عربي21:
2025-10-08@04:19:25 GMT

كيف ترى أنقرة أحداث السويداء؟

تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT

تتابع أنقرة الأحداث التي تشهدها محافظة السويداء السورية عن كثب؛ نظرا لأهميتها لأمن سوريا واستقرارها ووحدة ترابها، كما أنها تشكل تهديدا للأمن القومي التركي، حتى لو لم تكن تلك المحافظة واقعة بالقرب من الأراضي التركية، وتدعم الجهود التي تبذلها الحكومة السورية برئاسة أحمد الشرع، وتبدي استعدادها لتعزيز الدفاع السوري بكل ما تملك من إمكانيات لمواجهة التحديات التي تواجهها سوريا.



هناك مشروعان يتصارعان حاليا في الساحة السورية، وهما: مشروع الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة تراب سوريا، ومشروع الفوضى والاقتتال والمحاصصة والتقسيم. وتقف أنقرة، بلا أدنى شك، إلى جانب المشروع الأول، كما تدعمه دول عربية، مثل الأردن، بسبب خوفها من انتقال الفوضى وعدم الاستقرار إلى أراضيها. مشروعان يتصارعان حاليا في الساحة السورية، وهما: مشروع الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة تراب سوريا، ومشروع الفوضى والاقتتال والمحاصصة والتقسيم. وتقف أنقرة، بلا أدنى شك، إلى جانب المشروع الأولوتشير المؤشرات، حتى اللحظة، إلى أن إدارة ترامب هي الأخرى تدعم هذا المشروع وتراه لصالح المصالح الأمريكية.

أما المشروع الثاني فتدعمه إسرائيل وإيران ووكلائها، وترغب في نجاحه مجموعات انفصالية من الأقليات وفلول النظام البائد. ولذلك، يرى المتابعون أن المصالح في سوريا متضاربة والحسابات متشابكة والمعادلة معقدة، في ظل كثرة اللاعبين الدوليين والإقليميين والمحليين. وبعبارة أخرى، أحداث السويداء، وقبلها أحداث الساحل، ليست أزمة محلية بين مجموعة من الدروز وأخرى من عشائر البدو العربية أو بين عدد من الخارجين عن القانون ورجال الأمن، بل هي صراع بين المشروعين ستحدد نتائجه مستقبل سوريا ووجه المنطقة.

قراءة أنقرة لأحداث السويداء لخَّصها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في عدة نقاط، وذكر في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الثلاثاء، في العاصمة التركية مع نظيرته السلفادورية، ألكسندرا هيل تينوكو، أن إسرائيل لا تريد سوريا موحدة ومستقرة، وأن نتنياهو يسعى إلى جر الشرق الأوسط إلى الفوضى، مؤكدا أن تركيا تعمل على منع تقسيم سوريا إلى أربعة أجزاء. كما حذر المجموعات الانفصالية قائلا إن أي محاولة لتقسيم سوريا ستتعامل تركيا معها على أنها خطر يهدد الأمن القومي التركي، وستتدخل بشكل مباشر لإزالته.

تركيا ترى حكمت الهجري ومليشياته مجرد دمية تحركها إسرائيل، وهو ما أعرب عنه فيدان في تصريحاته حين قال إنه يتصرف كأنه وكيل لإسرائيل، ولفت إلى أنه أبدى موقفا يرفض أي حل من شأنه تحقيق الاستقرار والسلام. إلا أن أنقرة لا تراه ممثلا لدروز سوريا، بل يتزعم مجموعة منهم، كما ذكر رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان أن فرعين من الدروز متعاونان مع الحكومة السورية، وأن الفرع الثالث فقط يتعاون مع إسرائيل ويصر على التخريب. وهناك أنباء تفيد بأن الاستخبارات الوطنية التركية على تواصل مع شخصيات درزية من وجهاء السويداء، بالإضافة إلى تواصل الحكومة التركية مع الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط.

أمن سوريا واستقرارها ووحدة ترابها خط أحمر لأنقرة، ومن الطبيعي أن تدعم تركيا الجهود التي تبذلها دمشق من أجل بسط القوات الحكومية سيطرتها على كامل سوريا، بما فيها محافظة السويداء والأراضي التي تحتلها قوات سوريا الديمقراطية "قسد". وعلى الصعيدين السياسي والدبلوماسي، تعلن الحكومة التركية وقوفها إلى جانب الحكومة السورية برئاسة أحمد الشرع، في مساعيها التي تهدف إلى إعادة بناء الدولة في سوريا على أسس سليمة، تركيا ترى أن أحداث السويداء قد تشجع "قسد" على التحرك نحو الانفصال بدعم من إسرائيل، على غرار تحرك المليشيات الدرزية التي يقودها الهجري. وبالتالي، يمكن القول بأن تحذير فيدان من محاولة تقسيم سوريا موجَّه بالدرجة الأولى إلى "قسد" وإرساء الأمن والأمان والاستقرار، ورفض مشاريع التقسيم والفدرلة. كما أنها تبذل جهودا دبلوماسية من أجل حشد التأييد للحكومة السورية ومواقفها، وإنشاء شبكة دولية لدعم سوريا ضد التدخلات الإسرائيلية. ويمكن اعتبار البيان المشترك الذي أصدرته عشر دول عربية وتركيا لدعم استقرار سوريا ووحدتها، إحدى ثمار تلك الجهود.

