أعرب وزير الإعلام الباكستاني، عطاء الله تارار، عن استنكار بلاده الشديد للضربات الجوية التي شنتها الهند فجر الأربعاء على مناطق داخل الأراضي الباكستانية، واصفًا الهجوم بأنه "عدوان غير مبرر تمامًا".

وأكد تارار، في تصريحات خاصة لشبكة "بي بي سي"، أن بلاده لن تترك هذا الهجوم دون رد، مضيفًا: "لقد تجاوزوا حدودنا، وسنرد بالتأكيد.

.. استجابتنا ستكون على الأرض وفي السماء"، مشيرًا إلى أن الرد الباكستاني سيكون متكافئًا مع طبيعة العدوان الهندي.

قصف متبادل عنيف بين الهند وباكستان عند خط المواجهة في كشمير تصعيد خطير بين الهند وباكستان… خبراء لـ "الفجر": تحذيرات من مواجهة نووية ونداءات لتحرك دولي عاجل قصف متبادل عبر الحدود في تصعيد غير مسبوق

شهدت المنطقة الحدودية بين الهند وباكستان تصعيدًا عسكريًا كبيرًا، تمثل في تبادل مكثف للقصف المدفعي والصاروخي بين الجانبين، وسط تحذيرات من تطور الوضع إلى مواجهة أوسع بين الدولتين النوويتين.

وأعلنت السلطات الباكستانية أن القصف الصاروخي الهندي أسفر عن مقتل 26 شخصًا داخل الأراضي الباكستانية، معظمهم من المدنيين، إلى جانب إصابة عدد آخر بجروح متفاوتة، في حين أعلنت نيودلهي تنفيذ ما وصفته بـ "ضربات دقيقة" استهدفت "بنى تحتية إرهابية" داخل باكستان.

 

الجيش الباكستاني يعلن إسقاط خمس طائرات هندية

في تطور لافت، أعلن الجيش الباكستاني الأربعاء أنه أسقط خمس طائرات هندية خلال الاشتباكات الجوية التي أعقبت الهجوم الهندي، بينها ثلاث طائرات من طراز "رافال" فرنسية الصنع، وذلك أثناء تحليقها في المجال الجوي الباكستاني.

وقال المتحدث العسكري الباكستاني، اللواء أحمد شريف، في تصريحات أدلى بها لشبكة "بي بي سي"، إن الدفاعات الجوية الباكستانية تصدت بفعالية للهجوم الجوي الهندي، وتمكنت من إسقاط الطائرات المعادية بعد "محاولتها تنفيذ ضربات إضافية داخل الأراضي الباكستانية".

وأكد شريف أن الجيش الباكستاني يحتفظ بحقه الكامل في الدفاع عن أراضيه، موضحًا أن العمليات الدفاعية جارية حاليًا على الأرض، وأن القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى للتعامل مع أي تصعيد جديد.

نيودلهي تلتزم الصمت تجاه مزاعم إسقاط الطائرات

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر الحكومة الهندية أي تعليق رسمي على إعلان باكستان إسقاط الطائرات الخمس، وهو ما يُثير تساؤلات حول دقة وحجم العملية الجوية التي نفذها الطيران الحربي الهندي.

في المقابل، اكتفت وزارة الدفاع الهندية بالإشارة إلى أن الضربات الجوية "استهدفت مواقع إرهابية دقيقة تم التأكد من استخدامها لتخطيط هجمات عبر الحدود"، مؤكدة أن العملية تم تنفيذها بعد "معلومات استخباراتية موثوقة".

ردود أفعال وتحذيرات دولية

أثار التصعيد الأخير بين الهند وباكستان قلقًا دوليًا واسعًا، لا سيما في ظل امتلاك البلدين ترسانة نووية، وتاريخهما الطويل من النزاعات المسلحة، خصوصًا في منطقة كشمير المتنازع عليها.

ودعت عدة دول ومنظمات دولية، من بينها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى التهدئة وضبط النفس، مطالبة الطرفين بتغليب الحوار والدبلوماسية لتفادي انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.

خلفية النزاع بين الجارتين النوويتين

تأتي هذه التطورات في سياق توتر مزمن بين الهند وباكستان، خاصة في إقليم كشمير المتنازع عليه، والذي كان السبب في اندلاع ثلاث حروب كبرى بين البلدين منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947.

وعلى مدى العقود الماضية، تبادلت نيودلهي وإسلام آباد الضربات العسكرية في مناسبات عديدة، إلا أن التصعيد الحالي يُعد من أشد موجات العنف التي تشهدها المنطقة في السنوات الأخيرة، خصوصًا مع الإعلان عن إسقاط طائرات مقاتلة، وهو تطور قد يُغيّر موازين الردع العسكري بين الجانبين.

