أمهات باريس يرفعن صوت أطفال ونساء غزة في وجه الصمت الحكومي
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
باريس- شهدت العاصمة الفرنسية باريس وقفة احتجاجية، أمس الأحد، للتنديد بحرب الإبادة الجماعية ومعاناة أطفال قطاع غزة، بمبادرة من التجمع الشبابي "أمهات من أجل أطفال فلسطين".
وكان من المفترض تنظيم هذه المبادرة الإنسانية أمام قصر الإليزيه، لكن مركز شرطة باريس منعها، مما جعل المنظمين يختارون التوجه إلى ساحة "ليزانفاليد" بالقرب من مقر وزارة الخارجية الفرنسية.
وسلط هذا النداء الضوء على وضع الأطفال الفلسطينيين منذ بداية الحرب، حيث قتل 15 ألف طفل فلسطيني وتيتّم 20 ألفا يعيشون مآسي يومية تحت القصف المستمر.
تتكون هذه المبادرة من آلاف النساء في فرنسا، أخذن على عاتقهن توصيل صرخات أطفال غزة والمساهمة في يقظة العالم أمام أهوال ما يحدث في هذا القطاع المحاصر.
وأوضحت فاطمة هاريس، التي دعت إلى هذا التجمع وهي عضو في جمعية "إيرجونس فلسطين"، أن "ما يهمنا، نحن الأمهات في فرنسا، هو التعبير عن غضبنا إزاء ما يحدث في غزة، من إبادة جماعية تحدث أمام العالم، ولا يُبدي حتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أي رد فعل تجاهها، إنه صامت، يتحدث فقط عن العار، لكن لا تُفرض أي عقوبات على إسرائيل".
وأضافت في حديثها للجزيرة نت "في البداية، اخترنا التجمع الرمزي أمام قصر الإليزيه لأننا أردنا مخاطبة رئيس الجمهورية وإيصال رسالتنا مباشرة، لكننا مُنعنا وتوجهنا إلى ساحة ليزانفاليد لتسليم عريضتنا، التي جمعت أكثر من 4 آلاف توقيع، وسيتم إرسالها إلى قصر الإليزيه".
وقد تم اختيار اللونين الأبيض والأسود لملابس المشاركين في المسيرة لأنهما يعكسان ألوان الحداد والغضب، ومشاركة أحزان الأطفال الفلسطينيين الذي قضوا تحت قنابل الإبادة الجماعية، وفق فاطمة هاريس.
من جانبها، تعتبر مزنة الشهابي، المتحدثة باسم المبادرة، أن القضية الفلسطينية لا يجب أن تقتصر على حزب معين بفرنسا، وإنما لكل الناس بغض النظر عن توجههم السياسي.
إعلانوفي حديثها للجزيرة نت، قالت "من غير المقبول أن يكتب طفل اسمه على يديه أو رجليه لمعرفة هويته عندما يستشهد، وأعرف أن الكثير من الفرنسيات والفرنسيين يدركون خطورة ما يحدث في غزة وأنها إبادة".
وأشارت إحدى المتحدثات إلى الدكتورة آلاء النجار، طبيبة الأطفال في غزة، التي عاشت صدمة العثور على جثث 9 من أطفالها في مستشفى ناصر، استشهدوا متفحمين وكان أصغرهم يبلغ من العمر 6 أشهر، بينما نجا طفلها آدم البالغ من العمر 11 عاما بإصابات خطيرة.
وأضافت "نفكر في هند رجب ذات الـ6 أعوام، التي قُتلت بالرصاص وهي تستغيث، عالقة تحت جثث عائلتها في سيارتهم التي تم استهدافها بـ335 رصاصة، وفي كل الوجوه والصراخ والدموع التي تلاحقنا كأمهات".
وقد طالب المشاركون في المظاهرة الحكومة الفرنسية بالتحرك سريعا لفرض عقوبات على إسرائيل وقادتها، وفقا للقانون الدولي واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية.
وأشارت مزنة الشهابي إلى صديقتها الزميلة الصحفية في شبكة الجزيرة شيرين أبو عاقلة التي استهدفتها رصاصة قوات الاحتلال قبل 3 سنوات، قائلة "كانت شيرين بمثابة أم لأطفال أخيها وأطفالي أيضا، وكانت تحب التحدث إليهم وتقديم الهدايا لهم".
بدورها، شاركت الناشطة في الأحياء الشعبية المناهضة للعنصرية مورنيا لابسي في المظاهرة وأكدت أن ما يحدث في غزة ليس تطهيرا عرقيا فحسب، بل أيضا استهداف مباشر لقتل الأطفال والأمهات "هذا ليس فعلا محايدا في هذه الحرب لأنه جزء من الخطة السياسية الإسرائيلية لتقليص أعداد أحفاد الفلسطينيين بشكل كبير".
وأضافت لابسي، في حديث للجزيرة نت، أن "أطفال غزة هم في الواقع أطفالنا أيضا، وخاصة نحن النساء من أصول مهاجرة في فرنسا، واللواتي نتعرض لعنف وتمييز الشرطة وموت أطفالنا".
وتمت الإشارة إلى تقارير الأمم المتحدة التي أكدت استشهاد أكثر من 15 ألف طفل على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو عدد يزداد بمعدل 25 طفلا يوميا.
