12 مايو، 2025

بغداد/المسلة: في محاولة لمواجهة أحد التحديات الأكثر إلحاحاًفي الفترة الحالية، يبحث القادة والزعماء العرب، خلال فعاليات القمة التنمويةالمقرر عقدها السبت المقبل في بغداد، وضع استراتيجية عربية لـالأمن الغذائيللسنوات العشر المقبلة، بحسب السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمينة العامة المساعدة ورئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية.

وانطلقت في العاصمة العراقية بغداد، الاثنين، فعاليات الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، واجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى كبار المسؤولين، برئاسة العراق، وبمشاركة وفود الدول العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بهدف إعداد جدول الأعمال الذي سيعرض على القادة العرب خلال القمة التنموية، التي ستُعقد بالتزامن مع القمة العربية العادية الرابعة والثلاثين، في 17 مايو (أيار) الحالي.
وقالت السفيرة هيفاء أبو غزالة، في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى كبار المسؤولين في بغداد، الاثنين، إن هذه هي المرة الأولى التي تنعقد فيها القمتان العادية والتنموية بالتزامن، وذلك اتساقاً مع آلية تزامن انعقاد القمتين التي أقرتها القمة العربية بالجزائر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.
ويتضمن مشروع جدول أعمال القمة التنمويةنحو 30 موضوعاً، ويشمل العديد من المبادرات والاستراتيجيات التي جرى الإعداد لها طوال الفترة الماضية.
ومن بين الموضوعات الرئيسية على جدول الأعمال الاستراتيجية العربية للأمن الغذائي. وأضافت السفيرة هيفاء أبو غزالة أن الأمن الغذائي العالمي يُعدّ من أكثر التحديات إلحاحاً خلال هذه المرحلة، منوهة في هذا الصدد بالمبادرة التي تقدم بها الرئيس الموريتاني بشأن الاقتصاد الأزرق بوصفها وسيلة لحل مشكلتي الغذاء والطاقة. وتابعت أن هذه المبادرة المهمة تنطلق من رؤية شاملة تهدف إلى بناء مساراتٍ تنموية من خلال تطوير شعبة الاقتصاد الأزرق.

كما تناقش القمة التنموية، قضايا الذكاء الاصطناعي، من خلال المبادرة العربية للذكاء الاصطناعي: نحو ريادة تكنولوجية وتنمية مستدامة، التي تقدم بها الأمين العام لجامعة الدول العربية، بحسب أبو غزالة.

ويبحث القادة العرب المقترح العراقي بـإنشاء مجلس عربي متخصص يضم في عضويته وزراء التجارة ويعمل تحت مظلة الجامعة العربية. وقالت السفيرة هيفاء أبو غزالة إن هذا المقترح المهم يأتي في إطار السعي الحثيث لتذليل أي معوقات تعترض منظومة التبادل التجاري بين الدول العربية.

ويشمل مشروع جدول أعمال القمة التنموية موضوعات عدة تتعلق بقضايا الطاقة والأمن المائي، وتعزيز النظم الصحية والتعليم ودعم حقوق المرأة والشباب.
من جانبه، عدّ رياض فاخر الهاشمي، مدير عام دائرة العلاقات الاقتصادية الخارجية بوزارة التجارة في العراق، في كلمته، القمة التنموية فرصة لإعادة توجيه الأولويات نحو التنمية والتكامل والاستثمار في الإنسان العربي.

وقال إن الاجتماع ليس استحقاقاً دورياً بل مساحة لترجمة التطلعات إلى خطوات عملية، ولمعالجة التحديات التنموية عبر التعاون والحوار، داعياً إلى تجاوز الأطر التقليدية، والتوجه نحو مشاريع استراتيجية قائمة على التكامل الاقتصادي والاستثمار في رأس المال البشري. وأضاف أن بناء تكتل اقتصادي عربي لم يعد خياراً.

وفي سياق متصل، قال محمد أبو حيدر، مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان، إن القمة تمثل محطة لتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي العربي، في ظل التحديات التنموية والإنسانية.

