خبيرة سياسية: الخلاف مع اليونسكو يخفي رفضًا أمريكيًا لأية قرارات لا تخدم إسرائيل
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
في تصعيد جديد يضاف إلى سلسلة التوترات بين الولايات المتحدة والمؤسسات، أعلنت واشنطن انسحابها رسميًا من منظمة اليونسكو، في خطوة تعكس تراجع ثقتها بالمنظومة الدولية وتعمق الفجوة مع الهيئات متعددة الأطراف.
وبينما تروج الإدارة الأمريكية لمبررات تتعلق بما تسميه “تحيزات داخل المنظمة”، يرى مراقبون أن القرار يأتي في إطار نهج أوسع تسلكه واشنطن لإعادة رسم قواعد التعاون الدولي بما يخدم مصالحها.
قالت جمانة نظمي معيدة بكلية العلوم السياسية جامعة بدر انه لطالما عكست العلاقة بين الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) توترات أوسع تتعلق بالتعاون الدولي، والخلافات الأيديولوجية، وأولويات السياسات الوطنية، قرار الولايات المتحدة الأخير بالانسحاب من اليونسكو أثار جدلاً واسعًا حول دوافعه، وتبعاته المحتملة، وتأثيره الجيوسياسي الأوسع، تهدف هذه الدراسة إلى وضع القرار في سياقه التاريخي، واستعراض سوابقه، والنظر في ردود فعل اليونسكو والدول الأعضاء والجمهور.
واضافت جمانة انسحاب الولايات المتحدة المتوقع من اليونسكو، المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في 31 ديسمبر 2026 وفقًا للمادة الثانية (6) من دستور المنظمة، ليس أمرًا جديدًا، فقد غادرت الولايات المتحدة اليونسكو في ثمانينيات القرن الماضي، معلنةً قلقها من سوء الإدارة المالية وقرارات اعتبرتها متحيزة ضدها، وبعد إصلاحات جذرية داخل المنظمة، عادت الولايات المتحدة للانضمام مجددًا عام 2003، في تحرك يعكس تجدد التفاؤل بالتعاون متعدد الأطراف.
تابعت غير أن الخلافات عادت خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، لا سيما مع قرار اليونسكو باعتبار دولة فلسطين عضوًا كامل العضوية، الأمر الذي اعتبره كثيرون في الولايات المتحدة موقفًا مناهضًا لإسرائيل. هذا الصراع أدى إلى انسحاب جديد، قبل أن تعيد إدارة بايدن النظر بالقرار وتلغي الانسحاب، الأمر الذي يعكس دورة متكررة من الانفصال والعودة.
أوضحت جمانة نظمي أن الولايات المتحدة طرحت قرارها الأخير باعتباره رد فعل على توجهات "عالمية" تتعارض مع سياسة “أميركا أولًا”، تصف إدارة ترامب قرارات اليونسكو بأنها لا تتماشى مع مصالح الولايات المتحدة، مما يعكس شكوكًا أعمق تجاه المؤسسات الدولية وتأثيرها على السيادة الوطنية.
وقالت يظل الاعتراف بدولة فلسطين حجر الزاوية في الخلاف، حيث يراه البعض موقفًا معاديًا لإسرائيل، في حين يؤكد مسؤولو اليونسكو أنهم يعملون دائمًا للمصلحة المشتركة لكلا الطرفين دون تحيز.
أما بالنسبة لليونسكو فقالت جمانة أعربت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، عن أسفها الشديد لهذا القرار، لكنها أشارت إلى أن المنظمة كانت مستعدة له، وأوضحت أن الأسباب التي قدمتها الولايات المتحدة للانسحاب مماثلة لتلك التي أُثيرت قبل سبع سنوات، رغم التطورات الإيجابية التي شهدتها المنظمة في مجال التوافق والعمل متعدد الأطراف الميداني، وحذرت من أن خسارة هذا الوضع النادر من الإجماع قد تكون مكلفة على الصعيد الدولي.
