هاني البشر (الرياض)

في واحدة من أبرز القصص الملهمة خلال منافسات كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، سجّلت اللاعبة البرازيلية لوسيانا كريستينا، المعروفة في عالم الألعاب باسم Angeliss حضوراً لافتاً في بطولة Mobile Legends: Bang Bangللسيدات، ممثلةً فريق DreamMax Girls، في محطة اعتُبرت مفصلية في مسيرتها الاحترافية.

وتجسّد قصة كريستينا ما يمرّ به العديد من لاعبي الرياضات الإلكترونية حول العالم، ممن تبدأ رحلتهم بشغف بسيط سرعان ما يتحوّل إلى التزام ومسار مهني حافل بالتحديات والطموحات.

وعادت كريستينا، صاحبة الـ 23 عاماً، إلى الرياض هذا العام بإصرار كبير، بعد مشاركة أولى في نسخة 2024 من الحدث العالمي. وأكدت أن الدروس التي تعلمتها من تلك التجربة كانت حافزاً لها للعودة بصورة أقوى وأكثر جاهزية للمنافسة على أعلى المستويات.

وتُعد بطولة Mobile Legends: Bang Bang للسيدات واحدة من أبرز البطولات النسائية على مستوى العالم، حيث شهدت مشاركة 16 فريقاً تنافسوا على جوائز بلغت قيمتها 500 ألف دولار، وهي أكبر جائزة مالية في تاريخ بطولات الرياضات الإلكترونية للسيدات.

لكن رحلة كريستينا لم تبدأ على هذا المسرح العالمي، فبسبب عدم امتلاكها هاتفاً ذكياً خاصاً بها في بداياتها، كانت تمارس اللعبة سراً في ساعات الفجر، مستخدمة هاتف شقيقها، ورغم تلك الظروف الصعبة، استطاعت كريستينا أن تصقل مهاراتها، واضعةً حلم الاحتراف نصب عينيها.

وقالت في هذا السياق: “لم تكن الظروف مبرراً للاستسلام، بل على العكس، كانت الصعوبات حافزاً يدفعني للمضي قدماً. ففي ساعات الفجر الأولى، حيث كنتُ أمارس شغفي بصمت، كان التحدي الأول هو امتلاك جهازي الخاص، ولن يكون الأخير.”

وأضافت: “بدأت كفتاة تمارس شغفها في الظل، وتحلم بصمت. لكنني أدركت لاحقاً أن الثقة بالنفس، حتى مع قلّة الإمكانيات، هي ما تصنع المستحيل”.

وتجاوزت كريستينا مفهوم اللعب إلى ما هو أعمق؛ إذ شكلت Mobile Legends: Bang Bang جزءاً محورياً في حياتها، وأسهمت في تعزيز ثقتها بنفسها، وتكوين صداقات راسخة، وألهمتها لاتخاذ قرارات مصيرية مثل ترك وظيفتها في مركز اتصالات والتفرغ لمسيرتها الاحترافية.

وتحدثت عن أثر هذه التجربة قائلة: “في ظل تلك التحديات، كان الدعم النفسي هو ما أبحث عنه، ووجدته في رفيقاتي داخل اللعبة. لم تكن جلسات اللعب معهم مجرد هروب من الواقع، بل كانت مصدر إلهام وشجعوني للتشبث بأحلامي.”

ومع إعلان شركة Montoon عن تخصيص مقعد لفريق DreamMaxGirls في بطولة كأس العالم 2025، قررت كريستينا تركيز كامل طاقتها للتحضير للبطولة، مؤكدة: “استقلتُ من عملي. لم يكن هناك مجال لأي تشتيت، فقد عقدت العزم على منح هذه الفرصة كل ما أملك من قوة وطاقة.”

لكن الطريق لم يكن سهلاً، إذ تفكك الفريق بعد نسخة 2024، ما اضطر كريستينا إلى البدء من جديد، وعن لحظة اتخاذ القرار، قالت كريستينا: “بعد فترة طويلة من التردد، جمعت شتاتي وقررت العودة. كان تفكك الفريق بمثابة ضربة موجعة، لكن بوصلتي كانت موجهة نحو وعد قطعته لعائلتي بتوفير حياة أفضل لهم. تذكرت حينها أن اعتمادي الحقيقي هو على ذاتي، وأن جوهر قوتي يكمن في داخلي.”

