الجزيرة:
2024-06-02@07:35:31 GMT

الاكتناز الرقمي يهدد صحتك النفسية

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

الاكتناز الرقمي يهدد صحتك النفسية

من منا لم يقع في دوامة عدم القدرة على حذف الرسائل الواردة لصندوق بريده الإلكتروني، أو عانى من ضيق مساحة الهاتف الذكي أو الحاسوب الشخصي بسبب تجاوز كمية الصور ومقاطع الفيديو حدود "ذاكرة السحابة" المتاح؟

يتفق معظم المتخصصين في السلوك وعلم النفس على أن هذا لا يمثل مشكلة في حد ذاتها، ولكن عندما يتحول الأمر إلى "اكتناز رقمي"، فإنه يمكن أن يؤثر سلبا على حياة الإنسانK ويجعله عرضة للمعاناة من اضطرابات التوتر والقلق وحتى الاكتئاب.

ما الاكتناز الرقمي؟

الاكتناز في تعريفه النفسي هو اضطراب يتميز بصعوبة انفصال أو تخلي الشخص عن ممتلكاته، وكان يُعدّ في السابق أحد أعراض اضطراب الوسواس القهري، وهو اضطراب عقلي وسلوكي يؤثر على ما يتراوح بين 2% و4% من سكان العالم.

ويعد الاكتناز الرقمي نسخة جديدة من الاضطراب مرتبطة بالأشياء الإلكترونية الخاصة بالشخص، بداية من رسائله النصية، وصولا لروابط الإنترنت والمواد المسجلة والمصورة بأنواعها.

فمع تغلغل وسائل التواصل الاجتماعي في حياة الإنسان، وقدرة ذاكرة الحاسوب والهواتف على تخزين المعلومات دون تكلفة مادية كبيرة، ظهرت نسخة أحدث من النمط النفسي للاكتناز وعدم القدرة على التخلي عن المعلومات، وفقا لموقع "يو سي إل إيه هيلث".

لذلك يقوم المكتنز الرقمي بتجميع رسائل البريد أو الصور أو المقالات أو الملفات الصوتية، أو أي نوع من المحتوى الرقمي الذي يعتقد أنه قد يرغب في حفظه أو استخدامه في المستقبل.

ولكن لا يتحول الأمر لاضطراب نفسي يؤثر على الصحة العقلية إلا عندما يبلغ مستوى حادا يتداخل مع جودة حياة الشخص ويصيبه بالإرهاق.

المكتنز الرقمي المنعزل يشعر بالكثير من الضغط النفسي بسبب حياته الرقمية الفوضوية ويتكاسل عن تنظيمها (شترستوك) أنماط الشخصيات المصابة بالاكتناز الرقمي

هناك العديد من الأسباب التي تدفع الناس للاكتناز في الفضاء الإلكتروني، وبحسب مقال نشره موقع "إس نورتون" تُصنف أنماط الشخصيات المصابة بهذا السلوك كالتالي:

1- المكتنز القلق

لا يحب المكتنز الرقمي القلقُ التخلص من الفوضى الرقمية الخاصة به. وكما يشير اللقب، فإن مسح شيء ما يثير لديه توترا شديدا نحو المستقبل، لذلك يحتفظ بكل شيء لأن هذا يمنحه شعورا بالراحة والسيطرة.

2- المكتنز المطيع

المكتنز الرقمي المطيع ليس مكتنزا للبيانات باختياره، إذ غالبا ما تكون بروتوكولات مكان العمل أو الهياكل التنظيمية التي ينتمي لها هي التي تجعله يحتفظ بالأشياء لإثبات مهامه وإنجازاته.

وعادة، لا يكون للمكتنزين الرقميين المطيعين أي ارتباط عاطفي بالفوضى الرقمية التي يحتفظون بها، ومع ذلك قد تسبب لهم التوتر والضيق.

3- المكتنز المنفصل

المكتنز الرقمي المنعزل أو المنفصل لا يعرف ما يجب فعله بكل الفوضى الرقمية لديه، فهو ليس منظما في المقام الأول، ويشعر بالكثير من الضغط النفسي بسبب حياته الرقمية الفوضوية ويتكاسل عن تنظيمها.

