يمانيون../
تتزايد موجة إلغاء رحلات الطيران إلى مطار اللد الذي يطلق عليه العدوّ تسمية [بن غوريون] من قِبل شركات الطيران العالمية، عقب العمليات اليمنية المتواصلة على المطار.

وأشارت صحيفة “غلوبس” العبرية إلى أن العمليات اليمنية تسببت في إلغاء ما بين 600 و700 رحلة جوية إلى كيان العدوّ خلال أسبوع واحد فقط، حيثُ أظهرت بيانات هيئة مطارات الاحتلال أنه خلال الأسبوع الماضي، شهدنا انخفاضًا حادًا في حركة المسافرين يوميًا.

ولم يكن في حسبان العدوّ الصهيوني يوماً أن اليمن القابع خلف البحار والبعيد عن الأراضي المحتلة بمقدار 2000 كيلو متر، هو من سيعجل بنهاية هذا الكيان المجرم، وأنه سيشكل تهديداً أمنيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا غير مسبوق للاحتلال، ولأن العمليات العسكرية اليمنية الصادقة التي انطلقت وقت ما صمت العالم وتخلى عن المستضعفين والمكلومين في غزة، فقد كان لها التأثير الأكبر في ضرب العدوّ ودك معاقله وحصونه ورفع معدل الخوف والهلع في أوساط المغتصبين، وأصبحت صافرات الإنذار هي من تتسيد الموقف في عاصمة الكيان وجميع المناطق المحتلة؛ بسبب الصواريخ الباليستية الفرط صوتية عابرة البحار.

وتعرض كيان العدوّ لخسائر فادحة جراء استمرار العمليات العسكرية اليمنية داخل عمق الكيان، حيثُ كان الجانب الاقتصادي هو المتضرر الأكبر، والذي ستمدد تبعاته لعقود طويلة من الزمن، لا سيَّما قطاع السفر والسياحة الذي شهد ركوداً غير مسبوق منذ بدأ الاحتلال، حيثُ أكّدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، ارتفاع أسعار تذاكر الطيران للرحلات الجوية من وإلى “إسرائيل” بشكل كبير، وسط تعليق شركات الطيران الكبرى لعملياتها، بعد أسبوع من إصابة صاروخ باليستي صنع في اليمن إلى مطار اللد المسمى صهيونياً “بن غوريون”.

وفي السياق كشفت القناةُ الـ 12 الصهيونية عن الوضعِ المحرجِ في ظل استمرار قرار الحظر الجوي اليمني على مطارات العدوّ.

وبيَّنت القناة أن الهجومَ على مطار اللُّد، الجمعةَ الماضية، أثار تساؤلاتٍ جادَّةً حول إمْكَانية استمرار شركات الطيران في الوصول إلى يافا المحتلّة، مشيرة إلى أن “الصواريخ القادمة من اليمن تأتي بصياغة متقنة في (لُغة الطيران) وموجهة إلى شركات الطيران الأجنبية”.

وأشَارَت إلى أن إلغاء شركة “ويز” للطيران رحلاتها يعني إلغاء 10 رحلات يومية من وإلى يافا المحتلّة التي يطلق عليها العدوّ تسمية “تل أبيب” وإلغاء آلاف التذاكر أسبوعيًّا، مطالبة بالتواصل مع ترامب لإقناعه بالتدخل لدى شركة الطيران الأمريكية “يونايتد” لاستئناف رحلاتها إلى كيان العدوّ.

القناة الـ 12 الصهيونية نوّهت إلى أنه من المتوقَّع وصول مستشار ألمانيا في الأيّام المقبلة، وهذه فرصةٌ لإجراء محادثات لعودة رحلات شركة “لوفتهانزا”، داعية كذلك إلى ضرورة إقناع شركات الطيران الكبرى لاستئناف رحلاتها إلى “تل أبيب”.

وتتزايد مخاوفُ كيان العدوّ من أن يؤثر تعليقُ شركات الطيران رحلاتها على كامل موسم الصيف؛ مما يمثِّلُ ضربةً قاسيةً لاقتصاد العدوّ الإسرائيلي، مؤكّـدةً أن تعليقَ الرحلاتِ إلى مطار اللُّد حدثٌ “سياسي – اقتصادي” قد يؤثر على موسم الطيران بأكمله.

وقالت: إن “ما يشغل المستوطنين بشكل أكبر هو ارتفاع الأسعار، ليس في قطاع الطيران فقط، بل في جميع المجالات”.

هاني أحمد علي المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: شرکات الطیران کیان العدو إلى مطار إلى أن

إقرأ أيضاً:

انتصار إيران في حرب الـ12 يومًا: تفكك الردع الصهيوني وارتباك أمريكي يُعيد رسم خارطة المنطقة

يمانيون | تحليل
لم تكن حرب الأيام الاثني عشر بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني مجرد مواجهة عسكرية عابرة، بل مثّلت لحظة مفصلية قلبت قواعد الاشتباك في المنطقة، وأعادت رسم خريطة الردع والمواقف والتحالفات.

