جيش قوقو
غرباء على الأرض
الساعة الأخيرة للجنجويد: حين يصبح الهروب هو المصير الوحيد
المقدم/رشاد الزيبق
معارك الوجود… لا مجرد ساحات قتال
في حروب العصر الحديث، تجاوزت المعارك حدود السلاح والذخيرة إلى صراع أعمق على شرعية الوجود ومعنى الانتماء. وفي السودان، حيث تنتفض الجغرافيا كما التاريخ، لا مكان للغرباء مهما طال بقاؤهم أو توهموا القوة.

فهذه الأرض التي عرفها العالم مركزًا لحضارات سادت وامتدت، لم تكن يومًا ساحة مستباحة للغزاة أو الطامعين، ولن تكون.
أولئك الذين وفدوا حفاة من أي قيمة أو شرف، ممتطين صهوة السلاح والنهب، مثقلين بأموال السلب ورعب الهزيمة، يدركون جيدًا أن وجودهم في هذه البلاد ليس إلا عبورًا مؤقتًا… انتظارًا لساعة الفرار.
هذا المقال ليس انفعالًا عاطفيًا، بل شهادة توثّق لحظة سقوط الوهم، وتكشف حقيقة المرتزقة واللصوص ومن تحالف معهم من أدعياء السياسة الذين اتخذوا من فنادق المال الحرام أوكارًا. إنها لحظة استعادة الوعي الوطني في مواجهة مشروع الإذلال الذي حملته أدوات الحرب بالوكالة إلى قلب السودان.
الوجود المؤقت… والرحيل الحتمي
يدرك كل فرد في ميليشيا الجنجويد اليوم، وهو يتشبث بما تبقى له من جيوب السيطرة في نيالا والضعين وزالنجي، أن إقامته هنا عابرة، تمامًا كما كان وجودهم في أم درمان، الخرطوم، الجزيرة، جبل موية، الدندر، والسوكي.
ما سرقوه من أموال وما نهبوه من خيرات الشعب السوداني لم ولن يمنحهم حق البقاء، بل زاد من عمق الجرح الوطني الذي خلفوه وراءهم، ومن ثقل اللعنة التي ستطاردهم أينما فرّوا.
ولذلك، ينشغل هؤلاء اليوم بترتيب منافذ الهروب، وتهريب الأموال المنهوبة إلى تشاد، وإفريقيا الوسطى، ويوغندا، وكينيا، وجنوب السودان، يهرولون إلى المنافي في محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن حمله من غنائمهم الدموية، مدركين أن هذه الأرض ستلفظهم كما لفظت كل غازٍ قبلهم، وأن لحظة السقوط باتت أقرب مما يتوهمون.
سطوة الرعب: حين يتحول القتال إلى قيد وابتزاز
أما من بقي منهم قسرًا في تلك المناطق، فلا يُمسكه انتماء، بل الخوف وحده. فهم أسرى سطوة عبد الرحيم دقلو، الذي يفرض عليهم البقاء، ويدفع أبناء تلك المناطق إلى أتون معركة لم يختاروها، يزجّ بهم وقودًا في حرب الارتزاق، بين الابتزاز والتصفية.
غير أن دروس التاريخ واضحة: الخوف لا يصنع انتصارًا، والجبناء، مهما طال بقاؤهم، هم أول من يلوذ بالفرار حين تشتد المعركة. كما قال أجدادنا: “المحرِّش لا يقاتل”… ومن ارتجف قلبه، عجزت يداه عن حمل السلاح طويلًا.
هزيمة الأخلاق قبل هزيمة البنادق
لم تهزمهم رصاصات الجيش السوداني وحدها، بل هزمتهم أخلاقهم المنحطة قبل أن يبلغوا ساحات القتال. هؤلاء، الذين جاؤوا عراة من أي شرف أو مبدأ، حفاة من أي التزام إنساني أو أخلاقي، لم يحملوا في قلوبهم سوى الضغينة، ولا في أيديهم سوى أدوات القتل والنهب. خُلِقوا للارتزاق واللصوصية، فكان طبيعيًا أن ينبذهم كل شريف، وأن تتبعهم لعنة الأرض التي دنّسوها بدم الأبرياء.
المرتزق المبتور: صورة الهزيمة والانكسار
لا مشهد أبلغ على انحطاطهم الأخلاقي من صورة ذلك المرتزق المبتور القدمين، الذي ظهر في تسجيلات مصورة وهو يتوسل قادته الذين دفعوه إلى أتون المحرقة وتركوه لمصيره بعد أن استنفدوا أغراضهم منه.
