادته، بمشاركة أكثر من 26 شركة ناشئة من 15 دولة، تمثل نخبة من المبتكرين في مجال الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يفيد في انطلاق الشركات الإماراتية، مما يؤكد على مكانة دبي كمركز جذب عالمي للتكنولوجيا والابتكار، ليس فقط لعرض المشاريع بل لتأسيس شراكات وفرص طويلة الأمد داخل منظومتنا الاقتصادية.
وأشار إلى أن مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي يعمل بالشراكة مع "دبي الرقمية" و"غرفة دبي" على تسهيل رحلة هذه الشركات داخل الدولة، وتقديم برنامج دعم يمتد لأسبوع كامل لتمكينهم من التعرف على بيئة الأعمال المحلية، وفرص النمو بما يعزز من فرص استقرارهم في دبي على المدى الطويل.
وأفاد الفلاسي بأن "الذكاء الاصطناعي لم يعد مستقبلاً بل هو واقع نعيشه اليوم في كل تفاصيل حياتنا من تنقلاتنا اليومية إلى تفاعلنا مع الخدمات الرقمية، ورؤيتنا في المركز تتمثل في أن تكون دولة الإمارات من الدول الرائدة عالمياً، ليس فقط في استخدام الذكاء الاصطناعي بل في تطويره وتصدير ابتكاراته للعالم".
وقالت منى بوسمرة، مديرة أكاديمية دبي للإعلام، إنه في الأكاديمية وبعد سلسلة من الدراسات وجلسات العصف الذهني المعمقة خلال الأشهر الستة الماضية توصلت إلى ضرورة إطلاق مبادرة نوعية تعزز حضور اللغة والثقافة العربية في مستقبل الإعلام، ومن هنا جاءت مبادرة "العين " كخطوة استراتيجية تهدف إلى حماية ودعم اللغة العربية، ضمن أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وإعادة تموضعها في قلب المشهد الإعلامي العربي.
وبينت أن الدراسات الأخيرة للمركز، أظهرت أن قطاع الإعلام هو من أكثر القطاعات تأثراً باستخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة فيما يتعلق بتراجع جودة اللغة وغياب الخصوصية الثقافية، لذلك تسعى المبادرة إلى توفير أدوات تدريب ونماذج لغوية متخصصة ترتقي بالمحتوى العربي وتواكب التطور التقني.
ونوهت إلى أن الإعلان اليوم عن المبادرة بداية، وستقوم خلال شهر مايو المقبل بالكشف عن حزمة من البرامج والمشاريع المرتبطة بها، بمشاركة مطورين ومبرمجين من مختلف أنحاء الوطن العربي، بما في ذلك مصر والأردن ودول مجلس التعاون، بالتعاون مع جمعيات واتحادات المبرمجين العرب، متطلعة أن تكون هذه المبادرة منصة تجمع بين التقنية والهوية وتفتح أبواباً جديدة للمواهب العربية للعمل على مشاريع إعلامية تعتمد الذكاء الاصطناعي . أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي الإمارات الذكاء الاصطناعي دبي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
أمازون تراهن على الطاقة النووية لتشغيل ثورة الذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة أمازون عن دخولها رسميًا عالم الطاقة النووية عبر مشروع طموح يهدف إلى تلبية الطلب الهائل على الطاقة الناتج عن توسّع تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
المشروع الجديد يتضمن بناء مفاعل نووي صغير (SMR) في مدينة ريتشلاند بولاية واشنطن الأمريكية، في إطار تعاون استراتيجي مع شركة إنرجي نورث ويست وشركة إكس-إنرجي المتخصصة في تطوير المفاعلات النووية الصغيرة.
تسعى أمازون من خلال هذا المشروع إلى تأمين مصدر طاقة نظيف ومستقر يدعم تشغيل مراكز بياناتها الضخمة التي تعتمد عليها خدماتها السحابية AWS ومنصاتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، في وقت يشهد فيه العالم زيادة غير مسبوقة في الطلب على الطاقة الكهربائية بسبب التطورات السريعة في الحوسبة المتقدمة وتدريب النماذج الذكية.
تتميز المفاعلات النووية الصغيرة (SMRs) بكونها أكثر أمانًا ومرونة من المفاعلات التقليدية، إذ تشغل مساحة أقل ويمكن تركيبها على مراحل لتلبية احتياجات محددة.