وقالت السفيرة هيفاء أبو غزالة إن التحديات التي تواجه المنطقة تستلزم تكثيف الجهود وتعزيز أواصر التعاون والتنسيق من أجل الحدّ من تبعاتها الخطيرة على المواطن والدول العربية، بالإضافة إلى المُضي قُدماً نحو استكمال مسيرة التنمية والبناء في الدول والمجتمعات العربية.

وتناقش القمة كذلك دعم خطة الاحتياجات التنموية ومشاريع البنية التحتية في الجمهورية اليمنية، والمشاريع التنموية المقدمة من جمهورية السودان في إطار إطلاق مرحلة إعادة الإعمار، كما يشمل الجدول مشروع دعم وإيواء الأسر النازحة نتيجة الحرب داخل الأراضي الفلسطينية، والتصدي لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وتطورات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، واستكمال متطلبات إقامة الاتحاد الجمركي العربي، إلى جانب مشروع محطات الطاقة الشمسية لصالح المشتركين المنزليين في المخيمات الفلسطينية.

ومن المقرر أن يرفع كبار المسؤولين نتائج أعمالهم إلى اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي الوزاري التحضيري للقمة التنموية الذي سيُعقد الثلاثاء، تمهيداً لعرضها أمام القادة والرؤساء العرب لاعتمادها خلال القمة السبت المقبل.

وكانت العاصمة اللبنانية بيروت قد استضافت القمة التنموية الرابعة في يناير (كانون الثاني) 2019.

وتستمر المناقشات في الشق الاقتصادي الثلاثاء على مستوى الوزراء، في حين من المقرر أن تبدأ الأربعاء الاجتماعات التحضيرية للشق السياسي بلقاء المندوبين، ثم اجتماع وزراء الخارجية الخميس المقبل بهدف وضع جدول أعمال قمة بغداد، تمهيداً لعرضه على القادة. وتعد القضية الفلسطينية القضية المركزية على أجندة اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: السفیرة هیفاء أبو غزالة الاقتصادی والاجتماعی القمة التنمویة الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

بغداد تستكمل استعداداتها لاستضافة القمة العربية الـ34 تحت شعار “حوار وتضامن وتنمية”

المناطق-بغداد

تستضيف العاصمة العراقية بغداد، يوم 17 مايو الجاري، القمة العربية الرابعة والثلاثين، تحت شعار “حوار وتضامن وتنمية”، بالتزامن مع انعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، في حدث مزدوج يجسد أهمية الدمج بين البُعدين السياسي والاقتصادي في التعامل مع تحديات المنطقة الراهنة.

ويُعقد هذا الحدث العربي البارز في توقيت بالغ الحساسية، في ظل تصاعد الأزمات في عدد من الساحات العربية، إلى جانب تطورات دولية وإقليمية متسارعة تُلقي بظلالها على الأمن القومي العربي، مما يضع على عاتق القمة مسؤولية الدفع نحو بلورة موقف عربي موحّد وتعزيز العمل الجماعي المشترك في كافة المسارات.

أخبار قد تهمك السوداني: حضور الشرع قمة بغداد مهم للجميع 2 مايو 2025 - 7:46 مساءً دورة وزارية غير عادية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لإعداد ملفات قمتيّ بغداد العربية العادية (34) والتنموية الخامسة 5 أبريل 2025 - 9:55 مساءً

ومن المقرر أن تبدأ، في وقت لاحق اليوم الإثنين، أعمال اجتماع كبار المسؤولين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، تمهيدًا للقمة التنموية، حيث سيُجرى استعراض وإعداد الملفات الاقتصادية والاجتماعية المدرجة على جدول أعمال القمة، وذلك في إطار السعي إلى تعزيز التكامل العربي في مجالات التنمية المستدامة، والأمن الغذائي، والطاقة، والتحول الرقمي، وتمكين الشباب والمرأة.