يستجدي العلاج من أولئك الذين استعملوه ثم لفظوه إلى قارعة الطريق، في تجسيد فجّ لثقافة الاستهلاك حتى في أدوات الموت. بالنسبة لهم، المقاتل مجرد أداة رخيصة، تُستخدم حتى تبلى، ثم تُرمى إلى سلة المهملات بلا شفقة أو مواربة.
بيادق آل دقلو: أدوات تُستبدل وتُرمى
إلى أبناء القبائل الذين قبلوا أن يكونوا أدوات في يد عبد الرحيم دقلو وعصابته: لا تزال أمامكم فرصة، قد تكون الأخيرة، للفكاك من هذا العار.
لا تنخدعوا بوعود الذين لا يرونكم سوى وقود رخيص لحروبهم القذرة، أدوات تُستبدل متى شاؤوا وتُرمى متى انتهت صلاحيتها.
تاريخ الشعوب لا يرحم المتورطين في خيانة أهلهم. والمكان الوحيد المتاح للخونة هو هامش التاريخ… حيث تُكتب أسماؤهم بمداد الخزي والخذلان.
الخيانة في أبراج دبي وفلل أبوظبي
أما أولئك الذين ارتضوا لأنفسهم التنعّم في أبراج دبي وفلل أبوظبي، وقد باعوا ضمائرهم في سوق الخيانة السياسية، من أمثال خالد سلك، وبنات الصادق المهدي، وأبناء الميرغني، وزمرة قحت العميلة… فأي خزي ألحقتموه بأسمائكم؟ وأي عار سيرثه من يأتي بعدكم؟
كيف تصمدون أمام مرآة أنفسكم، وأنتم تدركون أنكم لا تجيدون سوى الانحناء تحت أقدام من موّلوا الخراب، ولا تصلحون إلا كأدوات رخيصة في يد صُنّاع الموت والتشريد لأهلكم؟
هوية عصيّة على الطمس… وتاريخ لا يرحم الطارئين
هل يظن هؤلاء الطارئون على التاريخ أن بإمكانهم طمس هوية هذا الشعب الأصيل؟
شعب حضارته تمتد من كرمة إلى كوش إلى البجراوية… شعب صاغته المحن، وعركته التجارب، وراكمت ذاكرته الوطنية خبرة الفقد والانتصار.
شعب يعرف من هو، ويعرف جيدًا من هم أعداؤه ومن هم الدخلاء الطارئون عليه.
لن تنجح مؤامرات الخارج، مهما تعاظمت أموال ممولي الحروب أو كثرت أدواتهم المستأجرة، في محو هذا التاريخ أو كسر هذه الإرادة.
ولعلّ أكثر ما يفضح هؤلاء المتآمرين أن يحتاجوا إلى من يذكّرهم بتاريخ وطنهم. حتى أميرة قطرية، غريبة عن هذه الأرض، لم تحتمل صمتهم، فحاولت أن توقظ ما تبقى من ضمائرهم النائمة، وتعيد إليهم ذكرى السودان الذي أنكروا انتماءهم إليه وباعوه في أسواق الخيانة والتآمر.
وبينما هم غارقون حتى الأعناق في حسابات المال المشبوه، فاقدون لأبسط معاني الكرامة والانتماء، جاءت كلماتها كشهادة خارجية تُعرّي خزيهم وتفضح عارهم أمام العالم.
لكن كل هذا العار لن يغيّر من حقيقة راسخة: أن هوية هذا الشعب لا تُمحى بانحدار أخلاقي، ولا تُزيف إرادة أمة كتبت وجودها بالدم والصبر والكبرياء.
هذه الأرض لأهلها… وهذه الهوية عصيّة على التزوير… وهذه الذاكرة لا تُشترى بالدولارات.
هنا السودان… وهنا يسقط كل طارئ، وتنتصر الحقيقة على كل وهم.
الخاتمة: السودان لا يُدار بالوكالة… ولا يُباع في أسواق الدم
نقولها اليوم بوضوح لا يقبل الالتباس:
سوداننا لن يُدار من دبي أو أبوظبي، ولن يُحكم بأموال المرتزقة، ولن يُباع في أسواق الدم، ولن يركع لأشباه الرجال.
هذه الأرض عصيّة على التدجين، محصّنة بالإرادة الوطنية، مشبعة بذاكرة النضال. ستظل راية السودان خفّاقة، وستبقى قلوب أبنائه مشتعلة بنار الكرامة والعزة، مهما اشتد الحصار، ومهما تعاظم طغيان المرتزقة والخونة.
المجد لشعب السودان، المجد لجيشه الباسل، والعار الأبدي لكل من خان.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: هذه الأرض

