دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أشعل الرئيس السوري، أحمد الشرع تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ممن تداولوا مقطع فيديو لما قاله بعد لقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في المملكة العربية السعودية، وما رآه في عيني ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد وعدد من قادة وزعماء المنطقة.

وقال الشرع في الخطاب المتداول: "إنني اليوم لا أحتفل برفع العقوبات عن سوريا فحسب، ففرحتنا تكمن في الأخوة الصادقة وعودة المشاعر الجياشة بين شعوب المنطقة وملوكها وأمرائها ورؤسائها، فإن وحدة القرار والتوجه لا يخيبها الله، فقد صدق الأمير محمد بن سلمان بما وعد به، وصدق الرئيس أردوغان بمحبته، وصدق الأمير تميم بوفائه، وصدق الشيخ محمد بن زايد بلهفته، وسائر الحكام صدقوا جميعاً بمشاعرهم، وقد استجاب الرئيس ترامب مشكورا لهذا الحب، فكان قرار رفع العقوبات قرارا تاريخيا شجاعا، أزال به معاناة الشعب وساعد على نهضته وأرسى أسس الاستقرار في المنطقة".

وكذلك قال الشرع في خطابه: " أيها الشعب السوري العظيم، لقد مرت سوريا بمرحلة مأساوية في تاريخها الحديث تحت حكم النظام الساقط، قتل فيها الشعب وهجر الناس، وغيبوا في سجون الظلام، وارتفعت أصوات المعاناة عالياً، كما هدمت مقدرات الدولة، ونهبت بأيدي السراق القتلة، وتحولت سوريا إلى بيئة طاردة ومنفرة لأهلها ولجيرانها وللمنطقة والعالم، نُبذت سوريا للأسف وانزوت بعيداً عن أشقائها وأبنائها وجيرانها.. وباتت سوريا الحضارة غريبة عن تاريخها المشرف، وبعيدة عن أصالتها، وتأخرت عن مصاف الدول، وهناك في إدلب العز، وفي ظل الثورة السورية المباركة، كان يُبنى مستقبل لسوريا الجديدة.. تحررت البلاد وفرح العباد، وفرح معهم أشقاؤنا في الدول المجاورة، بل والعالم بأسره، وعادت روح الانتماء لشعبنا، وظهر جلياً حرص الشعب على دولته الجديدة".

ومضى: "حرصت الدول الشقيقة وشعوبها على مشاركة السوريين فرحتهم، وبدأت نافذة الأمل تطل وتشرف على مستقبل واعد، غير أن سوريا مكبلة بأعباء الماضي وآهاته.. وخلال الستة أشهر الماضية، وضعنا أولويات العلاج للواقع المرير الذي كانت تعيشه سوريا، وواصلنا الليل بالنهار، فمن الحفاظ على الوحدة الداخلية والسلم الأهلي، وفرض الأمن وحصر السلاح ودمج الفصائل في وزارة الدفاع، وتشكيل الحكومة واللجنة الانتخابية لتشكيل البرلمان والإعلان الدستوري والمؤتمر الوطني، وتشكيل هيئة العدالة الانتقالية وإلغاء القوانين الجائرة، وتحرير السوق، وتقييم الواقع المؤسساتي والخدمي، ووضع اليد على الخلل وطرق علاجه.. وتزامنت مع كل هذا جولات مكوكية للدبلوماسية السورية لمشاركة الدول للتعريف بواقع سوريا الجديد، التي قامت بالمشاركة في أهم المنتديات والمؤتمرات الدولية، ورفعت علم سوريا الحبيبة في الأمم المتحدة، ونجحت في فتح أبواب مغلقة، ومهدت الطريق لعلاقات إستراتيجية مع الدول العربية والغربية، فرأينا لهفة أشقائنا من الدول واكتشفنا أن العالم بأسره يحب سوريا ويهتم لشأنها لما لها من مكانة عظيمة في نفوسهم".

وأضاف: "لقد زرت الرياض قبل عدة أشهر، والتقيت ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووعدني ببذل وسعه للسعي لإزالة العقوبات عن سوريا، ورأيت في عينيه وعيون شعبه حبه الكبير لسوريا ونظرة ثاقبة لمستقبلها الاقتصادي.. ثم زرت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وقف مع الشعب السوري وتحمل ودولته الكثير خلال أربعة عشر عاماً، استضاف فيها ملايين السوريين مع كل ما تحمله من أعباء.. رأيت أيضاً الحب والود والفرح والاستعداد التام لأن تقف سوريا على أقدامها، ثم زارني وزرت الشيخ تميم بن حمد الذي صبر مع الشعب السوري بموقف يسجله التاريخ، ومنذ لحظة التحرير وهو يقف بجوارنا".

وتابع: "زرت الشيخ محمد بن زايد، الذي سارع بفتح أبواب الإمارات العربية المتحدة لإخوانه السوريين، وأبدى استعداده التام لفعل كل ما يلزم لتنهض سوريا من جديد.. وكان أول من بارك لنا الملك حمد بن عيسى، ملك مملكة البحرين، وكذلك أشقاؤنا في الكويت وسلطنة عمان، ولا أنسى ملك الأردن عبد الله بن الحسين، وترحيبه الحار وموقف المملكة بالقضايا الساخنة.. كذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر، الذي رأيت حرصه على نهضة سوريا واستقرارها وإعمارها، وكذلك ليبيا والجزائر والمغرب والسودان والأشقاء في اليمن السعيد، ودولة الرئيس محمد شياع السوداني، الذي أبدى رغبته بعودة العلاقات السورية العراقية والتبادل التجاري المثمر.. ثم كان لقاؤنا بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أبدى استعداده مبكراً لرفع العقوبات عن سوريا، ومعه في ذلك أهم دول الاتحاد الأوروبي كألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، كما سارعت بريطانيا مشكورة إلى رفع العقوبات عن سوريا الحبيبة.."

