لجريدة عمان:
2025-05-14@00:11:44 GMT

التعمين وقضايا أخرى

تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT

أثار البيان الذي أصدرته وزارة العمل قبل يومين الكثير من التساؤلات حول قدرات المؤسسات الصغيرة على تعمين الوظائف وهي مؤسسات ذات رؤوس أموال محدودة وأرباح بسيطة، واعتبر الكثيرون أن إجبار هذه المؤسسات على ذلك يعني في النهاية خروجها من السوق، وربما سنجد في المستقبل الشركات الكبرى التي دافعت عنها الوزارة في بيانها تقوم بفتح مغاسل الملابس ومحلات الحلاقة ومقاهي الكرك ونحوها من المحلات الصغيرة كما حدث قبل عدة سنوات عندما تم تعمين محلات بيع المواد الغذائية.

يبدو أن البيان يدافع بشكل واضح عن نحو 1000 منشأة كبيرة تحقق نسبة تعمين تبلغ 44 بالمائة، وتجاهل البيان أن رؤوس أموال هذه الشركات يتجاوز المليون ريال عماني وأنها تحصل على نحو 90 بالمائة من المناقصات الحكومية، في حين تحصل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة - وليس من بينها المحلات الصغيرة - على 10 بالمائة فقط بحسب التشريعات المنظمة للمناقصات والمشروعات الحكومية.

وحتى نقف على الحقائق علينا أن نقرأ واقع الباحثين عن عمل من خلال الإحصائيات التي ينشرها المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، وبحسب النشرة الإحصائية الشهرية الصادرة في أبريل الماضي تشير الإحصائيات إلى أن معظم العاملين الوافدين يعملون في وظائف لا يمكن تعمينها لأسباب عديدة سنشير إليها لاحقا وهي مهنة التشييد التي يعمل فيها حتى مارس الماضي 438 ألف وافد، كما يعمل 283 ألف وافد في أنشطة الأسر المعيشية التي تستخدم أفرادا وأنشطة الأسر المعيشية التي تعمل في إنتاج سلع وخدمات غير مميزة لاستعمالها الخاص، بالإضافة إلى وجود 273 ألف وافد يعملون في تجارة الجملة والتجزئة وإصلاح المركبات وإجمالي هذه الأعداد يصل إلى حوالي 995 ألف عامل يضاف إليهم آلاف الوظائف الأخرى في أنشطة من الصعب تعمينها لأسباب اقتصادية واجتماعية ومهنية مثل أنشطة الصرف الصحي وإدارة النفايات ومعالجتها وإمدادات المياه ونحوها من الأنشطة الأخرى.

في المقابل تشير البيانات الإحصائية إلى أن نسبة الباحثين عن عمل تتركز في المستويات التعليمية المرتفعة في حين أن الوافدين الذين أشرنا إليهم لا تتطلب الأعمال التي يزاولونها شهادة البكالوريوس أو دبلوم التعليم العالي، فهل يمكننا أن نتصور أن من يحصل على شهادة تعليم مرتفعة عليه أن يعمل بأجر في المحلات الصغيرة التي أشرنا إليها سابقا وهي وظائف كما قال معالي رئيس جهاز الاستثمار العماني «لا نرضاها للعمانيين مع وجود النفط والغاز والمقدرات المالية».

إذا عدنا إلى الإحصائيات سنجد أن نسبة الباحثين عن عمل من حملة دبلوم التعليم العالي حتى مارس الماضي تبلغ 15.6 بالمائة للإناث و2.1 بالمائة للذكور، فيما تبلغ نسبة الباحثين عن عمل من حملة البكالوريوس 1.1 بالمائة للذكور و13.7 بالمائة للإناث، وفي دبلوم التعليم العام وما يعادله تبلغ نسبة الباحثين عن عمل 3.6 بالمائة للذكور و13.9 بالمائة للإناث.

صحيح أن هذه البيانات لا تذكر الأعداد الحقيقية للباحثين عن عمل وإنما تكتفي بذكر النسبة ولكننا نجدها مؤشرا واضحا على أمرين رئيسيين الأول هو أن معظم الباحثين عن عمل هم من الإناث والثاني هو أن معظم الباحثين عن عمل من حملة الشهادات المرتفعة ويفترض أن رواتبهم لا تقل عن 500 ريال عماني فهل تتناسب الأعمال التي سيقدمونها مع هذا الراتب المرتفع؟ ثم لو افترضنا أنهم قبلوا بهذه الأعمال ألن ينعكس ذلك على تكاليف المعيشة؟ ثم ما هو الطموح الذي نربي عليه أبناءنا؛ إن كانوا سيعملون في وظائف لا تتطلب أي نوع من التعليم سوى مهارات بسيطة يتعلمونها بمرور الزمن؟.

