تفاصيل جديدة حول مفاوضات الدوحة بشأن وقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
تتواصل في العاصمة القطرية الدوحة ، المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل بشان وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى ، فيما كشفت القناة 12 الإسرائيلية ، عن ضغوط أمريكية غير مبسوقة تمارس على كلا الجانبين لتحقيق اختراق سياسي يفضى إلى إنهاء حرب غزة وتحقيق صفقة التبادل.
وبحسب القناة الإسرائيلية، فقد وصل الوفد الأميركي إلى الدوحة برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، حاملاً "مقترحًا محدثًا ومتكاملاً"، ينص على إنهاء الحرب، وإطلاق سراح جميع الأسرى، مقابل ترتيب "اليوم التالي للحرب" بما لا يسمح لحركة حماس بالعودة إلى السيطرة على قطاع غزة.
وأفادت القناة أن "الخطة التي طرحها ويتكوف حظيت بموافقة الوسطاء، وتلقّت إشارات إيجابية من جانب حماس"، لكنها قوبلت في المقابل بموقف إسرائيلي متشدد، إذ لا يزال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، يتمسك بـ"خطة جزئية" لا تشمل إنهاء الحرب على قطاع غزة؛ ولفتت إلى أن الضغوط الأميركية تمارس على الطرفين في محاولة لتحقيق اختراق.
وفيما نفت مصادر حكومية وجود "اختراق حقيقي" في المحادثات، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية بأن المقترحات الأميركية المطروحة تشمل عدة صيغ محتملة، من بينها اتفاق جزئي كمرحلة أولى، لكن "نتنياهو يرفض تمامًا أي تنازل بشأن إنهاء الحرب، ويتمسك بالمطالب الإسرائيلية كاملة"، وفق ما نقلته عن مسؤول رفيع.
وذكرت التقارير الإسرائيلية أنه "بينما لا يزال وفد التفاوض الإسرائيلي متواجدة في قطر، أجرى ويتكوف مباحثات مع مسؤولين قطريين وممثلي الوسطاء، في حين يواصل نتنياهو اجتماعاته في إسرائيل مع طاقم التفاوض ومستشاريه الأمنيين".
ونقلت القناة 12 عن مصادر إسرائيلية أن "ويتكوف منخرط شخصيًا وبشكل مباشر في جهود إطلاق سراح الأسرى"، مشيرا إلى أن "الرئيس ترامب لن يفرض على إسرائيل أي خطوات لا ترغب بها"، فيما أشار المصدر ذاته إلى أن إسرائيل قد توافق على تأجيل توسيع هجماتها البرية في غزة إذا تأكدت أن محمد السنوار قُتل فعلًا في الغارة الأخيرة.
وذكرت القناة أن مكتب نتنياهو يشهد، منذ ساعات، اجتماعات "دراماتيكية" تحت ضغط مكثف من الإدارة الأميركية. ونقلت عن مسؤول إسرائيلي مطّلع على هذه المشاورات قوله إن "الولايات المتحدة أوضحت عرضها يتمثل بـ‘خذوا الاتفاق أو ننسحب‘"، وتشدد على أن "من يرفض التعاون معها سيخسر الكثير".
وفي السياق ذاته، نقلت قناة i24NEWS عن مصادر إسرائيلية قولها إنه "لا يوجد أي تقدم في المحادثات الجارية في قطر، ولا تغيير في موقف حركة حماس". وأضافت القناة أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن "قيادة حماس في قطر تنتظر معرفة مصير محمد السنوار قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدمًا في المفاوضات".
هذا وأطلق أكثر من 65 إسرائيليًا من الأسرى السابقين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة وأطلق سراحهم في صفقات تبادل سابقة، نداءً إلى رئيس نتنياهو والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، طالبوا فيه بعدم تفويت "الزخم التاريخي" الحالي، ودعوا إلى مواصلة الجهود للتوصل إلى صفقة شاملة في إطار تحرك إقليمي واسع.
