صحف عالمية: شركات الشحن مترددة بالعودة للبحر الأحمر
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
واصلت الصحف العالمية اهتمامها بتطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خاصة ما أفرزته من واقع إنساني كارثي ومأساوي، وأفردت مساحة لملفات المنطقة المرتبطة بها، إضافة إلى قضايا دولية أخرى.
وفي هذا الإطار، قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن "92 قتيلا في 24 ساعة هم حصيلة يوم من الرعب العادي في قطاع غزة تحت القصف الإسرائيلي".
وذكرت الصحيفة أن العشرات من الفلسطينيين يُقتلون يوميا تحت وطأة الغارات الجوية منذ أن خرقت إسرائيل الهدنة وعادت إلى الحرب في مارس/آذار الماضي.
وتابعت أن حجج الجيش الإسرائيلي المتكررة تثير استياء الفلسطينيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والذين ينددون بنظام الترهيب الإسرائيلي، دون أدنى اعتبار لحياة المدنيين.
بدوره، كشف موقع أكسيوس الإخباري أن المدير التنفيذي السابق لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي يتفاوض مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والحكومة الإسرائيلية وجهات رئيسية أخرى لرئاسة مؤسسة إنسانية جديدة في غزة.
ووفق الموقع، فإن واشنطن وإسرائيل وممثلي المؤسسة الدولية الجديدة يقتربون من التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية استئناف تقديم المساعدات للفلسطينيين في غزة دون سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عليها.
إعلانولفت إلى أن إدارة ترامب تضغط على الدول للتبرع لهذه الآلية الإنسانية الجديدة، وتطالب الأمم المتحدة بالتعاون معها.
وفي المشهد اليمني، نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إعلان ترامب هذا الأسبوع توصّل إدارته إلى وقف لإطلاق النار مع الحوثيين في اليمن قوبل بدهشة من المسؤولين الإسرائيليين.
ويشعر البعض بالقلق من حدوث مزيد من التحركات المفاجئة وفق هذا المسؤول، في حين يقول آخرون إنه يجب علينا الانتظار لنرى كيف ستسير الأمور.
وفي الشأن ذاته، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن شركات الشحن لا تزال مترددة في العودة إلى البحر الأحمر رغم اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم شركة الشحن الألمانية هاباغ لويد قوله "لن نعود في وقت قريب، ونحتاج إلى ضمانات أمنية كبيرة حتى يُعتبر البحر الأحمر آمنا للسفن التجارية الكبيرة".
وكذلك، نقلت الصحيفة عن شركات شحن أن المنطقة ستظل متقلبة طالما استمرت الحرب.
وأعلن ترامب الثلاثاء الماضي أنه قرر وقف الضربات على اليمن مقابل التزام الحوثيين بوقف استهداف السفن، وهو ما اعتبرته الجماعة "انتصارا"، مؤكدة أن الاتفاق مع واشنطن "لا يشمل استثناء إسرائيل من العمليات".
واقتصاديا، أشارت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية إلى إشادة ترامب باتفاقية التجارة مع المملكة المتحدة التي تفتح السوق البريطانية أمام المنتجات الزراعية الأميركية وسلع أخرى.
وحسب الصحيفة، فإن هذا الاتفاق قد يكون الأول من بين عشرات الصفقات التجارية الموعودة المرتبطة بخطة "يوم التحرير" التي وضعها ترامب.
ولفتت إلى أن أسواق وول ستريت تفاعلت بإيجابية مع الاتفاق، إذ يتطلع المستثمرون إلى إحراز البيت الأبيض تقدما في تحويل تكتيكاته الجمركية العدوانية إلى شروط تجارية أفضل حول العالم.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة
يقول الكاتب دانيال بايمن إن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يجيب على 4 أسئلة رئيسية قبل الإقدام على أي عمل عسكري ضد إيران.
وحذر في مقال له نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية من أن أي خطة لضرب إيران تتطلب تفكيرا عميقا حول التكاليف والمخاطر، مشيرا إلى أن ترامب منح نفسه مهلة أسبوعين مع تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنودlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: نفتقر لإستراتيجية خروج وإيران تجيد التصويبend of listوفيما يلي الأسئلة الأربعة التي يعنيها الكاتب:
1. ما الهدف من العملية الأميركية؟ذكر بايمن أن الأهداف المحتملة تتراوح بين محدودة وواسعة النطاق. والهدف المباشر والأكثر إلحاحا هو تدمير البرنامج النووي الإيراني أو عرقلته بشكل كبير، خاصة أن إسرائيل رغم نجاحها في ضرب منشأة "نطنز"، لم تمسّ منشأة "فوردو" شديدة التحصين.