لقد خاضت طهران هذه الحرب من موقع الدفاع عن سيادتها، والتمسك بحقها في امتلاك قدراتها النووية والصاروخية، لكنها خرجت منها بتفوق لم يكن في الحسبان حتى لدى أشد المؤيدين لها، فيما خرج العدو الصهيوني مهزومًا على أكثر من مستوى، مهتزًّا في صورته، ومكشوفًا في قدراته، ومتصادمًا في داخله.

معركة بدأت بقرار صهيوني.. وانتهت بطلب أمريكي
اندلعت الحرب على خلفية سلسلة من التهديدات والتصعيدات، بلغت ذروتها بعملية عدوانية نفذها الكيان الصهيوني ضد منشآت إيرانية محددة، ظنًّا منه أن ضربة مفاجئة قد تربك القيادة الإيرانية وتجبرها على التراجع أو الصمت.

غير أن الرد الإيراني جاء على غير ما توقعت تل أبيب، إذ بادرت طهران بردّ صاروخي كثيف ودقيق طال عمق الأراضي المحتلة، وتسبب في شلل جزئي في منظومة الدفاع الجوي الصهيونية.

ولم تكد تمر 72 ساعة حتى اتضح أن “إسرائيل” لم تحسب حسابات المواجهة بدقة، وسرعان ما وجدت نفسها في موقع المتلقي لهجمات متواصلة أربكت منظومتها العسكرية، لتبدأ سلسلة اتصالات ووساطات عاجلة كان محورها واشنطن، التي سارعت لطلب التهدئة بعدما تلمّست حجم الكارثة التي تتدحرج في الميدان.

الأهداف تتساقط.. وفشل معلن للعدوان
ورغم الضربات المكثفة التي شنّها العدو الصهيوني خلال الأيام الأولى، إلا أنه لم ينجح في إصابة أي من المنشآت النووية الإيرانية الحساسة، ولا في إلحاق ضرر جدي بقدرات إيران الصاروخية.

كما أن معظم الهجمات الجوية لم تتجاوز الأهداف المحددة سلفًا من قبل الأجهزة الاستخباراتية الصهيونية، وهي أهداف أقل من أن تُحدث تحولًا ميدانيًا أو معنويًا لصالح المعتدي.

وفي المقابل، نجحت إيران في توجيه صواريخها بدقة نحو قواعد عسكرية في النقب وأسدود، ومحطات كهرباء ورادارات جوية، بل إن صواريخ متطورة استطاعت أن تتجاوز الدفاعات وتصل إلى محيط تل أبيب، وهو ما اعتُبر اختراقًا غير مسبوق لكل ما بناه العدو من تحصينات خلال عقدين.

انهيار الردع الصهيوني .. عندما سقطت القبة
أكثر ما شكّل صدمة في الحرب هو سقوط وهم “القبة الحديدية” التي طالما روّج لها العدو باعتبارها حائط الدفاع الأول ضد أي تهديد صاروخي.

إذ تبيّن خلال الحرب أن هذه المنظومة، ومعها حيتس ومقلاع داوود، عاجزة عن اعتراض صواريخ متعددة الموجات والمسارات، خصوصًا تلك التي طوّرتها طهران في السنوات الأخيرة.

بل إن بعض الصواريخ الإيرانية تجاوزت مداها المعلن، وأصابت أهدافًا حساسة رغم إعلان العدو التصدي لها، ما يعني أن منظومات الحماية فشلت أمام ذكاء السلاح الإيراني.

الداخل الإيراني يزداد تماسكًا.. و”إسرائيل” تتشظى
واحدة من الرهانات الكبرى التي بني عليها العدوان كانت إمكانية إحداث شرخ داخلي في إيران، سواء من خلال الحرب السيبرانية أو عبر ضربات تستهدف شخصيات عسكرية أو علمية، لكن النتيجة جاءت معاكسة تمامًا.

ففي الوقت الذي تكشفت فيه عشرات الشبكات التجسسية داخل البلاد، واستطاعت الأجهزة الأمنية تطهيرها خلال الحرب، كانت شوارع إيران تشهد مظاهرات دعم وتأييد غير مسبوقة للقيادة.. لقد أعادت الحرب توحيد الداخل، ورفعت من منسوب الوعي الشعبي، وأكدت أن الشعوب التي تثق بقيادتها لا يمكن تطويعها بالحرب.

أما في الكيان الصهيوني، فقد تفجرت التناقضات بين المؤسسة العسكرية والسياسية، وتوالت التسريبات عن خلافات بين قادة جيش الاحتلال ومكتب نتنياهو، وسط ضغط شعبي ومظاهرات في القدس وتل أبيب طالبت بكشف أسباب الفشل والتخبط، في مشهد يعكس تفكك الجبهة الداخلية للعدو تحت وقع الصدمة.