إقرأ أيضاً:

وسط أجواء من الحزن والإدانات:الفلسطينيون يشيعون الصحفيين الستة الذين اغتالهم العدو الصهيوني في غزة

الثورة /قاسم الشاوش

وسط أجواء من الحزن والغضب العارم وإدانات واسعة، شيع الفلسطينيون امس الاثنين، بمشاركة عدد كبير من الصحفيين في قطاع غزة، الصحفيين الستة الذين اغتالهم العدو الصهيوني المجرم بقصف خيمتهم غرب المدينة.

استهداف العدو الصهيوني الحقير الصحفيين في غزة ليس الأول من نوعه، بل يأتي ضمن عمليات متكررة يقوم بها هذا العدو من اجل منع نشر وفضح حرب الإبادة الجماعية والمذابح التي يرتكبها بحق أبناء غزة دون تمييز بين أطفال أو رضع أو نساء أو كبار في السن أو مرضى أو غيرهم من المدنيين العزل ولحجب ما يحدث من جرائم، فهدا العدو القاتل والفاشي يحاول تدمير الإنسانية و الحقيقة معا” إلا أن الحق سيظل اثره باقيا حتى بعد رحيل أصحابه”

واستهدفت غارة جوية للعدو الصهيوني مساء أمس الأول، خيمة للصحفيين أمام بوابة مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد مراسلي الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع والمصورين المرافقين لهما محمد نوفل وإبراهيم ظاهر، بالإضافة للصحفي مؤمن عليوة ومحمد الخالدي ليلتحقوا بقافلة تضم 238 صحفيا اغتالتهم قوات العدو منذ بداية الحرب.

وفي هذا السياق، توالت الإدانات من الهيئات والمؤسسات الصحفية المحلية والعربية والدولية المنددة بهذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي يمعن العدو الصهيوني في ارتكابها ضد أبناء غزة ومراسلي وسائل الإعلام.

حيث نعت فصائل المقاومة الفلسطينية، خمسة شهداء صحفيين ارتقوا بقصف لجيش العدو الصهيوني في مدينة غزة.

وقالت الفصائل، في بيان “ننعي شهداء الإعلام والإنسانية والأسرة الصحفية الفلسطينية، وهم الصحفي أنس الشريف، الصحفي محمد قريقع، المصور إبراهيم ظاهر، المصور مؤمن عليوة، محمد نوفل، والصحفي محمد الخالدي الذين ارتقوا إلى علياء المجد والعزة أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني والمهني والوطني في فضح جرائم العدو الصهيوني ونازيته بحق شعبنا في قطاع غزة”.

وأضافت أن هؤلاء استشهدوا “بعملية اغتيال صهيونية غادرة استهدفت خيمة صحفيي قناة الجزيرة الفضائية في محيط مستشفى الشفاء بغزة، في محاولة صهيونية بائسة لحجب صوت غزة والمظلومين فيها الذين يتعرضون للإبادة والتجويع والحصار الصهيوني”.

وأكدت أن “هذا الاستهداف الممنهج للطواقم الإعلامية والصحفية والاستهداف المباشر لصحفيي قناة الجزيرة الفضائية يعكس حالة الرعب والخوف لدى العدو من الكلمة الحرة والصورة الصادقة، ويؤكد أن الإعلام الصادق بات يشكل جبهة متقدمة في المعركة، لا تقل عن جبهات السلاح والنار”.

