في ظل استمرار النزاع القائم بين "باريك غولد" والسلطات الانتقالية في مالي، أعلنت الشركة الكندية تعيين أول محكّم ضمن مسار التقاضي العالمي الذي بدأت إجراءاته مطلع هذا العام أمام المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار في واشنطن.

ومن المنتظر أن تعيّن الحكومة المالية محكّما ثانيا، على أن يتم اختيار طرف ثالث بشكل مستقل لتبدأ بعد ذلك مرحلة تحديد الجدول الزمني للجلسات.

ويشرح المحامي المتخصص في قضايا التحكيم الدولي، عضو نقابة المحامين في باريس، مامادو جاكو، نوعية المسار الذي سيمر به الملف حيث يقول إن "الإجراءات عادة ما تمر بمرحلتين: الأولى كتابية، يتم خلالها تقديم المستندات والحجج القانونية، والثانية مرحلة شفهية تتضمن جلسات الاستماع للشهود والخبراء ومرافعات الأطراف".

مسار طويل

ويتوقع جاكو أن تستمر هذه العملية لفترة قد لا تقل عن 3 سنوات، وربما أكثر، نظرا لتعقيد الملف وطبيعة القضايا المتعلقة بقطاع التعدين، والتي غالبا ما تتطلب خبرات وشهادات تقنية متخصصة.

وأضاف المحامي جاكو أن مالي أصبحت ملزمة بالسير في هذا المسار القانوني ولا يمكنها التراجع عنه بعد قبول إجراءات التحكيم، مشيرا إلى أن الحكم الذي سيصدر عن هيئة التقاضي سيكون ملزما للسلطات المالية والشركة، على حد السواء.

إعلان

وفي حالة صدور حكم لصالح باريك غولد سيكون لها الحق في المطالبة بتنفيذه، ولو اقتضى ذلك الحجز على أصول مالية تابعة للدولة.

وأكد المحامي أن الشروع في إجراءات التحكيم الدولي، لا يمنع إمكانية التوصل إلى اتفاق ودي بين الطرفين في أي مرحلة من المفاوضات، وهو ما تقول الشركة إنها لا تزال تفضله لإنهاء الأزمة.

جذور الخلاف

وكانت مجموعة باريك غولد دخلت في خلافات مع المجلس العسكري الحاكم في مالي منذ نهاية العام الماضي بسبب تطبيق قانون التعدين الذي تم إقراره سنة 2023.

مواقع تعدين الذهب في ساديولا شمال غرب مالي تجذب النساء للبحث والتنقيب (غيتي)

وألزم المجلس العسكري الشركة الكندية بدفع غرامات مالية تزيد على 400 مليون دولار، حيث اتّهمها بالاحتيال، وتزوير الأرقام، والتهرّب الضريبي، وهو الأمر الذي تنفيه الشركة وتعتبره يتعارض مع الحقيقة.

وفي فبراير/شباط الماضي، وقّع الطرفان على اتفاق لإنهاء الأزمة بينهما، حيث تقوم الشركة بدفع 438 مليون دولار أميركي لصالح خزينة الدولة، في حين ستقوم السلطات المالية بإطلاق سراح موظفي الشركة المحتجزين وإعادة كميات الذهب المصادرة من مخازنها، والسماح بإعادة تشغيل المنجم دون عراقيل.

وفي بداية الشهر الجاري، قالت الشركة إن المجلس العسكري الحاكم لم يلتزم ببنود الاتفاق، ومنع موظفيها من الوصول إلى مكاتبهم في العاصمة باماكو.

