لجريدة عمان:
2025-12-15@07:21:21 GMT

التعمين وقضايا أخرى

تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT

أثار البيان الذي أصدرته وزارة العمل قبل يومين الكثير من التساؤلات حول قدرات المؤسسات الصغيرة على تعمين الوظائف وهي مؤسسات ذات رؤوس أموال محدودة وأرباح بسيطة، واعتبر الكثيرون أن إجبار هذه المؤسسات على ذلك يعني في النهاية خروجها من السوق، وربما سنجد في المستقبل الشركات الكبرى التي دافعت عنها الوزارة في بيانها تقوم بفتح مغاسل الملابس ومحلات الحلاقة ومقاهي الكرك ونحوها من المحلات الصغيرة كما حدث قبل عدة سنوات عندما تم تعمين محلات بيع المواد الغذائية.

يبدو أن البيان يدافع بشكل واضح عن نحو 1000 منشأة كبيرة تحقق نسبة تعمين تبلغ 44 بالمائة، وتجاهل البيان أن رؤوس أموال هذه الشركات يتجاوز المليون ريال عماني وأنها تحصل على نحو 90 بالمائة من المناقصات الحكومية، في حين تحصل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة - وليس من بينها المحلات الصغيرة - على 10 بالمائة فقط بحسب التشريعات المنظمة للمناقصات والمشروعات الحكومية.

وحتى نقف على الحقائق علينا أن نقرأ واقع الباحثين عن عمل من خلال الإحصائيات التي ينشرها المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، وبحسب النشرة الإحصائية الشهرية الصادرة في أبريل الماضي تشير الإحصائيات إلى أن معظم العاملين الوافدين يعملون في وظائف لا يمكن تعمينها لأسباب عديدة سنشير إليها لاحقا وهي مهنة التشييد التي يعمل فيها حتى مارس الماضي 438 ألف وافد، كما يعمل 283 ألف وافد في أنشطة الأسر المعيشية التي تستخدم أفرادا وأنشطة الأسر المعيشية التي تعمل في إنتاج سلع وخدمات غير مميزة لاستعمالها الخاص، بالإضافة إلى وجود 273 ألف وافد يعملون في تجارة الجملة والتجزئة وإصلاح المركبات وإجمالي هذه الأعداد يصل إلى حوالي 995 ألف عامل يضاف إليهم آلاف الوظائف الأخرى في أنشطة من الصعب تعمينها لأسباب اقتصادية واجتماعية ومهنية مثل أنشطة الصرف الصحي وإدارة النفايات ومعالجتها وإمدادات المياه ونحوها من الأنشطة الأخرى.

في المقابل تشير البيانات الإحصائية إلى أن نسبة الباحثين عن عمل تتركز في المستويات التعليمية المرتفعة في حين أن الوافدين الذين أشرنا إليهم لا تتطلب الأعمال التي يزاولونها شهادة البكالوريوس أو دبلوم التعليم العالي، فهل يمكننا أن نتصور أن من يحصل على شهادة تعليم مرتفعة عليه أن يعمل بأجر في المحلات الصغيرة التي أشرنا إليها سابقا وهي وظائف كما قال معالي رئيس جهاز الاستثمار العماني «لا نرضاها للعمانيين مع وجود النفط والغاز والمقدرات المالية».

إذا عدنا إلى الإحصائيات سنجد أن نسبة الباحثين عن عمل من حملة دبلوم التعليم العالي حتى مارس الماضي تبلغ 15.6 بالمائة للإناث و2.1 بالمائة للذكور، فيما تبلغ نسبة الباحثين عن عمل من حملة البكالوريوس 1.1 بالمائة للذكور و13.7 بالمائة للإناث، وفي دبلوم التعليم العام وما يعادله تبلغ نسبة الباحثين عن عمل 3.6 بالمائة للذكور و13.9 بالمائة للإناث.

صحيح أن هذه البيانات لا تذكر الأعداد الحقيقية للباحثين عن عمل وإنما تكتفي بذكر النسبة ولكننا نجدها مؤشرا واضحا على أمرين رئيسيين الأول هو أن معظم الباحثين عن عمل هم من الإناث والثاني هو أن معظم الباحثين عن عمل من حملة الشهادات المرتفعة ويفترض أن رواتبهم لا تقل عن 500 ريال عماني فهل تتناسب الأعمال التي سيقدمونها مع هذا الراتب المرتفع؟ ثم لو افترضنا أنهم قبلوا بهذه الأعمال ألن ينعكس ذلك على تكاليف المعيشة؟ ثم ما هو الطموح الذي نربي عليه أبناءنا؛ إن كانوا سيعملون في وظائف لا تتطلب أي نوع من التعليم سوى مهارات بسيطة يتعلمونها بمرور الزمن؟.

التعمين هو هدف سامٍ والمجتمع يطالب به ولكن علينا أن ننظر إلى التعمين النوعي وليس الكمي. ما نحتاج إليه هو استقطاب الشركات الكبرى لافتتاح فروع لها، فهذه الشركات برؤوس أموالها الضخمة تستطيع توظيف آلاف الشباب العماني، أما أنشطة المؤسسات الصغيرة التي يبلغ رأسمالها 5 آلاف ريال عماني أو أكثر قليلا فلا يمكنها تحقيق التعمين. هذه المؤسسات تُسهم في الاقتصاد من خلال تحريك الأنشطة التجارية الأخرى مثل العقارات والمطاعم ومحلات البيع بالتجزئة وغيرها من الأنشطة التي تستفيد من نمو الحركة الاقتصادية كما أنها تُسهم في الحد من ارتفاع نسبة التضخم من خلال التكاليف المعتدلة للخدمات التي تقدمها.

