من الهادي إلى الأطلسي تجربة عبور لا تحدث إلا في بنما
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
بنما سيتي ـ سمح قِصر المسافة بين المحيطين، الهادي والأطلسي، في منتصف جمهورية بنما، بجعلها من أسهل المواقع التي يمكن منها زيارة سواحل المحيطين، والوصول من محيط إلى آخر في أقل من ساعة.
وتستغرق الرحلة، التي يبلغ طولها 89 كيلومترا، بالسيارة أقل من ساعة، انطلاقا من قلب العاصمة بنما سيتي الواقعة في حضن المحيط الهادي، وصولا إلى قلب مدينة كولون على ساحل المحيط الأطلسي، ولا يوجد مكان آخر في العالم يمكنك العبور منه بين المحيطين برا بهذه السرعة.
وتقع بنما في أميركا الوسطى، على حدود البحر الكاريبي والمحيط الهادي، وبين كولومبيا وكوستاريكا، وتبلغ مساحتها 75 ألف كيلومتر مربع، ويسكنها أقل من خمسة ملايين نسمة.
وتعد واحدة من الدول القليلة على وجه الأرض التي يمكنك القيادة فيها من المحيط الهادي إلى المحيط الأطلسي في يوم واحد، بل في ساعة واحدة.
وتوفر تجربة السفر بين المحيطين كبسولة مكثفة عبر تاريخ طويل، وجغرافيا فريدة، وثقافة متنوعة، وطبيعة خلابة.
تعد العاصمة بنما سيتي البوابة الأساسية لقناة بنما، وتلعب المدينة دورا مهما في التجارة العالمية وفي تقديم الخدمات اللوجيستية، وهي مدينة نابضة بالحياة، تمزج بين الحداثة والعراقة والتقاليد المحلية اللاتينية وتقاليد السكان الأصليين.
وبصفتها المركز الاقتصادي والمالي للبلاد، فإن اقتصاد مدينة بنما يعتمد على الخدمات، ويرجح بشكل كبير نحو البنوك والتجارة والسياحة. كما تساهم أنشطة التجارة والشحن المرتبطة بقناة بنما ومرافق الموانئ الواقعة في مرفأ بالبوا المجاور، بشكل كبير، في تحريك عجلة الاقتصاد في المدينة.
وتنتشر في بنما سيتي الأبراج وناطحات السحاب، إلى جانب كثير من المناطق الفقيرة والمهمشة والعشوائية. وتأخذنا السيارة عبر طريق الشمال، وطريق بنما-كولون السريع، وبعد مغادرة المدينة تشق السيارة الطريق السريع وسط محمية طبيعية في محيط غابات استوائية مطيرة، غنية بحياتها البرية.
وعلى جانبي الطريق، تصاحبنا الغابات المطيرة والتلال المتدحرجة والمناظر الطبيعية الخضراء في أغلبها.
وتتمتع الغابات الاستوائية حول قناة بنما بحيوية مناخية، وأمطار غزيرة في الفترة من أبريل/نيسان إلى نوفمبر/تشرين الثاني، وتوفر هذه الأمطار المياه اللازمة لتشغيل بحيرات ومجاري القناة المتنوعة.
إعلانويوازي الطريق، في أجزاء واسعة منه، قناة بنما، ويمكن في بعض الأحيان مشاهدة قمم السفن الضخمة التي تعبر ببطء بحيرة جاتون.
وفي بداية الطريق، نمر بسكان حضريين بأصول مختلفة في بنما سيتي، ثم نشاهد مجموعات من السكان الأصليين في المناطق الريفية في منتصف الطريق، إلى أن نصل إلى تجمعات يغلب عليها السكان من أصول أفريقية كاريبية في مدينة كولون.
تنتهي الرحلة في مدينة كولون على ساحل المحيط الأطلسي، وهي مدينة غنية بالإرث الأفريقي، وارتبطت نشأتها ووجودها بسكة حديد بنما وبناء القناة لاحقا. وتضم المدينة واحدة من أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم.
تقع كولون على ساحل البحر الكاريبي (المحيط الأطلسي)، ولا يزيد عدد سكانها على ربع مليون نسمة، وهي مدينة ساحلية تاريخية، معروفة بأهميتها الإستراتيجية وثقافتها الأفريقية الكاريبية النابضة بالحياة.
