الغارديان: الغرب أمام اختبار حاسم لوقف المجاعة والإبادة في غزة
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
#سواليف
علقت صحيفة “الغارديان” في افتتاحيتها على #المجاعة في #غزة، والتي تحتاج، كما تقول، إلى أكثر من مجرد الكلمات كي توقف #الإبادة_الإسرائيلية لسكان القطاع.
وقالت إن أصوات الشجب تتعالى بشكل متزايد، لكن بدون أي رد فعل قوي من حلفاء إسرائيل في الغرب، فسيظلون متواطئين بالجرائم المريعة التي تحدث للفلسطينيين.
الصحيفة: التاريخ ليس مهتمًا بالسؤال عما فعل الغرب لوقف #الإبادة في غزة ولكن إن فعل ما هو ضروري وعاجل
مقالات ذات صلة نواب أوروبيون يطالبون بإجراءات عاجلة ضد إسرائيل: “الصمت تواطؤ في الإبادة” 2025/07/24وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 1,000 شخص قُتلوا وهم يحاولون الحصول على رزم #الطعام من مراكز التوزيع القليلة. ووراء رعب القتل الظاهر للعيان #تجويع ممنهج، و”مهندسة بدقة، مراقبة عن كثب ومصممة بدقة”، على حد تعبير البروفسور أليكس دي وال، الخبير في الأزمات الإنسانية.
وقد حذرت أكثر من 100 منظمة إغاثة من أن المجاعة تنتشر بسرعة. مات ما لا يقل عن 10 أشخاص من الجوع وسوء التغذية يوم الثلاثاء وحده، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. ويشاهد الآباء أطفالهم وهم يذبلون أمام أعينهم وينهار المسنون في الشارع، و”دعك من الاحتياجات الأساسية الأخرى، الماء، والإمدادات الطبية والمأوى، فحتى لو أمكن توزيع الطعام بشكل عادل في ظل النظام الجديد، وهو أمر لا يمكن أن يحدث فهو غير كاف على الإطلاق. وحتى لو وصل المزيد، وهو ما قد يحدث أو لا يحدث إذا تم الاتفاق على وقف إطلاق النار، فإن الحياة غير مستدامة عندما تتناوب فترات قصيرة من الراحة الجزئية مع أشهر من الحرمان”.
وقالت الصحيفة إن الجوع يلحق أضرارًا مستدامة على الصحة البدنية والنفسية، وربما تشمل صحة الأجيال القادمة. كما يدمر المجتمعات والحياة ويجبر الناس على اتخاذ خيارات مستحيلة، مثل اختيار أي من أطفالهم أكثر حاجة للطعام. ويجبرون على القيام بتصرفات يائسة مثل انتزاع الطعام من الآخرين، وهذه الأفعال أيضًا تترك ندوبًا دائمة. في حين أن العديد من منظمات الإغاثة قد استنفدت كل شيء، يقول آخرون إن الانهيار الاجتماعي جعل توزيع الإمدادات الشحيحة أمرًا بالغ الخطورة على كل من الموظفين والمستفيدين. تلقي إسرائيل باللوم على نهب “حماس” في الجوع، حيث تأتي هذه المزاعم من حكومة سلحت عصابة إجرامية متهمة بالاستيلاء على المساعدات.
وأضافت أن تجويع السكان بشكل منهجي يعني تفتيتهم إلى قطع، فيما تحظر اتفاقية الإبادة الجماعية “فرض ظروف معيشية متعمدة على الجماعة بهدف تدميرها المادي كليًا أو جزئيًا”. حتى لو أبقى شح المساعدات معظم الفلسطينيين على قيد الحياة بالكاد، فإن الحرمان لا يزال قادرًا على تدمير الفلسطينيين في غزة كمجموعة بشرية.