واشنطن بين المراهنة والتراجع
ومن اللحظة الأولى، كان الموقف الأمريكي واضحًا في تقديم الغطاء الكامل للعدوان، سواء عبر الدعم اللوجستي أو المعلوماتي أو التغطية الدبلوماسية.. لكن مع تصاعد الضربات الإيرانية، بدأت واشنطن في تغيير لهجتها، ودفعت نحو وساطات إقليمية لإيقاف التصعيد.

تراجع الموقف الأمريكي بهذا الشكل المفاجئ، عكس حجم الارتباك في إدارة بايدن، التي وجدت نفسها أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما التورط في حرب شاملة يصعب ضبط نتائجها، أو الاعتراف بفشل الذراع الصهيونية في تنفيذ المهمة، وهو ما سيُحسب كضربة كبيرة لمصداقية الولايات المتحدة كراعٍ لأمن “إسرائيل”.

غزة في الخلفية.. والمشهد الإنساني الفاضح
ولم تكن الحرب على إيران معزولة عن المشهد الكلي في المنطقة، حيث واصل العدو ارتكاب المجازر اليومية بحق المدنيين في غزة، واستخدم مراكز توزيع المساعدات كوسيلة لاصطياد الجوعى، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 516 فلسطينيًا وجرح الآلاف.

وكانت هذه الجرائم تُبثّ مباشرة، في الوقت نفسه الذي كانت فيه إيران ترسل صواريخها إلى أهداف في العمق المحتل، ما عزز من مشروعية موقفها إقليميًا، ورفع من شعبيتها في الشارع العربي والإسلامي، ورسّخ صورة إيران كحليف صادق للقضية الفلسطينية لا يكتفي بالخطابات، بل يدفع ضريبة الموقف بالدم والقرار.

ختاماً :
لقد كانت حرب الـ12 يومًا بين إيران والكيان الصهيوني أكثر من مجرد معركة حدودية أو نزاع عابر. كانت معركة سيادة ومعادلة جديدة فُرضت بقوة الحق والسلاح معًا.

إيران لم تنتصر لأنها أقوى تقنيًا فقط، بل لأنها دخلت المعركة بقرار سيادي واعٍ، وإرادة داخلية موحدة، وقضية عادلة راسخة في وجدان شعبها وأمتها. خاضت الحرب بثقة، وخرجت منها أكثر تماسكًا، وأكثر احترامًا، وأكثر إصرارًا على المضي نحو الاستقلال التام.

وفي المقابل، خرج الكيان الصهيوني متصدّعًا، مكشوفًا، تائهاً بين فشل عسكري، وتمزق سياسي، وتآكل في الثقة الشعبية، وارتباك في حلفائه. خسر معركة كان يأمل أن تكون إعلانًا لانتصار كاسح، فتحولت إلى صفعة استراتيجية غير مسبوقة.

لقد انتهت هذه الجولة بانتصار إيراني، لكنها في الحقيقة بداية لمرحلة جديدة في الصراع، عنوانها: لا سيادة دون مقاومة، ولا أمن دون عدالة، ولا ردع دون إرادة.

مقالات مشابهة

  • مصرع 20 جندياً صهيونياً في قطاع غزة خلال أسبوع
  • نجحت في الحفاظ على انسيابية حركة الطيران والمسارات الجوية في ظل الأزمة.. أجواء المملكة تُسجل عبور 1330 رحلة طيران كمتوسط يومي خلال الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخرًا بزيادة تقدر بنحو 95%
  • مرسى علم تسجل طفرة سياحية.. 175 رحلة أوروبية خلال أسبوع.. وخبراء يصفونها بـ الوجهة الذهبية لصيف 2025
  • رغم التوترات.. المملكة تحافظ على انسيابية الطيران بأكثر من 1,330 رحلة
  • من فوق ركام الهزيمة .. العدو الصهيوني ممسكاً بالذراع الأمريكية لخوض مغامرة استخبارية في اليمن
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة انطلقت من اليمن
  • الطيران المدني: رفع الكفاءة التشغيلية وزيادة عدد الرحلات خدمة لزوار موسم الخريف
  • نيويورك تايمز: ازدهار المقاهي اليمنية في أمريكا لكن الحرب في اليمن أثرت على عملها؟ (ترجمة خاصة)
  • انتصار إيران في حرب الـ12 يومًا: تفكك الردع الصهيوني وارتباك أمريكي يُعيد رسم خارطة المنطقة
  • ثلاث شركات طيران تنظم للخطوط الجوية اليمنية بتشجيع حكومي لتخفيف الضغط على الناقل الوطني