أجاب الشيخ أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد خلال البث المباشر على صفحة الدار الرسمية، حول ما إذا كان يُشترط أداء ركعتين تحية المسجد الحرام عند دخول المعتمر ورؤيته للكعبة المشرفة.

أوضح "العوضي" أن لكل مسجد تحية تُؤدى بركعتين، إلا أن المسجد الحرام يتميز بخصوصية فريدة، حيث إن تحيته تكون بالطواف لا بالصلاة.

 

وأكد أن أول ما يُشرع للقادم إلى المسجد الحرام هو أن يطوف بالبيت، بدءًا من الحجر الأسود وانتهاءً إليه، مشيرًا إلى أن ذلك هو ما درج عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين.

ما حكم حج الحامل والمرضِع؟ الإفتاء توضحهل يجوز الكذب أو التحايل من أجل الذهاب للحج؟.. دار الإفتاء تجيبهل تأخير الصلاة بسبب ظروف العمل يستوجب كفارة؟.. دار الإفتاء توضحهل يجوز صيام العشر من ذي الحجة بنية القضاء ونيل الثواب معًا.. الإفتاء توضح

وأوضحت دار الإفتاء، أن الطواف في المسجد الحرام يُعد بمثابة التحية الخاصة له، وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، خاصة إذا لم يكن هناك ما يمنع من أداء الطواف عند الدخول، مثل ضيق الوقت عن صلاة مفروضة أو فوات سنة راتبة أو جماعة، ففي هذه الحالات يُقدَّم أداء الصلاة على الطواف.

وأوردت الدار ما جاء عن الإمام الكمال ابن الهمام في "فتح القدير" من أن الداخل إلى المسجد الحرام، سواء كان محرمًا أو غير محرم، يُسن له أن يبدأ بالطواف لا بالصلاة، إلا إذا وُجد مانع شرعي يُقدَّم عليه غيره.

وبذلك، فإن تحية المسجد الحرام ليست بركعتين كما هو الحال في سائر المساجد، وإنما تكون بالطواف لمن تيسر له ذلك، وتُقدَّم عليه الصلاة فقط في حال وجود عذر شرعي معتبر.

طباعة شارك الطواف المسجد الحرام ركعتي تحية المسجد الإفتاء

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الطواف المسجد الحرام الإفتاء المسجد الحرام تحیة المسجد

إقرأ أيضاً:

امام وخطيب المسجد الحرام: التسخط والشَّجَرَ على شِدَّةِ الحر من الاعتراض على قضاء الله وقدره

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.

 

وأوضح فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام، أنه لا شيء يقع في هذا الكون إلا بتقدير الله ومشيئته، وحكمته وإراداته، من ليل ونهار، ورياح وأمطار، وزمهرير، وتحول وتكرار، ما يجعل المؤمن يوقِنُ بأنَّ هذه الدُّنيا ليست بدار قرار، وذلك كله من آيات الله الكونية، الدَّالَّة على عظيم قوته وقدرته، وسَعَةِ علمه وحكمته، ولطيف مشيئته ورحمته، وأنَّ كلَّ شيء عنده سبحانه بمقدار.

 

وقال الشيخ بندر بليلة: “مَن هَذَا الَّذِي لَم يُؤْذِهِ حَرُّ الصَّيفِ، وَمَن مِنَّا مَن لَم يَلْفَحْ وَجْهَهُ هِيبُ الشَّمْسِ، كُلُّنا وجَدَ نصيبَهُ مِن ذلك قل أو كثرَ، إِنَّهُ واعظ الصيف الذي يذكر الله به عبادَهُ حَرَّ المحشر، وعذاب النَّارِ”
وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام، أنَّ شِدَّةَ الحرّ من الآيات التي يرسلها الله إلى عبادِهِ تَخوِيفًا وذِكْرَى، مَوعِظَة وعِبْرَةً وَمَا تُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخوِيفًا، موضحًا أن السعيد من تزوَّدَ مِن حَرِّ الدُّنيا لحرِ الآخِرَةِ، ومَن صبَرَ على العبادة في الهواجر؛ لينعم بالنعيم المقيم يومَ تُبلَى السَّرائِرُ، وأنَّ ما يُصيب المؤمن فيهِ مِن شَدَّةٍ، وَجَهْدٍ وَإعياءٍ، كلُّهُ مُدَوَّنٌ مكتوب، مقيدٌ محسوب، عند من لا تضيع عنده القربات، ولا تُفَقَدُ عِندَهُ الطَّاعَاتُ بِهِ تُكَفَّرُ السيئات، وتضاعف الحسنات، وتُرفع الدرجات، فعن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: “مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ، وَلَا نَصَبٍ، وَلَا سَقَمٍ، وَلَا حَزَنٍ حَتَّى الهم يُهَمهُ إِلَّا كُفْرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ”.