وفيما يتعلق بأبرز ملفات القمة العربية العادية (34)، تتصدر القضية الفلسطينية جدول أعمال القمة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتفاع أعداد الضحايا بين المدنيين، والانتهاكات المستمرة في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وستبحث القمة الجهود التي تبذل من أجل وقف إطلاق النار في غزة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني، والعمل على استئناف إدخال المساعدات، ورفض أية محاولات للتهجير، ودعم الجهود العربية والدولية الرامية لإعادة الإعمار.

كما ستناقش القمة مستجدات الصراع العربي الإسرائيلي، مع التشديد على التمسك بالمبادرة العربية للسلام باعتبارها الإطار الأشمل لحل النزاع، والتأكيد على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع حماية الوضع القانوني والتاريخي في القدس الشريف، وضمان حرية العبادة في مقدساتها الإسلامية والمسيحية.

وتبحث القمة كذلك ملفات الأمن القومي العربي في ضوء التصعيد الإسرائيلي في سوريا ولبنان، والانتهاكات المتكررة للسيادة، والتهديدات في البحر الأحمر، وتأثيرها على سلامة الملاحة الدولية.

كما تُناقش القمة سبل تعزيز صيانة الأمن القومي العربي، وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب، وبناء القدرات العربية في مجال الأمن السيبراني والتصدي للهجمات الرقمية العابرة للحدود.

وتناقش القمة الأوضاع في السودان، في ظل استمرار المواجهات العسكرية وتفاقم الكارثة الإنسانية، إلى جانب الملف الليبي الذي يشهد جهودًا نحو الاستقرار والتحضير للانتخابات، وكذلك اليمن الذي يمر بمرحلة دقيقة تتطلب معالجة سياسية شاملة، وسوريا التي تواجه تحديات مركبة على المستويين الإنساني والتنموي، كما تبحث القمة الملفات العراقية، وملفات أمن الطاقة والتجارة في الخليج والممرات الإقليمية الحيوية.

وتتناول القمة العلاقات العربية مع التكتلات الإقليمية والدولية، مع التركيز على تعزيز الشراكة مع الصين، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والتكتلات الأخري، بما يعزز من موقع الدول العربية في المعادلات الدولية.
وفي موازاة القمة السياسية، تنعقد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، والتي تركز على دعم التكامل الاقتصادي العربي، واستكمال مشروع منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وتعزيز مشروعات الربط الكهربائي والنقل، إلى جانب مبادرات تحقيق الأمن الغذائي والمائي.

كما تتناول القمة مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية تحت عنوان “المبادرة العربية للذكاء الاصطناعي: نحو ريادة تكنولوجية وتنمية مستدامة”، ومشروع دعم وإيواء الأسر النازحة من الأراضي الفلسطينية، والتصدي لكل محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، إضافة إلى ملفات تمكين الشباب والمرأة، وتطوير التعليم الفني، والتحول الرقمي، وبناء القدرات السيبرانية، مع التأكيد على حماية التراث الثقافي العربي.

ومن المقرر أن تُختتم أعمال القمة بإصدار وثيقة “إعلان بغداد”، والتي يُنتظر أن تُجسّد الموقف العربي الموحد تجاه القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية المدرجة على جدول الأعمال، وتعكس تطلع الدول العربية إلى مرحلة جديدة من التضامن والتكامل في مواجهة التحديات.

مقالات مشابهة

  • بورنيسك: الأمن الغذائي يعد أحد التحديات الأساسية التي تواجه دول الخليج
  • حيدر كريم الغراوي: القمة العربية فرصه لمرحلة تعاون اقتصادي قادم
  • العراق يتسلم رئاسة القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية من لبنان
  • غداً..اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري ضمن فعاليات قمة بغداد
  • بغداد تستكمل استعداداتها لاستضافة القمة العربية الـ34 تحت شعار “حوار وتضامن وتنمية”
  • استعداداً للقمة العربية الـ34.. العراق يفرض حظراً شاملاً على التظاهرات
  • بغداد تستعد لاستضافة القمة العربية: إشارات على عودة العراق لدوره المحوري
  • اليوم.. بغداد تستقبل أول وفود القمة العربية
  • مستشار حكومي: التعاون الاقتصادي محور مطروح على طاولة القمة العربية