مع تزايد التهديدات الإسرائيلية باستئناف العدوان على إيران مجددا، تخرج مزيد من الاستخلاصات عن "الحرب الأولى" معها، وأهمها أن الأخيرة وضعت يدها على نقاط الضعف الإسرائيلية في مواجهة صواريخ أرض-أرض ومنشآتها الأساسية.

وقال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، الجنرال غيورا آيلاند: إن "الاسرائيليين يحيون اليوم مرور شهر على نهاية حرب الـ12 يوما مع إيران، لكنني أفترض أننا في المستقبل سنُسمّيها حرب إيران الأولى، لأن الحرب أو المزيد من الحروب معها باتت سيناريو شبه مؤكد، وإيران لن تستطيع أن تسامح إسرائيل على ما فعلته بها في يونيو 2025، هذا ليس مجرد نزوة من قيادتها الحالية، بل هو شرف وطني تعرض للضرر، ومن وجهة نظرها لا يوجد سوى طريق واحد لإصلاح هذا، وهو من خلال حرب أخرى ستلحق بإسرائيل أضراراً لا تطاق".



وأضاف آيلاند في مقال نشره موقع "واللا" وترجمته "عربي21" أنه "من وجهة نظر إيران، فإننا فتحنا حساباً معهم لن يكون من السهل تسويته، وهذا يلقي ضوءً مختلفاً، وربما حاسماً، على القرار الإسرائيلي بخوض تلك الحرب، في ضوء عدم مسائل أولاها بعد أن تبين أنها اتخذت قرارها حقاً بحيازة القنبلة النووية، وبالتالي فإن تل أبيب لم يكن لديها خيار آخر سوى الهجوم عليها لمنعها من الحصول على سلاح نووي".


وأشار إلى أن "المسألة الثانية تتعلق بالولايات المتحدة، صحيح أنها لم تنضم فعليا للحرب؛ لكنها اكتفت بهجوم واحد على ثلاثة مواقع نووية، ومن غير الواضح تماما ما إذا كانت ستفعل المزيد في الحرب المقبلة مع الإيرانيين الذين إذا أدركوا أنها لن تكون موجودة في اللعبة، فسيكتسبون المزيد من الثقة في مهاجمة إسرائيل".

وأكد أن "المسألة الثالثة تتعلق بما إذا كان الهدف الرئيسي من الحرب تحقق فعلا، وهو إلحاق أضرار جسيمة بالبرنامج النووي الإيراني، ويبدو لي أن لا أحد يعرف كيف يعطي إجابة دقيقة في الوقت الحالي، صحيح أن أداء سلاح الجو كان ممتازاً في الهجوم، وجيداً نسبياً في الدفاع، لكن يجب أن نعرف كيف نفصل بين جودة التنفيذ وحكمة العمل، لأنه بات من الممكن الآن التشكيك في صحة قرار مهاجمة إيران".

وأضاف أن "منافسة غير مسبوقة بدأت الآن بين إيران ودولة إسرائيل، والغرض منها تحسين الأداء، والحصول على تقنيات جديدة، بعد أن توصلت إيران لثلاثة استنتاجات فورية من الحرب: أولاها إطلاق الصواريخ الباليستية الدقيقة يسبب أضرارا هائلة للإسرائيليين، خاصة إذا استهدفت الإطلاقات أهدافا عسكرية عالية الجودة ومواقع البنية التحتية مثل محطات الطاقة أو محطات تحلية المياه أو المستشفيات، وتعتزم إيران زيادة مخزونها الصاروخي بشكل كبير استعدادا للحرب المقبلة، بعد أن أدركت أن نظامها الدفاعي الجوي قد فشل".

وأشار إلى أن "الاستنتاج الثاني يتعلق بعدم تفعيل إيران لقواتها الجوية، لأسباب غير واضحة، مما تسبب في مزيد من الضعف، ولذلك ستبذل كل جهد ممكن لشراء أنظمة دفاع جوي إضافية وجديدة، وربما الحصول على طائرات مقاتلة حديثة تستطيع روسيا توفيرها لهم، أما الاستنتاج الثالث فهو أن نظام الأمن الداخلي الايراني ظهر قابلاً للاختراق بسهولة من قبل العملاء الإسرائيليين".