وأضافت: “عندما وصلنا إلى الرياض هذا العام للمشاركة في البطولة، حرصت على أن أعيش التجربة بكل تفاصيلها. شعرت بالسعادة والامتنان، وأدركت حينها أن قراري كان صائباً.”

ورغم أن فريقها أنهى البطولة بين المركز التاسع إلى الثاني عشر، إلا أن الرسالة الأهم بالنسبة لها لم تكن النتيجة، بل التجربة نفسها. وتقول: ” كل خطوة للأمام هي إنجاز يستحق التقدير. السعي للكمال ليس كل شيء، بل الاستمرار في التقدم. فالحلم لا يموت إلا عندما نتوقف عن الإيمان به”.

وتابعت حديثها برسالة ملهمة للجيل الصاعد: “الواقع الذي تعيشونه اليوم لا يحدد مصيركم. فإذا استطعتُ أنا الوصول إلى هنا، رغم قلة الموارد وغياب الدعم، فأي شخص بمقدوره ذلك. لا تدعوا شيئاً يطفئ وهج حلمكم. أعرف تماماً شعور البداية من الصفر، بلا إمكانيات، ودون أن يؤمن بكم أحد. لكنني اليوم أدرك بأن لديّ تأثيراً إيجابياً في المجتمع، ويسعدني أن أكون مصدر إلهام للآخرين، خصوصاً بعد إعادة بناء الفريق والعودة للمنافسة على أكبر مسرح عالمي”.
واختتمت كريستينا حديثها بالتأكيد على التزامها بالمواصلة، قائلة: ” هذه التجارب ما هي إلا حافز يدفعني نحو التطور. هذا التحدي لا يزيدنا إلا إصراراً، وسنعود بشكل أقوى في العام المقبل، ونطمح لتقديم نتيجة أفضل”.

يُذكر أن لعبة Mobile Legends: Bang Bang تعود مجدداً إلى منافسات كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 عبر بطولة الرجال، حيث يشهد الأسبوع الثالث انطلاق مرحلة التصفيات، في حين تُقام مرحلة المجموعات والنهائيات في Amazon Arena ببوليفارد رياض سيتي خلال الأسبوع الرابع الرابع، وتستمر حتى الثاني من أغسطس.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الرياض كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 کأس العالم Mobile Legends

إقرأ أيضاً:

القهوة السريعة من الأزمة البرازيلية إلى الحرب العالمية!

الولايات المتحدة – من المفارقات أن حربين عالميتين أسهمتا في ظهور وانتشار القهوة السريعة الشائعة في جميع أنحاء العالم، كما أن جهودا عديدة تُوجت بظهور أول علامة تجارية مسجلة لها في 24 يوليو 1938.

ظهور أول علامة تجارية رسمية للقهوة الشريعة التحضير جاء بعد أن عانت الحكومة البرازيلية من مشكلة فائض إنتاجها من القهوة.

لجأت البرازيل إلى شركة “نستله”، وأثمر تعاونهما في إنتاج ماركة “نسكافيه” وتمت بذلك المحافظة على فائض حبوب القهوة البرازيلية.

الخبير المتخصص ماكس مورغنثالر استخدم طريقة في هذا المُنتج دمجت مستخلص القهوة مع الكربوهيدرات القابلة للذوبان لتحسين النكهة.

لم تحل مشكلة فائض الإنتاج من القهوة في البرازيل فحسب، بل وأحدثت شركة “نستله” ما عُد ثورة في عالم القهوة سريعة التحضير بفضل “نسكافيه”.

ما أسهم أيضا في رواج القهوة سريعة التحضير وانتشارها في العالم أنها لا تحتاج إلى عملية طهي مطولة. ما عليك إلا سكب الماء الساخن على الخليط وانتهى الأمر، إضافة إلى أن هذا النوع من القهوة كان أقل تكلفة نظرا لانخفاض متطلبات جودة حبوب البن المستعملة فيها.