وجاء في الرسالة: "نعتقد أن أمام حكومة إسرائيل فرصة حقيقية للعودة إلى طاولة المفاوضات. نطلب منكم، كل من يشارك في ذلك، ألا تغادروها قبل توقيع صفقة شاملة". وبحسب الموقّعين، فإن "أغلبية المجتمع الإسرائيلي تريد استعادة الرهائن، حتى ولو كان الثمن وقف القتال".
ووجّهت الرسالة أيضًا إلى المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ويتكوف، ومن بين الموقّعين عليها خمس مجنّدات عملن في المراقبة الحدودية وأُسرن لدى حركة حماس وأُطلق سراحهن في الصفقة الأخيرة خلال شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير الماضيين.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية صورة: الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في مدينة غزة نتنياهو وكاتس يهاجمان ماكرون بسبب مطالبته بوقف الحرب ضباط إسرائيليون يحذرون من مجاعة واسعة بغزة ما لم تدخل المساعدات فورا الأكثر قراءة الخليل - استشهاد عبد الفتاح الحريبات برصاص الجيش الإسرائيلي فتح تعقب على جريمة التجويع في غزة الرئيس السوري : نجري مفاوضات غير مباشرة للتهدئة مع إسرائيل السعودية ترفض إعلان إسرائيل بشأن السيطرة على غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تتوقع جولة جديدة من الحرب مع إيران رغم وقف إطلاق النار
سلطت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الضوء على تقييمات سياسية وأمنية تشير إلى أن وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وإيران -برعاية أميركية- لم ينه المعركة بين الطرفين، بل ترى أنه بداية مرحلة جديدة أكثر خطورة.
ونقلت آنا براسكي المراسلة السياسية للصحيفة تقييمات سياسية إسرائيلية ترى أن السؤال لم يعد "هل سيستأنف القتال؟" بل "متى وعلى أي جبهة ستكون الجولة القادمة؟".
ورغم الهدوء النسبي، تواصل إسرائيل اعتبار وقف البرنامج النووي الإيراني "هدفا وطنيا أسمى" بينما ترفض إيران التخلي عن مشروعها النووي. وتؤكد المراسلة السياسية أن اللاعبين لم يتغيروا، وأن اللعبة مستمرة، في ظل غياب أي وهم بأن الصراع قد انتهى.
وتستند هذه الرؤية إلى تصريح لرئيس الموساد ديفيد برنيع، بعد يوم ونصف من سريان وقف إطلاق النار، قال فيه "سنواصل مراقبة جميع المشاريع في إيران، والتي نعرفها بعمق، وسنكون هناك كما كنا حتى الآن" الأمر الذي اعتبره مراقبون إسرائيليون أنه إشارة إلى أن الهدوء مؤقت.
ويعتبر التقرير أن وقف النار لم يكن نتيجة تسوية إستراتيجية، بل هو توازن مؤقت في المصالح، حيث سعت إسرائيل إلى تحقيق إنجاز تكتيكي عبر تدمير منشآت نووية وقواعد عسكرية إيرانية، بينما تجنبت إيران مواجهة مفتوحة مع سلاح الجو الأميركي الذي هاجم مفاعلات نووية في فوردو وأصفهان ونطنز.
وتضيف المراسلة السياسية للصحيفة أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أميركية يفتقر لآليات رقابية أو قنوات اتصال دائمة، ولا يتضمن التزامات واضحة بوقف البرنامج النووي الإيراني أو برنامج الصواريخ بعيدة المدى.
وترى براسكي أن هذا الوضع قابل للانفجار في أي لحظة، سواء بصاروخ من لبنان أو طائرة مسيرة من اليمن أو حتى تقرير إعلامي عن هجوم في سوريا.
إعلانوتحذر التقديرات الإسرائيلية من نمط جديد للصراع، يتمثل في جولات قصيرة ومركزة لكنها مدمّرة، تتكرر كل بضعة أشهر في ساحات متعددة مثل لبنان وسوريا والخليج، مما يهدد استقرار المنطقة ويستدعي تدخلا أميركيا متزايدا لمحاولة منع التصعيد من الوصول إلى مواجهة شاملة.