واعتبرت استهداف الصحفيين في غزة وفي هذه اللحظات الصعبة التي يتجهز فيها العدو الصهيوني لارتكاب المزيد من الجرائم، بمثابة تمهيد لارتكاب المزيد المذابح والقتل بعيد عن كاميرات الإعلاميين.

وحمّلت الفصائل، العدو الصهيوني كامل المسؤولية عن هذه الجريمة البشعة، مطالبة المجتمع الدولي ومؤسسات الإعلام الحر بالخروج عن صمتهم واتخاذ خطوات ملموسة لمحاسبة هذا الكيان الغاصب على هذه الجريمة النكراء التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء والقوانين الإنسانية والدولية.

من جهتها، أكدت لجان المقاومة في فلسطين، أن اغتيال جيش العدو الصهيوني المجرم الشهيدين الصحفيين أنس الشريف و الهمام محمد قريقع يكشف بوضوح كذب الدعاية التي يبثها مجرم الحرب المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية بنيامين نتنياهو ويدلل على أن الحقيقة الساطعة التي يحاول نتنياهو أن يخفيها بمنعه دخول الصحفيين الدوليين إلى قطاع غزة.

وقالت اللجان في بيان: “لقد كان الشهيد الصحفي أنس الشريف والشهيد الصحفي محمد قريقع مثالاً للشجاعة والتضحية والتفاني والكلمة الحرة وحملا هم ومعاناة شعبنا وكتبا بدمهما الطاهر أسمى معاني الوفاء والالتزام والبذل من أجل نقل حقيقة المحرقة الصهيونية التي ينفذها المجرم” نتنياهو” .

واكد البيان أن الحقيقة التي جسدها أنس الشريف وزملائه ستبقى أكبر وأوضح من أن تخفيها صواريخ الغدر والإجرام والإرهاب الصهيوني.

وشدد البيان على أنه مهما حاول المجرمين الصهاينة فإن شمس الحقيقة الفلسطينية الساطعة ستظل ترسم خيوط النصر وتكتب فصول زوال كيان الكذب والدجل والباطل الصهيوني .

وتابع البيان “نودع الشهيد الصحفي أنس الشريف أيقونة فلسطين وثباتها وصوتاً للحق ومرآة لمعاناة شعبنا وستستمر التغطية وسيعلو الصوت بالدم من جديد ليكتب عهداً جديدا عنوانه أن الكيان الصهيوني يخاف من الكلمة والصورة والكاميرا والقلم وأنه يرتجف ويهتز من كلمة حق تظهر حقيقته الإجرامية”.

في حين اعتبرت حركة الأحرار الفلسطينية، أمس، اغتيال مراسل الجزيرة أنس الشريف وزملاؤه، جريمة حرب مركبة مع سبق الإصرار والترصد، مؤكدة أن العدو الصهيوني لا يأبه بقانون دولي ولا إنساني ولا يأبه لعقاب.

وقالت الحركة في تصريح صحفي إن اغتيال الشريف بعد تهديدات كثيرة سابقة، تنسف ادعاءات العدو ومبرراته الدنيئة لاستهدافه، وتؤكد النية المبيتة وإمعانه في استهداف فرسان الحقيقة لطمس جرائم الحرب التي يرتكبها في قطاع غزة.

وأضافت أن استهداف الصحفيين يؤكد لوسائل الإعلام الدولية المزعم قدومها لغزة، أن الحقيقة ما رأت وما نقلها صحفيو ومراسلو غزة، وأن هذا العدو الصهيوني نازي بربري يقتل لأجل القتل. ويشوه الحقائق.

ونعت الحركة شهداء منابر الإعلام الصادق، فرسان الميدان والمتابعة، قائله إننا بهذا ننعى الصحافة والإعلام في أرجاء العالم أجمع، الصامت على تزييف الحقيقة وتغيب كامل لما يجري في قطاع غزة.

وطالبت جميع الوكالات ووسائل الإعلام بتوحيد موجتهم، وإدانة هذا الفعل الجبان والغاشم النازي على المراسلين والصحفيين المحميين بنصوص القانون الدولي، والعمل على تحريك دعاوى جنائية ضد العدو الصهيوني وملاحقة قادته أمام المحاكم الدولية.