وتقول الصحيفة إن الإدانات الدولية تتزايد وبحق، ففي يوم الإثنين، أصدرت بريطانيا و27 دولة أخرى بيانًا شديد اللهجة هاجمت فيه إسرائيل لحرمانها الفلسطينيين من “الكرامة الإنسانية”. ووصف السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، البيان بأنه “مثير للاشمئزاز”. لكن على حلفاء إسرائيل الآخرين مواصلة العمل معًا، ليس المهم ما يقولونه، بل ما يفعلونه، بما في ذلك ما إذا كانوا يفرضون عقوبات وحظرًا شاملاً على الأسلحة، ويعلقون شروط التجارة التفضيلية.
كما أن الاعتراف بدولة فلسطينية جزء من رد ضروري، ولكنه ليس القضية الوحيدة أو الأكثر أهمية. وكانت بريطانيا محقة في فرض عقوبات على وزراء اليمين المتطرف، وإعادة تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وتعليق العديد من صادرات الأسلحة. لكن هذه الإجراءات جاءت متأخرة جدًا ولا تزال ضئيلة جدًا. ومع أن مسؤولة السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، وهو أكبر شريك تجاري لإسرائيل، أكدت بأن “جميع الخيارات مطروحة”، لكن الاتحاد لم يتفق بعد على أي إجراء.
وفي مواجهة التدمير الممنهج لحياة الفلسطينيين في غزة، يجب على الدول الأخرى أن تتكاتف وتتوصل إلى رد منهجي وشامل وملموس. وتتساءل الصحيفة إن لم يكن الآن، فمتى؟ ما الذي يتطلبه الأمر لإقناعهم؟ هذه كارثة على الفلسطينيين في المقام الأول، ولكن إذا استمرت الدول في السماح بتمزيق القانون الإنساني الدولي، فسيشعر بتداعياتها الكثيرون حول العالم في السنوات القادمة. لن يسأل التاريخ عما إذا كانت هذه الحكومات قد فعلت شيئًا لوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها حليف، بل عما إذا كانت قد بذلت كل ما في وسعها.
وفي الوقت نفسه طالب عدد من الدبلوماسيين البريطانيين السابقين، رئيس الوزراء كير ستارمر بالاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية. وفي تقرير أعده باتريك وينتور وهارييت شيرويد قالا فيه إن عشرات من الدبلوماسيين والسفراء البريطانيين السابقين أضافوا ثقلهم وضغطوا على ستارمر للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وسط الاشمئزاز من المشاهد المروعة القادمة من غزة. وجاءت رسالتهم إلى رئيس الوزراء في الوقت الذي أدان فيه رئيس أساقفة يورك تجريد سكان غزة من إنسانيتهم، ووصفه بأنه “منحط” و”بربري”. وقال ستيفن كوتريل، الزعيم الفعلي لكنيسة إنكلترا، إنها “وصمة عار على ضمير المجتمع الدولي”، وإن “حرب العدوان” الإسرائيلية هي “خطيئة جسيمة”. وتعكس قوة اللغة التي استخدمها كوتريل تغيرًا سريعًا في الرأي العام مع ظهور صور من غزة لأطفال يتضورون جوعًا وروايات عن مقتل مدنيين وهم يحاولون تأمين الطعام لعائلاتهم.
