نشر موقع "سايتك ديلي" تقريرا للباحثة سينثيا ماكورميك هيبرت من جامعة نورث إيسترن قالت فيه أن تشخيصات التوحد شهدت ارتفاعا حادا في العقود الأخيرة، حيث انتقلت من حالة نادرة نسبيا إلى حالة تصيب الآن طفلا واحدا من كل 36 طفلا.

أثارت هذه الزيادة الكبيرة نقاشا وطنيا، بما في ذلك تصريحات الرئيس دونالد ترامب خلال ولايته الأولى في خطاب مشترك أمام الكونغرس.

قال ترامب إنه "قبل فترة ليست طويلة" كانت الحالات "واحدة فقط من كل 10000"، ربما في إشارة إلى دراسة أجراها دارولد تريفيرت عام 1970.

في حين أن هذا الارتفاع أثار مخاوف لدى البعض، يؤكد خبراء جامعة نورث إيسترن أن تحسن الوعي، وتوسيع نطاق معايير التشخيص، والفحص المبكر هي عوامل رئيسية وراء ارتفاع هذه الأعداد.
في نهاية المطاف، كما يقولون، لا يزال الكثير يُكتشف عن التوحد، الذي لم يُعترف به رسميا من قِبل الكونجرس كإعاقة إلا عام 1990.

الوعي العام والفهم
وتقول تشنغهان تشي، الأستاذة المساعدة في علوم الاتصال والاضطرابات وعلم النفس بجامعة نورث إيسترن: "أعتقد أن هذا يعكس اتجاها صحيا نحو زيادة الوعي العام، وكذلك زيادة الفهم والوعي المجتمعي بالتوحد".

من جانبها قالت لوريل جابارد-دورنام، مديرة مختبر PINE  (مرونة النمو العصبي) بجامعة نورث إيسترن: "التغيير الأكبر هو أننا أصبحنا أفضل بكثير في فحص الأطفال وتحديدهم".

وأضافت "لقد غيّرنا معايير ما يعنيه التوحد. لقد اعترفنا منذ ذلك الحين بأنه طيف. لذا فإن بعض هذا مجرد تصنيف للاختلافات".



ما هو التوحد؟ ومتى تم اكتشافه؟
التوحد هو اضطراب عصبي ونمائي يؤثر على كيفية تفاعل الناس مع الآخرين، والتواصل، والتعلم، وفقا للمعهد الوطني للصحة العقلية.

وصف الدكتور ليو كانر التوحد لأول مرة عام 1948، وتظهر أعراضه عادة في أول عامين من العمر، وتشمل تأخر المهارات اللغوية، وتجنب التواصل البصري، والهوس ببعض الأشياء، وحركات الجسم غير العادية مثل هز اليدين أو رفرفتهما.

وتقول تشي، التي تدير مختبر اكتساب اللغة والدماغ (QLab) وتستخدم التصوير العصبي لدراسة تطور اللغة لدى الأطفال المصابين بالتوحد: "منذ ذلك الوقت، تغير فهمنا للتوحد كثيرا".

ما هي بعض مراحل التوحد؟
تقول تشي إن أحدث تغيير حدث في عام 2013، عندما حدد الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العصبية، الطبعة الخامسة، متلازمة أسبرغر كنوع من التوحد عالي الأداء، من بين تغيرات أخرى.

وتضيف أنه بالإضافة إلى ذلك، يدرك الأطباء الآن أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات أخرى يمكن أن يصابوا بالتوحد بالإضافة إلى متلازمة داون واضطراب نقص الانتباه، مما يزيد من أعداد المصابين بالتوحد.

وبينت أن زيادة أعداد المصابين بالتوحد تُعزى أيضا إلى تزايد الوعي بأن هذا الاضطراب يصيب أشخاصا من أعراق وثقافات مختلفة.

وأردفت، "كانت غالبية الأبحاث قبل عام 2000 وبداية القرن الحادي والعشرين تُجرى في الغالب على الطبقة المتوسطة والسكان البيض".

كيف يتم تشخيص حالات التوحد؟
هناك أيضا وعي متزايد بإمكانية إصابة الفتيات والفتيان بالتوحد، على الرغم من أن احتمالية إصابة الأولاد بالتوحد لا تزال أعلى بأربع مرات بحسب الدراسة.

ويقول الباحثون إن الطفرات الجينية الموروثة، وكبر سن الوالدين، وتحسن معدلات بقاء الأطفال الخُدَّج على قيد الحياة تُسهم أيضا في معدلات التوحد، ولكن لا يزال هناك حاجة إلى فهم أعمق للأسباب الجذرية لهذا الاضطراب الدماغي.

وقالت غابارد-دورنام: "لقد تغيرت بعض عوامل الخطر إلى جانب تحسن أدائنا في اكتشاف الحالات وإجراء الفحص".

وأضافت: "بشكل عام، نحقق تقدما ملحوظا في تحديد الأطفال مبكرا، حيث نمتلك أدوات أفضل لإجراء الفحص، ونحصل على فهم أدق لما يُثير القلق وما لا يُثير القلق في بعض هذه المقاييس المختلفة".

وتابع: "في حالة التوحد، لا يوجد فحص دم، ولا يوجد مؤشر موضوعي. في النهاية، يعتمد الأمر على تقديرات بشرية تستند إلى معايير الفحص. لذلك نعتمد بشكل كبير على الأطباء ومراكز الفحص لتحديد الأشخاص".



يُوصى بالمسح الشامل
في عام 2007، أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بإجراء مسح شامل للتوحد في عمر 18 و24 شهرا، ليتمكن الأطفال من الحصول على خدمات التدخل المبكر التي تُحدث فرقا في تعليمهم وحياتهم.

وأكدت غابارد-دورنام: "يزداد توحيد معايير الفحص بشكل متزايد. ويعتمد ذلك على الولاية. أحد أسباب اعتقادنا بأننا نُحسّن أداءنا في تحديد المصابين هو أننا نلاحظ اختلافات على مستوى الولاية في انتشار التوحد".

وأوضحت "هذا يُشير إلى أننا في الولايات التي تتبع نهجا أكثر اتساقا في الفحص المبكر، نجد هؤلاء الأطفال، بينما في الولايات التي تتبع نهجا أقل صرامة، نجد أفرادا لا يُشخصون".

قائمة مرجعية للسمات للآباء
تشمل أدوات الفحص M-CHAT-R/F، أو قائمة المراجعة المعدلة للتوحد لدى الأطفال الصغار، والمُنقحة مع المتابعة، والتي استندت إلى اختبار مُعدّل عام 2009، وPOSI، أو مراقبة الوالدين للتفاعل الاجتماعي، والذي نُشر لأول مرة عام 2013.

تقول تشي إن توفير قائمة مرجعية للسمات [المتعلقة بالتوحد] للآباء أمر مهم لأنه يُمكّن الأطفال من الحصول على خدمات في سن مبكرة تُساعدهم على النجاح في المدرسة والحياة.
وتضيف: "التدخل المبكر هو المفتاح بلا شك".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة التوحد صحة الاطفال توحد المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة صحة صحة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الزواج يتراجع والطلاق يرتفع في 2024 .. أرقام تثير القلق

أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن إحصائيات الزواج والطلاق لعام 2024، مسجلاً انخفاضاً في عقود الزواج بنسبة 2.5٪ وارتفاعاً في حالات الطلاق بنسبة 3.1٪ مقارنة بعام 2023. 

وتعكس هذه الأرقام تحولات اجتماعية وديموغرافية مهمة في المجتمع المصري، بما في ذلك تباين معدلات الزواج بين الحضر والريف وتأثير المستوى التعليمي والعمر على معدلات الزواج والطلاق.

انخفاض عقود الزواج وارتفاع الطلاق

شهدت مصر على مدى السنوات الأخيرة تغيرات ملموسة في أنماط الزواج والطلاق، نتيجة عوامل اقتصادية واجتماعية متعددة، منها ارتفاع تكاليف الزواج، التغيرات الاقتصادية، وزيادة وعي الأجيال الجديدة بحقوقهم واختياراتهم الشخصية. 

كما تؤثر الهجرة الداخلية بين الريف والحضر، والتحضر المتزايد على معدلات الزواج، بالإضافة إلى تغير النظرة المجتمعية للزواج والطلاق.

,بلغ عدد عقود الزواج في 2024 نحو 936 ألفاً و739 عقداً، مقابل 961 ألفاً و220 عقداً في 2023، بانخفاض قدره 2.5٪. ويظهر توزيع الزواج حسب مكان الإقامة ارتفاع عقود الزواج في الحضر بنسبة 1.7٪ لتصل إلى 395 ألفاً و215 عقداً، بينما سجل الريف انخفاضاً بنسبة 5.4٪ ليبلغ 541 ألفاً و524 عقداً.

وسجلت أعلى نسبة زواج بين الفئة العمرية 25-30 سنة للرجال (30.6 سنة كمتوسط) و20-25 سنة للنساء (25.2 سنة كمتوسط). وبحسب المستوى التعليمي، سجل الحاصلون على شهادة متوسطة أعلى نسبة زواج بين الرجال بنسبة 39.5٪، والحاصلات على شهادة متوسطة الأعلى بين النساء بنسبة 34٪.

معدلات الطلاق

ارتفع عدد حالات الطلاق إلى 273 ألفاً و892 حالة في 2024، بنسبة زيادة 3.1٪ مقارنة بعام 2023. وبلغ عدد حالات الطلاق في الحضر 158 ألفاً و201 حالة مقابل 115 ألفاً و691 حالة في الريف، وهو ما يعكس ارتفاع معدل الطلاق في المناطق الحضرية.

وتوضح الإحصائيات العمرية أن أعلى نسبة طلاق بين المطلقين كانت في الفئة العمرية 35-40 سنة للرجال (40.8 سنة كمتوسط)، و25-30 سنة للنساء (34.6 سنة كمتوسط). وبالنسبة للمستوى التعليمي، سجل الحاصلون على شهادة متوسطة أعلى نسبة طلاق بين الرجال (35.2٪)، فيما سجلت الحاصلات على شهادة متوسطة أعلى نسبة طلاق بين النساء (33.1٪).

معدلات الزواج والطلاق حسب المحافظات:

بلغ معدل الزواج على مستوى الجمهورية 8.8 في الألف عام 2024، بانخفاض من 9.1 في الألف عام 2023، مع تباين بين الحضر (8.7 في الألف) والريف (8.9 في الألف). وسجلت محافظة أسوان أعلى معدل زواج 14 في الألف، بينما سجلت الجيزة أقل معدل 5.9 في الألف.

,تشير هذه البيانات إلى استمرار تحولات واضحة في أنماط الزواج والطلاق في مصر، مع تفاوت كبير بين المناطق العمرية والتعليمية والجغرافية. 

وتعكس الزيادة في حالات الطلاق والانخفاض في عقود الزواج تحديات مجتمعية تستدعي متابعة من الجهات المعنية لدراسة الأسباب ووضع سياسات داعمة للأسرة، خاصة في ظل تأثير العوامل الاقتصادية والاجتماعية على قرارات الزواج واستمراريته.

طباعة شارك الزواج إحصائيات الزواج عقود الزواج الطلاق حالات الطلاق

مقالات مشابهة

  • محامي أطفال المدرسة الدولية بالإسكندرية يكشف عن متهم جديد في قضية الاعتداء الجنسى
  • قلق على الأطفال بسبب انتشار الإصابات الفيروسية..رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا يوضح التفاصيل
  • تنفيذ المشروع القومي لأطفال التوحد والإعاقات الذهنية بمركز شباب شبراخيت
  • حضرموت على صفيح ساخن.. ما الذي يحدث حول حقول النفط؟
  • الزواج يتراجع والطلاق يرتفع في 2024 .. أرقام تثير القلق
  • ماذا يحدث بالاسكندرية ... كلاكيت ثانى مرة مسن يعتدى على طالبة
  • ماذا قال الرسول عن القلق والحزن.. ولماذا الحوقلة سر من أسرار الله
  • مختصة: يجب إدارة مشاعر القلق والإحباط قبل العودة للدراسة
  • صدمة في أمريكا.. وفاة أكثر من 10 أطفال بعد تلقي لقاح «كوفيد 19»
  • ارتفاع كبير على أسعار الذهب محليا