اقرأ أيضاًالمملكةسمو ولي العهد يتلقى اتصالًا هاتفيًا من رئيس أوكرانيا

وأشار الشيخ بندر بليلة إلى أنَّ الأعمال يُضاعَفُ أجرها، ويُزاد ثوابها، وتثقل موازينها، بِقَدْرِ ما قَامَ بِقُلُوبِ أصحابها من نية وإخلاص، وتَجَلُّدِ واصطبار، مشيرًا إلى أنه من رحمة الله بعباده أن شرع لهم فيه من الأعمال ما يُطيقون، ولم يُكَلِّفُهُمْ ما يشق عليهم، فعن أبي هريرة، عن النَّبِيِّ، قَالَ: “إِذا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ” متفق عليه، والإبراد بالصَّلاةِ، تأخيرها إلى آخِرِ وقتها، حِينَ يَخِفُ حَرُّ الظهيرة، قبل دخولِ وَقْتِ الَّتِي تليها، ويقاس عليه ما كان من جنسها من العبادات، مما يجوز فيه التأجيل، فمن كان عليه قضاء صيام من رمضان، أو كفارة صيام أو نحوها، جاز له أنْ يَؤخِرَّهُ إِلى أَيامِ الْبَرْدِ، إِذا شَقَّ عَلَيهِ القضاء في الحر، يَدلُّ لذلِكَ حَدِيثُ عائشةَ قَالَتْ: “كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ” متفق عليه، والمبادرة أفضل.

 

وذكر فضيلته أنَّ التسخط والشَّجَرَ على شِدَّةِ الحر من الاعتراض على قضاء الله وقدره، ومشيئته وإرادته، وأَنَّ مَا يَقَعُ فِي هَذَا الكَوْنِ مِنْ شِيْءٍ، إِلَّا لِحِكْمَةٍ وَمِصْلَحَةِ، وَفَائِدَةٍ ومنفعة، فاتَّقُوا الله واحفظوا قلوبكم وألسنتكم، مما يُنقِصُ إيمانكم، ويخدش توحيدكُم، فإنَّ من تحقيق التَّوحِيدِ الرِّضا والتسليم لأحكامِ اللهِ الشَّرْعِيَّةِ، وَسُننِهِ الكونية.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب
  • وزارة الحج: خدمة حفظ الأمتعة تسهل الحركة للمعتمرين والزوار داخل الحرم
  • اعتراض على قضاء الله.. خطيب المسجد الحرام يحذر من فعلين عند شدة الحر
  • كله مدون مكتوب.. خطيب المسجد الحرام: 3 حقائق عن ما يصيب المؤمن من شدة
  • لينعم بالنعيم المقيم .. خطيب المسجد الحرام: السعيد من تزود من حر الدنيا لحرِ الآخرة
  • حكم اصطحاب الأطفال لصلاة الجُمعة.. الأزهر للفتوى يجيب
  • امام وخطيب المسجد الحرام: التسخط والشَّجَرَ على شِدَّةِ الحر من الاعتراض على قضاء الله وقدره
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • ما حكم عبور الطريق من أماكن غير مخصصة للمشاة؟.. أمين الفتوى يجيب
  • "شؤون الحرمين" تحث على الالتزام بالزي اللائق عند زيارة المسجد الحرام