خصائص الأشهر الحرم .. الأزهر للفتوى يوضحها
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن خصائص الأشهر الحرم، منوها بأن للأشهر الحرم خصائص كثيرة ميَّزتها عن بقية الأشهر الأخرى.
وقال مركز الأزهر في تقرير له عن خصائص الأشهر الحرم، إنه في هذه الأشهر يُضاعِفُ الله سُبحانه لعباده الأجرَ والثواب، كما يُضاعف الإثمَ والذنبَ، لعظمةِ وحرمة هذهِ الأشهر.
وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على حرمة القتال فيها؛ قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللهِ.
كما يعد من خصائص الأشهر الحرم، تشديدُ حرمةِ الظلم فيها؛ قال تعالى: {...فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُم...}. [التوبة: 36].
وتشتمل الأشهر الحرم على فرائضَ وعباداتٍ موسمية ليست في غيرها، واجتماع أمهات العبادات في هذه الأشهر، وهي: الحج، والليالي العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة، وعيد الأضحى، وأيام التشريق، ويوم عاشوراء، وليلة الإسراء والمعراج -على المشهور-.
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الأشهر الحرم هي التي أشار إليها القرآن الكريم وهي: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، مستدلة بقوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: 36].
وأوضحت دار الإفتاء أن هذا التحديد وردت به الأخبار عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ» رواه البخاري.
وشهر المحرم : (مُحَرَّم الحَرَام) وهو أول شهور السنة الهجرية ومن الأشهر الحرم: سمى المحرّم لأن العرب قبل الإسلام كان يحرّمون القتال فيه، وشهر المحرم هو من الشهور الحرم التي عظَّمها الله تعالى وذكَرها في القرآن الكريم، فقال سبحانه وتعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهور عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ» (التوبة - 36).
وينبغي على المسلم أن يتجنب في الأشهر الحرم ومنها شهر محرم 3 أمور، هي:
1- الذنوب فيها أعظم من غيرها، قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: «فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ» (التوبة: 36) أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تُضاعف لقوله تعالى: «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ» (الحج: 25)، وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام.
2- الظلم في شهر محرم وسائر الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء"،
3- يحرم في الأشهر الحرم ومنها شهر محرم ابتداء القتال- ابتداء قتال الأعداء على القول الراجح - لقوله تعالى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ» (المائدة: 2)، ولقوله تعالى: «فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ» (التوبة: 5).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأشهر الحرم خصائص الأشهر الحرم ما هي الاشهر الحرم خصائص الأشهر الحرم فی الأشهر الحرم
إقرأ أيضاً:
ما سر قل أعوذ برب الفلق؟.. علي جمعة: تحصنك من 8 شرور مهلكة
رغم أن سورة الفلق هي من السور القرآنية القصيرة المعروفة ، بل المحفوظة كذلك عن ظهر قلب، إلا أنه لايزال هناك الكثير عنها خفيًا منه ما سر قل أعوذ برب الفلق ؟ ، ولعل ما يجعلنا بحاجة للمعرفة ويصعب علينا تجاهله ، هو أنها من أفضل سور الرقية الشرعية من العين والحسد، وهذا ما يدفعنا للبحث خلف ما سر قل أعوذ برب الفلق وما معناها.
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } الذي فلق هذا العالم من العدم إلى الوجود، ومن الظلام إلى النور بالرسالة، وأعطانا أمثلةً كونية بأن الشمس تشرق كل يوم لكنها تغيب.
وأوضح «جمعة» عن ما سر قل أعوذ برب الفلق ؟، أنه لا دائم إلا وجه الله، { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } ، { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } وأن الظلام يأتي لكنه ينقشع.
وأكد أنه إذا أردت خير الدنيا فعليك بالله، وإذا أردت خير الآخرة فعليك بالله، وإذا أردت أن تتقي المصائب فعليك بالله؛ إما يصدها عنك، وإما ينصرك عليها، وإما يتقبلك عنده - سبحانه وتعالى - ويجازيك عليها، ففي كل حال من نصرٍ أو هزيمة أنت في معية الله، وفي كل حال من ضيقٍ وسعة إن الله معك وأنت في جواره -سبحانه وتعالى-.
وأضاف أن قول الله - سبحانه وتعالى: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ»، ويُقصد بالفلق الصبح؛ وذلك لأن الليل يتفلق عنه، وتناولت سورة الفلق في ثناياها الالتجاء إلى الله - سبحانه وتعالى-، والتحصن بقدرته من شر المخلوقات، ومن شر الظلام إذا انتشر، ومن شر السحرة، ومن شر أهل الفتن، ومن شر أهل الغيبة والنميمة، ومن شر الحسود.
وأفاد بأنه تهدف سورة الفلق إلى توجيه النبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين جميعًا إلى اللجوء والاعتصام بقدرة الله - سبحانه وتعالى-، والاحتماء بجلاله من شر مخلوقاته وما يصدر عنهم من حسد أو أذى.
وأشار إلى أن (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)، أي قل ألتجأ وأحتمي برب الفلق، والاستعاذة بالله ضربًا ونوع من الدعاء، أما الرب فهو المالك، أو السيد الذي يأمر فيطاع، أو المُصلح، والفلق فصل الأشياء عن بعضها.
وبين أن فطر وخلق وفلق كلها بمعنى واحد، والخلق هو إيجاد الشيء من العدم، وفالق بمعنى خالق وفاطر، قال الله - تعالى-: ( فالِقُ الإِصباحِ وَجَعَلَ اللَّيلَ سَكَنًا)، فالفلق جميع مخلوقات الله - تعالى-، وجميع ما انفلق عنها ونتج منها، ورب الفلق تعادل رب العالمين.