الجوع يلحق أضرارًا مستدامة على الصحة البدنية والنفسية، وربما تشمل صحة الأجيال القادمة
وقالت الصحيفة إن الشعور بالرعب واليأس يتزايد داخل حكومة ستارمر إزاء أفعال إسرائيل والمشاهد في غزة. وفي هذا الأسبوع، دعا وزير الصحة ويس ستريتنج علنًا إلى الاعتراف في وقت “تبقت دولة فلسطينية لم يعترف بها بعد” وأدان الإجراءات الإسرائيلية التي “تجاوزت بكثير الدفاع المشروع عن النفس”. وحث صادق خان، عمدة لندن، الحكومة البريطانية، يوم الأربعاء، على الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الفور، قائلًا إن المشاهد في غزة “مروعة جدًا”. وفي بيان على منصة إكس قال: “يجب على المجتمع الدولي، بمن فيه حكومتنا، فعل المزيد للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذا القتل المروع والعبثي والسماح بدخول المواد الإنسانية التي تنقذ الحياة، ولا شيء يبرر أفعال الحكومة الإسرائيلية”. وورد في الرسالة الموجهة إلى ستارمر، والتي وقعها أكثر من 30 سفيرًا بريطانيًا سابقًا و20 دبلوماسيًا بريطانيًا سابقًا في الأمم المتحدة، أن الوضع الراهن في غزة يمكن كسره بالاعتراف بدولة فلسطين. وجاء في الرسالة: “إن مخاطر التقاعس عن العمل لها آثار عميقة وتاريخية وكارثية”. وأضافوا: “لا يمكن لدولة إسرائيل أن تكون في مأمن من التهديدات في المستقبل إذا لم يتم المضي قدمًا في قضية فلسطين نحو تسوية سياسية”. وقالوا: “في مواجهة الرعب والإفلات من العقاب الحاليين، فإن الكلمات لا تكفي، إن التعليق الجزئي لمبيعات الأسلحة وتأخير المحادثات التجارية والعقوبات المحدودة، بعيدة كل البعد عن المدى الكامل للضغط الذي يمكن لبريطانيا أن تمارسه على إسرائيل”.
وجاء في الرسالة أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيكون “خطوة أولى أساسية نحو كسر الوضع الراهن المدمر”. ومن بين الموقعين سفراء بريطانيا السابقون لدى أفغانستان والبحرين ومصر وإيران والعراق والأردن والكويت والمغرب وباكستان وقطر وسوريا وتركيا. وتعكس الرسالة قلقًا عميقًا لدى الدبلوماسيين السابقين من أن ستارمر يبدو مترددًا في التعامل مع أزمة الشرق الأوسط، أو يدرك أن الإجراءات غير الفعالة لن تحسن سمعة بريطانيا في المنطقة. وجاء في بيان كوتريل، الصادر يوم الأربعاء: “مع كل يوم يمر في غزة، يزداد العنف والتجويع والإهانة التي تمارسها حكومة إسرائيل على السكان المدنيين انحطاطًا ووحشية”.
و “باسم الرب أصرخ ضد هذا الاعتداء البربري على حياة الإنسان وكرامته. إنه وصمة عار في ضمير المجتمع الدولي، وانتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي”. وقال إنه يجب رفض أي سياسة “من شأنها أن ترقى إلى التطهير العرقي للسكان الفلسطينيين في غزة”.
وفي تقرير أعدته بيبا كريير في “الغارديان” قالت: حكومة كير ستارمر تكافح لإقناع النواب والرأي العام بأنها تبذل ما يكفي من الجهد لمساعدة المدنيين الجائعين في غزة. وعندما وقف ديفيد لامي أمام النواب لإلقاء بيان يدين قتل إسرائيل للمدنيين الجائعين في غزة، يوم الإثنين، قوبل بغضب من النواب. وهتف أحد نواب حزب العمال: “نريد فعلًا، وهذا ليس فعلًا”. وتساءل آخر: “هل انتهى الأمر؟” وتساءل ثالث: “متى تلزمنا إنسانيتنا الأساسية باتخاذ إجراءات أقوى؟ يعتقد الكثيرون منا أن الخط الأحمر قد تجاوزناه منذ زمن بعيد”.
إسرائيل تقوم بتجويع منهجي للسكان، ما يعني تفتيتهم إلى قطع، فيما تحظر اتفاقية الإبادة الجماعية فرض ظروف معيشية متعمدة على الجماعة بهدف تدميرها
وكان الغضب في أرجاء مجلس العموم جليًا. تساءل أحد أعضاء حزب المحافظين المخضرمين: “هل تكفي الكلمات؟”. واتهم آخر لامي بـ”التواطؤ لعدم التحرك” وحذر من أن ذلك قد يؤدي به إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي. وأكد أحد أعضاء حزب الليبراليين الديمقراطيين أن تعبيرات بريطانيا المتكررة عن الأسف لم تمنع وقوع المزيد من المجازر.
ومع تزايد الإدانة الدولية لإسرائيل بسبب الفظائع التي ترتكبها بحق المدنيين الفلسطينيين الجائعين، انعكس الغضب في مجلس العموم على نطاق أوسع في جميع أنحاء البلاد، حيث يعتبر الجمهور بشكل متزايد رد فعل إسرائيل، منذ هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، بأنه غير متناسب، مع استمرار الفظائع. كانت الحكومة في موقف دفاعي، مشيرة إلى أنها أعادت التمويل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وقدمت ملايين الدولارات كمساعدات إنسانية، وفرضت عقوبات على وزراء إسرائيليين من اليمين المتطرف وأولئك الذين ارتكبوا أعمال عنف ضد المستوطنين، وقطعت المفاوضات التجارية مع إسرائيل. لكنها واجهت صعوبة في شرح نظام تراخيص التصدير الخاص بها. وسعى لامي مؤخرًا فقط إلى توضيح أن رحلات سلاح الجو الملكي البريطاني التي تحلق فوق غزة لا تشارك المعلومات لمساعدة إسرائيل في إدارة الحرب. وقال هذا الأسبوع: “نحن لا نفعل ذلك، لن أفعل ذلك أبدًا”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف المجاعة غزة الإبادة الإسرائيلية الحرب غزة الإبادة الطعام تجويع الفلسطینیین فی الأمم المتحدة الصحیفة إن أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
مراسل ذي انترسبت يروي شهادته عن المجاعة التي تسبب بها الاحتلال في غزة
نشر موقع "ذي إنترسبت" الأمريكي، تقريرا، للصحافيين عفيف نصولي وستيفن ثراشر، قالا فيه إنه: "عندما سمع خليل وجيرانه في 10 حزيران/ يونيو أن شاحنة مساعدات وصلت على بعد بضعة كيلومترات من منزله في دير البلح، كان قد خسر 20 كغم من وزنه".
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21"، انطلق خليل سيرا، على الأقدام برفقة إخوته وصديق له. في طريقهم، سمع الشاب البالغ من العمر 26 عاما قصفا متقطعا، لكنه شعر أن الحصول على الطعام يستحق المخاطرة. قال خليل: "أصبح الجوع أقوى من الخوف".
عندما وصلوا حوالي الساعة 6:30 صباحا، كان حشد كبير قد تجمع عند نقطة الإغاثة في نتساريم. قال خليل: "لم أتناول طعاما جيدا منذ أيام. كنت أشعر بالدوار والضعف".
ووفقا للتقرير نفسه: "أدار موقع التوزيع مُقدِّم مساعدات جديد يعمل في غزة لبضعة أسابيع فقط. لاحظ خليل بسرعة وجودا عسكريا. قال خليل: رأينا الجنود الإسرائيليين بزيهم العسكري الكامل يقفون بجانب عرباتهم المدرعة. وصلنا ونحن نعلم أن المكان خطير. لكن لم يكن هناك أي اشتباك، ولا تهديد لهم".
وتابع: "وقف في الصف مع مئات آخرين. كان هناك أطفال ونساء وشيوخ. يتذكر قائلا: "كان بعضهم حافي القدمين، والبعض الآخر ينتظر منذ الليلة السابقة". بينما كانت مجموعته تقترب ببطء من النقطة التي كانوا يأملون أن يتمكنوا من أخذ طرد من الأغراض منها، دوّت طلقات نارية؛ فرّ خليل للنجاة بنفسه.
قال: "بدأوا بإطلاق النار مباشرة على المدنيين العُزّل". كانت الرصاصات تطاردنا كما لو كنا أهدافا في ميدان رماية، ولسنا مجرد جائعين. تفرقنا تحت وابل الرصاص. كنت أقرب إلى الموت في ذلك اليوم من كسرة خبز".
وفي السياق نفسه، أشار التقرير إلى أنّه منذ أن انتهكت دولة الاحتلال الإسرائيلي وقف إطلاق النار مع حركة حماس، في منتصف آذار/ مارس، قُتل أكثر من 875 فلسطينيا أثناء بحثهم عن الطعام.
في تغطيته من داخل غزة، على مدار الأشهر القليلة الماضية، لاحظ موقع "إنترسبت" مجاعة يتم صنعها ونظام توزيع مساعدات مُصمم على ما يبدو للتسبب بمزيد من المعاناة والموت. دخل الصحفي الأمريكي، عفيف نسولي، القطاع، من خلال التطوع كعامل إغاثة في منظمة طبية غير ربحية.
عادة، خلال الحرب، لا يُدار توزيع الرعاية الطبية والغذاء على السكان المحاصرين من قِبل أي طرف يشن حربا ضدهم، ناهيك عن جيش محتل غير قانوني. وفي معظم الحالات، تتضمن عمليات الإغاثة عن كثب منظمات راسخة نشطة بالفعل في المنطقة.
بدلا من ذلك، أطلقت دولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، مخطّطا جديدا، يتمحور حول منظمة تعمل جنبا إلى جنب مع الجيش الإسرائيلي نفسه المسؤول عن قتل أكثر من 230 صحفيا و1400 عامل في مجال الرعاية الصحية و17000 طفل فلسطيني في العامين الماضيين.
باستثناءات قليلة، مُرّت جميع المساعدات التي وصلت إلى غزة منذ أيار/ مايو عبر مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، التي أُنشئت في ولاية ديلاوير في شباط/ فبراير. وتلقت المؤسسة عشرات الملايين من الدولارات من الولايات المتحدة لتوزيع المساعدات في غزة، وورد أنها تلقت حوالي 100 مليون دولار من دولة لم يُكشف عن اسمها.
ومنذ أن بدأت عملياتها، انخفض عدد المواقع في غزة التي يمكن للسكان تلقي المساعدات فيها من حوالي 400 موقع إلى أربعة مواقع. فيما قالت منسقة المشاريع الرئيسية في منظمة العمل من أجل الإنسانية، ومقرها دير البلح، هانية الجمل: "أحيانا يكون هناك مركز واحد فقط يعمل بالفعل". وأضافت الجمل أن المواقع تُغلق أحيانا لأسباب أمنية، وأحيانا أخرى للصيانة.
ويؤكد خليل ذلك، بالقول: "ذهبت قبل بضعة أيام ولم يكن مفتوحا". ويقول إنه الآن يتفقد صفحة GHF على فيسبوك، التي تُطلع الناس على الجدول الزمني. وتقول الجمل إنها: "تعتقد أنهم يعملون بشكل شبه يومي لمدة ساعتين فقط في اليوم".
وصل موقع "ذي إنترسبت" إلى غزة في أواخر آذار/ مارس، بالتزامن مع خرق دولة الاحتلال الإسرائيلي لوقف إطلاق النار، وشهد بنفسه ما حدث لأكثر سكان غزة ضعفا بعد أن أوقفت الولايات المتحدة تمويلها للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) والأونروا، وسلمت عمل هاتين الوكالتين للجيش الإسرائيلي وGHF.
ووفقا للتقرير ذاته، استرسلت الجمل: "كانت اللحوم والخضروات والدجاج - وحتى الوجبات الخفيفة - في متناول اليد، وإن كان ذلك بسعر مرتفع بعض الشيء. ولكن كانت لدينا خيارات".
وفي 2 آذار/ مارس، قطعت قوات الاحتلال الإسرائيلي واردات الغذاء إلى غزة عندما فرضت حصارا. وفي 18 آذار/ مارس، وخرقت وقف إطلاق النار باستئنافها حملة الغارات الجوية. في ذلك الوقت، كانت المطابخ المجتمعية، مثل "شباب غزة"، تعاني من نقص في الطعام. حيث كان هناك حوالي 170 مطبخا مجتمعيا عاملا قبل إغلاق المعابر في أوائل آذار/ مارس. وبعد شهرين فقط، توقفت العشرات منها عن العمل.
منع الحصار دخول البضائع لأشهر طويلة، ومع استئناف القتال تعذر الوصول إلى المنتجات المحلية "بسبب أوامر الإخلاء الجديدة من الشمال ورفح ومناطق في خان يونس حيث زُرعت محاصيل جديدة"، بحسب الجمل.
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنّ: "إسرائيل دمرت 83% من الأراضي الزراعية في غزة وقيدت الوصول إلى بعض ما تبقى، مما جعل أقل من 5% من الأراضي الزراعية: متاحة للزراعة".
وقالت امرأة مسنة في مطبخها المؤقت شرق خان يونس: "كان سعر ثلاثة كيلوغرامات من هذا البصل ثلاثة دولارات فقط". وبحلول نيسان/ أبريل، بلغ سعر البصلة دولارا واحدا. وأصبح الدقيق باهظ الثمن بشكل لا يُصدق، حيث يُباع الكيس الواحد بمئات الدولارات. ولأن جميع فروع البنوك وأجهزة الصراف الآلي تقريبا لا تزال معطلة في غزة، لا يستطيع الناس إيجاد المال اللازم لشراء حتى كيس دقيق واحد.
ووفقا للتقرير: "حتى الدجاج أصبح يضع بيضا أقل من المعتاد، وفقا لأحد عمال الإغاثة الدوليين، حيث الأعلاف غير متوفرة. ومثل البشر، يعاني الدجاج أيضا من التوتر، فأصوات قنابل الجيش الإسرائيلي وطائرات الاستطلاع لا تنقطع".
اعتبارا من تموز/ يوليو، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن 100% من سكان غزة من المتوقع أن يواجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد. يشمل ذلك مليون شخص يواجهون مستويات "طارئة" من انعدام الأمن الغذائي، و470 ألف شخص يواجهون مستويات "كارثية" من انعدام الأمن الغذائي.
قال باسل، أحد الرجال في مطبخ شباب غزة المجتمعي: "لقد فقدت ما يقرب من 37 كغم". وعرض صورا لنفسه من عام 2023، عندما كان وزنه 112 كغم. باسل، الذي يبلغ طوله 189 سم، يزن الآن 75 كغم، ويبدو هزيلا.
إلى ذلك، تطوّع نسولي، مراسل إنترسبت، في غزة مع منظمة "غليا"، وهي منظمة طبية غير ربحية، من أواخر آذار/ مارس إلى أوائل حزيران/ يونيو. مع غيره من العاملين في المجال الطبي، كان يتناول وجبة واحدة يوميا - عادة الأرز أو العدس. أحيانا كان يتناول الطماطم أو الفلفل، وأحيانا التونة المعلبة. خلال تلك الفترة، خسر 5.4 كغم.
أصبح من الشائع أن يتسول الناس الطعام في السوق، أو يندفعون إلى سيارات عمال الإغاثة الدوليين على الطريق الساحلي، أو حتى يطرقون الأبواب بحثا عن الدقيق. أوضحت الجمل، عاملة الإغاثة، قائلة: "الآن، اقتصرنا على وجبة واحدة يوميا"، تتكون عادة من نوع من الشيء نفسه: العدس".
تأسست الأونروا عام 1949 لتقديم الإغاثة الإنسانية للفلسطينيين. في الأصل، كان الهدف منها توفير فرص عمل في مشاريع الأشغال العامة وتوجيه الإغاثة. تطورت الأونروا لتقدم التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية لشرائح واسعة من المجتمع الفلسطيني، حتى أنها خدمت أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني مسجل وأحفادهم في الشتات.
كما قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية دعما ماليا للشعب الفلسطيني في مشاريع تنموية وإنسانية مختلفة. منذ عام 1994 قدّمت الولايات المتحدة أكثر من 5.2 مليار دولار كمساعدات للفلسطينيين. توقف هذا التمويل بعد أن وعد وزير الخارجية ماركو روبيو في مارس بخفض المنح الخارجية للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بنسبة 83% قبل إغلاقها بالكامل في الأول من تموز/ يوليو.
اعتمد جزء كبير من النشاط الاقتصادي في القطاع على البنية التحتية للمساعدات، حيث لعبت الأونروا تحديدا دورا حاسما في توزيع الغذاء حتى قبل بدء الحرب. كما لعبت المطابخ المجتمعية دورا حاسما في توزيع المساعدات في غزة. انتقلت مورين كعكي، رئيسة بعثة غليا، وهي أمريكية من أصل فلسطيني، من تكساس إلى غزة قبل أكثر من عام للمساعدة؛ ولم تغادر قط. كما تتطوع في منظمة شباب غزة في خان يونس.
تشير كعكي إلى أن المطابخ المجتمعية في جميع أنحاء غزة كانت تنتج 250,000 وجبة يوميا، تُطعم حوالي 800,000 شخص - حوالي 45% من سكان القطاع. في ذلك الوقت، كانت المطابخ المجتمعية قادرة على الحصول على الطعام بشكل موثوق من خلال التبرعات والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. لكن الآن، أصبح من الصعب للغاية تشغيلها.
لا تزال المطابخ المجتمعية موجودة اليوم، لكن قدرتها الاستيعابية انخفضت من 250,000 وجبة يوميا إلى حوالي 25,000، كما تقول كعكي، لأنها ببساطة لا تستطيع الحصول على الإمدادات. وتقول إن المجاعة الحالية "هي الأسوأ التي رأيتها، بلا شك".
توقف مطبخ وورلد سنترال، الذي أسسه الشيف خوسيه أندريس وأحد أشهر موزعي الأغذية في غزة، والذي قُتل عماله في غارة جوية إسرائيلية عام 2024، بعد نفاد الإمدادات، واستأنف عملياته مؤخرا. وواصلت منظمات المساعدة المتبادلة الأصغر حجما، مثل مشروع سمير، تقديم أكبر عدد ممكن من الوجبات، حتى بعد مقتل منسق المخيم التابع لها مصعب علي.
انخفضت قدرة مطبخ شباب غزة على تقديم وجبات الطعام من 15,000 وجبة يوميا إلى 3,000 وجبة في حزيران/ يونيو، وبحلول تموز/ يوليو اضطرت إلى إيقاف عملياتها لأن الأرز أصبح باهظ الثمن. وتأمل المجموعة في استئناف عملياتها في أقرب وقت ممكن.
قال ماجد جابر، وهو طبيب فلسطيني متطوع في غرفة الطوارئ عمل في عدة مستشفيات في جنوب غزة: "منذ البداية، وُضعوا في مناطق خطرة - وخاصة في جنوب غزة، وتحديدا في رفح".
وأضاف: "في مستشفيات ناصر والهلال الأحمر، حيث كنت أعمل خلال تلك التوزيعات، كنا نستقبل بانتظام ما بين 50 و100 جريح في يوم واحد.. كانت الإصابات مروعة. أطراف مبتورة برصاصات من عيار ثقيل. أعضاء حيوية مثقوبة - قلوب، وأبهر، ورئتين. رأينا عددا كبيرا جدا من الطلقات في الرأس، ولا يمكننا وصفها بالصدفة".
في 17 حزيران/ يونيو، وردت تقارير تفيد بأن الدبابات الإسرائيلية استهدفت أكثر من 50 فلسطينيا أثناء انتظارهم شاحنات المساعدات في خان يونس جنوب القطاع. وفي 16 تموز/ يوليو، قُتل أكثر من 20 فلسطينيا في موقع توزيع تابع لمؤسسة GHF جنوب غزة.