ويمكن للولايات المتحدة، وفقا للكاتب، أن توسّع أهدافها لتشمل تقويض النظام الإيراني نفسه، من خلال ضرب الجيش والبنية التحتية الإيرانية، ما قد يزيد الضغط على طهران لتقديم تنازلات نووية وربما وقف دعمها للجماعات الوكيلة.
أما الخيار الأقصى، يقول الكاتب، فهو تغيير النظام، وهو خيار لم يُعلن رسميا، لكنه مطروح ضمنيا، مضيفا أن تنفيذ مثل هذا الهدف دون غزو شامل سيكون صعبا جدا، وغالبا ما يؤدي إلى نتائج عكسية.
2. كيف ترد إيران؟
ويرجّح الكاتب أن ترد إيران على أي هجوم بمحاولة استهداف أميركيين، سواء عبر وكلائها في الشرق الأوسط أو من خلال عمليات "إرهابية" دولية، مشيرا إلى أن ذلك عمل قد يوحّد العالم ضدها. وقد تشمل الردود أيضا مهاجمة حلفاء واشنطن في المنطقة، خصوصا من يساهمون في تسهيل الضربات.
ورغم أن بعض وكلاء إيران قد تعرّضوا لضربات قوية ويبدون حذرين حاليا، فإن إيران قد تدفعهم لتنفيذ ردود رمزية على الأقل.
ويستطرد بايمن بأن أحد الخيارات الخطيرة أيضا هو استهداف تدفق النفط في الخليج، رغم أن ذلك قد يضرّ باقتصاد إيران نفسه ويوحّد خصومها ضدها، وقد تكتفي طهران بالتهديد، مما قد يرفع أسعار النفط مؤقتا ويضغط اقتصاديا على الأسواق العالمية.
إعلان 3. ما العواقب طويلة الأمد؟ويحذر الكاتب أيضا من أنه حتى لو انتهت الحرب المفتوحة في غضون أسابيع، فإن تبعاتها قد تمتد لسنوات. ومن أبرز المخاوف إمكانية تسريع إيران جهودها نحو امتلاك سلاح نووي، خاصة إذا انسحبت من معاهدة عدم الانتشار النووي وبدأت برنامجا سريا خارج رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومن الصعب ضمان رصد جميع أنشطة التسلّح، حتى لو كانت لدى إسرائيل وأميركا قدرات استخباراتية متقدمة، يقول بايمن.
وكذلك، قد تشن إيران هجمات انتقامية بعد انتهاء الحرب بمدة طويلة، مثلما حاولت اغتيال جون بولتون بعد عام من مقتل قاسم سليماني القائد السابق لـفيلق القدس الإيراني.
4. ما التكاليف البديلة لهذه العملية؟
ويؤكد الكاتب أن تركيز الولايات المتحدة على إيران يُضعف أولوياتها الإستراتيجية في آسيا، حيث يجب أن تركّز على مواجهة الصين، كما أن الموارد العسكرية والوقت السياسي الذي تُخصصه واشنطن لأزمة إيران، يستهلك ما هو مخصص لقضايا كبرى مثل تايوان أو بحر جنوب الصين. أما الحرب في أوكرانيا، فقد أصبحت شبه منسية في ظل الأزمة الإيرانية المتصاعدة.
ويلفت بايمن الانتباه إلى أن الحرب مكلفة أيضا من الناحية المالية، فبينما كلّف التدخل ضد الحوثيين في اليمن أكثر من مليار دولار، فإن أي عملية ضد إيران ستكون أكثر تعقيدا وتكلفة، كما ستضطر واشنطن إلى استنفاد علاقاتها وتحالفاتها لتأمين الدعم، ما قد يترك تأثيرا على ملفات أخرى.
وأضاف بايمن أنه إذا تبيّن لترامب أن الأهداف العسكرية قابلة للتحقيق، وأن الرد الإيراني يمكن احتواؤه، وأن العواقب طويلة الأمد ليست مدمرة، وأن التكاليف البديلة ليست باهظة، فقد يُعد الهجوم على إيران خيارا إستراتيجيا مبررا.
وختم بأن النجاح لن يُقاس بالضربات الأولى، بل بوجود خطة واضحة لتحويل المكاسب الميدانية إلى نفوذ سياسي طويل الأمد، مع إدراك الرأي العام والكونغرس لحجم التضحيات المطلوبة، فالحرب مع إيران، إن بدأت، لن تكون لحظة تكتيكية عابرة، بل بداية لإستراتيجية ممتدة لسنوات.