علي جمعة: السلام مفتاح المحبة وبوابة الجنة كما علمنا النبي
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن رسول الله ﷺ فيما رواه عنه أبو هريرة- رضي الله عنه- قال: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟؛ أفشوا السلام بينكم» (صحيح مسلم).
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن "إفشاء السلام" إنما هو شعار إسلامي فعلي يسود بين الناس، ويكون تصديقاً لتلك المحبة التي تسكن ضمير المسلم ووجدانه وتؤثر في سلوكه تجاه الآخر، ففي إلقاء السلام كتحية تعبير عن سلام داخليّ، وفيه تأمين الآخرين وإشعارهم بالطمأنينة، وفيه تدريب للجميع على حب السلام والدعوة إليه واتخاذه شعاراً ومنهاجاً للحياة.
وأشار الى أن هذا الحديث يشمل واحدة من أهم الوسائل الحوارية التربوية التي استخدمها النبي ﷺ في تربية أصحابه على الكثير من المفاهيم والقيم الأخلاقية، ألا وهي "السؤال والاستفسار"، فهو ﷺ يستنفر عقول أصحابه بالسؤال لإعمال الفكر في الإجابة، وأحياناً يدعهم يجيبون، وأحياناً يطلبون الإجابة، وفي كلا الحالين يدربون أنفسهم على التخيل والاجتهاد وحب المعرفة، وسؤال النبي ﷺ في هذا النص تضمَّن إخباراً عن غاية يجب على المسلم السعيُ لتحصيلها ومعرفة أوفر السبل التي توصل إليها، إنها "المحبة" على المستوى الاجتماعي.
وواصل: ويدل على ذلك استخدام النبي ﷺ للفعل «تحاببتم» في صيغة المفاعلة والمشاركة، ثم تأتي إجابة النبي لتوضح أن السلام هو سبيل تحقيق المحبة بين الناس، فالمشاركة مع المتعلم بالسؤال تدفعه إلى تدريب ذهنه ووجدانه على البحث دائماً عن الفضائل وطريق تحصيلها.
وجعل النبي ﷺ لإلقاء السلام وتحية الآخرين به، آدابًا وسلوكياتٍ تنظّمه؛ فمثلًا: إذا تلاقى الراكب والماشي، بدأ الراكب بالسلام، وإذا تلاقى الماشي والقاعد، بدأ الماشي بالسلام، وكذا الفرد يسلم على الجماعة، والصغير يسلم على الكبير، وفي ذلك صور من احترام الآخر، واحترام الجماعة، واحترام الكبير.
واستطرد: فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير» (صحيح البخاري)، وعن أبي هريرة أيضاً قال: قال رسول الله ﷺ: «يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير» (البخاري)، وبذلك لا تجد قوماً يمر بعضهم ببعض فينطقون بالسلام في نفس واحد، أو ينتظر كل منهم الآخر أن يلقي عليه التحية فيمرون في الطريق ولا يسلم أحدهم على الآخر.
وأكمل: وعن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله ﷺ قال: «لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالي، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» (البخاري)، فهو يبدأ أخاه بالسلام كتحية ويبدأه بالسلام أيضاً كمصالحة وترك للهجر والشحناء، وتلك صورة تحفظ على الناس رحمة التعاون والمشاركة في الحياة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة إفشاء السلام إلقاء السلام رسول الله ﷺ النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
دعاء من كلمتين.. رددهما كل يوم يفرج همك ويصلح حالك
كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، مفتى الجمهورية السابق، عن دعاء من كلمتين يزيل الهم ويشرح الصدر ويفرج الكرب.
وقال "جمعة" خلال فيديو له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك "، إن ترديد " يا لطيف "١٢٩ مرة يزيل أي هم أو كرب يصيب الإنسان.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن لفظ "يا لطيف" يعنى: " يا الله ألطف بنا فيما جرت بيه المقادير"، مضيفًا: أن الدعاء ب يا لطيف من مفرجات الكروب.
ويتضح من ذلك ان الدعاء سلاح المؤمنين، وملجأ المستضعفين، ومفزع المظلومين، لا يستغني عنه أحد، فهو من أعظم العبادات والطاعات، وسبب لتفريج الهموم، وتيسير الأمور، وصلاح الحال، يجلب النفع والخير للمسلم، ويدفع عنه الشر والضر؛ فقد قال – سبحانه وتعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
وورد الكثير من الأدعية في السنة النبوية الشريفة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي تشرح الصدر، وتفرج الهم، وفيما يأتي ذكر بعضها: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوةُ ذي النُّونِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فإنَّها لم يَدْعُ بها مُسلمٌ ربَّه في شيءٍ قَطُّ إلَّا استَجابَ له).
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذات يوم لأسماء بنت عميس - رضي الله عنها-: (ألا أعلِّمُكِ كلِماتٍ تَقولينَهُنَّ عندَ الكَربِ أو في الكَربِ؟ اللَّهُ اللَّهُ ربِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا).
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو عند الكرب: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ).
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما أصابَ أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزنٌ فقال: اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي، إلَّا أذهبَ اللهُ عزَّ وجلَّ همَّهُ، وأبدلَه مكانَ حَزنِه فرحًا، قالوا: يا رسولَ اللهِ! يَنبغي لنا أَن نتعلَّمَ هؤلاءِ الكلماتِ؟ قال: أجَلْ، ينبغي لمَن سمِعَهنَّ أن يتَعلمَهنَّ).
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ، والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).
دعاء يشرح الصدر ويريح القلب«رب امنحني من سعة القلب، وإشراق الروح، وقوة النفس، ما يعينني على ما تحبه من عبادك؛ من مواساة الضعيف والمكسور والمحروم والملهوف والحزين، واجعل ذلك سلوة حياتي، وسرور نفسي، وشغل وقتي، وقرة عيني».
« اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى، اللهم لك الحمد عدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك، اللهم لك الحمد على الإسلام، اللهم لك الحمد على أن هديتنا، اللهم لك الحمد والشكر على جميع النعم التي أنعمت بها علينا».
«اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغني به جنتك، ومن اليقين ما تهوّن به على مصائب الدنيا».
«اللهم إني أستغفرك من جميع الذنوب والخطايا، ما علمت منها وما لم أعلم، اللهم اجمعنا في جناتك جنات النعيم، ولا تفرقنا وأهلنا وأحبائنا بعد الممات يا رب العالمين».
«اللهم اجعلني من الصابرين، اللهم اجعلني من الشاكرين، اللهم قوي إيماني وارحمني يا أرحم الراحمين، اللهم أرني الحق حقًا وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلًا وارزقني اجتنابه».
«رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي، اللهم أبعد عني رفقاء السوء، اللهم جنبني الفواحش والمعاصي، اللهم اغفر لي ذنبي، وطهّر قلبي، وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين».