أحمد موسى: ثورة 23 يوليو أعادت مصر إلى شعبها.. وواجهت الاستعمار بشجاعة
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
أكد الإعلامي أحمد موسى أن ثورة 23 يوليو 1952 مثلت محطة فارقة في تاريخ مصر، إذ أعادت الوطن إلى شعبه بعد سنوات من الاحتلال والاستغلال، مشيدا بدور الضباط الأحرار في قيادة هذه الحركة الوطنية المباركة.
وقال موسى، خلال تقديمه برنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد"، إن الثورة نجحت في دحر الاستعمار، واستعادة القرار الوطني، موضحًا أنها منحت المصريين دروسا تاريخية في الاستقلال والسيادة وتجنب تكرار أخطاء الماضي.
وأضاف أن الجمهورية الجديدة، التي انطلقت في عام 2014، تسير بخطى ثابتة وفق رؤية طموحة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتحقيق التنمية الشاملة في مختلف القطاعات، مشيرًا إلى أن ما تحقق على الأرض يعكس إصرار الدولة على البناء والإصلاح.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أحمد موسى ثورة 23 يوليو الاحتلال السيسي ثورة 23 یولیو
إقرأ أيضاً:
منى أحمد تكتب: 23 يوليو..الثورة التنويرية
ثورة يوليو كانت نقطة تحول في مسار التاريخ الحديث ،وهي الحدث الأهم في التاريخ المصري اتفقنا أو اختلفنا معها، فقد ألقت بظلالها على كل مناحي الحياة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، وكان الفن والأدب انعكاسا لإرهاصاتها ومرسخا لها.
كانت المهمة التنويرية هي أحد مقاصد الثورة التي آمن بها الزعيم جمال عبد الناصر،وفي صدارة الأولويات وكان الاتجاه لإعادة صياغة الهوية الثقافية المجتمعية،وبناء الإنسان وتشكيل وجدانه الجمعي وإخراج الثقافة من دائرة النخبة إلى دائرة العامة،لتصل بمفهومها الواسع إلى قلب الشارع المصري والعربي.
وأصبح الهدف الأول للزعيم جمال عبد الناصر إرساء دعائم البنية التحتية للمؤسسات الثقافية،وكانت البداية إنشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة بمختلف أنحاء الجمهورية الوليدة، لتعويض محافظات همشت وطال حرمانها من ثمرات الإبداع الذي احتكرته العاصمة، وتغيير التركيبة الثقافية بحيث تشمل جميع أطياف المجتمع.
وكان إدراك الدولة حاضرا بأهمية صناعة السينما في إعادة بلورة المجتمع،فتدخلت لدعمها وخصصت لها لأول مرة بند في الميزانية العامة للدولة،فانطلقت المؤسسة العامة للسينما كأحد أهم الروافد الناعمة والداعمة لمصر،لتكون صورة ذهنية تتماشى مع إستراتجية الدولة داخليا وخارجيا.
فأنتج خلال الحقبة الناصرية عددا من الأفلام التي جعلت العامة علي مقربة من مؤسساتها عما ذي قبل،منها سلسلة أفلام للفنان إسماعيل يس تحمل اسمه منها إسماعيل يس في الجيش،في البوليس الحربي،في الأسطول،في الطيران،والتي استعرضت في إطار مجتمعي جوانب من حياة الجيش والعسكرية المصرية،لتغيير الصورة النمطية تجاه الجندية والحياة العسكرية قبل ثورة يوليو،والتي كانت تدفع بعض المصريين للتهرب من التجنيد بدفع مقابل مادي ،لتغرس قيما جديدة عن شرف الجندية والخدمة العسكرية، وولاء وانتماء صمد أمام كل محاولات النيل من المكانة التي غرسها ناصر في نفوس المصريين تجاه مؤسساته العسكرية الوطنية.
كما اهتمت صناعة السينما بتعزيز كافة مخرجات يوليو ،منها الاجتماعي والذي حمل مفهوم العدالة،واقتصاديا بدعم المشروعات القومية العملاقة التي تم تدشينها مثل مشروع السد العالي ،وسياسيا بالتأكيد علي إتجاه مصر العروبي متمثلة في عدد من الأعمال أبرزها الناصر صلاح الدين، وجميلة بوحريد.
وكانت الأغنية الوطنية رفدا آخر في ترسيخ مفهوم الدولة ودعم مشروعاتها،من خلال العمالقة علي رأسهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم،وعبد الحليم حافظ الذي لقب بمطرب الثورة ،وعشرات الأغنيات الثورية والأوبريتات والوطنية.
وكان لا بد من إستكمال المنظمومة الثقافية ،بإنشاء أكاديمية الفنون التي ضمت المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والباليه والأوبرا والموسيقى والفنون الشعبية.
وجاء إنشاء التليفزيون العربي أبوالشاشات العربية،ليضيف بعدا أكثر أهمية في إطار السياسة التنويرية التي تبناها ناصر،ليضئ كل بيت العربي من المحيط للخليج ويقود قاطرة الوطن لتشكيل الوعي الجمعي للأمة ويصبح اسمه التليفزيون العربي.
وكما كان عصر ناصر هو العصر الذهبي للسينما والإعلام كان العصر الذهبي للمسرح أيضا حيث شهد المسرح المصري نهضة حقيقية بإنشاء مسرح التلفزيون الذي ساهم في خلق مناخ مسرحي غير مسبوق في مصر، وتأسست العديد من الفرق المسرحية، ونجحت الثورة في تفريخ كوكبة من كتاب المسرح المصري الذين تركوا بصماتهم الواضحة في تاريخ الفن المسرحي العربي ،أمثال عبد الرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس وصلاح عبد الصبور ونعمان عاشور وألفريد فرج.
الثراء الإبداعي التنويري وحدا من لآلئ ثورة يوليو التي حفظتها، ووضعت الأجيال علي مقربة من تاريخها،وجعلت لها قاعدة جماهيرية بركيزة الوصل لفلسفتها الإجتماعية والسياسية والإقتصادية ،وهو ما سطر لها الخلود في الوجدان قبل صفحات التاريخ، وظلت الصورة الذهنية للمصريين علي مدار أكثر من سنة73 تتذكرها بكل العرفان.