هل نشهد حربًا وشيكة في جنوب آسيا؟

يتساءل مراقبون عما إذا كانت هذه التطورات ستقود إلى مواجهة مفتوحة بين الهند وباكستان، في ظل التصريحات التصعيدية المتبادلة، وغياب قنوات حوار علنية بين الحكومتين.

ويؤكد خبراء عسكريون أن تكرار حوادث القصف وإسقاط الطائرات يمثل تصعيدًا خطيرًا قد يدفع البلدين إلى خيار المواجهة المباشرة ما لم يتم التدخل دبلوماسيًا بشكل عاجل.

موقف الشارع الباكستاني والهندي

تشهد وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في البلدين حالة من الاحتقان الشديد، حيث تداول ناشطون باكستانيون صورًا ومقاطع مصورة قالوا إنها تظهر حطام الطائرات الهندية التي تم إسقاطها، فيما أطلق مغردون هنود حملات تدعو إلى "الضرب بيد من حديد ضد الإرهاب"، على حد تعبيرهم.

دعوات للحوار وسط أجواء الحرب

في خضم التوتر المتصاعد، دعت شخصيات سياسية ودينية بارزة من الجانبين إلى تهدئة الوضع وفتح قنوات تفاوض، محذرين من أن استمرار القصف والتصريحات التصعيدية سيقود المنطقة إلى كارثة إنسانية لا تُحمد عقباها.

ويترقب المجتمع الدولي ما ستؤول إليه الساعات القادمة، وسط مخاوف حقيقية من انفجار صراع مسلح واسع النطاق بين بلدين يمتلكان قدرات نووية هائلة وسجلًا حافلًا بالتوترات.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: تصاعد التوتر بين الهند وباكستان الهند باكستان التوتر الهندي الباكستاني ضربات جوية رافال إسقاط طائرات الجيش الباكستاني قصف صاروخي أزمة كشمير بین الهند وباکستان إسقاط الطائرات تصعید ا

إقرأ أيضاً:

باكستان والهند تتفقان على وقف فوري لإطلاق النار

عواصم.وكالات": أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم أن باكستان والهند وافقتا على وقف "فوري" لإطلاق النار بعد أيام من تبادل الهجمات الدموية بين القوتين النوويتين.

وقال ترامب في منشور عبر منصته تروث سوشيل "بعد ليلة طويلة من المحادثات التي توسّطت فيها الولايات المتحدة، يسعدني أن أُعلن أنّ الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار شامل وفوري"، مشيدا بالبلدين "للجوئهما الى المنطق السليم والذكاء العظيم".

وأكد وزير الخارجية الباكستاني إسحق دار عبر إكس أن إسلام آباد ونيودلهي وافقتا على "وقف إطلاق نار بمفعول فوري". من جهته، أفاد مصدر حكومي هندي بأن وقف النار أبرم عبر "تفاوض مباشر" بين الطرفين.

وقال وزير الخارجية الباكستاني إسحق دار على منصة إكس" باكستان تسعى دوما لإرساء السلام والأمن في المنطقة دون المساس بسيادتها وسلامة أراضيها".

وقالت وزارة الخارجية الهندية إن رئيس العمليات العسكرية الباكستانية اتصل بنظيره الهندي بعد ظهر اليوم وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين.وأضافت الوزارة أن الرجلين سيتحدثان مجددا في 12 مايو.

وكانت القوتان النوويتان تتبادلان القصف منذ الأربعاء عندما نفّذت الهند ضربات جوية على مواقع داخل باكستان على خلفية هجوم دموي استهدف سياحا في الشطر الذي تديره الهند من إقليم كشمير أواخرأبريل.

وشنّت باكستان اليوم هجمات مضادة على الهند عقب تعرّض ثلاث من قواعدها الجوية إلى ضربات خلال الليل، ما أثار المزيد من المخاوف من تحوّل النزاع بين القوتين إلى حرب شاملة.

وأفاد الضابط الكبير في سلاح الجو الهندي فيوميكا سينغ في إيجاز صحافي اليوم بوقوع "عدة هجمات بصواريخ فائقة السرعة" على قواعد جوية ألحقت "أضرارا محدودة" بمعدات كما قال.

وكانت باكستان قد اتهمت الهند باستهداف ثلاث من قواعدها الجوية بقصف صاروخي، إحداها في روالبندي على بعد 10 كيلومترات من إسلام آباد. وسُمع صوت الهجوم على روالبندي ليلا من العاصمة.