التأثير السلبي للاكتناز الرقمي

وذكر موقع إس نورتون بعض التأثيرات السلبية للاكتناز الرقمية، ومنها:

تقليل كفاءة الأجهزة: كلما زاد عدد البيانات التي يتعين على حاسوبك أو هاتفك الذكي إدارتها، زادت صعوبة استخدامه، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى إبطاء أجهزتنا. وهذا بدوره يجعلنا أقل إنتاجية وأكثر استثارة وقابلية للانفعال بسبب بطء تلك الأدوات عند الاستخدام. ارتفاع المخاطر الأمنية: كلما زاد عدد البيانات التي نحتفظ بها، زاد احتمال التعرض للخطر في حالة وقوع حادث يتعلق بالأمن السيبراني عند اختراق أجهزتنا الذكية، أو حتى وقوعنا ضحية للسرقة نتيجة لتراكم المعلومات الحساسة والمحتوى الشخصي عليها. تقليل الإنتاجية والتأثير على النشاط الذهني: يمكن أن يصبح التخزين الرقمي أمرا سهلا، لأن الإنترنت وخوارزمياته تسهل علينا العثور على الأشياء. كل ما يتعين علينا فعله هو إدخال ما نريده في شريط البحث، وتحميل ما نرغب من محتوى، ومع ذلك ليس من السهل تحديد موقع جميع بياناتنا الرقمية. لذا فإن غربلة وتصنيف هذه الفوضى أمر غير منتج، وعندما يتعلق الأمر بمكان العمل، فهو مضيعة للوقت والجهد النفسي والعقلي. التوتر والضغط العصبي: كلما زاد عدد البيانات المخزنة عند الشخص، زادت حاجته للتحكم فيها. وإذا كان الشخص غير منظم، فمن المحتمل أنه سيفقد السيطرة بسرعة ويُعاني من التوتر، مما يؤثر سلبا على الصحة النفسية والعقلية.

ولا يقتصر الأمر على أن سطح المكتب الفوضوي يثير أنماط التوتر نفسها التي تثيرها المساحة المادية غير المرتبة فحسب، بل يمكن أن يسبب التوتر عند البحث في آلاف الملفات للعثور على ما نريد.

وتقدر إحدى الدراسات أننا نضيع 55 دقيقة يوميا في البحث عن الأشياء المفقودة في الفوضى الرقمية. هذا المستوى المستمر من التوتر يهدد الصحة العقلية والنفسية، وفق موقع "هاربرس بازار".

كلما زادت البيانات المخزنة عند الشخص، يفقد السيطرة عليها مما يجعله يعاني من التوتر (شترستوك) التنظيف الرقمي الموسمي لتعزيز السلامة النفسية

ومثلما هناك مواسم يفضل فيها الكثيرون إعادة ترتيب مقتنياتهم أو مستلزماتهم المنزلية لكي يبدؤوا فترة جديدة بنفس منتعشة وشعور أخف، هناك عملية مماثلة للمقتنيات الرقمية لا تقل أهمية في تحقيق السلام النفسي والصفاء العقلي، أي يمكن أن يكون للتنظيف الرقمي تأثير حقيقي وإيجابي عندما يتعلق الأمر برفاهية الإنسان.

وأبلغ 59% من المشاركين في دراسة علمية أميركية عن شعورهم بالإيجابية نتيجة للقيام بإعادة ترتيب ملفاتهم الرقمية، ووصفوا أنفسهم بأنهم يشعرون بأنهم "منتجون" و"منجزون" و"مرتاحون" بعد التخفيف مما اكتنزوه رقميا في أجهزتهم الذكية المختلفة.

وأظهرت الأبحاث أنه نظرا لأن الاكتناز غالبا ما يرتبط بالقلق وانعدام الأمن، فإن معالجة مصدر هذه المشاعر السلبية قد تخفف من المشكلة، وفق مجلة "كوزموبوليتان".