أما على الصعيد العسكري، فذكرت وزارة الدفاع التركية أنها سبق أن أبلغت دمشق استعداد تركيا لفعل كل ما بوسعها من أجل تعزيز دفاع سوريا. ولم يصدر من الحكومة السورية حتى الآن أي تعليق على بيان وزارة الدفاع التركية، وسط تكهنات تقول إن الرئيس السوري أحمد الشرع يتعرض لضغوط من دول خليجية كيلا يوقع اتفاقيات عسكرية مع أنقرة. ومن المؤكد أن تركيا ما زالت مستعدة لتقديم الدعم العسكري الذي يمكن أن تقدِّمه إلى سوريا.

تركيا ترى أن أحداث السويداء قد تشجع "قسد" على التحرك نحو الانفصال بدعم من إسرائيل، على غرار تحرك المليشيات الدرزية التي يقودها الهجري. وبالتالي، يمكن القول بأن تحذير فيدان من محاولة تقسيم سوريا موجَّه بالدرجة الأولى إلى "قسد" التي تحتل حتى الآن حوالي ثلث أراضي سوريا. ومن المؤكد أن هذا التحذير ليس تهديدا فارغا، وأن تركيا مستعدة للتدخل العسكري بمفردها لمنع انفصال "قسد" عن سوريا، بغض النظر عن مشاركة دمشق في تلك العملية العسكرية أو عدمها.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه السويداء سوريا إسرائيل انفصالية تركيا سوريا إسرائيل تركيا انفصال السويداء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة السوریة أحداث السویداء

إقرأ أيضاً:

تداول فيديو لـاشتباكات بين قوات الحكومة السورية وقسد.. هذه حقيقته

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انتشر مقطع فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي بزعم ارتباطه باشتباكات بين القوات الحكومية السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد). 

حظي الفيديو بمئات الآلاف من المشاهدات والتفاعلات عبر مختلف المنصات الاجتماعية، مصحوبًا بتعليق مُضلل يقول: "فيديو للاشتباكات العنيفة المندلعة بين الجيش العربي السوري وميليشيات قسد".

لقطة شاشة لمنشور يحتوي الفيديو المتداول بسياق مٌضلل

يوضح المقطع تبادلا كثيفًا لإطلاق النار ليلا في اتجاهات مختلفة. 

كشف تحقق CNN بالعربية من الفيديو أنه يعود اشتباكات عشائرية في العراق، ولا يرتبط بالتوترات الأخيرة في شمالي سوريا.

وظهر الفيديو للمرة الأولى في 15 مايو/أيار 2021، عندما اندلعت اشتباكات عنيفة بين عشيرتي بيت شاوي والجعباوي في نطاق محافظة البصرة جنوبي العراق.

لقطة شاشة للفيديو وقت نشره للمرة الأولى في موقع يوتيوب - 15 مايو/أيار 2021

وأعطى أحد المعلقين على الفيديو بعض المعلومات حول ما حدث في ذلك الوقت، قائلا إن الاشتباكات وقعت في منطقة الشافي في شمالي البصرة.

وأشار صاحب التعليق، الذي عرّف نفسه بأنه أحد عمال الكهرباء، وأنه شارك في أعمال صيانة الأضرار الناجمة عن قذائف الاشتباكات، موضحًا أنها تسبب إصابة 5 محولات وبرج كهرباء.

 

لقطة شاشة لتعليق على الفيديو الأصلي وقت نشره في 15 مايو/أيار 2021

وجاء تداول الفيديو تزامنًا مع تقارير حول اشتباكات بين القوات الحكومية السورية و"قسد" الأحد الماضي. وحينها أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن "قسد تستهدف بقذائف المدفعية قريتي حميمة والكيطة في محيط دير حافر بريف حلب الشرقي، والجيش العربي السوري يرد باستهداف مصادر النيران".

في سياق متصل، أعلنت السلطة الانتقالية في دمشق التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الجانبين في حلب، بعد اشتباكات ليلية دامية مساء الاثنين، في الأشرفية والشيخ مقصود، وهما حيّان بغالبية كردية، بعد تفجيرالقوات الحكومية لنفق في المنطقة الفاصلة بين الجانبين في حي الأشرفية. 

وتبادل الجانبان الاتهامات بخرق الاتفاق المُبرم بينهما في مارس/آذار الماضي، الذي يقضي بوقف الأعمال العدائية واندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الدولة السورية.

 

سورياحلبنشر الثلاثاء، 07 أكتوبر / تشرين الأول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • هل تنهي اشتباكات حلب اتفاق الحكومة السورية مع “قسد”؟
  • هل تنهي اشتباكات حلب اتفاق الحكومة السورية مع قسد؟
  • هل ستتدخل تركيا في الصراع بين القوات الكردية والحكومة السورية؟
  • تداول فيديو لـاشتباكات بين قوات الحكومة السورية وقسد.. هذه حقيقته
  • تركيا تتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن العناصر الأرضية النادرة في بيليكوفا
  • إعلان نتائج انتخابات مجلس الشعب.. اللجنة العليا: المسيطرون على السويداء وشرق سوريا عطّلوا العملية
  • مظاهرة حاشدة في العاصمة التركية أنقرة تدعم الفلسطينيين
  • اشتباكات وقصف متبادل بين الحكومة السورية وقسد شرقي حلب
  • نيابة أنقرة تحقق في هجوم إسرائيل على أسطول الصمود
  • “نمشي للحرية”.. مسيرات متزامنة في تركيا دعما لفلسطين