وأوضح أن "الجانب الذي يخسر الحرب يعمل بشكل أكثر تصميما على تحسين نفسه استعدادا للحملة التالية، وهو ما حصل مع مصر على سبيل المثال، التي تمكنت من تحسين قدراتها العسكرية المتواضعة بشكل كبير في عام 1967، وإنشاء نظام عسكري فعال بحلول عام 1973".

ودعا الكاتب إلى "تحسين القدرة على اعتراض الصواريخ الباليستية، لأن معدل النجاح في هذا البعد بلغ 85 بالمئة، وهذا أمر جيد، لكنه ليس كافيا، ولن يكون كافيا بشكل خاص إذا أطلقت إيران صواريخ بعدد مضاعف أو ثلاثة أضعاف".

وأشار إلى أنه "من بين الاستنتاجات المباشرة التي يمكن التوصل إليها أن المرافق الأساسية الاستراتيجية يجب أن تتمتع بالقدرة على توفير الدفاع النقطي، بعد أن اعتمدت إسرائيل فقط حتى الآن على أربع طبقات حماية: القبة الحديدية، مقلاع داود، السهم 2، والسهم 3، وحتى لو حصلنا على نظام السهم 4 الأكثر تطورًا في المستقبل، ستظل هناك حاجة لحماية شخصية للمنشآت الحيوية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلية إيران إيران إسرائيل طهران الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بعد أن

إقرأ أيضاً:

تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط

بقدر ما أظهر استمرار حرب الإبادة تصاعُد الخلاف بين إسرائيل وبين الغرب الأوروبي، بقدر ما أظهرت تداعيات وقف الحرب خلافاً متنامياً مع آخر حليف لتل أبيب أي واشنطن، وكما قدرنا سابقاً ومنذ أكثر من شهرين مرا على البدء بتنفيذ خطة ترامب بشأن غزة، فإن حكومة بنيامين نتنياهو، لم تلتزم تماماً بتلك الخطة، التي وافقت عليها على مضض، ليس من سبب إلا لأن وقف الحرب جرى دون ان تحقق هدفها بعيد المدى، وهو تهجير سكان قطاع غزة، وضم أرضه تالياً لدولة إسرائيل الكبرى، وتجلى عدم التزام إسرائيل بوقف النار من خلال قتل نحو أربعمائة مواطن، ومواصلة تدمير ما تبقى من منازل، كذلك عبر تعميق ما يسمى بالمنطقة الصفراء التي تحتلها دون ان يكون فيها سكان سبق لها وان أجبرتهم على النزوح، والأهم ان مواصلة إطلاق النار، تبقي على احتمال مواصلة الحرب قائماً في مخيلة أركان الحكومة الإسرائيلية، بما يعني بأنها منذ البادية راهنت على وقف تنفيذ الخطة عند حدود الخط الفاصل بين مرحلتيها الأولى والثانية.

والحقيقة هناك كلام كثير يمكن أن يقال، لنؤكد على أن إسرائيل اليمينية المتطرفة حالياً، تعتقد بأنها وصلت إلى اللحظة التي أعدت لها أولاً أوضاعها الداخلية، وثانياً العلاقة مع الجانب الفلسطيني، وثالثاً الشرق الأوسط برمّته ليكونوا قد باتوا جاهزين لقيام دولة إسرائيل العظمى، عبر مصطلح خادع قال به بنيامين نتنياهو علناً وصراحة قبل أكثر من عام، وهو تغيير الشرق الأوسط، والأهم هو أن نتنياهو وطاقم الحكم المتطرف يعتقد بأنه إن لم يحقق ما يصبو اليه الآن، فلن ينجح في ذلك لاحقاً، أي ان هذه الحرب ليست كما كانت سابقاتها، حيث دأبت إسرائيل على شن الحروب سابقاً بمعدل مرة كل بضع سنوات، تحتل خلالها أراضي عربية إضافية، او تحقق أهدافاً أمنية_سياسية، وحين تواجه عقدة مستعصية توافق على وقف لإطلاق النار، لتقوم بالتحضير لتحقيق ما عجزت عنه فيما بعد، هذه المرة يعتقد المتطرفون الإسرائيليون أصحاب مشروع إسرائيل العظمى والكبرى، بأن العالم يتغير بسرعة في غير صالحهم، لذلك فهذه هي فرصتهم الأخيرة، لذلك يمكن القول بأنهم غامروا لدرجة ان يخسروا تأييد الغرب الأوروبي، ويغامرون اليوم بالمراهنة حتى آخر رمق من تأييد ودعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ذلك أن أميركا بعد ترامب ستكون ذات موقف مختلف.