خطوات لتنظيم الفوضى الإلكترونية

واقترح مقال نشره موقع هاربرس بازار خطوات عملية لتنظيم الفوضى الإلكترونية، تشمل:

صنع نسخة احتياطية من صور وفيديوهات الهاتف باستخدام خدمات مثل "فليكر" و"صور غوغل"، للاحتفاظ بالمحتوى بأمان وإتاحة فرصة مسحه من الهاتف. حذف التطبيقات الذكية غير المستخدمة بصورة دورية. إلغاء الاشتراك من رسائل البريد الإلكتروني غير المفيدة لمنع تراكمها. إلغاء متابعة الأشخاص غير المفيدين عبر المنصات المختلفة. إيقاف تشغيل جميع الإشعارات عبر الأجهزة الذكية لتخفيف عبء المتابعة. تنقيح المحتوى المصور والمسجل، والاحتفاظ بالنسخ الأفضل فقط. الحفاظ على سطح مكتب الحاسوب نظيفا وخاليا من الملفات غير المستخدمة. اختيار خلفية تجعلك تشعر بالهدوء والسعادة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

«بريسايت» توقع مذكرة تفاهم لتعزيز جهود التحول الرقمي في غامبيا

 

مراكش (الاتحاد)
أعلنت شركة «بريسايت»، المدرجة فى سوق أبوظبي للأوراق المالية، والتي تمتلك «جي 42» معظم أسهمها، توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي في غامبيا خلال معرض جيتكس الرقمي في أفريقيا 2024 والمنعقد في مدينة مراكش المغربية.
وقالت الشركة فى بيان أمس، إن الشراكة تهدف إلى تعزيز جهود التحول الرقمي في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، ووضع الأسس لتحقيق تقدم كبير في البنية التحتية للاتصالات فيها.
وبموجب المذكرة، ستشرع الجهتان في تعاون شامل على مرحلتين لتعزيز الخدمات الرقمية وتدابير الأمن السيبراني في جميع أنحاء غامبيا، حيث ستركز المرحلة الأولى على تطوير الخدمات الحكومية الرقمية ومبادرة الهوية الرقمية الوطنية، وكلتاهما ضروريتان لتحسين تقديم الخدمات العامة وضمان الوصول الآمن والسلس إلى الموارد الحكومية.
بالإضافة إلى ذلك، ستدعم بريسايت بناء مركز بيانات وطني سيكون بمثابة الأساس للمبادرات الرقمية في الدولة.. فيما تشهد المرحلة الثانية من التعاون إنشاء مركز عمليات السلامة الوطني، المصمم لحماية البنية التحتية الرقمية في غامبيا من التهديدات المحتملة، كما سيضمن إنشاء مختبر أمان سلسلة التوريد الرقمية والمعاملات والاتصالات الرقمية، ما يسهم في بناء بيئة رقمية آمنة للشركات والمواطنين على حد سواء.
وقال الدكتور عادل الشرجي، المدير التنفيذي للعمليات في بريسايت إن المذكرة خطوة مهمة نحو بناء بيئة رقمية قوية ستسهم في تمكين مواطني وشركات غامبيا، معربا عن تطلعه للمساهمة في تحول غامبيا الرقمي الذي يتضمن إنشاء بنية تحتية رقمية آمنة وفعالة وشاملة.
من جانبه قال لامين كامارا، الأمين الدائم لوزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي في غامبيا إن توقيع المذكرة يأتي في إطار تعزيز العلاقات وترسيخ التعاون مع بريسايت.

أخبار ذات صلة شراكة لحماية «حياة» الذكاء الاصطناعي «بريسايت» تعقد شراكة مع «أدنوك» وتستحوذ على «AIQ»

مقالات مشابهة

  • المسار التطبيقي للذكاء الاصطناعي في سلطنة عُمان ومستجداته
  • تعاون مغربي موريتاني لتبادل المعلومات في مجال التحول الرقمي
  • هيدي كرم تكشف عن تجربتها مع العلاج النفسي
  • دعاء التوتر قبل الامتحان.. عالم أزهري ينصح الطلاب بترديد قول النبي يونس
  • «بريسايت» توقع مذكرة تفاهم لتعزيز جهود التحول الرقمي في غامبيا
  • كيفية التقديم والمشاركة في مبادرة «قدوة تك» لتوعية وتمكين المرأة
  • توقيع اتفاقية شراكة بين المغرب وجزر القمر في مجال التحول الرقمي
  • مناقشة خطط ومبادرات إذكاء بمجلس الدولة
  • تعاون بين «أبوظبي للاستثمار» و«خزنة» لتعزيز الاقتصاد الرقمي
  • “عِلم” تستعرض أبرز حلولها المُتقدّمة خلال مشاركتها في معرض “جيتكس أفريقيا 2024”