قال الأستاذ الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تركنا على المحجة البيضاء، وقد كان حريصًا أن تصل رسالة الإسلام بفهمها الصحيح إلى كلِّ الناس، وقد وصفه الله تعالى في كتابه الكريم قائلًا: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}.

وأضاف مفتي الجمهورية أن دَور علماء الأمة أن يقوموا بمهمة إيصال صحيح الدين إلى الناس، وهي مهمة كبيرة تتعلق ببيان الحكم الشرعي، وكذلك مهمة بناء وعي الناس والمسلمين، وذلك لمواجهة من أرادوا أن يوصلوا صورة مشوهة للدين بفهمهم السقيم، مؤكدًا: "نحن -علماءَ الأمة- مأمورون بتصحيح هذه المفاهيم".

جاء ذلك خلال افتتاح فضيلته للدورة التدريبة التي تعقدها دار الإفتاء المصرية لعدد من المفتين الماليزيين في الفترة من 27 أغسطس إلى 5 سبتمبر 2023، وذلك في إطار البرامج التدريبية التي تعقدها الدار لتدريب المفتين وتأهيلهم.

وأكد المفتي أننا نسعد كثيرًا بهذه اللقاءات والحوارات العلمية، لما يتم في هذه البرامج التدريبية من حوار علمي بين فريقين يجري فيه الكثير من التقارب وتلاقح الأفكار وتبادل الخبرات.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن دار الإفتاء تقوم بمهمتها في توضيح صحيح الدين وتدريب المفتين وتأهيلهم، حيث أدَّت جهودًا كبيرة في هذا الصدد بوسائل مختلفة، منها اللقاءات العلمية والإصدارات والأبحاث والبرامج التلفزيونية والموشن جرافيك وكذلك تدريب المفتين.

وقال المفتي: نحن نتوارث علوم الفتوى وبيان الحكم الشرعي الصحيح مع مراعاة أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، فنحن نريد أن تصل رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعًا كما تركها هو بفهمها الصحيح وبفهم العلماء الذين جاءوا من بعده، أما من حاد عن الطريق فيجب توضيح ما انحرفوا فيه.

وتوجَّه المفتي بخالص الدعاء إلى الله عز وجل أن يوفق علماء ماليزيا في هذا البرنامج التدريبي، وأن يحققوا الاستفادة القصوى منه.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية دار الإفتاء المفتي الحكم الشرعي مفتی الجمهوریة

إقرأ أيضاً:

لماذا يرتدي الحجاج «إزار ورداء أبيض» ولا يلبسون المخيط؟

قال الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن أول وأهم ما يميز الحج هو "إخلاص النية لله سبحانه وتعالى"، موضحًا أن مظاهر التلبية وتوحيد النداء لرب العالمين تعكس ذلك المعنى الجوهري.


وأكد أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، في تصريح له، أن كل منسك من مناسك الحج يحمل أبعادًا تعبدية خالصة، لا يُسأل عنها بـ"لماذا؟" وإنما يُسلَّم فيها القلب والعقل لله. 


وأوضح أن التجرد من الثياب ولبس الإزار والرداء هو صورة رمزية عظيمة لتجرد الحاج من زخرف الدنيا، مؤكدًا أنه لا فرق في تلك اللحظة بين غني وفقير، ولا بين طبقة وأخرى، فالجميع في مقام واحد أمام الله.

وأضاف أن لحظة الإحرام لا تعني فقط تغيير الملبس، بل تعني أيضًا تشييع النفس القديمة واستقبال ميلاد جديد لها، ميلاد أكثر صفاءً وخشوعًا وخضوعًا لله، مضيفا: "في لحظة الإحرام، إن شعرت بالغربة فأعلم أن النفس ما زالت معلّقة بالدنيا، أما إن شعرت بالدفء والسكينة، فاعلم أن القلب بات معلّقًا بالله".

