يمانيون:
2025-05-15@06:05:57 GMT

مواقف الحق لا تحتاج إلى إعلانات مموَّلة

تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT

مواقف الحق لا تحتاج إلى إعلانات مموَّلة

يمانيون || محمد محسن الجوهري*

كثرت -مؤخراً- منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة الفيس بوك، تروج للمرتزقة وتناهض الموقف اليمني المشرف ضد الصهيونية العالمية، وما يميز تلك المنشورات التحريضية أنها تعلن عن نفسها بأنها مجرد إعلانات ممولة، وهذا يعكس حالة اليأس لدى المرتزقة ومن يمولونهم بأن يكونوا جزءاً طبيعياً من الشعب اليمني المعروف بعشقه للدين والرجولة.

أما عن المنشورات المناهضة للعدوان الصهيو-أمريكي على اليمن وغزة، فلا نحتاج لنثبت حجم الحظر الذي يلاحقها ويلغيها من المتابعة، وهذا دليل آخر دامغ على أصحاب الحق، فأهل الباطل من حزب الإصلاح أو العفافيش لا يتعرضون لمثل هذا النوع من الحظر لأن منشورتهم تتناغم مع المطامع الصهيونية، ودائماً ما تنحاز للأطراف المعادية للإسلام والمسلمين، وأولها اليمن وفلسطين.

ولعلّ أبرز ما يكشف زيف تلك الحملات الدعائية هو طبيعة الجمهور المستهدف بها. فبينما تتوجه الإعلانات المموَّلة إلى جمهور غير يمني في كثير من الأحيان بغرض خلق تصورات مغلوطة عن الموقف الشعبي في اليمن، نجد أن التفاعل الحقيقي على الأرض والسوشيال ميديا لا يزال ينبض بروح الجهاد والكرامة والوعي. هذا الجمهور الذي أثبت في مختلف المنعطفات التاريخية صلابته في وجه العدوان والحصار، لم يكن يوماً بحاجة إلى دعم مالي ليتبنى قضاياه أو يدافع عن مقدساته.

وإذا أردنا الاستدلال بشواهد حديثة، يكفي أن ننظر إلى حجم التضامن الشعبي اليمني -رغم ظروف الحرب والحصار- مع غزة منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، حيث خرجت مظاهرات حاشدة في صنعاء وصعدة والحديدة ترفع أعلام فلسطين وتردد الهتافات المنددة بالصهيونية العالمية، في مشهد يصعب أن تجده في كثير من العواصم العربية التي تدّعي دعمها لفلسطين نظرياً وتطبع عملياً.

في المقابل، نلاحظ أن الصفحات التي تموّل الهجوم على هذا الموقف اليمني الشريف، هي نفسها التي لا تجرؤ على انتقاد الجرائم الصهيونية أو المجازر بحق الأطفال والنساء، بل تنشغل إما بتشويه المقاومة، أو الترويج لتطبيع خادع تحت شعارات “السلام”، أو محاولة تسويق أفكار انبطاحية تسلب الشعوب إرادتها وتخدّر وعيها.

وما يزيد هذه الحقيقة وضوحاً، أن المنصات الكبرى كفيسبوك وإنستغرام تتعامل بازدواجية واضحة. فالمنشورات التي تفضح جرائم الاحتلال غالباً ما تُحظر أو تُخفى تحت ذرائع “خرق المعايير”، بينما تُفتح الأبواب على مصراعيها للمحتوى الممول الذي يشوه المجاهدين أو يحرف البوصلة عن العدو الحقيقي.

إنه صراع وعي في المقام الأول، ومن يتسلّح بالحق لا يحتاج إلا إلى الكلمة الصادقة والموقف النبيل، بينما أعداء الوعي لا يملكون سوى المال والمنصات المؤدلجة، وهو ما يجعلهم يخشون حتى من مجرد منشور حرّ لا تدعمه الدولارات، بل يدعمه التاريخ والضمير والشرف.

إن المتأمل في التاريخ القريب والبعيد لليمن يعرف أن هذا البلد رغم الحصار والفقر والحروب المتعددة، لم ينكسر، بل ظل وفياً لقضاياه الكبرى وعلى رأسها فلسطين. لم تُثنِهُ الضغوط الإقليمية والدولية، ولا محاولات الإغراء المالي والسياسي، عن اتخاذ مواقف مبدئية ثابتة. فالذي يقف إلى جانب فلسطين اليوم ويواجه العدوان الصهيو-أمريكي على غزة، هو الامتداد الطبيعي لشعب الأنصار، شعب الإيمان والحكمة، الذين حاربوا كل غزوات الاحتلال والإقطاع والهيمنة.

ولعلّ المقارنة اليوم بين خطاب المرتزقة وخطاب أبناء اليمن الأحرار، تكشف مستوى الانحدار الأخلاقي والسياسي الذي وصل إليه أولئك الذين ارتضوا أن يكونوا أدوات بيد الخارج، بينما تميز الخطاب المجاهد بالوضوح والشجاعة والانتماء الحقيقي للأمة، دون تملق أو تزييف.