وتعد "باريك غولد" من كبرى شركات تعدين الذهب العاملة في مالي، إذ أنتجت العام الماضي 19.4 طنا من أصل 51 هي مجموع الإنتاج العام للبلاد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات باریک غولد

إقرأ أيضاً:

جامعتا الإمارات وماكجيل الكندية تُعلنان الفائزين ببرنامج المنح البحثية المشتركة

 

أعلنت جامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة ماكجيل الكندية الفائزين بالدورة الأولى من برنامج المنح البحثية المشتركة.
تهدف هذه المبادرة – التي أُطلقت لتعزيز البحث التعاوني عالي التأثير بين المؤسستين – إلى دعم المشاريع متعددة التخصصات التي تُعالج التحديات العالمية في مجالات العلوم والطب والقانون.
تضم المشاريع الأربعة الفائزة بهذا البرنامج ” مشروع التعلم المعزز ومنهجيات TinyML ، الموفرة للطاقة للطائرات بدون طيار ذات الإقلاع والهبوط العمودي VTOL UAVs” مع التركيز على تعزيز قدراتها من خلال التعلم الآلي المتقدم ومشروع ” تقنية سلامة تعديل الجيناتOIT في تجربة عشوائية على حساسية الفول السوداني والحليب والبيض”، وهي دراسة رائدة لتقييم سلامة العلاج المناعي الفموي، ومشروع “إنشاء نماذج ذكاء اصطناعي توليدي والتحقق من صحتها، قادرة على تجميع صور رنين مغناطيسي عالية الجودة لمرضى التصلب المتعدد” بهدف تحسين التصوير التشخيصي من خلال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مشروع ” CRISPR-Cas9 : تطوير تحرير الجينات واستكشاف أبعاده الأخلاقية والقانونية” والذي يستكشف آفاق تقنية تعديل الجينات وآثارها المجتمعية.
وأكد الدكتور رامي بيرم – النائب المشارك للبحث العلمي في جامعة الإمارات – أن هذا التعاون مع جامعة ماكجيل يظهر التزام جامعة الإمارات الاستراتيجي بتعزيز الشراكات العالمية التي تُسهم في دعم البحوث المؤثرة متعددة التخصصات وقال إن المشاريع الفائزة تسلط الضوء على كيفية مساهمة التعاون الأكاديمي في إيجاد حلول ثورية للتحديات المعقدة في مجالات الصحة والتكنولوجيا والمجتمع منوها إلى حرص الجامعة على دعم المبادرات التي لا تُعزز الاكتشاف العلمي فحسب، بل تتماشى أيضًا مع الأولويات الوطنية وتُسهم مساهمة فعّالة في منظومة البحث العلمي العالمية.
من جهته أكد الدكتور كريستوفر مانفريدي، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الأكاديمية لجامعة ماكجيل أن الشراكات البحثية العالمية تعتبر بالغة الأهمية لجامعة ماكجيل، منوها إلى أهمية تعزيز الشراكة مع جامعة الإمارات العربية المتحدة من خلال منح البحث المشتركة.
وأوضح أن البرنامج المشترك خطوة مهمة نحو تعميق العلاقات الأكاديمية ودفع عجلة البحث التحويلي الذي يخدم المجتمعات الإقليمية والدولية.وام


مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي: إسرائيل أصبحت تمارس أفعالا خارج أي إطار قانوني دولي
  • رغم الانتكاسات.. كوريا الشمالية تواصل تطوير أسطولها «البحري العسكري»
  • ضربة قاصمة لإيران.. معلومات عن القائد العام للحرس الإيراني الذي اغتالته إسرائيل في قلب طهران؟
  • المجلس الدستوري يقرر إلغاء قانوني تسوية أوضاع المفتشين في الأمن العام وضباطه المتقاعدين
  • الصفدي يبحث مع نظيرته الكندية جهود وقف إطلاق النار
  • باريك غولد تخرج منجمها في مالي من توقعات الإنتاج لعام 2025
  • شاهندة المغربي ويارا عاطف وحسام عزب يمثلون التحكيم المصري بأمم إفريقيا للسيدات
  • أربعة حكام مغاربة يمثلون التحكيم المغربي في نهائيات كأس الأمم الإفريقية للسيدات
  • جامعتا الإمارات وماكجيل الكندية تُعلنان الفائزين ببرنامج المنح البحثية المشتركة
  • إجلاء آلاف الأشخاص في مقاطعة مانيتوبا الكندية بسبب حرائق الغابات