عمليا بدأ الطلب على القهوة سريعة التحضير في الولايات المتحدة يتزايد بعد الحرب العالمية الثانية، ثم انتشر هذا المشروب الذي لا يحتاج تحضيره إلى وقت في جميع أنحاء العالم.

مسحوق القهوة سريعة التحضير عبارة عن مستخلص جاف من حبوب البن. هذا “الاختراع” مر بعدة مراحل وبدأ بتسجيل أول براءة اختراع لهذه القهوة السريعة في عام 1890 تحت رقم “3518” وكان صاحبها النيوزيلندي ديفيد سترانغ، إلا أن الاختراع مر وقتها دون أن يحظى بأي اهتمام.

لاحقا في عام 1901، اخترع العالم الياباني ساتوري كاتو، وكان يعمل في شيكاغو بالولايات المتحدة، تقنية خاصة بإنتاج مسحوق القهوة سريعة التحضير من حبوب البن.

بعد سنوات قليلة في عام 1906 طور الكيميائي البريطاني من أصل بلجيكي جورج قسطنطين واشنطن، أول قهوة سريعة التحضير لاقت نجاحا تجاريا.

هذا الصنف ويسمى “ريد إي كوفي” طرح في الأسواق عام 1909، وكان الأول من نوعه المنتج على مستوى تجاري. هذه “الماركة” اكتسبت شعبية كبيرة خلال الحرب العالمية الأولى، وعُرفت وقتها باسم “كوب جورج” في حصص الإعاشة في الجيش الأمريكي.

لفترة طويلة كان يطلق على الياباني ساتوري كاتو لقب أول مبتكر للقهوة السريعة، لكن بعد الكشف عن براءة اختراع ديفيد سترانغ، فقد ساتوري مكانة الريادة على الرغم من أنه كان أول من أعلن عن اختراعه علنا.

من المفارقات التقليدية في مثل هذه الاختراعات أن الحاجة أملتها بمشكلة فائض المنتوج البرازيلي من حبوب القهوة، وعززتها الحرب العالية الثانية حين اشترى الجيش الأمريكي كامل إنتاج شركة “نستله” ويزيد حجمه عن مليون علبة سنويا.

الطريقة التقليدية المثالية لتحضير القهوة بسيطة وتتمثل في صب ملعقة أو ملعقتين صغيرتين من مسحوق القهوة في كوب، وإضافة ماء ساخن بحرارة لا تزيد عن 95 درجة مئوية. بعد ترك المشروب لمدة ثلاثة دقائق يمكن إضافة مواد النكهة مثل القرفة أو الهيل والاستمتاع بالمذاق السحري.

القهوة سريعة التحضير مرت بمرحلة “الضرورة في زمن الحرب” ثم استقر بها الأمر منتجا يقبل عليه الجميع. شارك عدة مخترعين في تطويرها وتعزز وجودها في أجواء من الأزمات العالمية، ومع ذلك تبقى رائحتها المميزة والمُنشطة فأل خير وسلام في كل الأوقات.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • القهوة السريعة من الأزمة البرازيلية إلى الحرب العالمية!
  • عمرو دياب يشعل مسرح أبو بكر سالم في الفعاليات المصاحبة لـ ⁧كأس العالم للرياضات الإلكترونية‬⁩..فيديو
  • أقوال الصحف والمواقع الإلكترونية اليوم السبت 26 يوليو 2025
  • ألف فلسطيني "شهداء الغذاء".. غوتيريش: أزمة أخلاقية تتحدى ضمير العالم
  • غوتيريش: ما يجري في غزة أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي
  • أسبوع حافل في كأس العالم للرياضات الإلكترونية.. المنافسة تشتد وسباق الأندية يشتعل
  • العوضي يحرز «فضية» الدوري الخليجي للرياضات الإلكترونية
  • أسبوع حافل في كأس العالم للرياضات الإلكترونية
  • الساكورا" تزيّن جناح اليابان في كأس العالم للرياضات الإلكترونية بالرياض