كنعاني: على واشنطن سحب قواتها غير الشرعية من سورية
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
طهران-سانا
جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني التأكيد على وجوب انسحاب القوات الأمريكية غير الشرعية من سورية في أسرع وقت ممكن، مؤكداً تعارض وجود هذه القوات مع السلام والأمن والقوانين الدولية.
وقال كنعاني في مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم: إن وجود القوات الأمريكية على الأراضي السورية غير شرعي، ويتسبب بعدم الاستقرار وانعدام الأمن في سورية والمنطقة، وعليها المغادرة بأسرع وقت ممكن بناء على القوانين الدولية وطلب الحكومة السورية.
وأشار كنعاني إلى أن الأزمة في سورية هي نتيجة التدخلات الخارجية ودعم التنظيمات الإرهابية، مشدداً على أن استمرار العقوبات الأمريكية القاسية والظالمة يتسبب بمعاناة الشعب السوري.
من جانب آخر، وفيما يتعلق بمصادرة واشنطن شحنة النفط الإيرانية وصف كنعاني هذا الإجراء بأنه يتناقض مع تصريحات المسؤولين الأمريكيين ورسائلهم بشأن الحوار مع إيران، وقال: “إنه في وقت تبدي فيه واشنطن اهتماماً بالحوار المباشر مع إيران، وتقوم بذات الوقت بفرض عقوبات جديدة ومصادرة شحنة النفط الإيرانية فإن هذه الإجراءات لا تتوافق مع الرسائل التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى إيران بأنها مستعدة لإجراء الحوار المباشر واستكمال خطة العمل المشترك الشاملة”.
وأوضح كنعاني أنه تم استدعاء القائم بالأعمال السويسري بصفته راعي المصالح الأمريكية في إيران في هذا الإطار، وأكدنا له أن هذا الإجراء لن يمر دون رد، وأن التصرفات الامريكية تتعارض مع اتفاق تبادل السجناء الأمريكيين مع إيران.
ولفت المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية “إلى أنه في الفترة الأخيرة كان لدينا تفاهم مع أمريكا، وأبرمنا اتفاق تبادل السجناء، وتابعنا معاً رفع الحظر عن الأصول الإيرانية وفي هذا الاتجاه نشهد تقدماً، وهناك حكومات تسعى إلى لعب دور ونحن نرحب بذلك بما يؤدي إلى رفع العقوبات الجائرة، وهو يمثل أولوية بالنسبة لنا”.
وفيما يتعلق بالاتفاق بين إيران والعراق ووجود مجموعات إرهابية مسلحة في شمال العراق، أشار كنعاني إلى أن الحكومة العراقية التزمت بموجب الاتفاق الذي أبرمه الجانبان بنزع سلاح المجموعات الإرهابية ونقلهم من المكان.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
ما هي القنبلة الأمريكية الخارقة ''جي بي يو-57'' القادرة على الوصول للمنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض؟
تُطرح "تساؤلات كثيرة عن مدى فاعلية الهجومات الإسرائيلية في ضرب القلب النابض للبرنامج النووي الإيراني".
فعلى عكس موقعَي نطنز وأصفهان في وسط إيران، تتجه الأنظار نحو منشأة فوردو التي توجد على عمق كبير يصل إلى نحو مئة متر تحت الأرض، ما يجعلها في مأمن من القنابل الإسرائيلية.
و"جي بي يو 57" وهي قنبلة خارقة للتحصينات، هي وحدها القادرة على الوصول إلى هذه المنشأة. فما الذي نعرفه عن هذا السلاح الفتاك؟
يجمع المراقبون أن القنبلة الاستراتيجية الخارقة للتحصينات، وهي من صنع أمريكي، وحدها القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية الموجودة تحت الأرض.
وهو سلاح فتاك لا تملكه إسرائيل، واسم القنبلة "جي بي يو-57" ‘GBU-57‘، التي تَزن 13 طنا وتستطيع اختراق الأرض عشرات الأمتار قبل أن تنفجر، لتحقيق هدفها المعلن من الحرب وهو منع طهران من حيازة السلاح النووي.
إذا كان الجيش الإسرائيلي نجح خلال خمسة أيام في قتل أبرز القادة العسكريين الإيرانيين وتدمير عدد من المنشآت فوق الأرض، تُطرح "تساؤلات كثيرة عن مدى فاعلية الضربات الإسرائيلية في ضرب القلب النابض للبرنامج النووي الإيراني"، على ما لاحظ بهنام بن طالبلو من "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات" Foundation for Defense of Democracies البحثية، في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية.