وتؤكد المراسلة أن "التوتر القائم وانعدام الثقة والصراع غير المحسوم، حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، لن تختفي تلقائيا حتى لو انخرطت أطراف دولية مثل روسيا أو الاتحاد الأوروبي أو دول الخليج في المساعي الدبلوماسية".
ترامب وتعقيدات الأزمةعلى الجانب الأميركي، ترى إسرائيل أن واشنطن ستبقى حاضرة بدافع المصلحة، خاصة في ظل وجود الرئيس دونالد ترامب الذي أظهر مواقف متناقضة تجاه إيران. فقد أعلن انتهاء الهجمات، ثم عاد ليؤكد الاستعداد لضربات جديدة. إلا أن دعم الكونغرس لأي تحرك عسكري واسع غير مضمون، والمجتمع الأميركي متوتر تجاه أي تورط عسكري جديد بالمنطقة، وترى أن هذا التردد الأميركي يمثل "ضعفا إستراتيجيا قد يضع إسرائيل أمام معضلة صعبة، إذا قررت توجيه ضربة استباقية أخرى".
وتشير المراسلة السياسية للصحيفة الإسرائيلية إلى احتمال تعمق المواقف الرسمية الإيرانية الرافضة للاتفاق النووي، مما يعرقل أي تسوية دبلوماسية طويلة الأمد.
وتنتقد طريقة تعامل ترامب مع الأزمة، واصفة إياها بعقلية "صناعة الترفيه" حيث أدار التدخل الأميركي كأنه موسم درامي من مسلسل تلفزيوني من مفاجآت وتشويق وانفجارات ثم نهاية تبدو مرضية، فقد شن حملة قصف ثم إعلان مفاجئ بوقف النار، كأنه يختتم موسما تلفزيونيا يقول في ختامه شكرا على المشاهدة، حتى أنه أطلق على هذه الجولة اسم "حرب الـ12 يوما".
لكن الواقع أثبت أن القصف المتبادل استمر بعد إعلان الهدنة رغم الضغوط الأميركية، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا التطور يمثل نقطة تحول نحو مصالحة إقليمية أم مجرد توقف مؤقت قبل جولة جديدة من العنف.
كما تشير المراسلة إلى أن تفاصيل وقف النار لاتزال غامضة، خاصة حجم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني، وسط تضارب في التقديرات بين البيت الأبيض الذي أعلن أنه تم تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، والتقارير الاستخباراتية -التي سربتها شبكة "سي إن إن" الأميركية- وقالت إن الأضرار لا تتجاوز تأخيرا لبضعة أشهر فقط.
وتتطرق المراسلة إلى الخطوة التي قام بها ترامب بعد إعلان وقف إطلاق النار، وهي مطالبته إسرائيل بإلغاء محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وربطه ذلك بالتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وترى أن ما وراء هذه التصريح رسالة أكثر وضوحا وهي "الدفاع الأمريكي عن إسرائيل يتطلب ثمنا. وهذا الثمن، على الأقل وفقا للمنطق الذي يقود ترامب، ويمكن أن يبدو على النحو التالي: التعاون العلني مع خط القيادة الأميركية والحفاظ على الولاء السياسي الكامل حتى في الساحات المتقلبة مثل القضية الفلسطينية أو الاتفاق النووي".
وأضافت "ربما سنكتشف قريبا أن الأميركيين لديهم مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويجب على الحكومة الإسرائيلية أن تنضم إليه".
إعلانوتختم براسكي تقريرها بالتأكيد على أن الصراع بين إسرائيل وإيران قد يظل مرشحاً للانفجار في أي لحظة، ما لم تحسم واشنطن أمرها وتقرر ما إذا كانت ستواصل إمساك زمام المبادرة أو تكتفي بهامش المراقبة على حد تعبيرها.