ونبه إلى أنها استعاذة من شر كل مخلوق فيه شر، وبهذا المعنى تشمل الآية الاستعاذة من شر ظلمة الليل، وشر حسد الحاسدين المذكورين في الآيات التي تلي هذه الآية.
وأردف: ولكن الله أراد أن يخص هذين النوعين من الشرور بالذكر؛ لخفائهما، فهما يأتيان الإنسان بغتة دون أن يعلم، فعَطفُ الخاص على العام يفيد مزيد الاعتناء بالخاص المذكور.
تفسير سورة الفلقالآية الأولى: قال الله -تعالى- في الآية الأولى من سورة الفلق: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)، والتفسير: أي قل ألتجأ وأحتمي برب الفلق، والاستعاذة بالله ضرباً ونوع من الدعاء، أمّا الرّب فهو المالك، أو السّيد الذي يأمر فيطاع، أو المُصلح، والفَلق فصل الأشياء عن بعضها، وفَطر وخَلق وفَلق كلّها بمعنى واحد.
وورد أن الخلق هو إيجاد الشيء من العدم، وفالق بمعنى خالق وفاطر، قال الله تعالى: ( فالِقُ الإِصباحِ وَجَعَلَ اللَّيلَ سَكَنًا)، فالفلَق جميع مخلوقات الله تعالى، وجميع ما انفلق عنها ونتج منها، وربّ الفلق تعادل ربّ العالمين.
الآية الثانية: في الآية الثانية من السورة قال الله تعالى: (مِن شَرِّ مَا خَلَقَ)، والمُراد الاستعاذة بالله من شرّ كلّ مخلوق فيه شرّ، ويدلّ على هذا المعنى قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (أعوذ بك من شرِّ كلِّ دابةٍ أنت آخذٌ بناصيتِها)، وليس المقصود الاستعاذة من شرّ كلّ مخلوقات الله تعالى، بل من شرّ كلّ مخلوق فيه شرّ.
وبهذا المعنى تشمل الآية الاستعاذة من شرّ ظلمة الليل، وشرّ حسد الحاسدين المذكورين في الآيات التي تلي هذه الآية، ولكنّ الله أراد أن يخصّ هذين النوعين من الشرور بالذكر؛ لخفائهما، فهما يأتيان الإنسان بغتة دون أن يعلم، فعَطفُ الخاص على العام يفيد مزيد الاعتناء بالخاص المذكور.
الآية الثالثة: في الآية الثالثة قال الله تعالى: (وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ)، والغسق هو ظلمة الليل، ومنه قوله: (أقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ)، و قوله: وقب؛ بمعنى دخل.
وقد أشار الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- مرّةً إلى القمر، ومعه السيدة عائشة فقال لها: (استعيذي باللهِ من شرِّ هذا فإنَّ هذا هو الغاسقُ إذا وقبَ)، وذلك أنّ ظهور القمر دليل على دخول الليل.
وذكر الغاسق نكرة في الآية للتبعيض، فهو ليس شرّاً في كلّ أوقاته بل بعضها، وإلّا فإنّ الأصل في الليل وفي القمر أنّهما نعمة ينعمها الله -عزّ وجلّ- على عباده.
الآية الرابعة: في الآية الرابعة من السورة قال الله تعالى: (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)، يكون النّفث أكثر من النفخ، وأقلّ من التّفل، فالتفلُ يكون مع شيءٍ من الريق، أمّا النفث فلا يكون بريق، وقد يكون أحياناً بشيء قليل من الريق فيكون بذلك مختلفاً عن النفخ.
ويكون النفث من الأنفس الخيّرة، وكذلك من الأنفس الشريرة، ومثال الأنفس الخيّرة ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها: (أنّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان إذا اشتكى نَفَثَ على نَفْسِهِ بالمُعَوِّذاتِ، ومسحَ عنهُ بيَدِهِ).
ومثال النفث من الأنفس الخبيثة أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كان يتعوذ من شرّ الشيطان، من همزه، ونفخه ونفثه، والخلاصة في الآية الكريمة أنّ النفاثات الواردة فيها يُراد بها نفث الأرواح الخبيثة من الجنّ والإنس وليس فقط نفث الساحرات.
الآية الخامسة: في الآية الخامسة والأخيرة قال الله تعالى: (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)، والمقصود بالحسد؛ تمنّي زوال النعمة عن الآخرين، وهو طبع في الإنسان لأنّه يحبّ أن يترفّع عن جنسه، وهو حرام، وقد يُراد به الغِبطة؛ وهي تمنّي النعمة دون زوالها عن الآخرين، والغبطة حُكمها في أمور الدنيا الإباحة، وفي أمور العبادات والطاعات مستحبّة.
وفيها قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا حسد إلا في اثنتيْنِ: رجلٌ آتاه اللهُ مالاً، فسلَّطَه على هَلَكَتِه في الحقِّ، وآخرُ آتاه اللهُ حكمةً، فهو يَقضي بها ويُعلِّمُها).
وردت كلمة حاسد في الآية الكريمة نكرة؛ لأنّ ليس كلّ حاسد يكون ضارّاً، فإذا لم يظهر حسده ويعمل بمقتضاه، لم يكن حسده ذلك ضاراً للإنسان، بل ينحصر حينها أثر حسده على نفسه بما يصيبه من الهمّ لعدم تمكّنه وتملّكه للنعمة التي يحسد الآخرين عليها.
ويكون الضرر فقط إذا أظهر حسده وعمل به، ومِن أخفى ذلك الحسد العين، فقد يكون للحاسد تأثير كبير يصيب من خلاله الآخرين بالعين، ففي حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (العينُ حقٌّ).