صفاء أبو السعود: مدينة العلمين حلم جميل وسعيدة باحتضان مصر للمهرجان
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
أكدت الفنانة صفاء أبو السعود، زوجة الراحل الشيخ صالح كامل، أن مدينة العلمين رائعة وعالمية، وهي بمثابة الحلم الجميل، موضحة أن زوجها الشيخ صالح عاش عمره كله عاشقًا لمصر.
وأضافت: أول مسلسل أنتجه في حياته مسلسل مصري عام 1969، وتوالت الأعمال الفنية التي أنتجها، وقصة حبهما بدأت من مسلسل "غوايش" الذي أنتجه وهي كانت تشارك فيه.
وتابعت أن احتضان مصر لمهرجان العلمين ومشاركة كل الجنسيات به أمر جيد، إلى جانب تكريم شخصيات تركت بصمة في تاريخ مصر الفني، مشددة على أن زوجها كان يحب مصر وترك بصمة في مجال الانتاج الفني والاستثمار، فمصر كانت داخل قلبه، وكان يقول إن مصر كانت أول طبيب منها وأول مدرس منها، وكان يعشقها بكل تفاصيلها.
واختتمت أن زوجها الراحل الشيخ صالح هو أول من فتح قنوات متخصصة بمصر، وهي شبكة قنوات “art” وترك بصمة ودورا في الإعلام، موضحة أن ابنتها تسلمت الجائزة أمس بمهرجان الدراما عن والدها، ولكنها لا تمتلك جرأة والدها ووالدتها على المسرح.
وكانت نعت الفنانة صفاء أبو السعود، المخرج والشاعر الكبير شوقي حجاب، الذي رحل عن عالمنا الأربعاء 26 يوليو الماضي.
وقالت الفنانة صفاء أبو السعود، إننا فقدنا اليوم قامة وقيمة فنية وأدبية وثقافية عظيمة، فقد كان رحمه الله يمتلك مواهب فنية وأدبية متعددة نادرا ما تجتمع في شخص مبدع واحد.
وأضافت صفاء أبو السعود، أن الشاعر الكبير شوقي حجاب، نجح في ابتكار العديد من الشخصيات المحببة للأطفال، الذين كان لهم النصيب الأكبر من اهتماماته وإبداعاته الفنية والأدبية، كما نجح في إثراء المكتبة العربية بمئات الأعمال التي ستظل علامة مضيئة وخالدة في تاريخ الفن المصري.
وكانت قدمت صفاء أبو السعود مؤخرًا فقرات غنائية برفقة الأطفال في حفل مانحي الأمل على مسرح الماركيه، وكشفت رأيها عن الذكاء الاصطناعي قائلة:"أحب التكنولوجيا وتطورها، ولكنىا لو وجدت أغنية بالذكاء الاصطناعي تخصنى ولا تعجني سأرفضها، مشيرة إلى أن هذه التقنية الحديثة تساعد المطربين الغير قادرين على الحركة بأن يقدموا أغاني، ثم قامت بالغناء "فرحة مصر" برفقة فتاة من مانحي الأمل وقد أجرت ٣ عمليات قلب مفتوح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صفاء أبو السعود الشيخ صالح مدينة العلمين مصر صفاء أبو السعود الشیخ صالح
إقرأ أيضاً:
صفاء الروح
د. إبراهيم بن سالم السيابي
جاءها الولد مُثقلًا بالغضب، وأحسّت به في قلبها دون أن تسأله عن ما يثقل صدره.
بادرت قائلة: «تعرف يا بُني ما هو صفاء الروح؟».. صفاء الروح يا ولدي… هو التسامح وهدوء القلب؛ فسامح من أخطأ بلا قصد، ومن تعثّر وهو يحاول، ومن ابتعد لأنه لم يجد طريقًا للبقاء. سامح حتى من خذلك، أو من كان يومًا نبضك. سامح… فالمسامح كريم، والروح التي تعلو فوق المرارة أرقى من أي غضب.
سامح نفسك على لحظات ضعفك، على كلمة خرجت منك بلا وعي، وعلى خطوة أقدمت عليها قبل أن تكتمل الرؤية.
سامحها… فالقلب الذي يرفض الغضب يعيش أطول، أهدأ، وأقرب للسكينة.
سامح أخطاءك، فكل خطأ يحمل درسًا، وكل سقوط يعلّمك أن تنهض أقوى، أكثر حكمة، وأكثر رحمة.
