سلط تقرير نشرته مجلة "إيكونوميست"، الضوء على موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الحكومة السورية الجديدة بزعامة أحمد الشرع، موضحة أن سياسة واشنطن تجاه دمشق لم تتشكل بعد او أنها في طور التشكل. 

وأشار التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى زيارة عضوين في مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري للعاصمة دمشق، قائلة إن مشهد المشرعين الأمريكيين كوري ميلز ومارلين ستوتزمان وهما يتمشيان في المدينة القديمة، كان يشير إلى زائرين غير متوقعين لسوريا.

 

فقد ارتدى ميلز، نظارة من ماركة راي بانز وسترة أنيقة وهو من قدامى المحاربين في العراق وحائز على أوسمة ومن كبار المتحمسين لماغا أو لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى من فلوريدا. ولم يتوقع أحد أن يبرز هؤلاء كمدافعين عن الحوار مع دولة يديرها رجل كان في السابق عضوا بارزا في تنظيم القاعدة.  


لكن عضوي مجلس الشيوخ تركا سوريا مقتنعين بأن على الولايات المتحدة التعامل مع أحمد الشرع، وكانا "متفائلين بحذر" فيما يتعلق بقدرة أمريكا للتعامل معه، بحسب ما قال ميلز.

وقال أيضا إن الزعيم السوري الجديد ألمح له أنه في ظل الظروف المناسبة قد تنضم سوريا يوما ما إلى اتفاقيات إبراهيم، التي أسست علاقات تطبيع بين إسرائيل والعديد من الدول العربية في عام 2020. 

ويقول المشاركون وراء الكواليس إن الزيارة كانت ناجحة بشكل كبير. ومقارنة مع حماس عضوي مجلس الشيوخ، كانت الحكومة الأمريكية بطيئة بالرد على التغييرات في سوريا. فقد بدأ الأوروبيون برفع العقوبات عن سوريا وإعادة فتح السفارات بالعاصمة دمشق.

ولم تقدم أمريكا سوى تخفيفا محدودا في العقوبات، مع أن استمرار الحصار عليها يشل الحياة في دمشق، ويجبر رجالا يرتدون البدلات للبحث في صناديق النفايات، ويترك دمشق في العتمة باستثناء ساعات قليلة من التيار الكهربائي في اليوم.  

كما أن الأمريكيين يثيرون مخاوف المانحين المحتملين، بمن فيهم أبناء سوريا في الخارج ودول الخليج لتحويل الأموال من أجل البدء في إعادة أعمار البلاد وإرسال المساعدات الإنسانية، ويضاف إلى هذا لم تفتح الولايات المتحدة سفارتها بعد في دمشق ولم ترسل دبلوماسيين إلى هناك.

وترى المجلة أن الصقور في داخل البيت الأبيض والحزب الجمهوري، بمن فيهم سبستيان غوركا، مستشار ترامب لشؤون مكافحة الإرهاب وتولسي غابارد، مديرة الأمن الوطني ليسوا مقتنعين بتحولات الشرع، ولهذا فهم يصرون للتعامل مع سوريا، كموضوع مكافحة إرهاب.

وقال رجل أعمال مسيحي سوري- أمريكي: "لا يرون إلا الشرع الذي كان في العراق". لكن آخرين أبدوا رغبة في التعامل مع النظام الجديد، وبخاصة الإنجيليين المسيحيين واليهود السوريين في أمريكا، حيث يرون سوريا ساحة معركة لحقوق الأقليات في الشرق الأوسط. 

و قبل فترة قريبة، التقى جوني مور، القس الإنجيلي المقرب من ترامب والحاخام أبراهام كوبر، من مركز سايمون وينزنتال لحقوق الإنسان اليهودية مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني في نيويورك. وقال مور "كان الأمر مقنعا أكثر مما توقعت"، مضيفا أنه "يجب على سوريا أن تنمو بسرعة، لأن الأمن الاقتصادي مرتبط بالأمن القومي وبالتالي بالسلام الإقليمي". 

ويخطط مور لقيادة وفد من الإنجيليين والحاخامات إلى دمشق قريبا. ويعتقد الإنجيليون أن الزعماء الدينيين قد ينجحون حيث فشل آخرون في إقناع الرئيس ترامب بتخفيف العقوبات والتحدث إلى الحكومة الجديدة. ولكن إسرائيل، التي تحظى بدعم موثوق من جانب الإنجيليين في أمريكا، قد لا تقتنع بهذا. وحثت على اتخاذ موقف صارم تجاه الشرع، وفقا للتقرير.


ويقول ديفيد ليستش، مؤرخ الشرق الأوسط في جامعة ترينيتي في تكساس، والذي حث الحكومة السورية الجديدة على العمل مع الزعماء الدينيين في أمريكا: "فيما يتعلق بسوريا، يتمتع [الإنجيليون] بنفوذ كبير".

وفي نيسان /أبريل الماضي، رشح ترامب مارك ووكر، عضو الكونغرس الجمهوري والقس الإنجيلي أيضا، سفيرا للحرية الدينية، وهو ما قد يؤثر على السياسة الأمريكية. ففي مؤتمر المانحين الذي عقد بمقر الإتحاد الأوروبي في بروكسل بآذار /مارس، قدمت أمريكا ثمانية مطالب لحكومة الشرع، بما في ذلك المساعدة في العثور على الأمريكيين المفقودين في سوريا (وخاصة أوستن تايس، الصحافي المسجون) ومنع المقاتلين الأجانب من الانضمام إلى الحكومة الجديدة وتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.

ومع أن المدافعين الأمريكيين عن النظام الجديد، أصيبوا بخيبة الأمل في كانون الأول/ديسمبر عندما تم تعيين عدد من المقاتلين الأجانب في وزارة الدفاع، لكنهم يعترفون في السر بأن دمشق حققت تقدما في قضايا أخرى. 