وأشارت إلى ان على الصعيد المالي، قللت اليونسكو من تأثير انسحاب الولايات المتحدة، معتبرة أن تمويل واشنطن يمثل فقط 8% من ميزانيتها الإجمالية، كما تعزز الدعم الدولي من دول مثل فرنسا، حيث أكد الرئيس إيمانويل ماكرون على تمسك بلاده بالمنظمة.
أما على وسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة، فقد عبر العديد عن قلقهم من تراجع النفوذ العالمي لبلادهم. وصف بعض المعلقين الانسحاب بأنه هبة مريرة تخسر فيها أمريكا "النفوذ الناعم"، وهو تعبير عن تعثر في إدارة البلاد يهدد باستنزاف مكانتها العالمية.
وأختتمت حديثها قائلة تعكس دورات انسحاب الولايات المتحدة من اليونسكو وعودتها المتكررة توترات مستمرة بين المصالح الوطنية وروح التعاون الدولي، ورغم أن الانسحاب قد لا يؤثر ماليًا بشكل كبير على المنظمة، إلا أنه يحمل دلالات رمزية هامة تطرح تساؤلات حول مستقبل العمل الجماعي ودور الولايات المتحدة القيادي في المؤسسات الدولية. ومع تجديد داعمي المنظمة من دول شريكة مثل فرنسا التزامهم، يترقب العالم ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعيد تقييم موقفها قبل أن تصبح تبعات الانسحاب غير قابلة للتعويض.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اليونسكو منظمة اليونسكو الولايات المتحدة الأمريكية الولايات المتحدة الولایات المتحدة المتحدة ا
إقرأ أيضاً:
رد حركة الفصائل الفلسطينية “إيجابي”.. نتنياهو يطلب من وفد التفاوض في قطر العودة إلى إسرائيل للتشاور حول “قرارات مصيرية”
إسرائيل – أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، امس الخميس، عن عودة فريق التفاوض في قطر حول وقف النار في غزة إلى إسرائيل للتشاور.
جاء ذلك في أعقاب تسليم حركة الفصائل ردها على مقترحات وقف إطلاق النار، والذي تضمن مطالب بتجميد القتال لمدة 60 يوما، إضافة إلى خرائط محدثة للانتشار العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر قوله أنه تقرر إعادة فريق التفاوض من قطر لبحث “قرارات مصيرية”.
وصرح مصدر إسرائيلي مطلع لشبكة CNN بأن قرار إسرائيل استدعاء فريقها التفاوضي من قطر ليس مؤشرا على وجود أزمة في محادثات وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف المصدر أن فريق التفاوض استدعي من الدوحة لضرورة اتخاذ قرارات بشأن حالة المفاوضات، وهو أمر لا يمكن اتخاذه عن بعد.
ووصف مسؤول آخر مطلع على المحادثات رد حركة الفصائل بأنه “إيجابي”. ورغم استمرار وجود فجوات بين الجانبين، قال المسؤول إن هناك “تفاؤلا متزايدا بتضييق هذه الفجوات وإمكانية التوصل إلى اتفاق”.
وفي السياق ذاته، أكد مصدر إسرائيلي وصول وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، إلى باريس في زيارة قصيرة تهدف إلى تنسيق المواقف مع مسؤولين فرنسيين وألمان، وذلك قبيل الجولة المقبلة من المحادثات النووية بين إيران وممثلي الاتحاد الأوروبي، المقررة يوم الجمعة المقبل.
وبينما لم يحدد لقاء رسمي بين ديرمر والمبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، المتواجد حاليا في إيطاليا، إلا أن مصادر إسرائيلية أكدت جاهزية ديرمر لعقد اجتماع عاجل معه في حال حدوث تطورات إيجابية في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
في غضون ذلك، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلسلة مشاورات أمنية لبحث رد حركة الفصائل، وتقييم الخطوات التالية بالتنسيق مع الوسطاء، وخاصة قطر ومصر، والمبعوث الأمريكي ويتكوف.
المصدر: RT