الرئيس السيسي وقادة العالم يضعون الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول في روسيا
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
أفادت قناة «إكسترا نيوز» في نبأ عاجل منذ قليل، بأن القادة المشاركين في عيد النصر قاموا بوضع الزهور على النصب التذكاري لقبر الجندي المجهول بحديقة الكسندروفسكي.
وشارك الرئيس السيسي مع قادة العالم، في وضع الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول في روسيا، خلال احتفالات عيد النصر.
وتحتفل روسيا، اليوم الجمعة، بالذكرى الثمانين لعيد النصر بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وشاركت وحدات من 13 دولة في عرض عسكري على طول الساحة الحمراء في موسكو.
اقرأ أيضاً«بوتين» في عيد النصر: لن نقبل بمحاولات تشويه التاريخ.. روسيا ستظل حاجزا لا يمكن تدميره
شاهد.. لحظة استعراض القوات المصرية في احتفالات روسيا بـ عيد النصر
لحظة استقبال «بوتين» للرئيس السيسي في ساحة احتفالات عيد النصر (فيديو)
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: روسيا موسكو إكسترا نيوز الحرب العالمية الثانية عيد النصر الجندي المجهول ذكرى النصر نصب تذكاري وضع الزهور احتفالات عيد النصر القادة المشاركون عید النصر
إقرأ أيضاً:
تضحيات تصوغ النصر
خالد بن سالم الغساني
يبرز نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتشمخ بسالة مقاومته، في قلب التاريخ، كرمزٍ للصمود والإصرار؛ حيث يمزج بين الألم والأمل في قصة كفاحٍ لم تنحنِ أمام ويلات التهجير والحصار والدمار، ولن تنحنِ أمام حرب التجويع التي يمارسها الكيان الصهيوني صد شعب غزة الآن، فمن نكبة 1948، مرورًا بانتفاضتي 1987 و2000، إلى طوفان الأقصى وحروب غزة المستمرة، يروي الفلسطينيون بدماء شهدائهم وصبر أمهاتهم، وصرخات أطفالهم قصة إيمانٍ لا يتزعزع بحقهم في أرضهم المقدسة، تضحياتهم الكبيرة، وآلامهم التي لا تتوقف هي لبناتٌ في بناء النصر، تُكتب بأحبار من الإيمان والإرادة والعزيمة التي لا تنثني.
كلُّ شهيدٍ رَوَت دماؤه ترابَ فلسطينَ يُنبت ثورةً، وكلُّ بيتٍ هُدِّم بَنَى جدارًا من العزيمة، وكلُّ طفلٍ يفقد مدرستَه يكبر معه حلمُ التحرر.
المقاومة الفلسطينية بأشكالها المختلفة والمتعددة، المسلحة والسلمية، بالحجارة أو بالفن والثقافة، تثبت أن الهزيمة الحقيقية هي الاستسلام، وهو خيارٌ لم يعرفه ولن يعرفه الفلسطينيون يومًا.
في هذه المسيرة النضالية الشاقة، يحاول الانهزاميون، قياس النضال بمقاييس مادية، فيعدّون الشهداء والدمار والتشريد هزيمة، متناسين أن التاريخ يرفض هذا الادعاء.
في انتفاضة الحجارة عام 1987، واجه الأطفال الفلسطينيون دبابات الاحتلال بحجارةٍ وإرادة، فألهموا العالم بصمودهم، وساهموا في تعبئة الوعي العالمي بالقضية. واليوم تستمر المقاومة مدعومة بالتضامن العالمي وحركات المقاطعة، مما يؤكد أن كل تضحية تخطو خطوة نحو النصر.
وكل يوم يمر يفشل الاحتلال بكل قوته العسكرية، وجسور دعمه الأمريكية والغربية، يفشل في كسر إرادة شعبٍ يرفض الخضوع.
النضال الفلسطيني جزءٌ من سلسلة نضالات الشعوب الحرة، ففي فيتنام تحدى الفيتناميون بأسلحة بدائية، قوى الاستعمار الفرنسي ثم الأمريكي، وحققوا النصر بعد عقود من التضحيات، وبنوا دولتهم بإرادتهم وعزيمتهم الحرة، ولم يكتب التاريخ هزيمتهم في كل خسائرهم الجسيمة، بل لقد كتب نصرهم في كسر غطرسة المستعمر، وفي كوبا، قاد فيديل كاسترو ورفيقه الأرجنتيني تشي جيفارا ثورةً ألهمت العالم، وتحولا إلى رمزين عالميين للتحرر، وأيقونتين لمعنى النضال، رغم الحصار والعزلة الطويلتين اللتين فُرضتا على كوبا، بينما في بلد المليون ونصف شهيد، الجزائر العزيزة، سالت الدماء غزيرة، لتتوج بتحقيق الاستقلال عام 1962، بعد استعمار دام 132 سنة، وتم طرد الاستعمار نهائيًا، فكانت كل خسارة خطوة نحو الحرية، وكل تضحية لبنةً في استعادة السيادة.
هذه الشعوب لم تقس نجاحاتها أو خسائرها بعدد الشهداء وحجم الدمار؛ بل بمدى تمسكها بحقها في الكرامة، وإصرارها على النضال حتى النصر مهما عظمت التضحيات وتراكمت الخسائر؛ فالعبرة في النهاية، والنهاية هي الحرية الكاملة لأراضيها وشعوبها.
إنَّ محاولاتِ الانهزاميين والمُستسلِمين فرضَ معايير الهزيمة عبر التركيز على عدد الشهداء أو حجم الدمار، متجاهلين السياق التاريخي للنضال، قد أثبتَ التاريخُ حقيقتَه التي لا يدانيها الشك، بأنَّ الانتصار لا يُقاس بالخسائر المادية، بل باستمرار الكفاح.
الفلسطينيون، مثل الفيتناميين والجزائريين، يبنون نصرهم يومًا بعد يوم، لا بالتوقف عن الخسارة، بل بالتوقف عن الخوف منها. كل تضحية هي بذرةٌ تُزرع في أرض الحرية، وكل صرخة طفل هي صوت المستقبل، إنهم يلهمون العالم من خلال صمودهم وتضحياتهم وعزائمهم، إنها تراكمات ستصنع نصرًا مؤزرًا، فكما أثمر نضال الشعوب الحرة عبر التاريخ، فإن فلسطين بإرادة شعبها، ستبقى شعلة الأمل وقبلة الأوفياء والمخلصين لها حتى التحرير الكامل.