مواقيت الإحرام المكانية لحجاج بيت الله الحرام .. الأزهر للفتوى يوضحها
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، عن مواقيت الإحرام الزمانية والمكانية للراغبين في أداء الحج أو العمرة من جميع أنحاء العالم.
وقال مركز الازهر فى مشنور له عبر صفحته الرسمية، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَكَثَ النبي ﷺ بِالْمَدِينَةِ تِسْعَ حِجَجٍ -أي سنوات-، ثُمَّ أُذِّنَ فِي النَّاسِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ حَاجٌّ هَذَا الْعَام، فَنَزَلَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَيَفْعَلُ مَا يَفْعَلُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقِعْدَة -أي 25 من ذي القعدة-» [أخرجه النسائي]
ثم حدد النبيُّ ﷺ مواقيتَ الإحرامِ المكانيّةَ لحجاج بيت الله الحرام، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: «إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ وَقَّتَ لِأَهْلِ المَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لَهُنَّ، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الحَجَّ وَالعُمْرَةَ، وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ، فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ؛ حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ».
مواقيت الإحرام الزمانية والمكانية
وقالت دار الإفتاء إن الإحرام بالحَجِّ والعمرةِ له مواقيت زمانية ومواقيت مكانية، فأمَّا الميقات الزماني: فهو الوقت الذي قدَّره الشارع للإحرام بالحج وهو شوال وذو القعدة وعشر ليال من ذي الحجة، وتُسمَّى أشهر الحج، وهذا متفقٌ عليه، قال تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ [البقرة: 197]، ووقت الإحرام بالعمرة جميع السَّنَة.
وأما المواقيت المكانية للحج: هي: أمكنةٌ أوجب الشارعُ على كلِّ من يأتي واحدًا منها، يؤمُّ بيتَ الله، ناويًا نسكًا، أن يُحرم منها ولا يتجاوزها، وهي مرتبطة بالجهة التي يَقْدَم منها الناسك إلى البيت الحرام، بحيث يُحرِمُ منها أو من الجهة التي تحاذيها حالَ قدومِهِ إلى الحرم وإن لم يكن من أهلها، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قال: "وَقَّت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأهل المدينة ذا الحُلَيْفَة، ولأهل الشام الجُحْفَة، ولأهل نجد قَرْنَ المنازل، ولأهل اليمن يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لَهُنَّ، ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن، فَمُهَلُّهُ من أهله، وكذاك حتى أهل مكة يُهِلُّونَ منها" أخرجه البخاري في "الصحيح".
ميقات أهل مكة والمدينة
وتابعت: فـ"ذو الحُلَيفة" ميقات أهل المدينة، ويُعرف حاليًّا بـ"أبيار علي"، و"الجُحْفَة" ميقات أهل الشام ومصر، وأهل تبوك كذلك، ويُعرف حاليًّا بـ"رابغ"، و"قَرْنُ المنازلِ" ميقات أهل نجد والطائف، ويعرف حاليًّا بـ"السيل الكبير"، و"يَلَمْلَم"، وهو ميقات أهل اليمن، ويُعرف حاليًّا بـ"السَّعْدية".
أمَّا ميقات حج أهل مكة: فمكةُ، وفي العمرة: أدنى الحِلِّ، ومن كان بين مكة وبين ميقات، فميقاته موضعه، كما أفاده الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (8/ 81، ط. دار إحياء التراث العربي)، والشيخ حسن المشَّاط المالكي في "إسعاف أهل الإسلام بوظائف الحج إلى بيت الله الحرام" (ص: 35-36، ط. مطابع البنوي جدة).
قد نَصَّ جمهور الفقهاء على مشروعية الإحرام لمن جاوز ميقاته إلى ميقات آخر، وأنه بذلك صار من أهل الميقات الثاني؛ إذ المقصود حصول الإحرام من أيِّ ميقات كان، دون اختصاصٍ أو تقييدٍ، ومن غير نظرٍ إلى وطنِ النَّاسك أو انتسابه إلى بعض الأقطار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحج والعمرة مواقیت الإحرام میقات أهل أهل مکة
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد الحرام: الاعتراف بالنعمة سبب في حفظها واستدامتها
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور صالح بن حميد، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته واجتناب نواهيه ومساخطه.
وقال الدكتور صالح بن حميد: "إن المرء يتقلّب في نعم الله ونعيمه في كل لحظة يعيشها، وفي كل نَفَسٍ يتنفسه، وفي كل غمضة عين وانتباهتها، في نعم لا تعد ولا تحصى، فاستشعروا نعم الله -رحمكم الله-، فإذا كنت تتنفس فغيرك لا يتنفس إلا بالأجهزة، وإذا كنت تعيش حياتك وحيويتك فآخر فاقد الوعي والشعور لسنوات".
وأوضح أن النعم تُحفظ وتستدام بالاعتراف بها، وتذكرها على الدوام بالاستغفار، وبصرفها في مرضاة الله وطاعته، مع الخضوع للمنعم، ومحبته، وتعظيمه، ومن أعظم ما تحفظ به النعم وتستبقى وتزداد شكر المنعم -سبحانه-
وأضاف، أن الشكر يكون بالقلب، وباللسان، وبالأفعال فالشكر بالقلب يكون بالاعتقاد الجازم، واليقين القاطع، أن مانح النعم وموليها ومسديها هو الله وحده لا شريك له، فهو -سبحانه- وحده الذي يهب النعم، والمخلوق لا مدخل له، ولا صنع له في ذلك البتة، فالله -سبحانه- رب الأرباب، ومسبب الأسباب، ومن عرف يقينًا أن النعم كلها من عند الله فقد شكره حق شكره، والشكر باللسان بالتحدث بها، لا رياءً ولا خيلاء، ولا استكبارًا، ولا استعلاءً، بل ثناء على الرب -سبحانه-، في تواضع وإخبات، وخوف وحذر من سلبها، والشكر بالأفعال، هو في صرف النعمة واستعمالها فيما يرضي الله -عز وجل- في طاعته، والحذر من استعمالها في معصيته.
وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام، أن النعم إذا شُكرت قرّت، وإذا جُحدت فرت، النعم وحشية فرارة، لا يقيدها إلا الشكر، ومن ضيع حق الله فهو لما سواه أضيع، فتعهد -يا عبد الله- نفسك بمراقبة ربك، احفظ الله يحفظك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، والتوفيق لشكر نعم الله من دلائل العبودية، وإخبات العبد لربه وخضوعه له.
وحذر الشيخ بن حميد من المسلك الإبليسي الشيطاني نسيان النعم، واستصغارها، واستنقاصها، والغفلة عن شكرها يعدد المصائب وينسى النعم، احذروا -رحمكم الله- استقلال النعم واستنقاصها، فالاستقلال سبيل الزوال، والاستعظام سبيل الدوام، ومن استقل النعمة فقد نظر إلى النعمة ولم ينظر إلى المنعم.