وتجاوز عمّن أساء إليك، ليس لتبريرهم، ولا لتقليل حجم خطئهم، بل لتخفيف ثقل الغضب في قلبك، ولتهدئة روحك قبل أن تهدأ أرواحهم. واصفح عمّن صدمك غيابه، أو صدمك وفاؤه، أو لم يكن يومًا على قدر ما تمنيت.
سامح من جرحك بكلمة، أو بفعل، أو بغياب. سامح… لتعيش أنت حرًا، قبل أن تجعلهم أحرارًا.
سامح الحياة على ما أخذته منك بلا استئذان، وعلى ما لم تُنجزه رغم كل محاولاتك، وعلى الأماني التي مرّت أمامك ثم غابت كأنها لم تكن. سامحها… فالحياة لا تعتذر، لكنها تفتح أبوابًا لمن يترك قلبه مفتوحًا. وسامح الصعاب، فهي من صنعتك، ومن علمتك معنى القوة، والصبر، والأمل. وسامح الوقت على لحظاته الضائعة، وعلى أيامه التي حملت الانتظار، وعلى لياليه التي مرّت بلا خبر.
سامح… فالتسامح قوة، لا ضعف، ونعمة، لا مجرد فعل نبيل. فأنت حين تسامح، تنقّي قلبك من الغضب، وتمنح نفسك حرية أن تنبض بلا أثقال، وتستعيد القدرة على الحب، على العطاء، على الحياة. التسامح ليس كلمة فقط… إنه فعل في غاية الجمال، قرار شجاع، وسكون داخلي يسبق كل فعل.
سامح… وابدأ من داخلك: سامح قلبك، أفكارك، ضعفك، أخطاءك، وخوفك. ثم سامح من حولك، دون انتظار اعتذار، ودون الحاجة لتقدير. وسامح الحياة بكل ألوانها، الظلام قبل النور، الحزن قبل الفرح، والفقد قبل اللقاء.
فنحن العمانيين تعلّمنا أن التسامح ليس شعارًا، ولا خُلقًا نُظهره حين نشاء، بل هو طبع يسكن بيوتنا وقلوبنا، وموروث يجري في الأرواح قبل المآذن.
لكن لكل شيء حد؛ فالتسامح لا يعني التفريط في الدين، ولا التخلي عن الأخلاق والقيم، ولا المساس بالوطن. ولا يلغي حدود الحق، ولا يطفئ صوت العدل، ولا يجعل الوطن مساحة مباحة للعبث.
سامح… لتخفّ عنك ثقل الأيام، ويهدأ قلبك، وتشرق روحك، وتستعيد القدرة على الحب والعطاء والسكينة. سامح… لتكون حياتك رسالة لا مجرد كلمات، وليكون نبض قلبك دليلًا لا مجرد تعليمات. سامح… فحين تفعل ذلك، فأنت الأقوى، أنت الأفضل، أنت الأجمل.
سامح… لتجد في كل يوم فرصة، وفي كل لقاء متعة، وفي كل قلب فرحة؛ لتزرع نورًا، لتزرع حبًا، لتزرع أملًا؛ فالمسامحة ليست نسيانًا، ولا ضعفًا، ولا مجرد فعل نبيل… إنها قوة القلب، وحرية الروح، ونور يسكن الداخل قبل الخارج.
سامح… فليس من يكسب شيئًا من حمل الأثقال، لكن الجميع يربح حين يتركها، حين يحرر قلبه من أثقال الغضب والمرارة، ويُفسح للضوء طريقًا إلى داخله.
سامح… لتبقى الحياة أكثر جمالًا، وتبقى الأرواح أكثر نقاءً، وتبقى القلوب أخفّ وأكثر رحمة. سامح… واحتفظ بحياتك، بابتسامتك، بنورك، بروحك، حتى لو لم يعتذر أحد، حتى لو لم يُقرّ أحد بخطئه.
سامح… فالحياة رحلة قصيرة، فدع قلبك يزهر، ولروحك أن تطير، ولحياتك أن تنبض بالصفاء، حتى تصبح كل خطوة، وكل لقاء، وكل نفس… قصيدة من نور ورحمة.
سامح… فالتسامح صفاءٌ للروح، وسكينةٌ للقلب، ونورٌ داخلي يعيد لك سلامك. سامح… ليعيش قلبك بحرية، وروحك بهدوء، وحياتك أقرب للجمال.
بعد أن أنهت الأم كلامها، اقترب منها وضَمَّها كطفلٍ صغير، وكأن قلبه يبتسم لأول مرة منذ زمن، بينما كانت تمسح دموعه بهدوء وتداعب شعر الشيب في رأسه… وكأن الكون كله اختصر في حضنها.
رابط مختصر