إن انسجام السياسات بين مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة أمر ضروري لتحقيق طموحات مجتمعنا ومواكبة تطلعات أبنائنا، وفي نظرنا فإن استقطاب الاستثمارات إلى سلطنة عُمان وتوفير البيئة المشجعة لنموها واستقرار بيئة العمل والتشريعات وعدم تغييرها بين ليلة وضحاها بالإضافة إلى التسهيلات والمزايا والحوافز هو ما ينبغي أن نشتغل عليه لتوفير فرص العمل للشباب العُماني. نريد وظائف تستوعب آلاف الاختصاصيين من الشباب العماني وترفع من طموحات أبنائنا على مقاعد الدراسة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الباحثین عن عمل من

إقرأ أيضاً:

الميزان التجاري لسلطنة عُمان يحقق فائضا بأكثر من 3.8 مليار ريال

مسقط - العُمانية
 سجل الميزان التجاري لسلطنة عُمان فائضًا قدره 3 مليارات و885 مليون ريال عُماني حتى نهاية شهر سبتمبر 2025م، منخفضًا بنسبة 42 بالمائة مقارنةً بفائض بلغ 6 مليارات و743 مليون ريال عُماني خلال الفترة ذاتها من عام 2024م منخفضًا بنسبة 42 بالمائة.

وأظهرت الإحصاءات الأولية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن إجمالي قيمة الصادرات السلعية انخفض بنسبة 9.1 بالمائة ليبلغ 17 مليارًا و182 مليون ريال عُماني بنهاية شهر سبتمبر 2025م، مقارنة بـ 18 مليارًا و906 ملايين ريال عُماني في الفترة نفسها من عام 2024م.

ويُعزى هذا الانخفاض بشكل رئيس إلى انخفاض صادرات سلطنة عُمان من النفط والغاز بنسبة 16.5 بالمائة لتبلغ 10 مليارات و913 مليون ريال عُماني حتى نهاية شهر سبتمبر 2025م، مقارنة بـ 13 مليارًا و71 مليون ريال عُماني خلال الفترة المماثلة من 2024م.

في المقابل، حققت الصادرات السلعية غير النفطية لسلطنة عُمان نموًّا بنسبة 10.3 بالمائة لتبلغ قيمتها 5 مليارات ومليونا ريال عُماني بنهاية شهر سبتمبر 2025م، مقارنة بـ 4 مليارات و534 مليون ريال عُماني خلال الفترة ذاتها من عام 2024م.

كما سجّلت إعادة التصدير انخفاضًا بنسبة 2.6 بالمائة بنهاية شهر سبتمبر 2025م، لتبلغ مليارًا و266 مليون ريال عُماني مقارنة بمليار و300 مليون ريال عُماني خلال الفترة ذاتها من عام 2024م.

وأشارت البيانات إلى ارتفاع إجمالي الواردات السلعية المسجلة إلى سلطنة عُمان إلى 13 مليارًا و297 مليون ريال عُماني بنهاية شهر سبتمبر 2025م، مقارنة بـ 12 مليارًا و163 مليون ريال عُماني خلال الفترة المماثلة من 2024م، مسجّلًا نموًّا بنسبة 9.3 بالمائة.

من جهة أخرى، تصدّرت دولة الإمارات العربية المتحدة عمليات التبادل التجاري في الصادرات غير النفطية بنهاية شهر سبتمبر 2025م إذ بلغت قيمة الصادرات إليها 945 مليون ريال عُماني، محققة نموًّا بنسبة 28.3 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024م، كما تصدرت أيضًا قائمة الدول التي أعادت سلطنة عُمان التصدير إليها بقيمة 484 مليون ريال عُماني، وكذلك قائمة الدول المصدّرة إلى سلطنة عُمان، بقيمة واردات منها بلغت 3 مليارات و71 مليون ريال عُماني.

وجاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية ضمن قائمة الصادرات العُمانية غير النفطية، بقيمة بلغت 837 مليون ريال عُماني، تلتها الهند بـ 529 مليون ريال عُماني، وفي إعادة التصدير، حلّت إيران في المرتبة الثانية بقيمة 225 مليون ريال عُماني تليها المملكة العربية السعودية بـ 113 مليون ريال عُماني.

أما على صعيد الدول المصدّرة إلى سلطنة عُمان، فجاءت الصين في المرتبة الثانية بقيمة واردات بلغت مليارًا و348 مليون ريال عُماني، تلتها دولة الكويت بما قيمته مليار و151 مليون ريال عُماني.

/العُمانية/

مقالات مشابهة

  • لجان نيابية تعقد اجتماعات اليوم لمناقشة مشاريع وقضايا حيوية
  • أرقام قياسية بقطاع الاتصالات مع 68% نموًا في "إنترنت الأشياء"
  • تسجيل تباطؤ للتضخم بنسبة 1.7 بالمائة نهاية أكتوبر
  • نمو قطاع الاتصالات في سلطنة عُمان محققًا أرقامًا قياسية تعزّز التحول الرقمي
  • الثلاثاء.. تدشين مبادرة "تمكين" لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • الميزان التجاري لسلطنة عُمان يحقق فائضا بأكثر من 3.8 مليار ريال
  • بسرعة 60 ميلًا في الساعة.. هذه السيارة الصغيرة أسرع من بورش
  • فرض رسم جمركي على الطرود الصغيرة من خارج الاتحاد الأوروبي
  • الفتوى وقضايا الواقع الإنساني.. ندوة دولية نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة
  • الصين تحقق رقماً قياسياً في إنتاج الحبوب لعام 2025