وأردف: "أيها الشعب، لقد كانت وحدتكم وحبكم لبلدكم وتضحياتكم لأجلها، ومعاناتكم في المخيمات، ودماء الشهداء والمعتقلين، وإظهار فرحتكم بسوريا الجديدة، والتفافكم حول قيادتها، كبير الأثر في التأثير بالرأي العالمي تجاه سوريا، وإن تفاعل الجاليات السورية في الخارج ومساهمتهم البناءة في المطالبة برفع العقوبات كان له كبير الأثر كذلك.. أيها السوريون، إن تلاحم الشعب ووحدته بين الداخل والخارج، وقربه من أشقائه وحسن جواره، لهو رأس مال قوي لسوريا، واليوم نشهد ثمرة ذلك عياناً وواقعاً، فليس هناك أجمل من الأخوة الصادقة والمحبة العفوية بين الدول وشعوبها.."

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأمير محمد بن سلمان الشيخ محمد بن زايد الأمير محمد بن سلمان الإدارة الأمريكية البيت الأبيض الحكومة السورية الشيخ محمد بن زايد الملك حمد بن عيسى دونالد ترامب رجب طيب أردوغان العقوبات عن سوریا محمد بن سلمان محمد بن زاید

إقرأ أيضاً:

حسين الروشدي يحصد الثالث عالميا في مسابقة الأمير محمد بن سلمان العالمية للخط العربي

(عمان) حقق الخطاط العماني حسين بن سعيد بن خميس الروشدي المركز الثالث على مستوى العالم في مسابقة مبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي، والتي أقيمت في معرض الكتاب الدولي 2025، بمشاركة نخبة من الخطاطين من مختلف دول العالم ينتمون إلى مدارس واتجاهات فنية متعددة.

وتوّج "الروشدي" بعد تصفيات أولية شهدت توافد أكثر من ثلاثمئة خطاط وخطاطة من بلدان متعددة يمثلون مدارس فنية وأساليب متنوعة في الخط العربي، حيث خضع جميعهم لمراحل تقييم دقيقة أشرف عليها خبراء مختصون في هذا الفن العريق، وتم اختيار تسعة أسماء فقط للمرحلة النهائية التي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض.

وتميزت المرحلة الختامية للمسابقة بطابع تنافسي نفذ فيها المتسابقين لوحات فنية حيّة مباشرة أمام لجنة التحكيم والجمهور خلال وقت زمني محدد استمر لسبع ساعات متواصلة، ركز على المهارة والدقة في التعامل مع تفاصيل الحرف العربي وتكويناته الجمالية، وامتدت فعاليات المنافسة على مدى ثلاثة أيام متتابعة قدم فيها الخطاطين عمل جديد في كل يوم بمستوى يحافظ على جودة الإنتاج والاستمرارية في تقديم أفكار إبداعية تحت ضغط الوقت والجهد، وفي نهاية الحدث راجعت لجنة التحكيم (التي ضمت أسماء بارزة في مجال الخط العربي) تم خلالها الإعلان عن النتائج النهائية.

وعبّر الخطاط حسين الروشدي عن سعادته الكبيرة بهذا التتويج، مؤكدا أن تحقق بالدعم الذي وجده من أسرته وأساتذته وكل من آمن بموهبته منذ انطلاقته الأولى، كما توجه بالشكر إلى الجهات المنظمة على حسن التنظيم وحرصهم على إبراز هذا الفن الأصيل من خلال منصة دولية بهذا الحجم، وأهدى الإنجاز إلى عُمان امتنانا لما قدموه من دعم لمسيرته الفنية طوال السنوات الماضية.

مقالات مشابهة

  • حسين الروشدي يحصد الثالث عالميا في مسابقة الأمير محمد بن سلمان العالمية للخط العربي
  • ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يرأس جلسة مجلس الوزراء
  • عاجل. خلال لقاء الشرع.. مظلوم عبدي يرفع سقف المطالب الكردية ويدعو لمنطقة حكم ذاتي في سوريا
  • تعاون بين جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية ومجمع الملك سلمان العالمي
  • شراكة بين جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية ومجمع الملك سلمان
  • مصر.. ظهور جمال مبارك وشقيقه علاء معا أمام ضريح والدهما يشعل تفاعلا
  • الشرع يسقط ذكرى حرب تشرين من الذاكرة السورية.. ما الهدف؟
  • سلام أم استسلام؟!.. علاء مبارك يشعل تفاعلا بانتقاده خطة ترامب بشأن غزة
  • الشرع: خطوة تتوافق مع المرحلة الانتقاليةتشكيل أول برلمان في سوريا بعد عهد الأسد
  • الانتخابات الأولى بعد الأسد وفي حكم الشرع.. سوريا تجري تصويتاً غير مباشر لاختيار نواب مجلس الشعب