تأسست كولون في منتصف القرن التاسع عشر كمحطة على المحيط الأطلسي لسكة حديد بنما، وكانت منذ فترة طويلة بمثابة بوابة رئيسية للتجارة والشحن.
وتعكس المدينة مزيجا ثقافيا غنيا، شكلته تأثيرات منطقة البحر الكاريبي وأفريقيا وأميركا اللاتينية. وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها، مثل عدم المساواة الاقتصادية والتدهور الحضري، والذي يتجلى في وفرة المناطق الفقيرة والمعدمة، فإن المدينة لا تزال تشكل مركزا تجاريا ولوجيستيا لبنما، بفضل إشرافها على مدخل ومخرج القناة على جانب الأطلسي.
وتشتهر كولون بكونها مركزَ جذب للعديد من المهاجرين والمغامرين من خارج بنما، الساعين إلى تحقيق كسب مادي سريع.
ولكولون إرثٌ كبير كرمز عسكري، حيث كانت مقرا للقواعد العسكرية الأميركية الأكبر في بنما على مدار ما يقرب من قرن، إلى أن انسحبت القوات الأميركية بنهاية عام 1999.
ومع التدهور الاقتصادي للمدينة، غادر العديد من سكانها من الطبقة العليا والمتوسطة، مما قلل من تنوعها العرقي، وبدأت مجتمعات المغتربين الجدد، خاصة اليهود والمسلمين والصينيين، بالانتقال إليها من بنما سيتي، لاغتنام الفرص الاقتصادية التي وفرها خروج النخبة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات المحیط الأطلسی المحیط الهادی بین المحیطین مدینة کولون کولون على فی بنما
إقرأ أيضاً:
مانشستر سيتي يستعيد «الحارس الشاب»
لندن (د ب أ)
توصل مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم لاتفاق مع بيرنلي على إعادة الحارس جيمس ترافورد.
وعلمت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أن مانشستر سيتي سيدفع 27 مليون جنيه إسترليني (2. 36 مليون دولار) للحصول على خدمات حارس المنتخب الإنجليزي تحت 21 عاماً، ليتفوق على نيوكاسل في سباق التعاقد مع الحارس، بعدما فعل بند أولوية الشراء الذي تم وضعه عند بيع ترافورد إلى بيرنلي مقابل 14 مليون جنيه إسترليني في عام 2023.
وانضم ترافورد إلى أكاديمية مانشستر سيتي بعمر 12 عاماً، وفضل العودة لناديه بدلاً من الانتقال لنيوكاسل، ووقع على عقد يمتد لخمسة أعوام يتضمن خيار التجديد لعام إضافي.
انضمام ترافورد لمانشستر سيتي قد يجعل الحارس الألماني شتيفان أورتيجا «32 عاماً» يرحل للبحث عن اللعب كأساسي، لاسيما وأن النادي يسعى للإبقاء على الحارس الأساسي إيدرسون رغم الشائعات التي ربطت الحارس البرازيلي بالرحيل عن النادي.
ولم يشارك ترافورد من قبل مع الفريق لمانشستر سيتي في فترته الأولى بالنادي، وقضى الوقت معارا لفريق أكرينجتون وبولتون قبل أن يتعاقد معه فينسنت كومباني، قائد مانشستر سيتي الأسبق، لفريق بيرنلي في صيف 2023 عقب صعوده للدوري الإنجليزي الممتاز.
ولم يحافظ ترافورد على مكانه في التشكيل الأساسي لبيرنلي في أواخر الموسم الذي عانى فيه الفريق دفاعيا وهو في طريقه نحو الهبوط، ولكن هذا لم يمنع جاريث ساوثجيت من ضمه للمنتخب الإنجليزي في مارس 2024، بعد قدم عروضاً رائعة مع منتخب تحت 21 عاماً.
وتواجد ترافورد في قائمة ساوثجيت الأولية، التي ضمت 33 لاعباً، ليورو 2024، ولكنه لم يتواجد في القائمة النهائية، وتواجد في قائمتي توماس توخيل، المدرب الجديد للمنتخب الإنجليزي، وينتظر أن يحصل على مشاركته الدولية الأولى.