من جانبها أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين الجريمة البشعة التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي باغتيال الشريف وقريقع.

وقالت النقابة، في صفحتها على فيسبوك “نقابة الصحفيين الفلسطينيين تدين بشدة الجريمة البشعة باغتيال الزميليين الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع مراسلي قناة الجزيرة في مدينة غزة عقب استهداف خيمة للصحفيين في مستشفى الشفاء”.

عربيا، أدان حزب الله اللبناني،، الجريمة الوحشية البشعة التي ارتكبها العدو ‏الصهيوني بحق ‏الصحفيين في قطاع غزة والتي أدت إلى استشهاد ستة صحفيين ‌‏(خمسة شهداء من قناة الجزيرة وشهيد ‏من منصة ساحات)، بعد قصف مباشر ‏ومتعمد طال خيمتهم في محيط مستشفى الشفاء في غزة.

واعتبر الحزب، في بيان تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، هذه الجريمة البشعة، جريمة حرب ‏مكتملة الأركان، تكشف وحشية الكيان الصهيوني وإجرامه وانعدامه الأخلاقي ‌‏والإنساني.‏

وقال إن هذا الاغتيال الممنهج للصحفيين بعد أن اتخذ العدو الإسرائيلي قرارًا باحتلال ‏كامل قطاع غزة، يأتي ‏بهدف إبعاد الإعلام عن دوره في كشف ما يقوم به الكيان ‏الصهيوني وما سيقوم به من جرائم ومجازر ‏وإبادة جماعية وتجويع للناس تمهيدًا ‏لفرض التهجير القسري على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

كما أدانت منظمات صحافية وأحزاب سياسية جزائرية بأشد العبارات اغتيال الصحافيين أنس الشريف ومحمد قريقع في قصف إسرائيلي استهدف خيمتهما أمام مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، واعتبرت ما جرى جريمة حرب مكتملة الأركان وانتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، ومحاولة متعمدة لإسكات الصوت الحر وحجب الحقائق عن العالم.

ووصفت المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين في بيانها هذا الاعتداء بـ”البشع” و”الهمجي”، مؤكدة أنه يضاف إلى السجل الأسود للكيان الصهيوني في استهداف الصحافيين والطواقم الطبية والإسعافية. وحذرت من خطورة النهج الإجرامي الممنهج ضد الإعلاميين، مطالبة بتحرك عاجل على المستويين الإقليمي والدولي لحمايتهم وحماية المدنيين.

كما جددت المنظمة دعمها الكامل للصحافيين في فلسطين، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤوليته في محاسبة مرتكبي هذه الجرائم وتفعيل آليات القانون الدولي لضمان عدم إفلاتهم من العقاب.

أما حركة مجتمع السلم، فقد وصفت الجريمة بأنها “مدروسة” وتهدف إلى إسكات الحقيقة وتغطية جرائم الاحتلال من قتل وتجويع وتهجير، مشيرة إلى أن عدد الصحافيين المغتالين في غزة منذ أكتوبر 2023م بلغ 237 صحافيا، وهو الرقم الأكبر في التاريخ الحديث. ودعت المؤسسات الدولية إلى التحرك العاجل، مقدمة تعازيها لأسر الشهداء ومؤكدة أن التضحيات ستثمر نصرًا مهما طال الزمن.

من جانبه، نعى حزب جيل جديد شهداء الواجب، مندداً بـ”آلة القتل الصهيونية” التي خلفت ما يقارب 200 ألف شهيد وجريح في ظل حصار خانق ومجاعة غير مسبوقة. وأكد الحزب برئاسة سفيان جيلالي أن النضال من أجل الحرية والكرامة لن يطمسه النسيان.

كما عبّر حزب العمال عن حزنه لفقدان أنس الشريف، واصفًا إياه بـ”صوت المعذبين فوق الأرض” الذي سيظل حيًا في الذاكرة، مؤكداً أن شباب غزة سيواصلون رسالته في طريق المقاومة والحرية.

إسلاميا، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة جريمة اغتيال عدد من الصحفيين إثر العدوان الصهيوني على قطاع غزة.

 

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي خلال مؤتمره الصحفي الیومي: “في هذه الأيام، انضم عدد من الصحفيين والمصورين إلى شهداء طريق الحق ونحن ندين هذه الجريمة الوحشية بأشدّ العبارات”.