التعمين هو هدف سامٍ والمجتمع يطالب به ولكن علينا أن ننظر إلى التعمين النوعي وليس الكمي. ما نحتاج إليه هو استقطاب الشركات الكبرى لافتتاح فروع لها، فهذه الشركات برؤوس أموالها الضخمة تستطيع توظيف آلاف الشباب العماني، أما أنشطة المؤسسات الصغيرة التي يبلغ رأسمالها 5 آلاف ريال عماني أو أكثر قليلا فلا يمكنها تحقيق التعمين. هذه المؤسسات تُسهم في الاقتصاد من خلال تحريك الأنشطة التجارية الأخرى مثل العقارات والمطاعم ومحلات البيع بالتجزئة وغيرها من الأنشطة التي تستفيد من نمو الحركة الاقتصادية كما أنها تُسهم في الحد من ارتفاع نسبة التضخم من خلال التكاليف المعتدلة للخدمات التي تقدمها.

إن انسجام السياسات بين مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة أمر ضروري لتحقيق طموحات مجتمعنا ومواكبة تطلعات أبنائنا، وفي نظرنا فإن استقطاب الاستثمارات إلى سلطنة عُمان وتوفير البيئة المشجعة لنموها واستقرار بيئة العمل والتشريعات وعدم تغييرها بين ليلة وضحاها بالإضافة إلى التسهيلات والمزايا والحوافز هو ما ينبغي أن نشتغل عليه لتوفير فرص العمل للشباب العُماني. نريد وظائف تستوعب آلاف الاختصاصيين من الشباب العماني وترفع من طموحات أبنائنا على مقاعد الدراسة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الباحثین عن عمل من

إقرأ أيضاً:

عاجل- ترامب يبدأ جولة خليجية.. استثمارات ضخمة وقضايا إقليمية في صدارة المشهد

يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، جولة رسمية إلى منطقة الخليج العربي تشمل ثلاث دول هي: السعودية، والإمارات، وقطر، وذلك في أول زيارة خارجية له منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري. 

وتأتي الزيارة في وقت حساس سياسيًا واقتصاديًا، بالتزامن مع تصاعد الأزمات الإقليمية، وسعي الإدارة الأمريكية لتعزيز حضورها ونفوذها في المنطقة.

عضو بالحزب الجمهوري: ما يحدث في العلاقات بين ترامب ونتنياهو يشير إلى أزمة أكبر ما هي أهداف زيارة ترامب إلى الرياض ودول الخليج؟ قمة خليجية مرتقبة في الرياض لرسم ملامح السياسة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط

من المتوقع أن يشارك الرئيس الأمريكي في قمة خليجية تجمعه بقادة دول مجلس التعاون الخليجي، والمقررة في العاصمة السعودية الرياض في الرابع عشر من مايو الجاري. 

ووفقًا لتقارير إعلامية أمريكية، سيلقي ترامب كلمة مهمة يستعرض خلالها رؤيته لدور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وسياسة بلاده تجاه القضايا الإقليمية الراهنة، وعلى رأسها الملف النووي الإيراني والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

استثمارات خليجية بالمليارات على طاولة المباحثات.. وتركيز على الذكاء الاصطناعي

تتزامن الجولة مع تحركات استثمارية خليجية واسعة داخل الولايات المتحدة. وقد أعلنت السعودية عن نيتها استثمار ما يصل إلى تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي خلال السنوات المقبلة، بينما تعهدت الإمارات بضخ ما يقرب من 1.4 تريليون دولار في قطاعات متنوعة، من بينها الطاقة والذكاء الاصطناعي.

وذكرت تقارير إعلامية أن إدارة ترامب تدرس تخفيف القيود التي فرضتها إدارة بايدن السابقة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الدول الخليجية، وهو ما اعتبرته عواصم الخليج خطوة مهمة في طريق التعاون التقني والتجاري المشترك.

مباحثات ثنائية ووفد رفيع يرافق الرئيس الأمريكي

يرافق الرئيس الأمريكي وفد رسمي رفيع المستوى يضم شخصيات بارزة من الإدارة الأمريكية، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، إلى جانب مبعوث الرئيس الخاص للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف.

ومن المنتظر أن يجري أعضاء الوفد محادثات ثنائية منفصلة مع نظرائهم في السعودية والإمارات وقطر، لبحث ملفات التعاون الأمني والاقتصادي.