ولا يمكن هنا تجاهل أن الموقف اليمني المقاوم ليس مجرد موقف تضامني رمزي، بل له أبعاد استراتيجية حقيقية. فالهجمات التحذيرية على سفن العدو في البحر الأحمر، والمواقف السياسية الداعمة لمحور المقاومة، تعبّر عن وعي عميق بحقيقة المعركة، وأن ما يحدث في غزة ليس معزولاً عن اليمن، بل هو امتداد لمعركة واحدة عنوانها “الحرية والسيادة ورفض الهيمنة”.

في المقابل، من المؤسف أن نجد من بيننا من فقد بوصلته، فصار يتعامل مع الكيان الصهيوني كطرف محايد، بينما يصبّ جام غضبه على الشعوب التي تقاوم، وكأنّ الاحتلال لا يعنيه، وكأنّ دماء الأطفال في غزة أرخص من “الممول بالدولار”.

وليس أدلّ على خواء الخطاب المموَّل من افتقاره لأي مضمون حقيقي، فهو لا يتحدث عن القضايا العادلة، ولا يملك سردية تحترم عقول الناس، بل يعتمد فقط على التضليل، واستخدام العبارات الطنانة الجوفاء التي لا تصمد أمام أبسط نقاش أو حوار.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)

2025-05-14alineسابق ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة خلال القمة الخليجية الأمريكية في الرياض: نشكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على قراره رفع العقوبات عن سوريا ونتطلع لمزيد من التعاونالتالي أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح خلال القمة الخليجية الأمريكية في الرياض: ضرورة تعزيز جهود المجتمع الدولي للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها ومنع التدخلات الخارجية في شؤونها انظر ايضاًأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح خلال القمة الخليجية الأمريكية في الرياض: ضرورة تعزيز جهود المجتمع الدولي للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها ومنع التدخلات الخارجية في شؤونها

آخر الأخبار 2025-05-14أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح خلال القمة الخليجية الأمريكية في الرياض: ضرورة تعزيز جهود المجتمع الدولي للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها ومنع التدخلات الخارجية في شؤونها 2025-05-14وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X) 2025-05-14ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة خلال القمة الخليجية الأمريكية في الرياض: نشكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على قراره رفع العقوبات عن سوريا ونتطلع لمزيد من التعاون 2025-05-14ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال القمة الخليجية الأمريكية في الرياض: نؤكد دعمنا لوحدة سوريا واستقرارها ونشيد بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عنها 2025-05-14ترامب: قرارنا برفع العقوبات عن سوريا سيمنحها فرصة عظيمة وقوبل بترحيب عالمي 2025-05-14الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال القمة الخليجية الأمريكية في الرياض: نبحث تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية والتقيت الرئيس أحمد الشرع بعد رفع العقوبات عن سوريا 2025-05-14وزير المالية: رفع العقوبات عن سوريا يسهم بتوفير البيئة المواتية لعودة اللاجئين وتأمين الخدمات لهم 2025-05-14السياحة: رفع العقوبات عن سوريا يدعم ‏عودة الاستثمار السياحي إليها 2025-05-14المبادرات المجتمعية في حملات التشجير تدعم جهود المؤسسات العامة في تحسين الواقع البيئي 2025-05-14وفد من رجال الأعمال الصينيين يبحث فرص الاستثمار في المدينة الصناعية بحسياء

صور من سورية منوعات اكتشاف آلية غير متوقعة وراء تلف القلب بعد النوبات 2025-05-09 تطبيق موبايل يوصل صوت الصم للحصول على خدمات الإسعاف 2025-04-27فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • الصاروخ اليمني وتغيير المعادلات.. كيف فرضت اليمن الحصار الجوي على “إسرائيل”؟
  • ماذا قال ولي العهد السعودي عن الملف اليمني ومستقبل اليمن خلال القمة الخليجية الأمريكية؟
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)
  • عاجل| الجيش الإسرائيلي: الموانئ التي سيتم استهدافها في اليمن هي رأس عيسى والحديدة والصليف
  • شاهد بالفيديو| هدّد اليمن بـ “الجحيم” ثم تراجع.. ما الذي بدّل حسابات ترامب؟
  • فنجان القهوة الذي أربك البروتوكول.. ترامب يرفض الرشفة في حضرة السعودية
  • اليمن في عمق المواجهة.. خطوات عملية وسريعة لإعادة البنى التحتية التي دمرها العدو الصهيوني والأمريكي
  • اليمن تُرعب واشنطن ..
  • سياسيون وإعلاميون يؤكدون: الموقف اليمني غير نظرة الأعداء تجاه الأمة
  • سياسيون وإعلاميون يؤكدون: الموقف اليمني غير نظرة الأعداء تجاه الأمة الإسلامية