وأکد بقائي أن الاعتداء على الصحفيين ووسائل الإعلام مرفوض تماما تحت أي ظرف وفي حالة الحرب يعتبر هذا الاعتداء جريمة حرب بكل وضوح.

وأضاف: ” استشهد ما لا يقل عن 240 صحفيا ومصورا وناشطا إعلاميا في عملية الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة خلال العامين الماضيين”.

من جهتها، نددت الرئاسة التركية “بشدة” باغتيال الكيان الإسرائيلي صحفيين فلسطينيين بقطاع غزة، مشيرا إلى أن الكيان يهدف من ذلك إلى تغطية الإبادة الجماعية التي يرتكبها.

وأعرب رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية برهان الدين دوران عبر منصة “إكس” أمس الاثنين، وفق ما نقلته وكالة أنباء الأناضول، عن بالغ حزنه لقتل “إسرائيل” 5 صحفيين، بينهم مراسلا قناة “الجزيرة” أنس الشريف ومحمد قريقع، في غارة استهدفت خيمة الصحفيين بمحيط “مستشفى الشفاء” غرب مدينة غزة.

وقال دوران: “أدعو الله أن يرحم إخواننا الصحفيين الذين استشهدوا أثناء تأدية واجبهم، وأتقدم بأحر التعازي لعائلاتهم”.

وتابع: “تستهدف “إسرائيل” الصحفيين لحجب رؤية مجازرها الجماعية التي ترتكبها دون تمييز بين الرضع والأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، إنها تسعى إلى تدمير الإنسانية والحقيقة”.

وأضاف: “أدين بشدة استهداف “إسرائيل” الممنهج للصحفيين والذي يعد جريمة حرب تنتهك القانون الدولي، وأدين بشدة وحشية إسرائيل الخارجة عن القانون ومحاولاتها لإخفاء الحقيقة”.

وأردف: “أستذكر بالرحمة الصحفيين الـ 237 الذين قتلوا في الهجمات الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023م، لن تتمكن “إسرائيل” من إخفاء الإبادة الجماعية وسوف تحاسب أمام القانون”.

دوليا أكدّ المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، أن “إسرائيل” تواصل إسكات الأصوات التي توثق الفظائع في قطاع غزة، محذرًا من استمرار استهداف الصحفيين.

وأعرب لازاريني في تدوينه على منصة ( إكس) رصدتها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن صدمته لاستشهاد خمسة صحفيين آخرين في مدينة غزة، مشيرًا إلى أن عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين تم الإبلاغ عن. استهدافهم منذ بدء الحرب تجاوز 200، في ظل إفلات كامل من العقاب.

وقال إن “إسرائيل” تمنع، منذ ما يقارب عامين، دخول الصحفيين الدوليين لتغطية الأحداث بشكل مستقل، مؤكدًا ضرورة حماية الصحفيين والسماح للإعلام الدولي بالدخول لدعم العمل البطولي لزملائهم الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • وسط أجواء من الحزن والإدانات:الفلسطينيون يشيعون الصحفيين الستة الذين اغتالهم العدو الصهيوني في غزة
  • مادونا تناشد بابا الفاتيكان أن يزور غزة قبل فوات الأوان: الوحيد الذي لا يمكن منعه
  • مع ارتفاع درجات الحرارة.. متى يصبح “الجري” مخاطرة حقيقية؟
  • حزب الله وسياسة الانكار: ماذا عن الذين يحرثون البحر؟
  • النيجر تؤمم المنجم الوحيد للذهب وتتهم مجموعة أسترالية بمخالفات جسيمة.
  • صاحب متجر المثلجات الوحيد الحائز على نجمة ميشلان يريد صنع آيس كريم شهي فقط
  • كبارة: الجيش هو الضامن والحامي الوحيد
  • صناديق حماية لـ«الدليفري»| وزير العمل: عقد العامل يصبح دائمًا إذا رفض «صاحب العمل» التوقيع وسأعاقبه
  • بالأرقام.. كم عدد السوريين الذين غادروا لبنان؟
  • ماذا قال الذين صوروا غزة المنكوبة من داخل طائرات المساعدات؟