وتُستخدم القاعدة لاستقبال كبار المسؤولين الأجانب. والمواجهات التي استّخدمت فيها الصواريخ والمسيرات وتبادل النيران على طول الحدود القائمة بحكم الأمر الواقع في إقليم كشمير المتنازع عليه، هي الأسوأ منذ عقود وأودت بحياة أكثر من 60 مدنيا.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنّ الاتفاق جاء بعد مفاوضات مكثّفة أجراها هو ونائب الرئيس جاي دي فانس مع رئيسي الوزراء الهندي ناريندرا مودي والباكستاني شهباز شريف ومسؤولين كبار آخرين.

وقال عبر إكس "يسعدني أن أعلن أن حكومتي الهند وباكستان اتفقتا على وقف فوري لإطلاق النار وبدء محادثات بشأن مجموعة واسعة من القضايا في موقع محايد".

غير أنّ مصدرا في الحكومة الهندية أفاد بأن الدولتَين لا تعتزمان حاليا البحث في أي من المواضيع الخلافية بينهما باستثناء وقف إطلاق النار.

وكان روبيو حضّ في سلسلة اتصالات كبار المسؤولين في البلدين على استئناف الاتصالات"تجنبا لأي سوء تقدير".

وأطلق شرارة القتال هجوم على الشطر الذي تديره الهند من كشمير أودى بحياة 26 سائحا، معظمهم رجال من الهندوس، حمّلت نيودلهي إسلام آباد مسؤوليته.

واتّهمت الهند جماعة "عسكر طيبة"، المنظمة التي تصنّفها الأمم المتحدة على أنها إرهابية وتتخذ من باكستان مقرا، بتنفيذ الهجوم. لكن إسلام آباد نفت أي علاقة لها به ودعت إلى تحقيق مستقل.

وبينما وصل التصعيد على مستوى غير مسبوق بين البلدين في الأيام الماضية، دعا قادة العالم بمن فيهم الصين وبلدان مجموعة السبع إلى ضبط النفس.

وقبل إعلان وقف إطلاق النار، كانت المعارك تثير حركة نزوح كبيرة.في جامو، ثاني كبرى مدن الشطر الهندي من كشمير، سارع عدد كبير من الأشخاص للمغادرة على متن قطار خاص أرسل لإجلائهم.

وقال أحدهم كاران فارما (41 عاما) "نسمع دوي انفجارات طيلة الليل" مضيفا "لا خيار أمامنا سوى الرحيل".

والغالبية الساحقة من الركاب عمال فقراء من مناطق أخرى في الهند، يريدون العودة إلى ديارهم.

والجمعة، قال الجيش الهندي إنه "تصدى" لسلسلة هجمات باكستانية خلال الليل، وواجهها بـ"رد مناسب". ونفى المتحدث باسم الجيش الباكستاني تنفيذ إسلام آباد مثل هذه الهجمات.

في المقابل، قال الجيش الباكستاني اليوم السبت إن القوات الهندية قصفت أراضيه في أمريتسار .

وكثّفت مجموعات مسلحة عملياتها في كشمير منذ العام 2019 عندما ألغت حكومة ناريندرا مودي القومية الهندية السيادة الذاتية المحدودة التي كان يتمتع بها الإقليم لتخضعه لسلطة نيودلهي المباشرة.

وخاض البلدان عدة حروب من أجل السيطرة على كشمير ذي الغالبية المسلمة الذي يطالب به البلدان بالكامل. وتدير كل من الدولتين جزءا منفصلا من الإقليم منذ استقلتا عن الحكم البريطاني عام 1947.

وأحدث النزاع اضطرابات كبيرة في حركة الطيران الدولية إذ اضطرت شركات طيران لإلغاء رحلات أو اللجوء إلى مسارات أطول تجنّبا للتحليق فوق الحدود الهندية-الباكستانية.

بقلم برفيز بوخاري مع شروق طارق في إسلام آباد

مقالات مشابهة

  • CNN : محادثة هاتفية بين فانس ومودي أوقفت التوتر بين الهند وباكستان
  • باكستان والهند تتفقان على وقف فوري لإطلاق النار
  • تصعيد عسكري مع الهند.. باكستان تغلق مجالها الجوي بشكل مؤقت
  • تصعيد عسكري.. دوي انفجارات في باكستان والهند تتهم إسلام آباد بالتقدم نحو حدودها
  • زلزال بقوة 5.3 درجة يهز العاصمة الباكستانية إسلام آباد
  • زلزال بقوة 5.3 ريختر يهز العاصمة الباكستانية إسلام آباد
  • مقتل 13 مدنيا وإصابة 50 برصاص القوات الهندية في كشمير الباكستانية
  • الجبير يصل باكستان مع تصاعد التوترات بشأن كشمير
  • قادما من الهند.. وزير سعودي يصل باكستان مع تصاعد التوترات بشأن كشمير
  • وزير الدفاع الباكستاني للجزيرة نت: سنرد على الهند بالطريقة نفسها