تقرير لغارديان يكشف عن جحيم الكشميريين بعد هجوم منتجع هندي
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
قالت صحيفة غارديان إن الحملة القمعية التي أعقبت الهجوم الدامي في كشمير أثارت مخاوف هناك، وأعادت ذكريات مؤلمة عن التمرد العنيف الذي شهدته المنطقة على مدى عقود، إذ ردت الهند بقمع وحشي.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم أكاش حسن وهانا أليس بيترسن في دلهي- أن السلطات الهندية اتخذت إجراءات صارمة، ردا على الهجوم الذي قتل فيه المسلحون 25 سائحا ودليلا سياحيا بالرصاص في كشمير، وشنت عملية ضخمة لتعقب المسلحين في جو مثير للخوف، واعتقلت أكثر من ألفي شخص واحتجزتهم بموجب قوانين مكافحة الإرهاب.
وقال أحمد -الذي طلب عدم ذكر اسمه كاملا- إنه في تلك الليلة التي علم فيها بالهجوم على السياح، بات في حالة ذهول شديد لدرجة أنه لم يستطع الأكل ولا النوم، وفي اليوم التالي، استيقظ على استدعاء من وحدة مكافحة التمرد التابعة للشرطة.
ولعلمه أن مصيرا أسوأ ينتظره إن هو رفض، ذهب أحمد إلى مركز الشرطة، وقال: "لم يُقدم لي أي سبب. صادروا هاتفي وفتشوه. في بعض الأيام، كانوا يستجوبونني بشأن المسلحين، وفي كل مرة أنكر فيها معرفتي بأي شيء، كانوا يصفعوني أو يضربونني بعصا".
مستهدفون في كل مكانوقال أحمد إن حياته وحياة آلاف الكشميريين تحولت الآن إلى جحيم، وأضاف "نعاقب على جرائم لم نرتكبها. يجب أن يلاحقوا المتشددين الحقيقيين. أنا لست ضد ذلك. أريد مغادرة كشمير، ولكن الكشميريين ليسوا آمنين في أي مكان من الهند. نحن مستهدفون في كل مكان".
إعلانوأكد مسؤولان في الشرطة اعتقال حوالي ألفي شخص، وقالا إن معظم المعتقلين كان من المعروف ارتباطهم بالتشدد أو أنهم شاركوا في أنشطة "معادية للوطن"، وقال ضابط كبير: "نظرا لطبيعة الهجوم، تجري الشرطة تحقيقات في جميع الجوانب. وقد أُطلق سراح معظم المعتقلين الآن".
وقد أثار تفجير منازل أقارب المتشددين -وإن كان المتهمون غادروها منذ سنوات- جدلا كبيرا في كشمير، وتتذكر شاهزاده بانو أنها ودعت ابنها عادل حسين توكر قبل 7 سنوات، وفوجئت عندما ظهرت صورته ضمن المشتبه بهم في الهجوم على السياح.
وصل رجال الشرطة والجيش بعد يومين إلى منزل بانو في منتصف الليل، وأمروا جميع أفراد العائلة بالمغادرة، "ثم فجروا منزلنا"، كما تقول الأم التي اعتقل زوجها وأبناؤها واثنان من أقاربها.
وقالت المرأة وهي تبكي وسط أنقاض منزلها: "أنا لا أدافع عن المهاجمين ولا عن ابني. ولكن لماذا نجر إلى هذا؟ أبنائي وزوجي أبرياء، ونحن نعاني من فظائع لا تطاق. الآن، ليس لدينا مكان نذهب إليه. من سيطعمني؟ إلى أين سأذهب؟".
دعوة للاحتذاء بإسرائيلكان منزل بانو واحدا من نحو 10 منازل فجرتها قوات الأمن الأسبوع الماضي، رغم أن المحكمة العليا قضت سابقا بعدم قانونية مثل هذه الأعمال، وقد وافقت السلطات أخيرا على وقف عمليات الهدم بعد احتجاج من السلطات الإقليمية، لكن حملة القمع والمداهمات استمرت دون هوادة.
ورغم الإشادة بمرشدي السياحة الكشميريين لبذلهم المساعدة في إنقاذ السياح، وخروج الكشميريين إلى الشوارع في مسيرات لإدانة العنف، فإن موجة من المشاعر المعادية لكشمير اجتاحت معظم أنحاء الهند، وواجه الكشميريون في جميع أنحاء الهند هجمات عنيفة وتهديدات بالقتل علنا، وطردوا من منازلهم وفصلوا من وظائفهم.
كما أصدرت قنوات إخبارية هندوسية يمينية وجماعات هندوسية يمينية -بسبب الروايات التي تفيد بأن المسلحين استهدفوا الهندوس بالخصوص وأطلقوا النار عليهم- دعوات لاذعة للانتقام، وطالبت إحداها الحكومة الهندية بأن تحذو حذو إسرائيل وتسوى كشمير بالأرض "مثل غزة".
إعلانورغم الألم، فإن هيمانشي ناروال -التي قتل زوجها على يد المسلحين- وجهت نداءً علنيا يوم الجمعة الماضي دعت فيه إلى عدم استغلال مقتل زوجها كذريعة، وقالت "لا نريد أن يقوم الناس ضد المسلمين ولا الكشميريين. نريد السلام، والسلام فقط".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مصدر هندي يكشف لـCNN معاهدة رئيسية مع باكستان لا تزال معلقة رغم وقف إطلاق النار
(CNN)-- صرح مصدر في وزارة الخارجية الهندية لشبكة CNN بأن اتفاقية رئيسية لتقاسم المياه بين الهند وباكستان لا تزال معلقة، رغم الإعلان عن توصل البلدين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، السبت.
وأضاف المصدر: "لا يوجد شرط مسبق أو لاحق لوقف إطلاق النار.. لقد انطلقت الدعوة من باكستان. وستظل معاهدة مياه نهر السند معلقة".
وتنظم المعاهدة تقاسم مياه نهر السند الضخم، وهو مورد حيوي يدعم مئات الملايين من سبل العيش في جميع أنحاء باكستان وشمال الهند، وينبع نهر السند من التبت ويتدفق عبر الصين وكشمير الخاضعة لإدارة الهند قبل أن يصل إلى باكستان.
ووصفت إسلام آباد أي محاولة لوقف أو تحويل المياه التابعة لباكستان بأنها "عمل حربي".
وصرّح وزير الدفاع الباكستاني، الأحد، لقناة جيو نيوز بأن معاهدة المياه من أهم أولوياته في مناقشاته مع الهند، بالإضافة إلى قضية كشمير المتنازع عليها و"الإرهاب".
وعلقت الهند مشاركتها في معاهدة مياه نهر السند بعد أيام من المذبحة الدامية التي وقعت الشهر الماضي واستهدفت سياحًا في الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير، وكانت المعاهدة قد دخلت حيز التنفيذ العام 1960، وتُعتبر قصة نجاح دبلوماسي نادرة بين الجارتين المتناحرتين.
تواصلت شبكة CNN مع وزارة الخارجية الباكستانية لمزيد من التعليقات.