ليست القبيلة اليمنية ظاهرة اجتماعية عابرة، ولا مكوّناً تقليدياً جامداً ، كما يحاول الإعلام المعادي تصويرها، بل هي كيان حي نابض بالكرامة والوعي، وجذوة متقدة لا تنطفئ في وجه الظلم والطغيان. إنها القبيلة التي صنعت تاريخاً من الصمود، وكتبت صفحات النصر بمداد الدم والموقف، وكانت عبر الزمن صمّام الأمان في وجه كل الغزاة والمستكبرين.

وفي هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الأمة، برز الدور الريادي للقيادة الربانية ، ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي»نصره الله»، في إعادة إحياء القيم الأصيلة للقبيلة، وتوجيهها نحو الانخراط الواعي والمسؤول في معركة التحرر. لقد نجح السيد القائد، بخطابه القرآني النابض بالحق، في استنهاض الضمير الجمعي للقبائل، وتفجير طاقاتها الكامنة، لتتحول إلى قوة ضاربة ضمن مشروع الأمة في مواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.

أنصار الله، كامتداد لهذا المشروع الإيماني، لم يختزلوا القبيلة في بعدها العشائري، بل تعاملوا معها كمنظومة جهادية، ومكون تعبوي محوري، يحمل قيم النخوة والنجدة، ويملك إرثاً نضالياً أصيلاً. فكانوا الأقرب إلى القبائل، في القيم والميدان، وفي الدماء والميثاق، فتوثّقت اللحمة، وتكاملت الجبهة، وتحوّل الانتماء القبلي إلى دافع إضافي للجهاد والفداء، لا حاجزًا أمام الانتماء الوطني أو الديني.

لقد أثبتت القبيلة اليمنية في ظل هذا الوعي الثوري، أنها الحاضن الشعبي الأول للمشروع القرآني، والمصدر الذي لا ينضب للرجال والسلاح والثبات. فكانت المبادِرة لإعلان النفير، وإصدار وثائق الشرف، والبراءة من الخونة والمرتهنين، لتضرب أروع الأمثلة في الولاء لله، والبراءة من أعدائه، والانتصار لقضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين.

إن محاولات تفكيك القبيلة أو تدجينها لم تنجح، لأن هذا الكيان الأصيل بات اليوم أكثر وعياً، وأكثر التزاماً، بفضل القيادة القرآنية التي أعادت إليه بوصلة الاتجاه، فوحّدته على الحق، وربطته بالمشروع الإلهي، وجعلت منه شوكةً في حلق المستكبرين، وسداً منيعاً أمام مؤامرات الوصاية والارتهان.

في كل صرخة تهزّ الجبال، وفي كل موقف يعانق المجد، يتجلّى معدن القبيلة اليمنية: وعيٌ ثوري، وإيمانٌ راسخ، واستعداد دائم للتضحية. ولهذا ستظل القبيلة، كما كانت، نبض الثورة، ووقود التحرير، وخزان الشرف والبطولة، في ظل قيادة قرآنية تعرف كيف تحوّل الطاقات إلى انتصارات، وتُبقي جذوة الثورة متّقدة حتى يتحقق وعد الله بالنصر والتمكين.

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: القبیلة الیمنیة

إقرأ أيضاً:

اعلام صهيوني: الصواريخ اليمنية ليست عادية وتشكل معضلة أمام دفاعاتنا

ونشرت صحيفة "كالكاليست" العبرية تقريرًا سلّط الضوء على فشل اعتراض الصواريخ اليمنية الفرط صوتية رغم كثافة الدفاعات "الإسرائيلية" والأمريكية.

وقالت: إن "الصواريخ القادمة من اليمن تنجح في إصابة أهدافها بفضل الرؤوس الحربية القابلة للمناورة".

وأضافت: "شهدنا عدة إخفاقات في اعتراض الصواريخ اليمنية".

وفيما اعترفت الصحيفة بأن أنظمة الدفاع الجوي التي يمتلكها الكيان الصهيوني وبقية الدول المتقدمة عسكريًا لا توفر الحماية الكاملة، إلا أنها أقرت بأن "هناك سببًا آخر لهذه الضربات – تعني اليمنية –  وهو أن الصواريخ التي تُطلق علينا ليست عادية".

وذكرت الصحيفة العبرية أن "الصواريخ الحديثة القادمة من اليمن تمتلك رأسًا حربيًا بزعانف مناورة ومحركًا خاصًا به، مما يشكل معضلة بالنسبة للدفاعات الجوية"، في اعتراف صريح بعدم قدرة العدو على مواجهة هذه الصواريخ اليمنية الفرط صوتية.

يشار إلى أن وسائل إعلام العدو لم تتوقف عن الحديث بشأن العمليات اليمنية على مطار اللد، وتأثيراتها المستمرة في توسيع العزلة الجوية الدولية وتشديد الحصار على العدو.

مقالات مشابهة

  • فعالية في حجة بالذكرى السنوية للصرخة 
  • فعالية لإدارة أمن محافظة إب إحياءً لسنوية الصرخة
  • فعالية خطابية لإدارة أمن إب بذكرى الصرخة
  • “جسور”… مشروع لتدريب الشباب على التجارة الإلكترونية‏ والمشاريع الرقمية
  • اعلام صهيوني: الصواريخ اليمنية ليست عادية وتشكل معضلة أمام دفاعاتنا
  • القبيلة اليمنية الرديف للقوات المسلحة في معركة إسناد غزة والتصدي للعدوان الأمريكي الإسرائيلي
  • في العمق
  • ناشطات وإعلاميات لـ”الأسرة”:إن الشعار سلاح وموقف ووعد تحقق من مران إلى العالم أجمع
  • مظاهرات في مدن اليمن والمغرب تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (شاهد)