وفقًا لبيان أمازون، ستتولى منشأة كاسكيد للطاقة المتقدمة تطوير أربعة مفاعلات صغيرة في المرحلة الأولى بطاقة إجمالية تصل إلى 320 ميجاوات.
وفي المراحل التالية، يمكن توسيع المشروع ليضم 12 وحدة نووية تولد ما يصل إلى 960 ميجاوات من الطاقة النظيفة، وهي كمية تكفي لتشغيل مدينة كاملة أو عدد ضخم من مراكز البيانات المتصلة بشبكة أمازون السحابية.
تقول الشركة إن عمليات البناء ستبدأ قبل نهاية العقد الجاري، ومن المتوقع أن تبدأ المنشأة عملها فعليًا في أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، لتكون واحدة من أوائل المرافق النووية الحديثة التي تُدار بالشراكة بين قطاع التكنولوجيا والقطاع العام في الولايات المتحدة.
تُعد إنرجي نورث ويست من أكبر الوكالات العامة المتخصصة في إدارة المرافق النووية بولاية واشنطن، بينما تمتلك إكس-إنرجي خبرة طويلة في تطوير تقنيات المفاعلات الصغيرة الآمنة والفعالة.
وبحسب ما ذكرته أمازون، فإن التعاون الثلاثي يستهدف إنشاء نموذج يُحتذى به في دمج التكنولوجيا المتقدمة مع الطاقة النووية المستدامة، في وقت تتزايد فيه المخاوف من اعتماد مراكز البيانات على الوقود الأحفوري عالي الانبعاثات.
ويرى محللون أن دخول أمازون إلى هذا المجال يعكس توجهًا جديدًا لشركات التكنولوجيا العملاقة نحو الاعتماد على مصادر طاقة مستقلة لتقليل بصمتها الكربونية وضمان استقرار إمدادات الكهرباء اللازمة لتشغيل الخوادم الضخمة التي تدير مليارات العمليات في الثانية الواحدة.
منافسة نووية بين عمالقة التكنولوجياأمازون ليست وحدها في هذا السباق نحو الطاقة النووية الذكية، ففي أكتوبر من العام الماضي، أعلنت جوجل عن شراكة مع شركة كايروس باور لبناء سبعة مفاعلات نووية صغيرة في مواقع متعددة بالولايات المتحدة لتغذية مراكز بياناتها.
وبعدها بشهر، بدأت ميتا المالكة لفيسبوك بدراسة إنشاء مركز بيانات جديد يعمل بالطاقة النووية أيضًا، لكن المشروع تأجل مؤقتًا بعد اكتشاف نوع نادر من النحل في موقع البناء المقترح، ما أثار مشكلات بيئية أوقفت التنفيذ.
هذه التحركات المتسارعة تشير إلى تغير جذري في مشهد الطاقة داخل صناعة التكنولوجيا، فالشركات التي كانت تعتمد لعقود على مصادر تقليدية كالغاز والفحم أصبحت الآن تتنافس على تطوير مشاريع طاقة نظيفة تدعم توسعها في مجال الذكاء الاصطناعي.
تؤكد أمازون أن هذا المشروع النووي ليس مجرد استثمار طاقوي، بل هو جزء من استراتيجيتها طويلة الأمد لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2040، وهو الهدف الذي تسعى الشركة إلى تحقيقه من خلال مزيج من الطاقة المتجددة والنووية.
كما تتوقع أن يساهم المفاعل الجديد في خفض اعتمادها على الشبكات التقليدية التي تعاني من ضغط متزايد بسبب التوسع في خدمات الذكاء الاصطناعي وتخزين البيانات.
وفي ظل الارتفاع المستمر في استهلاك الطاقة من قبل تقنيات الذكاء الاصطناعي، يبدو أن الطاقة النووية الصغيرة تمثل الحل الأكثر واقعية لتأمين مستقبل مستدام يوازن بين التطور التكنولوجي والحفاظ على البيئة.
وبينما تستعد أمازون لإطلاق مشروعها النووي خلال السنوات المقبلة، فإن هذا القرار قد يُعيد رسم خريطة الطاقة في عالم التكنولوجيا، ويؤكد أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يزدهر دون ثورة موازية في مصادر الطاقة النظيفة.