وربما قادت زيارة كل من ميلز وستاتزمان إلى دمشق إلى مزيد من الوفود الأمريكية غير الرسمية. ولو استطاع الشرع إقناع أتباع "ماغا" الجمهورييين والإنجيليين بحسن نواياه، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالمسيحيين، فربما أصبح بجانب أمريكا، لكن سياسة ترامب لا تزال في طور التشكل، وفقا للتقرير. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب الشرع واشنطن دمشق سوريا سوريا واشنطن دمشق الشرع ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تظاهرات في سوريا رفضا لتدخلات الاحتلال ودعما للجيش والأمن (شاهد)

شهدت عدد من المدن السورية، الجمعة، مظاهرات شعبية دعما للجيش، ورفضا للتدخل الخارجي بشؤون بلادهم.

ووفقا لوكالة سانا الرسمية، فإن التظاهرات بساحة الأمويين وسط دمشق واللاذقية ومدينتي الصنمين وبصرى الشام التابعين لمحافظة درعا.

ورفض المتظاهرون في ساحة الأمويين بدمشق، التدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية، كما عبروا عن دعمهم لجهود الدولة في تعزيز الأمن.

خيبر خيبر يا يهود

والهجرية على التابوت

من ساحة الأمويين في دمشق هتافات السوريين pic.twitter.com/QzEUyUAErh — Wolverine (@Wolveri07681751) August 1, 2025

وأمس الخميس قال وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني "إننا لا نمثل أي تهديد لإسرائيل ولا نية لتنفيذ أي اعتداء ضدها وهدفنا بناء سوريا فقط".

وأضاف خلال مؤتمر صحفي في موسكو، أن "التدخّل الإسرائيلي المستمر يعقد المشهد في السويداء، والدولة هي المسؤولة عن الأقليات وليس أي جهة خارجية. الاعتداءات الإسرائيلية تفاقم معاناة المدنيين وتعطّل مسار الإعمار ولا يمكن لسوريا المضي في البناء والاستقرار في ظل الاعتداءات الإسرائيلية".

وتابع، أن "على إسرائيل عدم التدخل في شؤون سوريا أو استخدام ورقة الأقليات"، مشيرا إلى أن "الحكومة تدخلت لإنهاء القتال بين البدو والدروز في السويداء ولا نية لها للهجوم على الدروز وإسرائيل استغلت هذه القضية".

وفي ذات السياق ذكرت وسائل إعلام عبرية، إن "إسرائيل وجهت رسالة إلى حكومة دمشق تبلغها بالموافقة على نشر جهاز الأمن العام في جنوب سوريا، بدلا من الجيش الذي تعارض انتشاره في المنطقة".

وأفادت قناة “كان” العبرية التابعة لهيئة البث الرسمية، الخميس، أن "تل أبيب تواصل اعتراضها على انتشار الجيش السوري في جنوب البلاد".

وذكرت القناة أن "إسرائيل طلبت وجود قوات أمنية تابعة لوزارة الداخلية السورية، مكونة من عناصر درزية، في المنطقة".

وأشارت إلى أن هذا من شأنه أن يمنع قوات الأمن الحكومية السورية من تشكيل “تهديد للدروز”.

كما ادعت القناة أن وزير الخارجية السوري، اتصل قبل بضعة أشهر برئيس الطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف، ودعاه لزيارة دمشق، لكن الأخير، رفض “بأدب” دعوة الشيباني.



والأربعاء، دعا وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، لإقامة ما سمّاه "ممرا إنسانيا" لإدخال الغذاء والدواء للدروز في مدينة السويداء جنوبي سوريا.

ومنذ مساء 19 تموز/ يوليو، تشهد السويداء وقفا لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلفت مئات القتلى.

وتحت ذريعة "حماية الدروز" دولة الاحتلال تلك الأوضاع وصعدت عدوانها على سوريا، وشنت غارات مكثفة على 4 محافظات، وقصفت مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.

وضمن مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، آخرها في 19 من الشهر الماضي.

ولم تصمد الاتفاقات الثلاثة السابقة طويلا، إذ تجددت الاشتباكات إثر قيام مجموعة تابعة لحكمت الهجري، أحد مشايخ عقل الدروز، بتهجير عدد من أبناء عشائر البدو من السنة وارتكاب انتهاكات بحقهم.

مقالات مشابهة

  • تظاهرات في سوريا رفضا لتدخلات الاحتلال ودعما للجيش والأمن (شاهد)
  • الحكومة السورية الجديدة بين التحدي والأمل: دعوة للصبر والبناء
  • هل نفّذت إدارة الشرع في السويداء ما أرادته إسرائيل؟
  • كيف تعيد السعودية رسم التوازنات في سوريا؟.. تحولت لحلبة اقتصادية
  • كيف تعيد السعودية رسم التوازنات في سوريا؟.. تحول لحلبة اقتصادية
  • رسائل بين دمشق وتل أبيب.. المبعوث الأمريكي: الشرع شريك يمكن الوثوق به
  • هيئة التخطيط والإحصاء تناقش خطة تطوير معهد التخطيط الاقتصادي والاجتماعي في سوريا
  • إلى أين قد تنقل زيارة الشيباني العلاقات بين دمشق وموسكو؟
  • سوريا: تزايد التوترات بين العشائر العربية وقوات سورية الديمقراطية
  • الشيباني خلال لقائه لافروف بموسكو: سوريا تتطلع إلى إقامة علاقات سليمة مع روسيا.. لافروف: نعول على مشاركة الرئيس الشرع في القمة الروسية العربية بموسكو