لن نعيد في هذه المقالة، ما سبق لنا وقلناه عن دوافع وتفاصيل تلك الصورة، التي اتضحت خلال حرب العامين على فلسطين وعلى ست دول شرق أوسطية، لكن بالمجمل فإن كون إسرائيل كدولة بعد نحو عشر حروب خاضتها، بل بعد ما يقارب من ثمانين عاماً، على قيامها، أي منذ نشأتها حتى اليوم، والأهم بعد اربع معاهدات سلام وقعتها مع ست دول عربية، وعدد من اتفاقيات الهدنة ووقف إطلاق النار، ما زالت في حالة حرب، ليس فقط مع فلسطين، بل مع الشرق الأوسط برمّته، والأخطر بعد ان كانت تبدو في حالة حرب مع الدول العربية، بغض النظر عن كلها أو بعضها، باتت حالياً في حالة حرب مع الدول العربية والدول الإسلامية، وباختصار، باتت الشوفينية الإسرائيلية لا تكتفي بمواصلة مطالبة واشنطن بالحفاظ على تفوقها العسكري على مجمل دول المنطقة فرادى ومجتمعين وحسب، بل باتت تقول علناً بأنها تسعى لتغيير الشرق الأوسط، ولا تنكر ان طريقها لذلك هو إفراغ الشرق الأوسط من عوامل القوة العسكرية، بما يشمل تغيير الأنظمة، وأنها في سبيل ذلك تواصل شن الحرب، وأنها لا تثق بأحد، ولهذا فهي اليوم باتت في حالة حرب مع فلسطين ولبنان وسورية واليمن وإيران، فيما علاقتها متوترة مع الآخرين: مصر، الأردن، تركيا، قطر، السعودية، أي الجميع.

والحقيقة أن كون إسرائيل ما زالت في حالة حرب، منذ نشأتها، وهذا أمر لم يحدث في تاريخ العالم، سوى مع الدول الاستعمارية، نقصد المغول والبيزنطيين الذين أقاموا في مناطق شاسعة من العالم قروناً، كذلك الاستعمار في القرن العشرين، مثال الجزائر وفيتنام، يعني أو يؤكد بأن إسرائيل ورغم انه لاح وكأن اتفاقيات او معاهدات السلام التي عقدتها مع مصر أولاً ثم فلسطين والأردن، ولاحقاً مع الإمارات، البحرين والمغرب، قد وضعت حداً، او أنها قد فتحت الباب لإغلاق باب الحروب بينها وبين محيطها الشرق أوسطي، العربي والإسلامي، لكن ذلك لم يحدث، ولا حتى في عالم الرياضة، حيث هي حقل لجمع الدول، بما بينها من خلافات، حيث كان فريق الاتحاد السوفياتي في ظل الحرب الباردة يشارك في مباريات كرة القدم مع منتخبات الغرب الأوروبي في كؤوس العالم، بينما إسرائيل تشارك ضمن المنافسات الأوروبية، رغم أنها دولة آسيوية جغرافياً، وكثيراً ما انسحب المشاركون في مسابقات رياضية دولية، من دول عربية إفريقية ودول إسلامية تجنباً لمنافسة الرياضيين الإسرائيليين.

أي أن معاهدات واتفاقيات السلام والتطبيع، خاصة المصرية والأردنية منها، بقيت حبراً على الورق الرسمي، بينما كان توقيعها مناسبات لرفع وتيرة مواجهة التطبيع على الصعيد الشعبي. باختصار نريد القول، بأن إسرائيل لا قبل ولا خلال ولا بعد توقيع أربع اتفاقيات ومعاهدات سلام، صارت دولة طبيعية في الشرق الأوسط، وهي ما زالت دولة لم تحظ بشرف عضوية ذلك النادي الدولي، وربما كانت هذه الحقيقة التي لا شك بأنها تنغص حياة الإسرائيليين، أحد الدوافع التي تجعل منها شعاراً لمن يطمح في الحكم، وقد كان شعار السلام منذ ما بعد إعلان قيامها عام 48 طريقاً للأحزاب التي تنافست على الحكم خلال عقود الخمسينيات والستينيات والسبعينيات حتى توقيع معاهدة كامب ديفيد مع مصر، أما شعار الشرق الأوسط الجديد، فقد تلا انتهاء الحرب الباردة، ورافق مفاوضات مدريد التي أجبر عليها اليمين الليكودي الحاكم عام 1991، وإعلان اتفاق أوسلو من قبل آخر حكومات اليسار، وبالتحديد من عراب أوسلو الإسرائيلي شمعون بيريس، الذي حرص على ان تشمل مفاوضات الحل النهائي مع (م ت ف) مفاوصات متعددة الأطراف، إقليمية بالطبع، لتقديم ما يغري الجانب الإسرائيلي بقيام شرق أوسط جديد، كنادٍ اقتصادي تكون لها فيه عضوية فاعلة، بالتوازي مع المفاوضات الثنائية مع الجانب الفلسطيني التي ستفضي الى الانسحاب الجغرافي.

