سقطت الأقنعة وهذا الملاذ الوحيد للأردنيين
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
صراحة نيوز ـ حسين الرواشدة
من حق الأردنيين أن يتحدثوا، بأعلى صوت، عن دولتهم وهويتهم وإنجازاتهم، أن يقرأوا تاريخهم بعيونهم، وأن يقولوا كلمتهم في حاضرهم ومستقبلهم، لا يجوز لأحد، مهما كان، أن يغالب الأردنيين لينتزع منهم هذا الحق، أو يوزع عليهم صكوك «الشيطنة « لأنهم انتصروا لبلدهم وأنصفوه، نحن أمام مرحلة جديدة، سقطت فيها كل المظلات والأقنعة، الملاذ الوحيد الذي بقي للأردنيين هو الدولة، و لا إجابة عن سؤال: كيف ننجو؟ إلا في عنوان واحد، وهو الحفاظ على قوة الدولة الأردنية ومنعتها وصمودها.
هذا لا يعني، أبداً، أن ينسلخ الأردنيون عن جلدتهم العربية وإطارهم الحضاري وأفقهم الإنساني، لا يعني، أيضا، أن ينعزلوا عن محيطهم ، او أن لا يشتبكوا مع قضاياه ومع العالم ومستجداته، ما أقصده هو أن الوعي على الأردن، خاصة لدى جيل الشباب، يجب أن يتحرك نحو فكرة الدولة التي تم تشويهها، للأسف، بفعل تيارات وأحزاب وتنظيمات لم تؤمن أصلا بالدولة، واعتبرتها مجرد جغرافيا أو ساحة للصراعات السياسية، أو وليمة لاقتسام الحصص وتوزيع الغنائم.
الآن انتهت هذه الحقبة، أو يجب أن تنتهي، لا يجوز أن يظل الأردنيون -دون غيرهم من شعوب العالم -منقسمين على ولاءات دينية أو سياسية تعمل خارج إطار الدولة، او ممتدة خارج الحدود، لا يجوز، أيضا، أن يكون الأردن بنداً ثانياً على قائمة الأولويات والخطابات، أو أن يتحول إلى مجرد طلقة في بنادق البعض، أو بطاقة تعريف وقت الحاجة، الوعي على الدولة ومن أجلها هو الرسالة التي يجب أن تصل للجميع، وأن يلتزم بها الجميع أيضاً.
أعرف، تماماً، أننا أمام أخطار كبيرة مفتوحة على عدة جبهات ساخنة، وأن أعداءنا يتربصون بنا، وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني الغاصب، أعرف، أيضاً، أننا نعاني من مشكلات وأزمات داخلية وبحاجة إلى إصلاحات فورية، أعرف، ثالثاً، أن أمامنا اضطرارات قد تدفعنا للحركة في وسط رمال متحركة، وقد تستدعي تقديم ما يلزم من تنازلات، أعرف، رابعاً، أن ظهورنا أصبحت مكشوفة، حيث تفككت شبكة التحالفات وتراجعت المساعدات، (وسوى الروم خلفنا روم)، لكن ما لا يجب أن يغيب عن أذهاننا، دائماً وأبداً، هو أن الدولة الأردنية لديها ما يلزم من عناصر القوة وأوراقها، وأنها تمتلك من العلاقات والخبرات ما يضمن منعتها واستقرارها واستمرارها،
الثقة بالدولة، مهما كانت ملاحظاتنا على أداء الإدارات والمؤسسات، ومهما كانت خزانات المظلومية لدينا مزدحمة بالمواقف، وصور الغضب والعتب، هي الطريق الوحيد الذي يمكن أن نعبر من خلاله إلى شاطئ الأمان، هذه الثقة تستدعي التقاء إرادتي إدارات الدولة وقوى المجتمع على هدف واحد، وهو الانتصار (لا أقول الانحياز فقط) للأردن الدولة والوطن، كل من يغرد خارج هذا السرب تحت أي ذريعة سيكون صوتا نشازاً يصب في رصيد خارج السياق الوطني، كل من يستنكر الحديث عن الهوية الأردنية، أو التذكير بالتاريخ والإنجاز والبناة الأوائل من الأردنيين، والاعتزاز بالقيادة والمؤسسات، لا يضمر خيراً للأردن، ولا للأردنيين.
لكي نرسخ الثقة بالدولة، ونحرر هويتنا الأردنية من النقاشات المغشوشة، ونرفع علمنا الأردني بدون أن نسمع كلمة (لو )، ونحتفل بمناسباتنا الوطنية بعيدا عن المجاملات، ولكي نقرأ في تصريحات السياسيين على الشاشات ومقالات الكتاب عن الأردن ولأجله أكثر مما نقرأ عن قضايا خارج الحدود، ونجمع الأردنيين على أجندة الوطنية الحقة بلا مناكفات أو مشاكسات، نحتاج أن نتوافق، جميعاً، على «وصفة عاقلة»، يفرزها حوار وطني يعيد توجيه البوصلة إلى عنوان واحد هو الدولة الأردنية، وفق خريطة واضحة تضع الجميع، الإدارات الرسمية وقوى المجتمع، أمام مسؤولياتهم وواجباتهم، بلا تدخلات أو وصايات، وتضعنا، أيضاً، على سكة السلامة
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام ثقافة وفنون عربي ودولي منوعات اخبار الاردن اخبار الاردن منوعات اخبار الاردن یجب أن
إقرأ أيضاً:
17 يوليو.. فرقة “أوتوستراد” الأردنية تحيي حفلًا في ساقية الصاوي
تستعد فرقة أوتوستراد الأردنية لإحياء حفل غنائي استثنائي يوم الخميس 17 يوليو المقبل، على مسرح ساقية الصاوي بالشيخ زايد، في ليلة موسيقية ينتظرها جمهور عريض من محبي الموسيقى البديلة والأنغام التي تعبّر عن الواقع بروح ساخرة وصادقة.
ويُتوقع أن يشهد الحفل حضورًا جماهيريًا كبيرًا، خاصة بعد سلسلة النجاحات التي حققتها الفرقة مؤخرًا على الساحتين العربية والدولية، بفضل موسيقاها التي تجمع بين الجرأة والهوية المحلية.
تأسست فرقة أوتوستراد عام 2007 في عمّان، وتُعد من أبرز فرق الموسيقى المستقلة في الأردن والعالم العربي. تشتهر بتقديم مزيج فني فريد يجمع بين الروك، الريغي، الموسيقى اللاتينية والفانك، مع كلمات عميقة تُكتب باللهجة الأردنية، مستلهمة من تفاصيل الحياة اليومية في الأردن: من الحب والتحديات المعيشية، إلى الأسئلة الوجودية وسعي الشباب لإيجاد ذواتهم.
أصدرت الفرقة ثلاثة ألبومات بارزة:
• أوتوستراد (2008)
• أوتوستراد (2011)
• النيتروجين (2013)
كما وسّعت أوتوستراد نطاق جمهورها عبر جولات فنية في عدة دول عربية وأوروبية، كان أبرزها حفلها في العاصمة البريطانية لندن عام 2014، في أول ظهور لها خارج العالم العربي.
موعد الحفل في ساقية الصاوي لا يُفوت لعشاق الموسيقى المختلفة، فهو فرصة للغوص في عوالم “أوتوستراد” التي تمزج بين الإيقاع الجريء والصدق الإنساني، في تجربة فنية تحاكي نبض الشارع وهموم الجيل.