فاطمة عطفة (أبوظبي)
في مشهد معماري وثقافي استثنائي، احتضن متحف اللوفر أبوظبي حفل توزيع «جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية» لعام 2025، بمشاركة نخبة من كبار المعماريين في العالم، وجاء هذا الحدث ليكرّس مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً للحوار المعماري والدبلوماسية الثقافية، ويحتفي بفوز المعماري الصيني ليو جياكون بهذه الجائزة الرفيعة، التي توصف بـ«نوبل العمارة».


في كلمته عقب التكريم، قال ليو: «يجب أن تكشف العمارة عن شيء ما، أن تُبرز الصفات الأصيلة للسكان المحليين، وتخلق شعوراً بالسكينة والشاعرية والتعاطف»، هذه الفلسفة ليست مجرد شعار، بل روح متجذرة في كل حجر وطوب من مبانيه، التي تستوحي من الحياة اليومية للناس، وتحتفي بالمجتمع، وتعيد الاعتبار للمواد الطبيعية والذاكرة الجمعية.
إعادة الميلاد
ليو الذي يمتدّ مشواره لأكثر من 40 عاماً، أعاد استخدام أنقاض زلزال ونتشوان عام 2008 لصناعة طوب مدعّم بألياف القمح والأسمنت، فيما يُعرف بـ«طوب إعادة الميلاد»، هذا الطوب بات علامة معمارية في أعماله الكبرى، مثل متحف شويجينغفانغ ومبنى نوفارتيس، لكنه أيضاً شيّد نصباً إسمنتياً خالداً على هيئة خيمة، تخليداً لذكرى فتاة راحت ضحية الزلزال، في تعبير إنساني مؤلم ومهيب.
التميّز المعماري
ويؤكد اختيار العاصمة الإماراتية لاحتضان الحفل السنوي للجائزة، موقعها الريادي في دعم العمارة كأداة للتنمية المستدامة وحوار الثقافات، من ترميم قصر الحصن والمجمع الثقافي إلى صروح حديثة، صمّمها نخبة من الحاصلين على الجائزة، مثل جان نوفيل وفرانك غيري، تواصل أبوظبي ربط التراث بالابتكار، الماضي بالمستقبل.

أخبار ذات صلة 4.1 مليار درهم أرباح «العالمية القابضة» خلال الربع الأول «إيدج» شريك قطاعي لـ «اصنع في الإمارات»

الحياة والبناء
رئيس لجنة التحكيم، المعماري التشيلي أليخاندرو أرافينا، أثنى على ليو جياكون قائلاً: «في عالم يميل إلى إنشاء أطراف باهتة، استطاع ليو بناء أماكن تجمع بين البنية التحتية والمناظر الطبيعية والمساحة العامة في آن»، هذا الدمج الذي يحققه ليو هو ما جعل أعماله تقدم إجابات معمارية عميقة لتحديات التحضّر والتغير الاجتماعي.
الإنسانية المعمارية
يرفض ليو التقيّد بالأساليب الجمالية السائدة، ويعتمد في كل مشروع على مقاربة فريدة، تنبع من فهم البيئة والسكان، يبقي على الخامات عاريةً دون تلميع، ويجعل من العيوب عنصراً جمالياً دائماً، في فلسفة تحتفي بالصدق والتقشف والذاكرة.
حكاية وهوية
في زمن تتسارع فيه ناطحات السحاب وتتشابه الواجهات، يأتي ليو جياكون ليذكّرنا بأن العمارة لا تبدأ بالمادة، بل بالمعنى.. وأن البناء ليس مجرد مأوى، بل حكاية، وهوية، ونداء للروح. ومن أبوظبي، المدينة التي جمعت التاريخ بالحداثة، أُطلقت رسالة جديدة مفادها: أن الجمال لا يعلو إلا إذا ارتكز على إنسانية لا تزول.
أول مرة
تُمنح الجائزة سنوياً لأبرز المعماريين الأحياء ممن تركوا أثراً دائماً في البيئة العمرانية، وتأسّست عام 1979 على يد جاي وسيندي بريتزكر، وتضم قائمة فائزين من أعظم المعماريين في العالم، ويُعدّ تنظيم الحفل في أبوظبي لأول مرة في الشرق الأوسط، دليلاً على قوة الحضور الثقافي للإمارات عالمياً.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الهندسة المعمارية أبوظبي المعمار