أي أن الشرق الأوسط الجديد بمفهوم بيريس الذي بشّر به قبل أكثر من ثلاثة عقود، آخذاً بعين الاعتبار المتغير الكوني بعد انتهاء الحرب الباردة، ونشوء العلاقات بين الدول على أساس الشراكة الاقتصادية، اعتمد على أن نفوذ الدول بات مرهوناً باقتصادها وليس بتوسعها الجغرافي أو قوتها العسكرية، بينما شرق أوسط بنيامين نتنياهو، هو نقيض ذلك تماماً، حتى أن السلام عند بيريس كان يستند لمبدأ الأرض مقابل السلام، بينما عند نتنياهو يعني فرض الأمن بالقوة العسكرية، وقد كان يمكن أن يتحقق شرق أوسط جديد على أساس شراكة دوله وشعوبه في الأمن والسلام والرخاء الاقتصادي، ضمن نظام عالمي قائم على هذا المفهوم أساساً، ومثل هذا الشرق الأوسط ليس بعيداً، مع ملاحظة العلاقات البينية بين دوله، العربية والإسلامية، اي دول الخليج ومصر وكل من تركيا وايران، لكن ما حال دون ذلك هو إسرائيل بحكوماتها اليمينية التي تقول بتغيير الشرق الأوسط كله ليتوافق مع طبيعتها الاستعمارية، بينما المنطقي هو ان تتغير هي لتتوافق مع شرق أوسط طبيعي متوافق مع النظام العالمي.

هذه الوجهة هي التي ستفرض على إسرائيل التغيير الداخلي، وأهم سماته لفظ اليمين المتطرف، وإعادة التأكيد على دولة المؤسسات الديموقراطية، وذلك بالشروع فوراً في تحقيق جملة من الشروط هي: الانسحاب من ارض دولة فلسطين ومن الأراضي العربية المحتلة، وتصفية كل المناطق الأمنية، وإن كان لا بد من مناطق أمنية فعلى الجانبين، ثم تطبيق حق العودة والتعويض، مع تقديم ضمانات أمنية لدول الجوار، لأن إسرائيل هي الأقوى عسكرياً وهي التي تعتدي وتحتل، كذلك نزع الصفة الدينية عنها وبث رسالة سلام وتعايش للجوار.

وأهم أمر على إسرائيل أن تُقْدم عليه او إعلان الحدود الجغرافية النهائية للدولة، وكذلك دستورها الذي يثبت بأنها دولة طبيعية مدنية تعيش مع جيرانها وفق منطق حسن الجوار، كل ذلك يتطلب أولاً إحالة نتنياهو، عراب إسرائيل الكبرى الى المعاش السياسي، ثم إسقاط اليمين المتطرف، حتى يمكن التوصل لحل الدولتين.

الأيام الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تتحدث عن قيادي بالقسام - شهداء في قصف إسرائيلي لمركبة جنوب غزة
  • جيش غامض يقود حروب إسرائيل المقبلة في المنطقة
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • نوابُ حكومةٍ أم نوابُ أُمّة؟
  • اتصال هاتفي بين رجي ووزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني: التعاون لمنع أي تصعيد إسرائيلي
  • محفوظ يشرح دور الاعلام في مواجهة الحرب الاسرائيلية
  • تفادياً لحرب مباشرة مع إسرائيل.. تقرير أميركي يكشف: هكذا تستغل إيران حزب الله
  • إسرائيل تستعد لسيناريو هجمات عبر أذرع إيران وجنوب سوريا
  • إعلام إسرائيلي نقلا عن مسؤول: لقاء نتنياهو وترامب المرتقب سيحدد موقف إسرائيل من التصعيد في لبنان
  • وزير إسرائيلي: الحرب على سوريا باتت حتمية