كما أصيب أكثر من 34 ألف طفل فلسطيني، من بينهم 4 آلاف على الأقل احتاجوا إلى عمليات بتر، والتي تمت في معظم الأحيان بدون تخدير. في حين، لا يزال آلاف الأطفال في عداد المفقودين.
وتشير الأرقام الأممية إلى تعرض 17 ألف طفل لخطر الموت جوعا بسبب المجاعة، بسبب منع وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى أهالي القطاع.
وفي هذا السياق، أكدت مورنيا لابسي "نتعاطف مع أخواتنا الفلسطينيات وقلوبنا تنزف دما عندما يموت أحد أطفالهن لأننا نعتبرهم أطفالنا أيضا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی المظاهرة ما یحدث فی ألف طفل فی غزة
إقرأ أيضاً:
التنفيذ الحكومي المُوحَّد
خلفان الطوقي
أهم استحقاق ينتظر عُمان هو تحقيق الرؤية الوطنية "عُمان 2040"، ومعنى تحقيقها هو إنجاز خطوات مرحلية تمتد لعشرين عاماً، بمعنى أن يتحقق جزء منها خلال الخمسة أعوام الأولى بدءًا من عام 2020 إلى 2025، ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية والثالثة والرابعة، إلى أن تكتمل الصورة كاملة كما هو مخطط لها في عام 2040، وليس كما يظن البعض أو يروج من البعض أنه لن يتحقق شيء من الآن، ولكن كل شيء سوف يتحقق في عام 2040، وهذا ليس بصحيح، والصحيح أنَّ الرؤية تتكون من عدة مراحل كما هو موضح أعلاه.
استحقاق رؤية عُمان هو مطلب مجتمعي، كما أنه يعتبر مرجعية للحكومة، ويتم من خلال برامج وطنية تحاول أن تجمع الجهود لتنصب في هدف واحد، وبالرغم من أن الحكومة ترى أنها قطعت شوطا في تحقيق الرؤية، إلا أن هناك أشواطا عديدة وجهودا مضاعفة في الانتظار، والتحديات لم ولن تتوقف، بل تتزايد وتتعقد، وهذه هي طبيعة الحياة، ولابد للاستعداد لها، وتتهيأ الحكومة لذلك بمجموعة من الاستراتيجيات والأدوات.
تحقيق رؤية عُمان يحتاج إلى لغة موحدة من الحكومة؛ بل والأصح تنفيذ مُوحَّد؛ فالتنظير مطلوب ويكون في المراحل الأولى، ومن فوائد التنظير أن يتفق الجميع على كيفية التنفيذ؟، ومن المسؤول عن التنفيذ؟ ومراحله؟ وكيفية توزيع الأدوار؟ وغيرها من تفاصيل دقيقة، وعلى جميع الجهات الحكومية أن تكون على علم بذلك، لذلك فلا بُد من أن يكون التنفيذ موحدا وممنهجا ومركزا، وبدون ذلك فإن تحقيق الرؤية سوف يكون صعبًا ومعقدًا للغاية.
أثبتت الأحداث والأيام أنه لا يوجد ملف بيد جهة حكومية واحدة، لذلك إذا أرادت الحكومة أن تحقق نجاحات وقفزات، فلابد أن تعمل وفق قاعدة: فكر وكلمة وتنفيذ موحد، وهذا سوف يحقق لها ما تسعى إليه، وفي أوقات قياسية، وما المرحلة الأولى من رؤية "عُمان 2040" إلا فرصة للتجهيزات والاستعدادات لما هو قادم، وعلينا الإيمان بأنَّ القادم لن يكون سهلًا أبدًا، وجميع السيناريوهات وكيفية التعامل معها حاضرة وبكامل الجاهزية الممكنة.
ولتوضيح الصورة أكثر أذكر ملف التعمين أو كما أعيد تسميته بمصطلح "التوطين"، ما زال الكثير يرى أن وزارة العمل هي المسؤولة عنه، ولكن الواقع يقول غير ذلك، وإن كانت الوزارة هي من في فوهة المدفع، ولكن لابد من توافر العوامل المساعدة من كل الجهات الحكومية، وذكرت هذا المثال فقط للتوضيح، ولكن ذلك ينطبق على كل الملفات مثل الصحة والإسكان والتنمية الاجتماعية، وغيرها من مواضيع، خاصة الخدمية منها.
التوقعات ليست سوداوية أو تشاؤمية؛ بل هكذا يُخبرنا التاريخ، والاحداث التي مرت خير شاهد لذلك، ولكن بالتعامل مع المواضيع والتحديات بشكل متحد ومنصهر ومتكامل يكون أسهل، والجهود ملحوظة وفعَّالة، والتعامل مع المعطيات والمستجدات أسرع، عليه، فلا بُد أن يضع الجميع من الجهات الحكومية هذه الشعارات: لا إنجاز لجهة حكومية واحدة مالم تتحد مع غيرها من الجهات، والمنجز ليس لجهة دون غيرها؛ بل لتنمية عُمان ومواطنيها والمقيمين فيها، والمعول على تنفيذ ذلك مجلس الوزراء أولا، ووحدة تنفيذ ومتابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040"، والبرامج الوطنية المتفرعة منها، متأملين في تكملة الأشواط المحققة لتنفيذ حكومي مُوحَّد ومركز وملحوظ.
رابط مختصر