إقرأ أيضاً:

الديمقراطي الكردستاني يوجه انتقاداً جديداً للمحكمة الاتحادية

انتقد الحزب الديمقراطي الكردستاني، المحكمة الاتحادية، واصفاً قراراتها بالمتهورة وغير القانونية.
وجاء في مقال لعضوة المكتب السياسي للحزب آمنة ذكري، “واضح ومشروع بان الحزب الديمقراطي الكوردستاني لن يشارك في عملية بنيت بطريقة غير قانونية ودستورية وان تكون تهديداً للقضاء على النظام الديمقراطي في اقليم كردستان، الذي اسسه الحزب الديمقراطي والرئيس بارزاني”.
واعتبرت أن “الانتخابات ليست الموضوع الرئيسي لهذه الرسالة السياسية من الحزب الديمقراطي، بل التهديدات للقضاء على النظام الفيدرالي واعادة نظام المركزية في العراق وخرق الاتفاقات مع العراق وترسيخ مبدأ التوافق والتوازن والشراكة”.
ولفتت ذكري الى ان “معاداة حكومة اقليم كردستان وشخص السيد مسرور بارزاني تاتي في اطار الجهود المكثفة الرامية الى القضاء على الحكومة واضعافها وتدميرها عن طريق ملف النفط وقطع مصادر الواردات وعدم معالجة المشاكل وعدم احترام الاتفاقات وعدم تنفيذ حتى فقرة واحدة منها”.
واشارت الى أن “القرارات السياسية وغير الدستورية المتتالية للمحكمة غير الدستورية المسماة بالاتحادية، اصبحت سببا لخرق مبدأ فصل السلطات، بشكل وضعت المحكمة نفسها مكان السلطة التشريعية والتنفيذية، ومنحت لنفسها سلطات وخصوصيات لم تذكر في الدستور”.
وتابعت “بهذه الخطوة اصبحت محكمة معادية لكردستان، حاقدة، لذا قراراتها السياسية لاقيمة لها”، مؤكدة أن “الحزب الديمقراطي في هذا الملف يضع حداً للتهور والقرارات غير القانونية لهذه المحكمة، واذا كان هناك اي شخص في العراق حريص على الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد، فعليه الالتفات الى حقوق شعب كردستان، وعدم القبول بتجويع ابناء شعب كردستان بهذه الطرق غير الدستورية اكثر من ذلك”.
واختتمت مقالها بالقول “بالعكس اذا لم يوضع اي حد للمحكمة وخطواتها فإن مستقبل العراق سيصل الى نفق مظلم ولن يستطيع اي احد اصلاح مساره”، موضحة أن “القرارات الكبيرة والصعبة تصدر من الاشخاص الكبار والاحزاب الكبيرة وهذه المسؤولية تقع على عاتق الحزب الديمقراطي لا اي شخص آخر”.

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: جولة ترامب الإقليمية لم تقدم جديدا لحل أزمة غزة
  • الاتحاد الفرعي لكرة القدم في كركوك ينتخب رئيساً جديداً له
  • غزة تزف 117شهيدًا جديدا والجوع يفتك بسكان القطاع
  • وكيل محافظة الخرج يشارك طلاب وطالبات مركز روح الإرادة الحفل السنوي
  • أمانة نجران تنفِّذ ورشة عمل عن العمارة وكود البناء السعودي
  • مجلس النواب يبرمج موعداً جديداً لجلسة مسائلة رئيس الحكومة
  • الديمقراطي الكردستاني يوجه انتقاداً جديداً للمحكمة الاتحادية
  • الشارقة.. اعتماد 176 طلباً جديداً من مستحقي المنح التكميلية للمتقاعدين
  • مطالب تدعو لاستفادة ضحايا انهيار عمارة فاس من قانون “مكفولي الأمة”
  • بدء تقييم المُشاركات بـ «جائزة الإمارات للطاقة»