كما تشهد العاصمة السعودية انعقاد منتدى استثماري كبير في الثالث عشر من مايو، قبل يوم من القمة الخليجية، بمشاركة عدد من كبار رجال الأعمال العالميين، منهم إيلون ماسك، وسام ألتمان، ومارك زوكربيرغ، إضافة إلى كبار التنفيذيين في شركات كبرى مثل بوينغ وسيتي غروب.

اتفاقيات إبراهام والملف الفلسطيني ضمن أولويات الزيارة

تحظى مسألة توسيع نطاق "اتفاقيات إبراهام" بتقدير كبير في أجندة المباحثات، وسط سعي أمريكي لضم السعودية إلى الاتفاق الذي يقضي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. إلا أن الرياض، وفق ما نقلته مصادر دبلوماسية، تشترط إحراز تقدم حقيقي في الملف الفلسطيني، ووقف العمليات العسكرية في قطاع غزة قبل المضي في أي خطوات تطبيعية.

ويعتمد ترامب على دور صهره ومستشاره السابق جاريد كوشنر، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتقريب وجهات النظر بشأن هذا الملف الشائك.

الملف النووي الإيراني على طاولة النقاش.. ودعم سعودي محتمل لبرنامج نووي مدني

تشمل الزيارة أيضًا مناقشة مستقبل المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، حيث تبحث إدارة ترامب إمكانية تقديم دعم تقني ولوجستي للسعودية في سبيل تطوير برنامج نووي مدني سلمي، في ظل مؤشرات على إمكانية تخفيف الشروط الأمريكية السابقة المرتبطة بالتطبيع مع إسرائيل.

وتسعى الولايات المتحدة إلى إعادة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية في المنطقة بما يضمن حماية مصالحها الحيوية، ويعزز دور حلفائها في التصدي للنفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة.

 

جدل حول تغيير تسمية الخليج.. واحتفاء ملكي مرتقب في الدوحة

وفي تطور مثير للجدل، كشفت وكالة "أسوشيتد برس" أن ترامب قد يعلن رسميًا خلال زيارته اعتماد التسمية "الخليج العربي" بدلًا من "الخليج الفارسي" في الخطاب الأمريكي الرسمي، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من الجانب الإيراني، الذي اعتبر الخطوة "استفزازية" وأدانها عبر بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية.

في المقابل، تستعد الدول الخليجية لاستقبال "ملكي" للرئيس الأمريكي، حيث ذكرت شبكة "ABC News" أن الدوحة تخطط لإهدائه طائرة بوينغ 747-8 فاخرة بقيمة 400 مليون دولار، في لفتة رمزية تعكس متانة العلاقات القطرية الأمريكية.

جولة مصيرية ترسم مستقبل العلاقة بين واشنطن والعواصم الخليجية

تحمل الجولة المرتقبة في طياتها رهانات استراتيجية كبيرة، لا سيما في ظل تغير موازين القوى الدولية والتحديات الاقتصادية التي تواجه المنطقة.

وتُعد الزيارة اختبارًا حقيقيًا للعلاقات الأمريكية الخليجية في عهد ترامب الثاني، ومدى قدرته على تحويل هذه العلاقات إلى رافعة تحقق رؤيته السياسية والاقتصادية الطموحة للولايات المتحدة والعالم العربي.

مقالات مشابهة

  • مناقشة مؤشرات الاقتصاد وقضايا الاستثمار في ندوة بـ"جامعة التقنية" بإبراء
  • غياب الحكامة وضع نهايةً لأحيزون.. وزيرة المالية: أعدنا النظر في المجالس الإدارية لمجموعة من الشركات والمقاولات العمومية
  • «ابتكر من أجل التأثير».. عين شمس تطلق مسابقة لخطة الأعمال لدعم شباب الباحثين في الصناعة المستدامة
  • مناقشة مؤشرات الاقتصاد وقضايا الاستثمار بولاية إبراء
  • عاجل- ترامب يبدأ جولة خليجية.. استثمارات ضخمة وقضايا إقليمية في صدارة المشهد
  • "تنظيم الخدمات" تتابع تنفيذ مبادرة توظيف الباحثين عن عمل في قطاع المياه والصرف الصحي
  • التفاوت في الرواتب بين المؤسسات الحكومية.. إلى متى؟
  • 146 ألفا إجمالي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بنهاية 2024
  • شراكة استراتيجية بين "العز الإسلامي" ومعهد "التواصل" لتمكين الباحثين عن عمل من ذوي الهمم
  • 145.750 ألف إجمالي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بنهاية 2024