مقتـ ل عنصر أمن خلال مظاهرات تطالب برحيل حكومة الدبيبة في طرابلس
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
شهدت العاصمة الليبية طرابلس، مساء أمس الجمعة، تصعيدًا خطيرًا مع مقتل عنصر أمني خلال محاولة اقتحام مقر رئاسة الوزراء، في إطار مظاهرات حاشدة تطالب برحيل حكومة عبد الحميد الدبيبة.
وأعلنت حكومة الوحدة الوطنية، في بيان رسمي، أن الشرطي توفي متأثرًا بجروح أصيب بها جراء إطلاق نار من قبل مجهولين، خلال قيامه بتأمين المبنى.
وأشار البيان إلى أن أجهزة الأمن تمكنت من إحباط محاولة اقتحام قالت إنها نفذتها "مجموعة مندسة" بين صفوف المتظاهرين، معتبرة أن استهداف مقر الحكومة يُعد "تعديًا مباشرًا على مؤسسات الدولة"، في وقت تزداد فيه الهشاشة الأمنية والسياسية في البلاد.
وحذّرت الحكومة في ختام بيانها من وجود أطراف تحاول تأجيج الأوضاع الأمنية عبر أعمال عنف مدبّرة تستهدف حتى المتظاهرين أنفسهم، في مسعى واضح لزعزعة الاستقرار. كما نشرت مقطع فيديو يُظهر تعرض جزء من سور مبنى رئاسة الوزراء لأعمال تخريب، في محاولة لتوثيق ما وصفته بـ"الاعتداء المنظم".
ورغم الحادث، شكرت الحكومة وزارة الداخلية على ما وصفته بـ"الاحترافية الكبيرة" في حماية المتظاهرين وضمان سلامة المشاركين، ما يوحي بمحاولة لتبرئة المؤسسة الأمنية من مسؤولية قمع التظاهرات.
وبحسب مراسلي وكالة "فرانس برس"، شهد ميدان الشهداء وسط العاصمة تجمع مئات المتظاهرين، معظمهم من الشباب، وسط وجود أمني مكثف تجاوز الأربعين آلية. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب برحيل حكومة الدبيبة، متهمين إياها بالفشل في حماية المدنيين والانحياز لجماعات مسلحة محددة.
وقد جاءت هذه التظاهرات بعد أيام فقط من اشتباكات عنيفة بين فصائل مسلحة في طرابلس، خلفت ما لا يقل عن ثمانية قتلى، وفق بيانات الأمم المتحدة. ورغم عودة الحياة بشكل جزئي إلى طبيعتها، إلا أن التوتر ما زال مستمرًا، مع تصاعد الاحتجاجات السياسية.
تزامنًا مع الاحتجاجات، أعلنت وسائل إعلام محلية استقالة 6 وزراء ونواب وزراء من حكومة الوحدة الوطنية، وقد أكد اثنان منهم تلك الاستقالات عبر مقاطع مصورة، في مشهد يعكس حجم الأزمة التي تواجهها الحكومة الليبية الحالية.
في المقابل، دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا السلطات إلى احترام حق المواطنين في التظاهر السلمي، محذّرة من أن التصعيد قد يرقى إلى "جرائم يعاقب عليها القانون الدولي"، في لهجة تحذيرية نادرة تعكس القلق الدولي المتزايد من الوضع في طرابلس.
ومن جهته، حضّ خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، رئيس البرلمان عقيلة صالح على بدء مشاورات فورية لاختيار شخصية وطنية لرئاسة حكومة جديدة، في خطوة تفتح الباب لتغييرات جذرية في المشهد السياسي الليبي الذي يشهد انسدادًا متواصلاً منذ سنوات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: طرابلس ليبيا مظاهرات طرابلس الدبيبة حكومة الدبيبة حکومة الدبیبة فی من حکومة الدبیبة مسلحة فی طرابلس اشتباکات مسلحة وزراء من حکومة فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
“الأغذية العالمي”: ارتفاع كلفة الغذاء في المنطقة الغربية %24.2 بسبب اشتباكات طرابلس
سجل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ارتفاعا ملحوظا في تكلفة سلة الإنفاق على الغذاء في ليبيا بنسبة 8.2% خلال شهر مايو 2025، لتبلغ 983.82 دينارًا، وهو أعلى ارتفاع شهري منذ بداية العام.
وأوضح تقرير البرنامج أن هذا الارتفاع يعود بشكل رئيسي إلى زيادة الأسعار الحادة في المنطقة الغربية، إلى جانب استمرار تقلب أسعار السلع الأساسية الغذائية منها وغير الغذائية في مختلف أنحاء البلاد.
وذكر التقرير أن المنطقة الغربية الأكثر تأثرا، حيث ارتفعت فيها سلة الإنفاق بنسبة 24.2% لتصل إلى 1,065.67 دينارًا، وذلك نتيجة الاشتباكات المسلحة التي شهدتها طرابلس منتصف مايو، ما أدى إلى تعطيل سلاسل الإمداد والنشاط التجاري، وبالتالي ارتفاع تكاليف المعيشة، وفق التقرير.
في المقابل، شهدت المنطقة الشرقية انخفاضًا طفيفًا بنسبة 1.7% في متوسط تكلفة سلة الإنفاق، لتصل إلى 909.4 دينار، إلا أن مدينة الكفرة سجلت أعلى تكلفة داخل الإقليم بقيمة 1,081.13 دينارًا، نتيجة زيادة الضغط على الخدمات المحلية وارتفاع الطلب، في ظل استمرار تدفق اللاجئين السودانيين، حسب البرنامج.
وأشار التقرير إلى أن مؤشر أسعار المواد الغذائية على المستوى الوطني ارتفع بنسبة 8.9% ليبلغ 864.02 دينار، فيما ارتفع مؤشر المواد غير الغذائية بنسبة 3.5% ليصل إلى 119.80 دينارًا، ويعكس هذا الاتجاه استمرار الضغوط التضخمية، وسط ضعف في قيمة العملة المحلية وقيود على جانب العرض.