ولاحظ الخبير في هذا المركز المحسوب على المحافظين الجدد أن "كل الأنظار تتجه نحو منشأة فوردو" في جنوب طهران، وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم ترصد "أية أضرار" في هذه المنشأة.
وأكد الجنرال الأمريكي مارك شوارتز الذي خدم في الشرق الأوسط، ويعمل حاليا خبيرا في مركز "راند كوربوريشن" للأبحاث لوكالة الأنباء الفرنسية أن "الولايات المتحدة وحدها تمتلك القدرة العسكرية التقليدية" على تدمير موقع كهذا.
ويقصد شوارتز بهذه "القدرة التقليدية"، أي غير النووية، قنبلة "جي بي يو-57".
ما هي قدرة قنبلة جي بي يو - 57؟
تتميز هذه القنبلة الأمريكية بقدرتها على اختراق الصخور والخرسانة بعمق كبير. ويوضح الجيش الأمريكي أن قنبلة "جي بي يو-57" "صممت لاختراق ما يصل إلى 200 قدم (61 مترا) تحت الأرض قبل أن تنفجر".
وعلى عكس الصواريخ أو القنابل التي تنفجر شحنتها عند الاصطدام، تتمثل أهمية هذه الرؤوس الحربية الخارقة للتحصينات بأنها تخترق الأرض أولا ولا تنفجر إلا لدى وصولها إلى المنشأة القائمة تحت الأرض.
وتغلف هذه القنابل "طبقة سميكة من الفولاذ المقوى تمكنها من اختراق طبقات الصخور" بحسب الخبير ماساو دالغرين. ويتجاوز وزنها 13 طنا، فيما يبلغ طولها 6,6 أمتار. وتكمن فاعليتها أيضا في صاعقها الذي لا يُفعّل عند الارتطام بل "يكتشف (...)التجاويف" و"ينفجر عند دخول القنبلة إلى المخبأ"، بحسب تصريح دالغرين لوكالة الأنباء الفرنسية.
وبدأ تصميم هذه القنبلة في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وطُلِب من شركة "بوينغ" عام 2009 إنتاج 20 منها.
كيف يتم إلقاء القنابل الخارقة للتحصينات؟
لا تستطيع إلقاء هذه القنبلة إلا طائرات "بي-2" الأمريكية. وكانت بعض هذه القاذفات الاستراتيجية الشبحية موجودة في مطلع أيار/مايو في قاعدة دييغو غارسيا الأمريكية في المحيط الهندي، لكنها لم تعد ظاهرة في منتصف حزيران/يونيو في صور أقمار اصطناعية من "بلانيت لابس" PlanetLabs حللتها وكالة الأنباء الفرنسية.
إلا أن ماساو دالغرين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أكد أن قاذفات "بي-2" التي تُقلع من الولايات المتحدة تستطيع بفضل مداها البعيد "الطيران حتى الشرق الأوسط لشن غارات جوية، وهي سبق أن فعلت ذلك". وبإمكان كل طائرة "بي-2" حملَ قنبلتَي "جي بي يو-57".
وإذا اتُخذ قرار باستخدامها، "فلن تكتفي بإلقاء قنبلة واحدة وينتهي الأمر عند هذا الحد، بل ستستخدم أكثر من قنبلة لضمان تحقيق الهدف بنسبة مئة في المئة"، وفقا لمارك شوارتز.
ورأى هذا الجنرال المتقاعد أن التفوق الجوي الذي اكتسبته إسرائيل على إيران "يُقلل من المخاطر" التي يمكن أن تُواجهها قاذفات "بي-2".
وتوقع بهنام بن طالبلو أن "تترتب عن تدخل أمريكي كهذا تكلفة سياسية باهظة على الولايات المتحدة". ورأى أن ضرب منشآت البرنامج النووي الإيراني "لا يشكل وحده حلا دائما"، ما لم يحصل حل دبلوماسي أيضا.
وفي حال لم تُستخدَم هذه القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات في نهاية المطاف، يُمكن للإسرائيليين، بحسب الخبير نفسه، مهاجمة المجمعات الواقعة تحت الأرض على غرار فوردو، من خلال "محاولة ضرب مداخلها، وتدمير ما يُمكن تدميره، وقطع الكهرباء"، وهو ما حصل على ما يبدو في نطنز.