هل يجوز للمحرم تغيير ملابس الإحرام أثناء مناسك الحج ؟.. الإفتاء توضحكيفية أداء مناسك الحج خطوة خطوة .. شرح مفصل لحج التمتع والقران والإفراد

وأشار إلى أن سر الحج الكبير بعد النية هو "اتباع النبي ﷺ"، مؤكدًا أن كل منسك، وإن بدا بسيطًا أو غير مفهوم، هو في جوهره اتباع لسنّته، مستشهدا بموقف سيدنا عمر بن الخطاب عندما قال أمام الحجر الأسود: "إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك".

ولفت إلى أن غايات الشريعة كلها تدور حول رعاية مصالح العباد ودرء المفاسد عنهم، موضحًا أن من أعظم مصالح الحاج: غفران الذنوب وتكفير السيئات، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله".

مشهد الحج في ذاته هو مشهد روحاني

قال الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن مشهد الحج في ذاته هو مشهد روحاني عظيم يُجسّد معنى الشوق الإلهي الذي زرعه الله في قلوب عباده، مشيرًا إلى أن قوله تعالى: "فاجعل أفئدةً من الناس تهوي إليهم" يكشف عن حقيقة إيمانية كبرى، وهي أن الذهاب إلى البيت الحرام ليس رحلة جسدية فقط، بل هو استجابة لدعوة إلهية تسكن القلوب قبل الأجساد.

أضاف أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن سيدنا إبراهيم عليه السلام حين دعا بهذه الدعوة، لم يقل "أفئدة الناس"، بل قال "أفئدة من الناس"، كما جاء في تفسير عبد الله بن عباس رضي الله عنه، ليؤكد أن الله اختص بهذه المحبة قلوبًا معينة من عباده، هم الذين استجابوا لهذا النداء، فحنّت قلوبهم واشتاقت أفئدتهم إلى البيت الحرام.

 الحج زيارة لله وضيافة عند الله

وأوضح أن الحج زيارة لله، وضيافة عند الله، ووفادة على الله، مصداقًا لقول النبي ﷺ: "الحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم"، وهذه ليست دعوة من جهة تنظيمية أو بشرية، بل من الله جلّ في علاه، لقوله تعالى: "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر".

وأكد أن من لبّى نداء الحج لا بد أن يستشعر أنه في بيت الله، وأنه واقف في مواضع وقفت فيها أقدام الأنبياء، وتفيّأت فيها أرواح الأولياء، مستحضرًا مشاهد كالنبي ﷺ وهو يطوف بالكعبة، ويقبّل الحجر الأسود، ويقف على عرفات متذللاً لله كالمستعطف المسكين.

الحج ليس مجرد أداء مناسك

وتابع: "الحج ليس مجرد أداء مناسك، بل هو رحلة روحانية كاملة، تبدأ بنداء في القلب، وتُترجم بشوق غير مقنن إلى البيت الحرام، وتنتهي بفيض من الرحمة والمغفرة، وشوق أعظم إلى لقاء وجه الله الكريم في الجنة، كما قال تعالى: «للذين أحسنوا الحسنى وزيادة».

طباعة شارك لماذا يرتدي الحجاج إزار ورداء إزار ورداء الحجاج الإحرام

مقالات مشابهة

  • دار الإفتاء تُنهي استعداداتها لعقد مؤتمر «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي»
  • الإفتاء تستعد لمؤتمر “صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي”
  • مفتي الجمهورية يؤكد على أهمية دور المؤسسات الدينية في صناعة المصلحين
  • ما هو يوم الحج الذي أوجب الله عليه الناس؟ تعرف عليه
  • ما كدى صحة حديث يأتي زمان على الناس يحبون خمسًا وينسون خمسًا؟
  • لماذا يرتدي الحجاج «إزار ورداء أبيض» ولا يلبسون المخيط؟
  • من يُتقن أيديولوجية الصبر
  • التصرّف الصحيح لمن انتقض وضوؤه أثناء السعي أو الطواف.. دار الإفتاء توضح
  • أبو العينين لمروجي الشائعات عن أحمد موسى : اتقوا الله
  • الصحة: تدريب 5 آلاف ممرض وزيارات ميدانية بـ7 محافظات